أدلة جواز التبرك (من كتب العامة) ورواياتهم

مقدمة : إن التبرك موجود في الديانات والعقائد ومختلف المذاهب , والدين اإسلامي الحنيف من الأديان التي أقرت التبرك شأنها شأن باقي الأديان كالتبرك بماء زمزم والتبرك بالحجر الأسود والتبرك بالكعبة وكسوتها , ورغم أن التبرك منذ الأزل ومازال موجودا كتبرك الأمراء والحكام المسلمين بالكعبة المباركة وكسوتها في كل عام على مرأى ومسمع من علماء المسلمين من كافة المذاهب إلا أن هناك حرب تشن على مذهب أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم بشأن مسألة التبرك ومن هنا أردنا وضع بعض الأدلة للعقلاء من أهل المذاهب الأخرى علها تميط اللثام عن غشاوة التعصب والجهل

(التبرك بيد النبي ص)
حدثنا عبدالله بن محمد بن الأشعث أبوالدرداء بمدينة طسوس حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبيدة حدثنا أبي حدثنا الجراح بن مليح عن إبراهيم بن عبدالحميد بن ذي حماية عن غيلان بن جامع عن يعلى بن عطاء عن جابر ابن يزيد الأسود السوائي عن أبيه قال : حججت مع رسول الله ص حجة الوداع فصليت معه صلاة الفجر بمنى , فلما فرغ من صلاته إذا رجلان خلف الناس لم يصليا مع الناس , فقال ص : علي بالرجلين فجيء بهما ترعد فرائضهما , فقال ص : أما صليتما معنا ؟
فقالا : يارسول الله إنا كنا صلينا في رحلنا وظننا أن لاندرك الصلاة
قال ص : فلا تفعلا , إذا صليتما في رحالكما ثم أدركتما الصلاة فصليا تكون لكما نافلة
فقال أحدهما : إستغفر لي يارسول الله
فقال ص : اللهم إغفر له
فإزدحم الناس على رسول الله ص وأنا يومئذ كأشب الرجال وأقواه فزاحمت الناس حتى أخذت بيد رسول الله ص فوضعتها على صدري فلم أر شيئا كان أبرد ولا أطيب من يد رسول الله ص

الطبراني , سليمان بن أحمد بن أيوب , المعجم الصغير , مؤسسة الكتب الثقافية , بيروت , الطبعة الأولى 1986 , ص232 , حديث رقم 594

(تبرك وتقبيل عمر بن الخطاب بالحجر الأسود)

حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة عن عمر أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال : أعلم أنك حجر لاتضر ولاتنفع ولولا أني رأيت النبي ص يقبلك ماقبلتك

البخاري , محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي , صحيح البخاري , دار ابن كثير , دمشق , الطبعة الخامسة 1993
ص579 , باب 49 (ماذكر في الحجر الأسود)حديث رقم 1520

وحدثني حرملة بن يحيى , أخبرنا ابن وهب وأخبرني يونس وعمرو , حدثني هارون بن سعيد الأيلي , حدثني ابن وهب , أخبرني عمرو عن ابن شهاب عن سالم أن أباه حدثه قال : قبل عمر بن الخطاب الحجر ثم قال : أم والله لقد علمت أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ماقبلتك
زاد هارون في روايته : قال عمرو : وحدثني بمثلها زيد بن أسلم عن أبيه أسلم

النيسابوري , مسلم بن الحجاج القشيري , صحيح مسلم , ج2 , دار إحياء الكتب العربية , الطبعة الأولى 1955
ص925 , كتاب الحج , باب 41 (إستحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف)
حديث رقم 248

وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي , حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن عمر قبل الحجر وقال : إني لأقبلك وإني أعلم أنك حجر ولكني رأيت رسول الله ص يقبلك

النيسابوري , المرجع السابق , نفس الصفحة , حديث رقم 249

حدثنا خلف بن هشام والمقدمي وأبوكامل وقتيبة بن سعيد كلهم عن حماد قال خلف : حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن عبدالله بن سرجس قال : رأيت الأصلع (يعني عمر بن الخطاب) يقبل الحجر ويقول : والله إني لأقبلك وإني أعلم أنك حجر وأنك لاتضر ولاتنفع ولولا أني رأيت رسول الله ص قبلك ماقبلتك
وفي رواية المقدمي وأبي كامل : رأيت الأصيلع

النيسابوري , المرجع السابق , نفس الصفحة , حديث رقم 250

وحدثنا يحيى بن يحيى وأبوبكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير جميعا عن أبي معاوية قال يحيى : أخبرنا أبومعاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال : رأيت عمر يقب الحجر ويقول : إني لأقبلك وأعلم أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله ص يقبلك لم أقبلك

النيسابوري , المرجع السابق , ص925 _ ص926 , حديث رقم 251

فهل أشرك عمر بن الخطاب في تقبيله للحجر وحديثه مع الحجر وإخباره عن سبب تقبيله إياه ؟؟
كيف يكفر بعض التكفيريون جزء كبير من المسلمين وهم الشيعة بسبب تقبيلهم لعتبة مقدسة أو تبركهم بها ؟؟
ألا يتبركون بماء زمزم عند الشرب ولشفاء بعض الأمراض ؟ألا يتبركون بالقرآن الكريم لتيسير الأمور والحفظ والرقيه الشرعيه ؟؟ ألا يتبركون بكسوة الكعبة كما يفعل أمراء وحكام البلاد الإسلاميه على مرأى ومسمع مع علماء المذاهب جميعها ؟؟
ألم يكن الخلفاء من بني العباس وغيرهم يتبركون بآثار رسول الله ص على مرأى ومسمع من علماء عصرهم ؟
هل لو قدر لأحد منا أن حصل بطريقة ما على لباس من ألبسة رسول الله ص أو سيفه أو درعه أو غرض من أغراضه فهل سوف يرميه بحجة أنه لايجوز التبرك وأنه لباس أصبح لا يلائم عصرنا أم سيبيعه بثمن رخيص لأنه رداء أو غرض قديم ؟؟ أم سيحتفظ به ويشم ريحه ويتبرك به ؟؟

أخوكم يسألكم الدعاء فإني في أشد الحاجة للدعاء من قلوب دافئة مليئة بحب سيدنا محمد وآله صلوات الله وسلامه عليهم وجزاكم الله ألف خير وبركة ووفقكم الله وسدد خطاكم ورزقكم من حيث لاتحتسبون ويسر أموركم