إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

في كليات مباحث الوجود وفيها اثنا عشر فصلاً

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في كليات مباحث الوجود وفيها اثنا عشر فصلاً

    متن الكتاب (المرحلة الأولى : في كليّات مباحث الوجود وفيها إثنا عشر فصلاً
    الفصل الأوّل : في بداهة مفهوم الوجود
    مفهوم الوجود بديهيٌّ مقعولٌ بنفس ذاته، لا يحتاج فيه إلى توسيط شيءٍ آخر؛ فلا معرِّف له مِن حدّ أو رسم، لوجوب كون المعرِّف أجلى وأظهر من المعرَّف. فما أُورد في تعريفه -من أنّ: "الوجود، أو الموجود بما هو موجود، هو الثابت العين"أو "الذي يمكن أن يخبر عنه"-من قبيل شرح الاسم، دون المعرِّف الحقيقي. على أنّه سيجيء أنّ الوجود لا جنس له ولا فصل له ولا خاصّة له بمعنى إحدى الكلّيّات الخمس، والمعرِّف يتركّب منها، فلا معرِّف للوجود.)

    مقدمة :
    في الحديث عن الوجود ( أو الموجود بما هو موجود ) تارة نتحدث عن كلمة الوجود ، وأخرى عن مفهوم الوجود ، وثالثة عن مصداق الوجود ، وهو الخارج والعين الذي كان يشير إليه العلامة بالحقيقة والواقعية . ولا يخفى أن البحث في كلمة الوجود هو بحث خارج عن الفلسفة تماماً ، وهو الكلام عن وضع الكلمة وكونها مصدر وغيره ، بل وحتى إذا تكلمنا عن الاشتراك اللفظي والمعنوي فلا نتحدث عن نفس الكلمة ، وإنما البحث في الفلسفة في مفهوم ومصداق الوجود . والمبحث الأساسي هو مصداق الوجود لا مفهومه لكن البحث في المفهوم يذكره العلامة في ثلاثة فصول هي : 1 – كونه بديهياً 2 – كونه مشتركاً معنوياً
    3 – زيادة الوجود على الماهية ( بمعنى أن مفهوم الوجود غير مفهوم الماهية ) .
    ومن ثم ينتقل البحث إلى السؤال عن أيهما الأصيل ، أي أيهما له مصداق في الخارج ؟ فيقال أن الأصيل الذي له مصداق في الخارج هو الوجود . فالذي له تحقق وعينية وواقعية إضافة إلى الحقيقة هو الوجود ، فيكون هذا مدخلاً إلى البحث المصداقي للوجود . فالفصول الثلاثة التالية هي في مفهوم الوجود .
    الفصل الأول / في بداهة مفهوم الوجود
    المفهوم و المعنى شيء واحد في مقابل المصداق . مفهوم الوجود بديهي لا يحتاج إلى تعريف : وهذا قول العلامة وصدر المتألهين ، وملا هادي السبزواري وكل الفلاسفة ، فهو مفهوم واضح وبديهي وغير محتاج لتعريف وليس نظرياً . وهنا إشارة إلى الفرق بين البديهي و الاكتسابي :
    1 – التصديق الاكتسابي أو النظري هو ما يحتاج إلى واسطة في الإثبات وإلى الدليل والبرهان ، وأما غير ذلك فهو تصديق ضروري . فقولنا الاثنين زوج تصديق ضروري لعدم الحاجة إلى واسطة في الإثبات ولعدم الحاجة إلى الدليل والبرهان ، بل يكفي تصور الاثنين وتصور الزوج . وأما قولنا الجن موجود فيحتاج إلى واسطة في الإثبات ، فهو تصديق نظري اكتسابي .
    2 – التصور النظري أو الاكتسابي هو ما يحتاج إلى تعريف ، أي تتوقف معرفته على معرفة شيء آخر فهو تصور نظري اكتسابي محتاج إلى التعريف مثل الإنسان حيوان ناطق ، فمعرفة الإنسان تتوقف على معرفة الحيوان ومعرفة الناطق ، وكذلك معرفة الجسم والجوهر ، فلا يمكن تصور الإنسان إلا بعد تصور تلك الأمور ، فالمجهول هنا ينقلب بعد التعريف إلى معلوم تصوري . وأما الذي لا تتوقف معرفته على معرفة شيء قبله فهو تصور بديهي ضروري . ومفهوم الوجود لا تتوقف معرفته على معرفة شيء قبله ، بل إن تصور الوجود سابق على أي تصور آخر ، وتصور أي أمر في الذهن تصور لاحق لمعرفة الوجود ومتوقف عليه لأنه لا يمكن تصور شيء إلا بعد إيجاده في الذهن . فالوجود مفهوم بديهي حتى لدى الصغار ، بديهي موجود في فطرة الإنسان ولا يحتاج تصوره لأي واسطة .
    ثم يعرض العلامة أدلة على بداهة مفهوم الوجود :
    1 – إذا قلنا أن الوجود مفهوم نظري فيحتاج لتعريف أجلى من المعَرَّف ، وليس هناك شيء أجلى وأوضح من الوجود لنعرِّف به الوجود . كما يُشكِل العلامة على من عرّف الوجود بأنه الثابت العين مثلاً وغيره من التعاريف أنها ليست تعاريف حقيقية ، ولكنها من باب شرح الاسم أو ترجمة الكلمة كقولنا غضنفر وأسد ، فهو ليس تعريفاً لأن أحدهما ليس أوضح من الآخر ، و مصداقهما ومفهومهما واحد . والحال أن تعريف مفهوم ما يكون بمفهوم آخر أوسع منه دائرة ، ومفهوم آخر مساوٍ .
    2 – التعريف يكون بالحد أو بالرسم ، وكل منهما يتوقف على الجنس والفصل أو الخاصة ، وهذه ماهيات ، وأما الوجود فليس ماهية لنعرّفه بالجنس والفصل ، فنكون عرّفناه بالمباين فكأننا نقول الوجود ماهية ، والحال أنه لا تسانخ أو انسجام بينهما ، فلا يمكن تعريف الوجود ما دام التعريف لا يكون إلا بتلك الأشياء . ونشير كذلك إلى أن التعريف يكون للمفاهيم المركبة ، والوجود بسيط ليس فيه تركيب ذهني ، ومثله الإمكان والشيئية و العدم ، فهذه جميعاً مفاهيم بسيطة لا يمكن تعريفها . وفي بداهة مفهوم الوجود يقول ملا هادي السبزواري :
    معرِّف الوجود شرح الاسم وليس بالحد ولا بالرسم
    مفهومه من أعرف الأشياء وكنهه في غاية الخفاء
    قوله معقول بنفس ذاته أي مفهوم بذاته لا بشيء آخر . قوله : لوجوب كون المعرف أجلى ن وذلك لزوماً عقلياً . قوله : ولا خاصة له بمعنى إحدى الكليات الخمس ، أي أن الوجود له أحوال وخواص لكن لا بمعنى الخاصة التي هي إحدى الكليات الخمسة .
    الفصل الثاني / في أن مفهوم الوجود مشترك معنوي
    متن الكتاب ( يُحمل الوجود على موضوعاته اشتراكاً معنويّاً.)
    شرح : الاشتراك المعنوي للوجود في مقابل الاشتراك اللفظي . وهذا اصطلاح خاص يختلف عما هو مذكور في النحو والصرف أو علم اللغة أو حتى في أصول الفقه . ففي أصول الفقه يوجد ما يسمى بالاشتراك اللفظي والاشتراك المعنوي . و المشترك المعنوي هناك يعني أن اللفظ موضوع لمعنى ويكون له مصاديق كثيرة ، مثل كلمة إنسان ومصاديقها زيد ، عمرو ، . . . وأما المشترك اللفظي فهو اللفظ الموضوع لمعانٍ كثيرة ولكل منها وضع مستقل ، مثل كلمة العين التي هي موضوعة للجارية ، و الباصرة ، و النفس . فكلمة ع ي ن يطلق كلفظ على تلك المعاني ، لكن ليس بين تلك المعاني أي علاقة مشتركة . هذا الكلام يطرح في علم المنطق أو علم اللغة . وأما هنا فأصلاً لا نتكلم عن هذا الموضوع ، وعلى حد تعبير بعض العلماء يقول : الاشتراك اللفظي والمعنوي في الفلسفة ، والاشتراك اللفظي والمعنوي في غيرها بينهما اشتراك لفظي . فنستخدم كلمة مشترك لفظي لأن الطلاب مأنوسين بكلمة المشترك اللفظي والمعنوي فمن باب المشابهة أتوا بهذا التعبير تقريباً للأذهان . على هذا الأساس نتكلم هنا عن المفهوم فقط ونخرج اللفظ عن الساحة . فنقول : حسن موجود ، الجدار موجود ، الله موجود، فهل المقصود من موجود هو معنى واحد أو معان متعددة ؟ وهل مفهوم الوجود المنسوب إلى زيد ، والمنسوب إلى الجدار ، والمنسوب إلى الله هو مفهوم واحد ؟ فإذا قلنا أنه مفهوم واحد فمفهوم الوجود مشترك معنوي . أما إذا قلنا أن مفهوم الوجود في زيد يختلف عن مفهوم الوجود في الجدار مغاير له فهذا يعني أن الوجود مشترك لفظي ، وهذا معناه أننا إذا قلنا زيد موجود فهذا يعني أنه وجود محدد بزيد فنميز هذا الوجود من خلال زيد ، فكأننا نقول زيد موجود ( بوجود خاص بزيد ) ، ومثله في سائر الموجودات بدون فرق بين الأنواع أو الأجناس أو الأفراد ، وهذا نظير القول زيد هو زيد ، أو الماء ماء ، والهواء هواء ، فلا يمكن سوى حمل الشيء على نفسه لأنه لا ترابط بين الأشياء أو الأفكار وهذا معناه إنكار الحمل الشائع لأن الحمل الشائع هو اتحاد شيئين في الوجود ، ومن خلاله يمكن الربط بين الأشياء ، فإذا اختلف مفهوم الوجود في الشيئين فكيف يتحدان وجوداً ؟ فتصبح الأشياء وجودات منفصلة عن بعضها البعض .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X