عزيزتي البدور
أشكركِ على هذا الطرح القيم والذي يمثل أهم دعامة في إرساء قواعد السعادة الزوجية
وصرحا مني على تأدية واجبي نحو عالم الأسرة فإنني اود أن أرفق هذا البحث القيم
فوائد المشاكل الزوجية :
هناك أربعة ( 4 ) أنواع من الفوائد
1 ـ الفوائد المكتسبة الزوجية
2 ـ الفوائد الشخصية .
3 ـ الفوائد النفسية .
4 ـ الفوائد الإيمانية .
(1)الفوائد المكتسبة الزوجية :
1ـ فهم النفسيات :
عند حدوث مشكلة فإن كل طرف يتعرف على نفسية الطرف الآخر ، فالإنسان كلما كبر تغيرت صفاته ونفسيته وحاجاته وهنا جد مهم الاحتكاك لمعرفة التغييرات التي حدثت فيصلوا لمعرفة ذلك عن طريق المشكلة الزوجية . فالأزواج الجدد يختلفون عن القدامى ولكل منهم حاجات ونفسية مختلفة وهكذا .
2 ـ بهارات الحياة :
المشكلة كالبهارات تضفي على الحياة الزوجية تغيير في الشكل العام والمتبع وتغير الوضع الذي اعتادوا عليه ، وهي مثل بهارات الأكل تضفي على الأكل نكهة وطعم متغير ومميز ، فالأزواج يحتاجوا للاحتكاك للحصول على هذه البهارات ، ولكن يجب الانتباه فلو زادت هذه البهارات على الأكل فإن الأكلة لن يأكلها أحد ومثل ذلك الخلافات والمشاكل الزوجية إذا زادت عن حدها أصبحت غير مفيدة .
3 ـ الصندوق الأسود :
هذا الصندوق موجود كما نعرف بالطائرات ، فإذا حدث طارئ أو سقطت الطائرة فحتى يعرفوا الأسباب يرجعوا للصندوق الأسود وهكذا في الحياة الزوجية عند حدوث مشكلة فإن الزوجين يطلع كل منهم الملفات القديمة بالصندوق ، وتطلع المواقف والقصص وبالتالي يسمع الزوج أشياء لم يكن ليسمعها من زوجته لو لم تحدث هذه المشكلة وكذلك الزوجة تسمع من الزوج مواقف لم يكن راضي عنها أو أغضبته فيها ولم يتحدث عنها من قبل ، وبذلك تصفى النفوس ويحدث تصفية لهذه المواقف ويصبح الصندوق خالي من المواقف ويصير صندوق أبيض بعد إخراج المواقف السلبية منه .
4 ـ التقارب الزوجي :
عند حدوث المشكلة يبدأ التعارف كأنه من جديد ، لأن الزوج يبدأ يتكلم عن إيجابياته وسلبياته ، وكذا الزوجة .
والسؤال : ما الذي يجعل فجوة بينك وبين الآخرين ؟ الإجابة هي : عدم المعرفة .
فكونك جاهل بالآخرين تكون خائف منهم ، لاتعرف عنهم شيء من صفات الغضب أو الصبر أو التحمل وماشابه ، وكلما عرفت عنهم أكثر كلما قربت منهم أكثر وكذلك الزوجين .
5 ـ عدم الاستغناء :
وهذا مفهوم كبير جداً ، والاستغناء موجود لدى الرجال أكثر منه لدى النساء ، فالرجل عندما يكبر وتستقر أوضاعة المالية والزوجية ويكبر الأبناء هنا ينظر على أنه غير محتاج لأحد ، وكذلك الزوجات ولكن بصورة أقل كما قلنا .
والسؤال : متى يشعر الزوج انه لايستطيع الاستغناء عن زوجته ؟ الإجابة هي : عند حدوث مشكلة ويصير فراق بينهما فيتألم على الفراق ، بحيث تنام الزوجة بغرفة النوم وهو بالصالة ولايتكلمان مع بعض أو قد يأكل خارج المنزل وهنا يبدأ الزوج يعيد ترتيب أوراقة ويتذكر الأيام الخوالي وكيف كان مرتاح مع زوجته وكيف أن كل شيء كان مهيأ له ، وكذا الزوجة فيبدأ يستشعر الزوجان عدم القدرة على الاستغناء عن بعضهما .
6 ـ فحص المعادن :
عند حدوث مشكلة يفكر الزوج بأصدقائه والمقربين منه أو مستشار نفسي أو شيخ يلجأ إليه ويبدأ يتكلم عن المشكلة ويبدأ يعطيه أسراره وبالتالي يتضح له الطرف الآخر الذي حكى له مشكلته هل هو كفئ لاستئمانه على أسراره وهل هو موضع ثقة لذلك ، ويكون هذا فحص لإخلاص الأصدقاء وتعاونهم وهل يتأثر له أم لايهتم لمشكلته .
7 ـ الهدايا والعطايا :
عند حدوث المشكلة يخيم الصمت عليهما ، ولايتحدثان أو يجلسان مع بعض ، وهنا كيف يمكنهما حل المشكلة والبدء بالحديث مع بعض وفي هذا الموقف تبرز أهمية الهدية بحيث يأتي الزوج بهدية ويعطيها للزوجة ويقول هذي لك وهي غالية من غلاك وتبدأ الزوجة تدلل فيقوم بالمحاولة معها ويعطيها من الكلام الحلو . فتكون الهدية لكسر حاجز الصمت ، ويكون للهدية هنا وضع آخر .
8 ـ للحب طعم آخر :
عند الاختلاف لأي مشكلة كانت ، وتتوتر العلاقة الزوجية ، فيبدأن بعدم الحديث مع بعضهما البعض وينام كل منهما على طرف السرير ، وبعد زوال الخلاف يبدأ الزوج يتكلم عن مشاعره وأحاسيسه خلال الفترة التي كانوا فيها متخاصمين وكيف كان متضايق وفي العمل كان زملائه ينادون عليه وهو سارح غير منتبه وكذلك الزوجة كيف كان وضعها عندما كان يخرج ويتركها بالبيت فتبقى خائفة وكانت ماتنام وقاعد تفكر وتكلم نفسها ، فيصبح للحب طعم آخر لايجدون لذته تلك إلا بعد حدوث مشكلة وزوالها .
9 ـ أهل الزوجين :
عند حدوث مشكلة يعرف الزوج والزوجة قيمة أهلهم ، وكذلك قيمتهم عند أهلهم وهل هي عالية أو عادية ، وكذلك يبدأ يتعرف الزوج على أهل زوجته على أبيها هل هو حكيم ويتصرف بحكمة في مثل هذه مواقف ويتعرف على أمها هل هي حكيمة أم متهورة بحيث تساند أبنتها حتى لو طلبت الطلاق أو شروط صعبة للصلح ، وكذلك الزوجة مثل ذلك .
( 2 ) الفوائد الشخصية :
الدخول في المشاكل وبعد الخروج منها تساعد في تطوير الذات وتنمية الشخصية ، وهناك 9 فوائد وأكثر للشخصية من المشاكل الزوجية :
1 ـ المستشار المجاني :
بحدوث المشكلة بين الزوج والزوجة فإن ذلك يضيف إلى رصيدهم المعرفي ، رصيد من المهارات وكم كبير من الخبرات والتجارب ، بحيث يصبح الزوجان خبراء في إدارة المشاكل والتعامل معها فيما بعد ، ويستطيعان تقديم الاستشارة المجانية لمن حولهم من أقارب وأصدقاء أو أبناء وبنات وذلك بما لديهم من رصيد معرفي وتجارب يستثمروه في إصلاح العلاقات لدى أنفسهم أولاً ولدى الغير .
2 ـ الوقاية المستقبلية :
عند حدوث المشكلة فإن الزوج والزوجة يتعرفان على الطرف الآخر بشكل أفضل من خلال المشكلة بحيث يحسن التعامل معه في المستقبل لمعرفته أن هذا الوضع يحبه الطرف الآخر أو يكرهه وبالتالي إما يعمله له أو يتجنبه وهنا لا يعودا للوقوع في المشكلة من جديد .
3 ـ الأهداف المشتركة :
طبيعة الشخص انه لا يتكلم عن أهدافه وطموحاته وآماله إلا إذا مر في ضائقة نفسية ، وهنا يبدأ بالتذمر والحديث عن ذلك أو يتحدث بلغة الأمنية في تحقيق هذه الطموحات التي لم تتحقق وأن السبب يعود للطرف الآخر فقد أعاقه عن تحقيقه أو أنه لا يساعده بالشكل المطلوب ،وهنا يكون وضوح وبالتالي يتعرف الزوج أو الزوجة على طموح وأهداف الطرف الآخر ويستطيعان تحديد ذلك والحديث عن أساليب وطرق لتحقيقها ويكون لديهم بذلك هدف مشترك .
4 ـ السلبيات والإيجابيات :
بحدوث المشكلة يتعرف كل طرف على نقاط الضعف ويتعرف على سلبياته أو ايجابياته مثل سعة الصدر والتحمل والصبر أو الغضب واستخدام العنف والقوة .
5-الروح الرياضية :
تخيل أن الزوج والزوجة لابسين ملابس رياضية وجالسين في الصالة وحولهم الأولاد بين مشجع وحكم وماشابه ، فعند وقوع مشكلة أو خصام فإن مثل هذه المشاكل تعلمهم الروح الرياضية وهي تقبل الوضع وعدم الهروب
فلا يهرب الزوجان من المشكلة بل عليهما مواجهتها والحصول على حلول وعليهما تقبل نقد وخصام أو تذمر الطرف الآخر من شيء ما ، ويقوم الزوجان باستيعاب المشكلة وفهمها وإيجاد حلول لها .
6 ـ مهارات سلوكية :
الحياة الزوجية مثل مدرسة أو مركز تدريبي يدخل فيها الزوجان لاكتساب مهارات مثل الصبر والتضحية وهذه السلوكيات لن يحصلا عليها حتى تحدث مواقف بينهما وهي التي تكشف للشخص أن لديه هذه المهارة أو تجعله يكتسبها ، مثل ضبط النفس والحلم والتسامح وكلها أمور يكتسبها من مواقف عملية واحتكاك زوجي ولاتكتسب بالقراءة والاطلاع .
بل لابد من المرور بمواقف يفشل فيها مرة ومرتين وثلاث ومن ثم ينجح في ذلك .
7 ـ المصارحة وحسن الحوار :
هذه المهارة يكتسبها الزوجان بالمرور بمواقف ومشاكل ، ونجد أن الزوجين في بداية حياتهما ممكن لا يحسنوا المصارحة وحسن الحوار لأنه لم يحدث لهم موقف يساعدهم في ذلك .
والمشاكل الزوجية تساعد وتدرب هذا الموضوع .
وبالتالي يعرف الزوج ماهي الكلمات التي يقولها الآخر ؟
وماهي الكلمات التي قالها الزوج وكانت تزيد أو تهدئ المشكلة ؟
وهنا سؤال :
كيف ممكن يصارح الزوج زوجته والعكس ؟
وهل كل شيء ممكن نصارح به ؟
8 ـ الالتفات إلى النفس :
عند حدوث مشكلة فإن الإنسان دائما ما يلقي الأسباب على الآخرين وهذا طبع فيه ، فيضع الأسباب على التربية أو المدرسة أو الآباء أو الأبناء أو الزوجة ولكن مع تكرر المشاكل فإن بقي على ذلك فهو تصرف سلبي منه .
لذلك يبدأ بالبحث عن السبب ، فينظر إلى نفسه ويلتفت لها ويبدأ يقّيم نفسه ، ويقول ممكن أنا السبب !
وهذا هو الشخص الإيجابي فيبدأ بالبحث عن الخلل في نفسه أولاً ثم الآخرين .
9 ـ أصل الاكتشافات :
المعاناة وهي مشكلة تكشف حلول وطرق لحفظ الحياة الزوجية .
إذاً وقوع المشكلة تسبب معاناة ، وهنا يبحث الزوج والزوجة عن حلول ويبتكروا طرق لعلاجها حتى لا تحدث مرة أخرى وبالتالي يحافظون على حياتهم الزوجية .
( 3 ) الفوائد النفسية :
إذا حدثت المشكلة وانتهت وتم الصلح فهناك فوائد تعود على نفسية الزوجين منها :
1 ـ الملفات القديمة :
نجد أن الزوج أو الزوجة عند حدوث موقف بسيط فإنه يختزله ويبقيه في داخله ويتحمل ويصبر مثل أن يخرج الزوج نهاية الأسبوع للتمشية مع زملائه والزوجة كانت ترغب بالخروج معه وهكذا مواقف فعند حدوث مشكلة فإن كل المواقف التي كانت مخزنة داخل النفس ستطلع وتبدأ الزوجة بتذكير الزوج بتلك المواقف وكيف إنها كانت صابرة ومتحملة وكذلك الزوج ، وهنا سنجد إن كل منهم قد أخرج كل الملفات والمواقف القديمة وكان شايل على الطرف الآخر وهذه رواسب تتجمع على القلب حتى تبني الكراهية ولكن مع المشكلة يتم إخراج ذلك وتتصافى النفوس .
2 ـ الرضا النفسي :
بعد إخراج الملفات القديمة فأن طل طرف يكون مرتاح نفسياً ولايكون شايل في قلبه على الطرف الآخر .
3 ـ الإدارة الداخلية :
إدارة الذات بحيث يتعرف على كيفية التعامل مع النفس ومع الآخرين ، فعند حدوث المشكلة يقوم الشخص بالحديث مع نفسه ويبحث عن السلبيات والايجابيات ولا يقول لنفسه أنا سلبي فهذه إدارة سلبية بل يثق بنفسه ، ونكون متقائلين والمشكلة تعرفنا كيف نتكلم ونتصرف
.
4 ـ الشعور بالفرح :
من يشعر بلذة الطعام ؟ الجائع أم الشبعان . الجائع لأنه فاقد للطعام فإذا وجده كان له طعم لذيذ
والسعادة والفرح لاتصل لقمتها إلا بعد حدوث مشكلة ، ولايستطعم السعادة إلا بعد مرور موقف يعكر صفو الحياة
5 ـ علامات التوقف :
نجد أن الزوجين مشغولين ومهتمين بأهداف يرغبون بتحقيقها ، ولكن هل حياتهم صحيحة ؟
وهل علاقتهم الزوجية كما يتمنون ؟ فلابد من التوقف والنظر فيما أنجزوا والنظر في حياتهم هل هم متقاربين من بعض ، ولن يحدث هذا إلا بعد حدوث مشكلة فينتبه الزوجين أن حياتهم الزوجية تفتقد لبعض الأشياء فيبدأ الزوج البحث والسؤال عن كيفية تطوير العلاقة بينهما وكذلك الزوجة .
( 4 ) الفوائد الإيمانية :
من فوائد المشاكل الزوجية التذكير بحقيقة الدنيا ، وإنها لا تسوى شيء ن وهذه المشاكل تساعد في تكفير السيئات ومضاعفة الحسنات .
سؤال : لماذا الله يبتلي ؟
والجواب نجده في عدة من الفوائد التالية :
1 ـ تكفير الذنوب :
الله سبحانه وتعالى يريد تكفير ذنوب الزوجين ، وكلنا مقصرين مع الله ونحتاج لمساحة تمسح الذنوب فكأن هذه المشاكل هي المساحة التي تمسح الذنوب .
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) أو كما المصطفى عليه وعلى وآله أفضل الصلاة والسلام
والعلاقة الزوجية بها هموم ومعاناة في تربية الأولاد ومتابعتهم فتجدهم يتأخرون وتبقى قلق عليهم حتى يعودوا وكسب الرزق وما يصاحب ذلك من مشاكل بين الزوجين فيخرج الزوج وتبقى الزوجة بالبيت قلقة خائفة وتنتظر وتبكي
قال الرسول صلى الله وعليه وآله وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) فالنظرة للمشكلة بايجابية وتقبلها والصبر عليها ماهي إلا مسّاحة للذنوب .
2 ـ مضاعفة الأجر والحسنات :
وكما هي المشاكل تكفير للذنوب فهي مضاعفة للحسنات ، قال الرسول صلى الله وعليه وآله وسلم : ( من يرد الله به خير يصب منه ) ، أي يبتليه .
والمشاكل الزوجية ابتلاء من الله كما هو الاستقرار العاطفي بين الزوجي ابتلاء من الله ،فهل يشكر ليرفع مقامه في الجنة .
3 ـ محبة الله :
الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبد ابتلاه ، والرسول صلى الله عليه وآلهوسلم يقول ( أعظم الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ) أي الأفضل أو الأقرب في العبادة من الأنبياء
4- الانتباه للذنوب :
إذا ابتلى الله الزوجين بمشكلة فذلك بسبب الذنوب ، فلينظر الزوج والزوجة في أنفسهم ليعرفوا ماذا ارتكبوا من ذنب ويتوبوا لله .
5 ـ التأديب والتمحيص :
حدوث المشكلة هذا يعني أن هناك تقصير من أحدهم فيقوم الطرف الآخر بتأديبه بالتشدد معه وهجره مثلاً بعدم الحديث معه وكذلك يعني ان الشخص مقصر مع الله فالله سبحانه يؤدبه بحدوث المشكلة
6 ـ الاستغفار :
الله سبحانه وتعالى يريد من عباده أن يستغفروا ويتوبوا ويجددوا العلاقة مع الله فتزول الهموم وتعود العلاقة أفضل ،والمشاكل أرض مناسبة للاستغفار والتوبة لله ، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما معناه : ( لو لم تذنبوا لأتى بقوم يذنبون فيستغفرون فيتوب عليهم ) .
7 ـ التذكير بحقيقة الدنيا :
الدنيا دار ابتلاء والدنيا حقيرة زائلة وعمرها قصير مقارنة بالدار الآخرة ، ولهذا إذا حدثت مشكلة فعلى الزوجين أن لا يكبروها ويعطوها حجم أكبر من حجمها ، ولهذا فالمشاكل ستزول ولا يبقى سوى العمل الصالح .
منقول من موقع الشيخ جاسم بن محمد المطوع