وهي من كتاب نفيس وعزيز على قلبي جدا وانصح الجميع بمطالعته اسمه منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للشيخ العلوي الخوئي وقد ارتايت ان اقسم لكم الخطبة الى اقسام لان الشرح طويل جدا جدا وسترون ذلك
اقرائوها وادعوا لي رحم الله والديكم
الحلقة الاولى:
الاولى إنّه قد وقع الخلاف بين علماء الخاصة و كثير من علماء العامة في أنّ هذه الخطبة من كلام الامام عليه السّلام أو من كلام الرّضيّ رضي اللّه عنه .
أمّا الخاصّة فالظاهر اتّفاقهم على الأوّل ، و لم يظهر لى إلى الآن من ينكر كونها منه عليه السّلام ، و قد نقلها جمع كثير من المحققين من الفقهاء و المتكلّمين و المحدّثين و غيرهم في مؤلفاتهم من دون إشارة إلى خلاف فيها منهم .
و أمّا العامة فكثير منهم ذهبوا إلى الثّاني و أنكروا كونها من كلامه عليه السّلام نظرا إلى ما اشتملت عليه من التّظلم و الشكاية في أمر الامامة و دلالتها على اغتصاب الخلافة ، و قد أفرط بعضهم و قال : إنّه عليه السّلام لم يصدر منه شكاية قط و لا كلام في هذا الأمر أصلا .
و منهم من أذعن بكونها منه عليه السّلام إلاّ أنّه على زعمه الفاسد أوّل المطاعن المشتملة عليها على وجه لا يوجب القدح في سلفهم ، و من هؤلاء الفرقة القاضي عبد الجبار البغدادي و الشّارح المعتزلي حسبما تعرفه في كلامه الذي نحكيه .
أقول : و الحقّ أنّه لا غبار على كونها منه عليه السّلام و لا معنى لانكار ذلك .
أمّا أولا فلشهادة فصاحتها و حسن اسلوبها و بديع نظمها على أنّها كلام فوق كلام المخلوق و دون كلام الخالق ، فهي بنفسها شاهد صدق على أنّها صادرة من مصدر الامامة و معدن الولاية .
و أمّا ثانيا فلضعف مستند المنكر إذ الألفاظ المشتملة على التّظلم و الشكاية قد صدرت منه عليه السّلام فوق حد الاحصاء ، كما يشهد به ملاحظة أخبار السقيفة و غيرها ، و المناقشة بينه عليه السّلام و بين المتخلّفين في أمر الخلافة ممّا صارت من الضروريات لا ينكره إلاّ جاهل أو متجاهل .
و أمّا ثالثا فلأنّ هذه الخطبة قد وجدت في كتب جماعة من العامة و الخاصة صنّفت قبل زمن الرّضي .
قال الشّارح البحراني : قد وجدتها في موضعين تاريخهما قبل مولد الرّضيّ بمدّة أحدهما أنّها مضمنة كتاب الانصاف لأبي جعفر بن قبة تلميذ أبي القاسم الكعبي أحد شيوخ المعتزلة و كانت وفاته قبل مولد الرّضيّ الثانى أني وجدتها بنسخة عليها خط الوزير أبي الحسن عليّ بن محمّد بن الفرات ، و كان وزير المقتدر باللّه و ذلك قبل مولد الرّضيّ بنيف و ستين سنة ، و الذي يغلب على ظني أنّ تلك النسخة كانت كتبت قبل وجود ابن الفرات بمدة انتهى .
و قال الشّارح المعتزلي حدّثني شيخي أبو الخير مصدّق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث و ستمأة ، قال : قرأت على الشّيخ أبي محمّد عبد اللّه بن أحمد المعروف بابن الخشاب هذه الخطبة ، فقلت له : أتقول إنّها منحولة ؟ فقال : لا و اللّه ، و إنى لأعلم أنّه كلامه كما أعلم أنّك مصدّق ، قال : فقلت : له إنّ كثيرا من النّاس يقولون : إنّها من كلام الرّضيّ ، فقال : أنى للرضيّ و لغير الرّضيّ هذا النّفس و هذا الاسلوب ، قد وقفنا على رسايل الرّضيّ و عرفنا طريقته و فنّه في المنثور و ما يقع مع هذا الكلام في خلّ و لا خمر ، قال : و اللّه لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنّفت قبل أن يخلق الرضيّ بمأتي سنة ، و لقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها و أعرف خطوط من هي من العلماء و أهل الأدب قبل أن يخلق النّقيب أبو محمّد والد الرّضىّ .
قال الشّارح : قلت : و قد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة فى تصانيف شيخنا أبى القاسم البلخى إمام البغداديين من المعتزلة و كان فى دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضيّ بمدة طويلة ، و وجدت أيضا كثيرا منها فى كتاب أبيجعفر بن قبة أحد متكلّمي الاماميّة و هو الكتاب المشهور المعروف بكتاب الانصاف ، و كان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبى القاسم البلخى و مات فى ذلك العصر قبل أن يكون الرضيّ ( ره ) موجودا ، انتهى .
و قال المحدّث العلامة المجلسى ( ره ) فى البحار و من الشواهد على بطلان تلك الدعوى الواهية الفاسدة أنّ القاضى عبد الجبار الذي هو من متعصبي المعتزلة قد تصدّى فى كتابه المبنى لتأويل بعض كلمات الخطبة و منع دلالتها على الطعن فى خلافة من تقدّم عليه و لم ينكر استناد الخطبة إليه ، و ذكر السيّد المرتضى رضي اللّه عنه كلامه فى الشّافى و زيّفه و هو أكبر من أخيه الرضيّ ( ره ) و قاضى القضاة متقدّم عليهما ، و لو كان يجد للقدح فى استناد الخطبة إليه مساغا لما تمسك بالتّأويلات الرّكيكة فى مقام الاعتذار و قدح كما فعل فى كثير من الروايات المشهورة ، و كفى للمنصف وجودها في تصانيف الصّدوق ( ره ) و كانت وفاته سنة تسع و عشرين و ثلاثمأة ، و كان مولد الرضيّ سنة تسع و خمسين و ثلاثمأة ، انتهى كلامه ( ره ) و يشهد به أيضا رواية المفيد لها في كتاب الارشاد ، و هو ( ره ) شيخ الرّضيّ و استاده .
فقد ظهر و استبان ممّا ذكرنا كله أنّه لا وجه لانكار كون الخطبة منه عليه السّلام ، و ظني أنّ من أنكر ذلك إنّما أنكره من حيث إنّه رأى صراحتها في الطعن على المنتحلين للخلافة لا جرم بادر إلى الانكار كي لا يلتزم بمقتضاها كما هو دأبهم و ديدنهم في اكثر النّصوص المفيدة لانحصار الخلافة فيه عليه السّلام ، أو للطعن في غيره و كفى بذلك إنكار بعضهم حديث الغدير المتواتر الذي قاله النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بمحضر سبعين ألفا من المهاجر و الأنصار و الحاضر و الباد ، و ليت الشّارح المعتزلي أنكرها أيضا من أصلها كي يستريح من تكلّفاته الفاسدة و تأويلاته الباردة التي ارتكبها لرفع العار و الشّناعة عن الثلاثة و لن يصلح العطار ما أفسد الدّهر .
الى هنا انتهت الحلقة الاولى وانتظروني لاضع لكم الحلقة الثانية باذن الله تعالى
اقرائوها وادعوا لي رحم الله والديكم
الحلقة الاولى:
الاولى إنّه قد وقع الخلاف بين علماء الخاصة و كثير من علماء العامة في أنّ هذه الخطبة من كلام الامام عليه السّلام أو من كلام الرّضيّ رضي اللّه عنه .
أمّا الخاصّة فالظاهر اتّفاقهم على الأوّل ، و لم يظهر لى إلى الآن من ينكر كونها منه عليه السّلام ، و قد نقلها جمع كثير من المحققين من الفقهاء و المتكلّمين و المحدّثين و غيرهم في مؤلفاتهم من دون إشارة إلى خلاف فيها منهم .
و أمّا العامة فكثير منهم ذهبوا إلى الثّاني و أنكروا كونها من كلامه عليه السّلام نظرا إلى ما اشتملت عليه من التّظلم و الشكاية في أمر الامامة و دلالتها على اغتصاب الخلافة ، و قد أفرط بعضهم و قال : إنّه عليه السّلام لم يصدر منه شكاية قط و لا كلام في هذا الأمر أصلا .
و منهم من أذعن بكونها منه عليه السّلام إلاّ أنّه على زعمه الفاسد أوّل المطاعن المشتملة عليها على وجه لا يوجب القدح في سلفهم ، و من هؤلاء الفرقة القاضي عبد الجبار البغدادي و الشّارح المعتزلي حسبما تعرفه في كلامه الذي نحكيه .
أقول : و الحقّ أنّه لا غبار على كونها منه عليه السّلام و لا معنى لانكار ذلك .
أمّا أولا فلشهادة فصاحتها و حسن اسلوبها و بديع نظمها على أنّها كلام فوق كلام المخلوق و دون كلام الخالق ، فهي بنفسها شاهد صدق على أنّها صادرة من مصدر الامامة و معدن الولاية .
و أمّا ثانيا فلضعف مستند المنكر إذ الألفاظ المشتملة على التّظلم و الشكاية قد صدرت منه عليه السّلام فوق حد الاحصاء ، كما يشهد به ملاحظة أخبار السقيفة و غيرها ، و المناقشة بينه عليه السّلام و بين المتخلّفين في أمر الخلافة ممّا صارت من الضروريات لا ينكره إلاّ جاهل أو متجاهل .
و أمّا ثالثا فلأنّ هذه الخطبة قد وجدت في كتب جماعة من العامة و الخاصة صنّفت قبل زمن الرّضي .
قال الشّارح البحراني : قد وجدتها في موضعين تاريخهما قبل مولد الرّضيّ بمدّة أحدهما أنّها مضمنة كتاب الانصاف لأبي جعفر بن قبة تلميذ أبي القاسم الكعبي أحد شيوخ المعتزلة و كانت وفاته قبل مولد الرّضيّ الثانى أني وجدتها بنسخة عليها خط الوزير أبي الحسن عليّ بن محمّد بن الفرات ، و كان وزير المقتدر باللّه و ذلك قبل مولد الرّضيّ بنيف و ستين سنة ، و الذي يغلب على ظني أنّ تلك النسخة كانت كتبت قبل وجود ابن الفرات بمدة انتهى .
و قال الشّارح المعتزلي حدّثني شيخي أبو الخير مصدّق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث و ستمأة ، قال : قرأت على الشّيخ أبي محمّد عبد اللّه بن أحمد المعروف بابن الخشاب هذه الخطبة ، فقلت له : أتقول إنّها منحولة ؟ فقال : لا و اللّه ، و إنى لأعلم أنّه كلامه كما أعلم أنّك مصدّق ، قال : فقلت : له إنّ كثيرا من النّاس يقولون : إنّها من كلام الرّضيّ ، فقال : أنى للرضيّ و لغير الرّضيّ هذا النّفس و هذا الاسلوب ، قد وقفنا على رسايل الرّضيّ و عرفنا طريقته و فنّه في المنثور و ما يقع مع هذا الكلام في خلّ و لا خمر ، قال : و اللّه لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنّفت قبل أن يخلق الرضيّ بمأتي سنة ، و لقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها و أعرف خطوط من هي من العلماء و أهل الأدب قبل أن يخلق النّقيب أبو محمّد والد الرّضىّ .
قال الشّارح : قلت : و قد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة فى تصانيف شيخنا أبى القاسم البلخى إمام البغداديين من المعتزلة و كان فى دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضيّ بمدة طويلة ، و وجدت أيضا كثيرا منها فى كتاب أبيجعفر بن قبة أحد متكلّمي الاماميّة و هو الكتاب المشهور المعروف بكتاب الانصاف ، و كان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبى القاسم البلخى و مات فى ذلك العصر قبل أن يكون الرضيّ ( ره ) موجودا ، انتهى .
و قال المحدّث العلامة المجلسى ( ره ) فى البحار و من الشواهد على بطلان تلك الدعوى الواهية الفاسدة أنّ القاضى عبد الجبار الذي هو من متعصبي المعتزلة قد تصدّى فى كتابه المبنى لتأويل بعض كلمات الخطبة و منع دلالتها على الطعن فى خلافة من تقدّم عليه و لم ينكر استناد الخطبة إليه ، و ذكر السيّد المرتضى رضي اللّه عنه كلامه فى الشّافى و زيّفه و هو أكبر من أخيه الرضيّ ( ره ) و قاضى القضاة متقدّم عليهما ، و لو كان يجد للقدح فى استناد الخطبة إليه مساغا لما تمسك بالتّأويلات الرّكيكة فى مقام الاعتذار و قدح كما فعل فى كثير من الروايات المشهورة ، و كفى للمنصف وجودها في تصانيف الصّدوق ( ره ) و كانت وفاته سنة تسع و عشرين و ثلاثمأة ، و كان مولد الرضيّ سنة تسع و خمسين و ثلاثمأة ، انتهى كلامه ( ره ) و يشهد به أيضا رواية المفيد لها في كتاب الارشاد ، و هو ( ره ) شيخ الرّضيّ و استاده .
فقد ظهر و استبان ممّا ذكرنا كله أنّه لا وجه لانكار كون الخطبة منه عليه السّلام ، و ظني أنّ من أنكر ذلك إنّما أنكره من حيث إنّه رأى صراحتها في الطعن على المنتحلين للخلافة لا جرم بادر إلى الانكار كي لا يلتزم بمقتضاها كما هو دأبهم و ديدنهم في اكثر النّصوص المفيدة لانحصار الخلافة فيه عليه السّلام ، أو للطعن في غيره و كفى بذلك إنكار بعضهم حديث الغدير المتواتر الذي قاله النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بمحضر سبعين ألفا من المهاجر و الأنصار و الحاضر و الباد ، و ليت الشّارح المعتزلي أنكرها أيضا من أصلها كي يستريح من تكلّفاته الفاسدة و تأويلاته الباردة التي ارتكبها لرفع العار و الشّناعة عن الثلاثة و لن يصلح العطار ما أفسد الدّهر .
الى هنا انتهت الحلقة الاولى وانتظروني لاضع لكم الحلقة الثانية باذن الله تعالى
تعليق