وضع اليد اليمنى على اليسرى في القراءة
الأستاذ العلامة جعفر السبحاني
اتفق المسلمون على عدم وجوب القبض الذي يعبّر عنه بوضع اليمين على الشمال أو بالتكتيف أو بالتكفير(1) ولكن اختلفا في حكمه في ما عدا الوجوب.
قالت الحنفية: إن التكتف مسنون وليس بواجب، والأفضل للرجل أن يضع باطن كفه اليمنى على ظاهر كفه اليسرى تحت سرته، وللمرأة أن تضع يدها على صدرها.
وقالت الشافعية: إنه يسن للرجل والمرأة، والأفضل وضع باطن يمناه على ظهر يسراه تحت الصدر وفوق السرة، مما يلي الجانب الأيسر.
وقالت الحنابلة: إنه سنة والأفضل أن يضع باطن يمناه على ظاهر يسراه، ويجعلها تحت السرة.
وقالت المالكية: بأنه جائز، ولكن يندب إرسال اليدين في صلاة الفرض.
فهؤلاء اتفقوا على عدم وجوبه بينما تراه الأكثرية أنه مسنون، والمالكية على خلاف، وقد صرّح غير واحد من أهل السنة بكونه غير واجب(2).
وقد نقل عن المالكية أن بعضهم استحبه وبعضهم استحب الإرسال وكرهه، وبعضهم خيّر بين الوضع والإرسال(3).
أما الشيعة: فالمشهور بينهم كونه حراماً ومبطلاً وقال بعضهم: إنه حرام وليس بمبطل، إلى ثالث كالحلبي، قال: إنه مكروه. ومن أراد أن يقف على دلائل القائلين والروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت في هذا المجال فليرجع إلى مظانّه(4).
ومع أن أهل السنة اتفقوا على عدم وجوبه، فقد أثارت المسالة مشكلاً في الأوساط الإسلامية، أن الشيعة بأجمعهم تبعاً للنهي عن أئمة أهل البيت، يرسلون الأيدي في حال الصلاة فترى أن كثيراً من عوام أهل السنة ينظرون إليهم بنظر خاص، وربما يعدونهم مبتدعين بتركهم هذا العمل مع أن أقصى ما عندهم كونه أمراً مسنوناً، ولا يعد ترك السنة بدعة مع أن المالكية يكرهونه، مضافاً إلى أن أئمة أهل البيت نهوا عنه.
وعلى كل تقدير فعلى المخلصين من دعاة التقريب السعي في أن لا يقع إرسال اليدين أو قبضهما ذريعة للتفرقة.
والمسألة لم تحدث مشكلاً بين الشيعة بل ربما صارت ذريعة بين أهل السنة للضرب والشتم وسفك الدم بحجة أن إمام هذا المصلي يتكتف على كيفية، وإمام المصلي الآخر يقبض على كيفية أخرى أو يرسل يديه.
الأستاذ العلامة جعفر السبحاني
اتفق المسلمون على عدم وجوب القبض الذي يعبّر عنه بوضع اليمين على الشمال أو بالتكتيف أو بالتكفير(1) ولكن اختلفا في حكمه في ما عدا الوجوب.
قالت الحنفية: إن التكتف مسنون وليس بواجب، والأفضل للرجل أن يضع باطن كفه اليمنى على ظاهر كفه اليسرى تحت سرته، وللمرأة أن تضع يدها على صدرها.
وقالت الشافعية: إنه يسن للرجل والمرأة، والأفضل وضع باطن يمناه على ظهر يسراه تحت الصدر وفوق السرة، مما يلي الجانب الأيسر.
وقالت الحنابلة: إنه سنة والأفضل أن يضع باطن يمناه على ظاهر يسراه، ويجعلها تحت السرة.
وقالت المالكية: بأنه جائز، ولكن يندب إرسال اليدين في صلاة الفرض.
فهؤلاء اتفقوا على عدم وجوبه بينما تراه الأكثرية أنه مسنون، والمالكية على خلاف، وقد صرّح غير واحد من أهل السنة بكونه غير واجب(2).
وقد نقل عن المالكية أن بعضهم استحبه وبعضهم استحب الإرسال وكرهه، وبعضهم خيّر بين الوضع والإرسال(3).
أما الشيعة: فالمشهور بينهم كونه حراماً ومبطلاً وقال بعضهم: إنه حرام وليس بمبطل، إلى ثالث كالحلبي، قال: إنه مكروه. ومن أراد أن يقف على دلائل القائلين والروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت في هذا المجال فليرجع إلى مظانّه(4).
ومع أن أهل السنة اتفقوا على عدم وجوبه، فقد أثارت المسالة مشكلاً في الأوساط الإسلامية، أن الشيعة بأجمعهم تبعاً للنهي عن أئمة أهل البيت، يرسلون الأيدي في حال الصلاة فترى أن كثيراً من عوام أهل السنة ينظرون إليهم بنظر خاص، وربما يعدونهم مبتدعين بتركهم هذا العمل مع أن أقصى ما عندهم كونه أمراً مسنوناً، ولا يعد ترك السنة بدعة مع أن المالكية يكرهونه، مضافاً إلى أن أئمة أهل البيت نهوا عنه.
وعلى كل تقدير فعلى المخلصين من دعاة التقريب السعي في أن لا يقع إرسال اليدين أو قبضهما ذريعة للتفرقة.
والمسألة لم تحدث مشكلاً بين الشيعة بل ربما صارت ذريعة بين أهل السنة للضرب والشتم وسفك الدم بحجة أن إمام هذا المصلي يتكتف على كيفية، وإمام المصلي الآخر يقبض على كيفية أخرى أو يرسل يديه.
تعليق