بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
حقيقة ماجرى على سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء{ع}
بقلم: الامين العام لجمعية بني هاشم العالمية
العلامة السيد محمد علي الحسيني
www.alhusseiny.org
وأفضل الصلاة والتسليم على النبيّ محمَّد المختار، وعلى آله الأبرار، لاسيَّما سيدتنا ومولاتنا فاطمة، ابنة طه وزوجة المرتضى وأُم الحسنين والجنين المسقط بين الحائط والباب محسن.
صلوات الله عليهم أجمعين واللعنة الدائمة على من
آذاهم إلى قيام يوم الدين.
شهر جمادى شهر شهادة وديعة رسول الله (ص)، سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (س)، الّتي رحلت عن هذه الدنيا وهي مظلومة مغصوب حقُّها، ومسقط جنينها، لذا أوصت بأن يُخفى قبرها ليكون دلالة واضحة وشاهداً أبداً على عدم رضاها، بل وسخطها على كل من آذاها وظلمها، ولم يراعِ حقَّها; فإنَّ فاطمة (س)يرضى الله لرضاها ويسخط لسخطها.
ونحن ـ نسأل الله أنّ نكون من شيعتها ـ موالين لها ولبعلها ونبيِّها،
نفرح لفرحها ونحزن لحزنها.
وفي شهر جمادى، يعمّ الحزن الأكبر بشهادتها ـ روحي لها الفداء ـ فعلينا جميعاً سَّنةً وشيعة إقامة العزاء وقراءة سيرة ومظلومية خير النساء. لنقول لها: نحن سلمٌ لمن سالمكم، وحربٌ لمن حاربكم، وعدوٌ لمن عاداكم. فنجدِّد المصيبة الّتي بعدها تهون كلُّ المصائب، فإذا كانت خير النساء بنت طه خاتم الأنبياء (ص)تضرب ويسقط جنينها، ويحرق بابها، ويغصب حقُّها، وهي الموصى بها، بل وديعة رسول الله (ص)، فكل مصيبة بعدها هينة.
وأحببنا أن نساهم في إحياء ذكرى مصابها فكتبنا ما يتيسر أي بعض ما جرى على مولاتنا فاطمة (س)، من غصب فدك، وهجوم الدار.
فانها قاست بعد أبيها من الظلمِ والأذى ما لا يُطاقُ، فخرجْت من الدنيا مألومةً مظلومةً ممنوعةَ إرثها مظلوماً بعلُها مكسوراً ضلُعها مسقطاً جنينها.
فهذه بعضٌ من مصائبِ الزهراء (س)، في ما جرى عليها في أيامِ حياتِها، أمّا التفصيلُ فنقول: إنَّ الزهراءُ (س)مُنعت من أخذِ إرثِها الّذي هو أرضٌ تُسمّى فدكاً قد أعطاها النبيُّ (ص) للزهراء (س)فبعد موتِ النبيّ (ص)رفضَ الخلفاءُ أن تأخذَ الزهراءُ فدكاً بحُجَّةِ أنَّ الأنبياءَ لا يورّثون فردَّت عليهم الزهراء وأحضرت الشهود، إلا أنّ مسألةَ فدك كانت مسألةً كبيرةً، لأنّ فدكاً تحتوي على كلِّ ما ينبتُ في الأرضِ، وفيها كثيرٌ من الخيرِ، فلو أنّ فاطمةَ (س)أخذت فدكاً لكانت دَعمت شيعةَ عليٍّ منها لكي يقاوموا الخلفاءِ، فمنعوها من أخذِ إرثها فهذا معنى «الممنوعةِ إرثُها».
أما «المظلومُ بعلُها» فكلُّ الناسِ في ذاك الزمانِ، الذين كانوا مع رسول الله (ص)يعرفون منزلةَ عليٍّ (ع)، حيثُ قال له (ص): يا عليُّ أنت منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى، أي كما كان هارون وصِيّاً للنبيِّ موسى (ع)، كذلك أنت الوصيُ بعدي يا عليُ .
فهذا الحديثُ الصحيحُ السندِ يُؤكّدُ على أنَّ الوصيَّ بعد رسولِ الله هو عليٌ، ولا يجوزُ لأحد أن يَدّعيَ غيرَ ذلك، والمنكرُ لإمامةِ عليٍّ (ع)مُنكرٌ لِنُبوَّةِ محمَّد (ص)، والمنكرُ لنبوَّةِ محمَّد فهو كافرٌ، فما وقعَ بعد رحلةِ رسولِ الله إلى ربِّهِ أحداثٌ مؤلمةٌ، وانتهت إلى بيعةِ الناسِ لأبي بكر وعَزلِ عليٍّ (ع)عن الخلافةِ المنصوصةِ من قِبل النبيِّ (ص)، فجلسَ عليٌ في دارِهِ كما وصَّاهُ رسولُ الله (ص)، مظلوماً وهذا معنى المَظلومِ بَعْلُها.
أمَّا «المكسورُ ضلُعها، المسقطُ جنينَها» قال عُمرٌ لأبي بكر: يا هذا، إنّ الناس جميعاً قد بايعوك إلاَّ علياً، فابعث إليه قُنفذاً، فبعثا إليه فأبى عليٌ (ع)، فوثبَ عُمرُ غضبان ونادى خالدَ بنُ الوليد وقنفذَ فأمرهما أن يحملا حطباً وناراً.
تقول الروايةً: أقبل عُمرُ حتّى انتهى إلى بابِ عليٍّ (ع)، وفاطمةُ قاعدةٌ خلفَ البابِ قد عصّبت رأسَها ونحلَ جسمَها بعد وفاةِ رسولِ الله (ص)، فأقبل عُمرُ حتّى ضَربَ البابَ ثُمَّ نادى: يا ابن أبي طالب، افتحْ البابَ .
فقالت فاطمةُ (ع)يا عُمَرُ، مالك لا تَدعُنا ومانحن فيه. قال: افتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم، فقيل: إنّ فيه فاطمةَ الّتي يَرضى اللهُ لرضاها ويغضبُ لغضبها، فيقول: وإنْ .
أحرقوا الحطبَ فاختبأت الزهراءُ وراء الباب لتمنعَهم من الدُّخولِ، لكي لا يأخذو عليّاً وحالت بينهم وبين البابِ، فخلعوا الباب فعصروها بين الحائط والباب، فنبت المسمارُ بصدرِ الزَّهراءِ، وكسرو ضلعها، وأسقطت جنينَها، رحم اللهُ مَن قالَ: وافاطمتاه وامحسناه فأُغمي عليها فدخلوا الدارَ وقادوا أميرَ المؤمنين بِنَجادِ سيفه. يقولُ سلمانُ: كنت واقفاً وإذا بأميرِ المؤمنين بَهذهِ الحالةِ، فقلت في نفسي: أهذا أمير المؤمنين؟ أهذا أسَدُ اللهِ ورسولُهِ؟ أهذا قاتلُ مرحب؟ أهذا قاتل عَمرو؟ أهذا الّذي ناداه جبرائيل: لا فتى إلا عليّ ولا سيف إلاّ ذو الفقار، وإذا بصوتِ أميرِ المؤمنين: يا سلمانُ، أو تعجبُ من هذا؟ قال: وكيف لا أعجبُ وأنت بهذهِ الحالةِ، قال: يا سلمانُ الا أخبرُك بشيء أعظمُ من هذا؟ قال سيِّدي أوَ يُوجدُ شيءٌ أعظمٌ من هذا؟ قال: بلى يا سلمانُ، التفت خلفك فانظر ماذا ترى؟ يُقولُ سلمانُ: نظرتُ خلفي وإذا بخالد يضربُ فاطمةَ على رأسِها ومنكبيها.
فكانت الزهراء{ع} شهيدةً على كلِّ الذين ظلموا بعلَها ومنعوا إرثَها وكسروا ضلَعها فإنَّ رضاها رضى رسولِ الله، وسخطَها، وغضَبها غضبُ رسولِ الله وغضبُ رسولِ الله غضبُ اللهِ، فالزهراء مَنَعت القومَ من حضورِ تشييعها ومعرفةِ قبرِها.
السيد محمد علي الحسيني
الوحدة الاعلامية
جمعية بني هاشم العالمية
www.banihashem.org
هاتف:009613961846
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
حقيقة ماجرى على سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء{ع}
بقلم: الامين العام لجمعية بني هاشم العالمية
العلامة السيد محمد علي الحسيني
www.alhusseiny.org
وأفضل الصلاة والتسليم على النبيّ محمَّد المختار، وعلى آله الأبرار، لاسيَّما سيدتنا ومولاتنا فاطمة، ابنة طه وزوجة المرتضى وأُم الحسنين والجنين المسقط بين الحائط والباب محسن.
صلوات الله عليهم أجمعين واللعنة الدائمة على من
آذاهم إلى قيام يوم الدين.
شهر جمادى شهر شهادة وديعة رسول الله (ص)، سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (س)، الّتي رحلت عن هذه الدنيا وهي مظلومة مغصوب حقُّها، ومسقط جنينها، لذا أوصت بأن يُخفى قبرها ليكون دلالة واضحة وشاهداً أبداً على عدم رضاها، بل وسخطها على كل من آذاها وظلمها، ولم يراعِ حقَّها; فإنَّ فاطمة (س)يرضى الله لرضاها ويسخط لسخطها.
ونحن ـ نسأل الله أنّ نكون من شيعتها ـ موالين لها ولبعلها ونبيِّها،
نفرح لفرحها ونحزن لحزنها.
وفي شهر جمادى، يعمّ الحزن الأكبر بشهادتها ـ روحي لها الفداء ـ فعلينا جميعاً سَّنةً وشيعة إقامة العزاء وقراءة سيرة ومظلومية خير النساء. لنقول لها: نحن سلمٌ لمن سالمكم، وحربٌ لمن حاربكم، وعدوٌ لمن عاداكم. فنجدِّد المصيبة الّتي بعدها تهون كلُّ المصائب، فإذا كانت خير النساء بنت طه خاتم الأنبياء (ص)تضرب ويسقط جنينها، ويحرق بابها، ويغصب حقُّها، وهي الموصى بها، بل وديعة رسول الله (ص)، فكل مصيبة بعدها هينة.
وأحببنا أن نساهم في إحياء ذكرى مصابها فكتبنا ما يتيسر أي بعض ما جرى على مولاتنا فاطمة (س)، من غصب فدك، وهجوم الدار.
فانها قاست بعد أبيها من الظلمِ والأذى ما لا يُطاقُ، فخرجْت من الدنيا مألومةً مظلومةً ممنوعةَ إرثها مظلوماً بعلُها مكسوراً ضلُعها مسقطاً جنينها.
فهذه بعضٌ من مصائبِ الزهراء (س)، في ما جرى عليها في أيامِ حياتِها، أمّا التفصيلُ فنقول: إنَّ الزهراءُ (س)مُنعت من أخذِ إرثِها الّذي هو أرضٌ تُسمّى فدكاً قد أعطاها النبيُّ (ص) للزهراء (س)فبعد موتِ النبيّ (ص)رفضَ الخلفاءُ أن تأخذَ الزهراءُ فدكاً بحُجَّةِ أنَّ الأنبياءَ لا يورّثون فردَّت عليهم الزهراء وأحضرت الشهود، إلا أنّ مسألةَ فدك كانت مسألةً كبيرةً، لأنّ فدكاً تحتوي على كلِّ ما ينبتُ في الأرضِ، وفيها كثيرٌ من الخيرِ، فلو أنّ فاطمةَ (س)أخذت فدكاً لكانت دَعمت شيعةَ عليٍّ منها لكي يقاوموا الخلفاءِ، فمنعوها من أخذِ إرثها فهذا معنى «الممنوعةِ إرثُها».
أما «المظلومُ بعلُها» فكلُّ الناسِ في ذاك الزمانِ، الذين كانوا مع رسول الله (ص)يعرفون منزلةَ عليٍّ (ع)، حيثُ قال له (ص): يا عليُّ أنت منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى، أي كما كان هارون وصِيّاً للنبيِّ موسى (ع)، كذلك أنت الوصيُ بعدي يا عليُ .
فهذا الحديثُ الصحيحُ السندِ يُؤكّدُ على أنَّ الوصيَّ بعد رسولِ الله هو عليٌ، ولا يجوزُ لأحد أن يَدّعيَ غيرَ ذلك، والمنكرُ لإمامةِ عليٍّ (ع)مُنكرٌ لِنُبوَّةِ محمَّد (ص)، والمنكرُ لنبوَّةِ محمَّد فهو كافرٌ، فما وقعَ بعد رحلةِ رسولِ الله إلى ربِّهِ أحداثٌ مؤلمةٌ، وانتهت إلى بيعةِ الناسِ لأبي بكر وعَزلِ عليٍّ (ع)عن الخلافةِ المنصوصةِ من قِبل النبيِّ (ص)، فجلسَ عليٌ في دارِهِ كما وصَّاهُ رسولُ الله (ص)، مظلوماً وهذا معنى المَظلومِ بَعْلُها.
أمَّا «المكسورُ ضلُعها، المسقطُ جنينَها» قال عُمرٌ لأبي بكر: يا هذا، إنّ الناس جميعاً قد بايعوك إلاَّ علياً، فابعث إليه قُنفذاً، فبعثا إليه فأبى عليٌ (ع)، فوثبَ عُمرُ غضبان ونادى خالدَ بنُ الوليد وقنفذَ فأمرهما أن يحملا حطباً وناراً.
تقول الروايةً: أقبل عُمرُ حتّى انتهى إلى بابِ عليٍّ (ع)، وفاطمةُ قاعدةٌ خلفَ البابِ قد عصّبت رأسَها ونحلَ جسمَها بعد وفاةِ رسولِ الله (ص)، فأقبل عُمرُ حتّى ضَربَ البابَ ثُمَّ نادى: يا ابن أبي طالب، افتحْ البابَ .
فقالت فاطمةُ (ع)يا عُمَرُ، مالك لا تَدعُنا ومانحن فيه. قال: افتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم، فقيل: إنّ فيه فاطمةَ الّتي يَرضى اللهُ لرضاها ويغضبُ لغضبها، فيقول: وإنْ .
أحرقوا الحطبَ فاختبأت الزهراءُ وراء الباب لتمنعَهم من الدُّخولِ، لكي لا يأخذو عليّاً وحالت بينهم وبين البابِ، فخلعوا الباب فعصروها بين الحائط والباب، فنبت المسمارُ بصدرِ الزَّهراءِ، وكسرو ضلعها، وأسقطت جنينَها، رحم اللهُ مَن قالَ: وافاطمتاه وامحسناه فأُغمي عليها فدخلوا الدارَ وقادوا أميرَ المؤمنين بِنَجادِ سيفه. يقولُ سلمانُ: كنت واقفاً وإذا بأميرِ المؤمنين بَهذهِ الحالةِ، فقلت في نفسي: أهذا أمير المؤمنين؟ أهذا أسَدُ اللهِ ورسولُهِ؟ أهذا قاتلُ مرحب؟ أهذا قاتل عَمرو؟ أهذا الّذي ناداه جبرائيل: لا فتى إلا عليّ ولا سيف إلاّ ذو الفقار، وإذا بصوتِ أميرِ المؤمنين: يا سلمانُ، أو تعجبُ من هذا؟ قال: وكيف لا أعجبُ وأنت بهذهِ الحالةِ، قال: يا سلمانُ الا أخبرُك بشيء أعظمُ من هذا؟ قال سيِّدي أوَ يُوجدُ شيءٌ أعظمٌ من هذا؟ قال: بلى يا سلمانُ، التفت خلفك فانظر ماذا ترى؟ يُقولُ سلمانُ: نظرتُ خلفي وإذا بخالد يضربُ فاطمةَ على رأسِها ومنكبيها.
فكانت الزهراء{ع} شهيدةً على كلِّ الذين ظلموا بعلَها ومنعوا إرثَها وكسروا ضلَعها فإنَّ رضاها رضى رسولِ الله، وسخطَها، وغضَبها غضبُ رسولِ الله وغضبُ رسولِ الله غضبُ اللهِ، فالزهراء مَنَعت القومَ من حضورِ تشييعها ومعرفةِ قبرِها.
السيد محمد علي الحسيني
الوحدة الاعلامية
جمعية بني هاشم العالمية
www.banihashem.org
هاتف:009613961846