بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الخليفة الراشد و المصلح الكبير
عمر بن عبد العزيز
الدكتور محمد الصّلاّبي
الصفحة 107
و أما ما تذكره كتب التاريخ أن ولاة بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز كانوا يشتمون عليّاً و هذا الأثر الذي ذكره ابن سعد لا يصح ،
قال ابن سعد : أخبرنا علي ابن محمد ، عن لوط بن يحيى قال : كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون عليّاً رضي الله عنه ، فلما ولي هو – عمر بن عبد العزيز – أمسك عن ذلك فقال كثير عزة الخزاعي:
و ليت فلم تشتم علياً و لم تخف برياً و لم تتبع مقالة مجرم
تكلمت بالحق المبين و إنمــــا تبين آيات الهدى بالتكلم
فصدّقت معروف الذي قلت بالذي فعلت فأضحى راضياً كل مسلم
فهذا الأثر واه ، فعلي بن محمد هو المدائني فيه ضعف و شيخه لوط بن يحيى واه بمرة ، قال عنه يحيى بن معين : ليس بثقة ، و قال أبو حاتم : متروك الحديث و قال الدارقطني : أخباري ضعيف ووصفه صاحب الميزان : أخباري تالف لا يوثق به . و عامة رواته عن الضعفاء و الهلكى والمجاهيل .
وقد اتهم الشيعة معاوية رضي الله عنه بحمل الناس على سب علي رضي الله عنه و لعنه فوق منابر المساجد ، فهذه الدعوة لا أساس لها من الصحة ، والذي يقصم الظهر أن الباحثين قد التقطوا هذه الفرية على هوانها دون إخضاعها للنقد و التحليل ، حتى صارت عند المتأخرين من المسلًمات التي لا مجال لمناقشتها علماً بأنها لم تثبت قط في رواية صحيحة ، و لا يعول على ما جاء في كتب الدميري ، و اليعقوبي ، و أبي الفرج الأصفهاني ،علماً بأن التاريخ الصحيح يؤكد خلاف ما ذكره هؤلاء, و من احترام و تقدير معاوية لأمير المؤمنين علي و أهل بيته الأطهار ، فحكاية لعن علي على منابر بني أمية لا تتفق مع منطق الحوادث و لا طبيعة المتخاصمين ، فإذا رجعنا إلى الكتب التاريخية المعاصرة لبني أمية ، فإننا لا نجد فيها ذكرا لشيء من ذلك أبداً ، و إنما نجده في كتب المتأخرين الذين كتبوا تاريخهم في عصر بني العباس يقصد أن يسيئوا إلى سمعة بني أمية في نظر الجمهور الإسلامي و قد كتب ذلك المسعودي في مروج الذهب و غيره من كتًاب الشيعة و قد تسربت تلك الأكذوبة إلى كتب تاريخ أهل السنة و لا يوجد فيها رواية صحيح. فهذه دعوة مفتقرة إلى صحة النقل ، و سلامة السند من الجرح ، و المتن من الاعتراض ، و معلوم وزن هذه الدعوة عن المحققين و الباحثين
كتاب الخليفة الراشد و المصلح الكبير
عمر بن عبد العزيز
الدكتور محمد الصّلاّبي
الصفحة 107
و أما ما تذكره كتب التاريخ أن ولاة بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز كانوا يشتمون عليّاً و هذا الأثر الذي ذكره ابن سعد لا يصح ،
قال ابن سعد : أخبرنا علي ابن محمد ، عن لوط بن يحيى قال : كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون عليّاً رضي الله عنه ، فلما ولي هو – عمر بن عبد العزيز – أمسك عن ذلك فقال كثير عزة الخزاعي:
و ليت فلم تشتم علياً و لم تخف برياً و لم تتبع مقالة مجرم
تكلمت بالحق المبين و إنمــــا تبين آيات الهدى بالتكلم
فصدّقت معروف الذي قلت بالذي فعلت فأضحى راضياً كل مسلم
فهذا الأثر واه ، فعلي بن محمد هو المدائني فيه ضعف و شيخه لوط بن يحيى واه بمرة ، قال عنه يحيى بن معين : ليس بثقة ، و قال أبو حاتم : متروك الحديث و قال الدارقطني : أخباري ضعيف ووصفه صاحب الميزان : أخباري تالف لا يوثق به . و عامة رواته عن الضعفاء و الهلكى والمجاهيل .
وقد اتهم الشيعة معاوية رضي الله عنه بحمل الناس على سب علي رضي الله عنه و لعنه فوق منابر المساجد ، فهذه الدعوة لا أساس لها من الصحة ، والذي يقصم الظهر أن الباحثين قد التقطوا هذه الفرية على هوانها دون إخضاعها للنقد و التحليل ، حتى صارت عند المتأخرين من المسلًمات التي لا مجال لمناقشتها علماً بأنها لم تثبت قط في رواية صحيحة ، و لا يعول على ما جاء في كتب الدميري ، و اليعقوبي ، و أبي الفرج الأصفهاني ،علماً بأن التاريخ الصحيح يؤكد خلاف ما ذكره هؤلاء, و من احترام و تقدير معاوية لأمير المؤمنين علي و أهل بيته الأطهار ، فحكاية لعن علي على منابر بني أمية لا تتفق مع منطق الحوادث و لا طبيعة المتخاصمين ، فإذا رجعنا إلى الكتب التاريخية المعاصرة لبني أمية ، فإننا لا نجد فيها ذكرا لشيء من ذلك أبداً ، و إنما نجده في كتب المتأخرين الذين كتبوا تاريخهم في عصر بني العباس يقصد أن يسيئوا إلى سمعة بني أمية في نظر الجمهور الإسلامي و قد كتب ذلك المسعودي في مروج الذهب و غيره من كتًاب الشيعة و قد تسربت تلك الأكذوبة إلى كتب تاريخ أهل السنة و لا يوجد فيها رواية صحيح. فهذه دعوة مفتقرة إلى صحة النقل ، و سلامة السند من الجرح ، و المتن من الاعتراض ، و معلوم وزن هذه الدعوة عن المحققين و الباحثين
تعليق