سكنت في قلبي الهمم
وتفحش في رأسي الألم

فألجأ اللهم في كل بلاء
ولا أقوى على غير الرجاء

أحمد الله جهراً في سهد البهاء
وشكوته حباً في كل شتات

أحببت الحب وصيتاً ووفاء
وهي عبداً ومثيل الضعفاء

فقويت بقوتها ألماً وشقاء
وعلمت وتعلمت حبها بعناء

وإن رحلت فإني أعود للسماء
وعيني تفيض بذكر سيد الشهداء

وأعلم بأنني في قرارتي صفاء
وإني لم أخن الله فيها بزدراء

وعاندت نفسي وكسرت الغطاء
وأظهرت حبي عمداً طلباً للشفاء

فمرضت ووهن عظمي دقاء
فعدوت عدو المحب بذكاء

قلت لها الدين عمداً وعماد
وسكنت في قلبها بزهاء

وقلبها من جل حبه روح العطاء
ونمى فيها الخير إقتناعاً وإعتلاء

ولكن لكل شيطانٍ قناع
فزاد على الحال حتى حل البلاء

رجوت الإبتعاد حزناً وبكاء
وكسرت نفسي بكل وفاء

فلن أحب غيرها وإن حل الداء
وإن كان صرف الدواء عطية البخلاء

سكنت في نفسي الأحزان
وجالت في خلجي الأشجان

وطال غدر الزمان بلا إستثناء
ووصل الحال بنا حتى الإنتهاء

فرجعت راجياً الله بكل إقتناع
لا يحل بين الطيب والطيبة إلا البقاء

إن لم يحن وقت الحق للإعتلاء
إستعنت بتاريخ الأشراف وريحانة الزهراء

فعلمت أن الحسين عند الله باق
وعلمت أني بالحسين شجاع

فيا حبي طال البقاء والفراق
فيا بقاء وأما الفراق دواء

وإن كان الفراق دواء
فإن الموت سيده عند الشفاء

الحمد لله ورجعت لقولي بإقتناع
موكلاً مري وأمرها بلا عناء

فهذا النصيب أمره عند الرجاء
وهذا الدمع ينصب بلا شفاء

وها هي بعيدة يسكن قلبها الجفاء
وتعلم حق الله أن لا يأمر بالفحشاء

فهل كان طريقي ظلام وزهاق
أم كنت في حالتي جل الوفاء

الرحمة من الله عز قلبي الشجاع
وجعل في قلبه وقلبها حب الكتاب

نقرأه ونتعلم اللجوء له من كل داء
وفيه كل الأدلة وفيه صحيح البقاء

والحمد لله لإني كسرت الغطاء
وقلت لها الحق مستشداً بالشرفاء

فيا دمع هيا وإن حل الفراق
ويا حزن مت فإنه لا فوات للبقاء

وإن أتى قطار الوحشة واللقاء
فإني بإنتظاره من فجر الصباح

وإن كان القصد لديك الفراق
وتطمعين ما يطعمك كل إغتراء

وتجدين في حالك هذا إعتلاء
والشيطان وسيلة بيننا وبعد الملاك

بهذا لسوف أعلن موتي بكل إقتناع
فقد جف الماء زهرتي ولله البقاء


أحبك


تحفة الجواهر
لأمير الحكماء