الطموح إلى الهاوية

يحكى ستيفن كوفي في كتابه الرائع إدارة الأولية أنه منذ عدة سنوات أعلن أحد الأشخاص لزملائه وأقربائه أن هدفه للعام القادم هو أن يكسب مليون دولار. كان هذه الرجل من رجال الأعمال المبدعين, يؤمن بالحكمة القائلة ( أعطني فكرة جيدة وأنا اكسب مليوناً )عمل هذا الرجل على تطوير وتسجيل منتج مبتكر له علاقة بالرياضة البدنية ودار في كل المناطق ليبيعه. أحياناً كان يأخذ أحد أولاده معه لمدة طويلة خلال هذه الرحلات, اشتكت زوجته إليه من أخذ الأولاد معه لأنهم بعد عودتهم من الرحلة يصبحون أكثر إهمالاً لدروسهم وواجباتهم المدرسية ولأن الأطفال يرون أن هذا الأسبوع الذي يسافرون فيه مع أبيهم مجرد إجازة فلا يقومون بما يجب أن يقوموا به.
في نهاية العام أعلن هذا الرجل أنه حقق هدفه وكسب المليون دولار!
ولكن بعد ذلك بقليل
طلق زوجته وأدمن اثنان من أبنائه المخدرات بينما خرج الثالث ولم يعد! باختصار تفككت العائلة تماماً.
لم يخطىء الرجل حين وضع له هدفاً وسعى بكل قوة لتحقيقه ولكن أنه ركز كل جهده ووجدانه على هدف واحد وأصبح يقيس كل شيء من خلال هذا الهدف ونسي أن يحسب التكاليف الإجمالية لبقية حياته
لقد كلفه هذا المليون دولار ما هو أغلى من المليون.
لقد وضع سلم النجاح في الحائط الخطأ لقد أخطأ في تقدير أهمية الأدوار المختلفة ورتبها بشكل ألغى معه كل دور أمام دور الكسب والإنفاق ألغى دورة كأب مسئول عن أسرة لكل فرد منها حق فيه كأب لا فيما يكسب فقط.
ألغى دوره كحارس لهذه الأسرة فتركها فريسة سهلة للتفكك والانحراف فتفككت وخسرها فخسر معها كل طعم للنجاح.
إنا نجاحنا العائلي يلعب دوراً رئيسياً في نجاحتنا المختلفة إذا لا يمكن أن نستمتع بنجاحنا المهني أو المالي أو الاجتماعي إن كنا خلفنا وراءنا أسر مهترئة متناثرة..
نقلا من مجلة شهد الفتيات
تعليق