إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قراءات في شخصية الصديقة الكبرى (عليها السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءات في شخصية الصديقة الكبرى (عليها السلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها، والسر المستودع فيها، والعن ظالميها ومبغضيها..


    بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة الكبرى (صلوات الله وسلامه عليها) يحلو لي إثارة حفنة من التأملات تأتي في سياق قراءة متواضعة لشخصيتها الإلهية المباركة، كي يتسنى لنا استيعاب بعض أبعادها المترامية الجوانب والحدود، ولو بنحو من الأنحاء..

    الحلقة الأولى:

    في أبحاث الحكمة المتعالية (علم الفلسفة الإسلامية) يطرح فلاسفتنا (قدس الله أسرارهم) فكرة عقلية عميقة أسموها بـ(قانون العليّة).. وهذا القانون على جانب من التعقيد والدقة، وقد شرحوه شرحاً مسهباً في مطولاتهم، لا يهمنا استعراضه الآن.

    وفكرة هذا القانون تتمحور في الآتي:

    إذ يقولون: (إن كل معلول في هذا الوجود يحتاج إلى علة) ..

    ومعنى هذا الكلام: أن كل مخلوق وجد في هذا العالم - سواء عرفناه أم جهلناه - لا بد وأن يكون له خالق أوجده، فأنا وأنت وهو .. معلولون لعلة عليا، أي: مخلوقون لخالق هو أعلى منا، وهو الله (تبارك وتعالى).. وكذلك كل ظاهرة كونية هي تأتي معلولة لعلة خارجية عن نظام الكون، ويستحيل في حكم العقل أن يوجد معلول من غير علة !

    وإلى هنا أتصور أن (قانون العلية) في خطه العريض قد اتضح، ولا حاجة إلى تفاصيل تدخلنا في عمق التخصص.

    والمهم في الأمر: أنهم قسموا (العلل) إلى أقسام عديدة، منها: (العلة الإيجادية) و (العلة الإعدادية) و (العلة الغائية) ووو ... وكذلكم في المقابل قسموا (المعاليل) إلى أقسام تقابل تقاسيم (العلة) إلا أنه لا يهمنا شرحها ولا استعراضها الآن.

    ومن بين تلكم التقسيمات لـ(العلة) قسم (العلة الغائية)


    وهو يعني: أنني أنا أصنع هذه السيارة أو هذه الطيارة أو هذا القطار أو ما شابه لـ(غاية) وهدف أصبو إليه، هذه الـ(غاية) هي: الانتقال من مكان معين إلى مكان آخر في زمن قياسي من السرعة.

    إذن: فـ(علة) صنعي واختراعي للسيارة هي: السرعة واستثمار الوقت، وهذه العلة تسمى: (العلة الغائية).

    إذا اتضح هذا فأقول أنا آية الله البهلول :

    لقد ورد في مصادر المسلمين حديث قدسي شريف يخاطب فيه المولى (تبارك اسمه) حبيبه الرسول الأقدس محمداً (صلى الله عليه وآله) بقوله: ( يا محمد.. لولاك لما خلقت الأفلاك) ..

    والذي يفهمه العلماء من ظاهر هذا الحديث المبارك: أن هذا الكون برمته، من أصغر ذراته، إلى أكبر مجراته، إنما هو مخلوق من أجل القديس محمد (صلى الله عليه وآله) .. فهو الغاية القصوى من خلق كل هذا الوجود.

    وهذا المقام النوراني من أبرز مقامات النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهو يحتاج إلى عقلية فيلسوف فقيه كي ما يعطيه حقه من الشرح الذي لا يسع أمثالي استيعابه

    إلا أن الملفت للنظر هو: ورود حديث قدسي آخر في مصادر المسلمين، يخاطب الجليل (جل جلاله) نبيه الأفخم (صلى الله عليه وآله) بقوله: (يا محمد.. لولاك لما خلقت علياً.. ولولا علي لما خلقتك.. ولولا فاطمة لما خلقتكما) .. الله أكبر

    وجود أمير المؤمنين علي (عليه السلام) النوراني والجسماني متوقف على وجود النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) إذ من الواضح أنه (صلى الله عليه وآله) العلة الغائية من هذا الوجود بما فيه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ..

    ولعل توقف وجود شخص النبي (صلى الله عليه وآله) على وجود الأمير (عليه السلام) هو للسنخية المتواجدة في شخصهما (صلى الله وبارك عليهما وآلهما) وذلك باعتبار أن الأمير (عليه السلام) يشكل نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفق الرؤية القرآنية المباركة.

    أو بمعنى: أنه المكمل للمسيرة المحمدية الميمونة في شكلها الملتزم الكامل، فكأنما لولاه (عليه السلام) لما كان لمحمد (صلى الله عليه وآله) ذكر في هذا الوجود.

    أما (ولولا فاطمة لما خلقتكما) فهنا يقف الفكر حائراً منبهراً..

    إذ كيف تكون الزهراء (عليها السلام) علة غائية لخلق (العلة الغائية) من وراء خلق هذا الوجود، بما فيه الصديقة الشهيدة الزهراء البتول (عليها السلام) ..

    هذا سؤال كبير، يحتاج منا إلى تأمل وتفكر، عله تشملنا العناية الإلهية لفهم بعض أسرار هذا المقام النوراني العظيم.

    وتقبلوا محبة (البهلول) لحين تأمل آخر
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X