تويت
ضباب المنزل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
خير الانام محمد واله الكرام وعجل فرجهم
واهلك اعدائهم من الاولين والاخرين
يارب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
خير الانام محمد واله الكرام وعجل فرجهم
واهلك اعدائهم من الاولين والاخرين
يارب العالمين
اسدل الضباب ستاره على المنزل
وهدأ المكان
ومع الضباب الذي سيطرعلى المنزل
إلا أن الحرارة مرتفعة أزعجت من فيه .
محمد مستلق على فراشه
صامتا لا يحرك ساكنا
سوى أصابع قدميه يبدو عليه القلق والكتمان
شئ ما يدور بفكره ...
ازهار ترمقه بيعينيها الذابلتان بحسرة
همست بفكرها ..
إلى متى سأظل هكذا .
منذ زمن لم تتغير مع كل هذا الحب الذي قدمته لك
ابنتك تشتاق إلى حنانك وعطفك لكنها
لا تلمس منك عواطف الأب
تتنفس بصعوبه مع آهات وهموم
آه يامحمد
صبرت على معاملتك لي ,. تعاملني كقطعة أثاث بالمنزل
تلفظ انفاسها بحرارة وألم .
ترفع رأسها إلى السماء
إلهي ارحمني من العيش معه
شاب شعري وما زلت في الرابعة والعشرين من عمري
تبكي بصمت تخفي وجهها عن زوجها محمد
لكي لا ير دموعها
يطيل صمتها
محمد لا زال ساكتا يتقلب على فراشه
ازهار تتنهد تنهدات يتصاعد من صدرها نار الشجون والأنين
تغمض عينيها ....
وتطلق تنفسات عميقه ... ياليتني لم أتزوج
قيل لي تزوجي ... الزواج سعادة وراحة ..
أين هي السعادة لم تطل على داري ولم أرها .
لا بد أن أتحدث معه
لطفا يا محمد هلا تحدثنا قليلا ؟
يعبس بوجهها ويرمقها بنظرات غريبة حاده .
تستطرد
نحن نعيش تحت سقف واحد ولكننا أغراب
لا نجلس ولا نتحدث ..
قلوبنا تباعدت وأرواحنا انفصلت حتى ذاب ذالك الحب الكبير الذي
احمله في قلبي مع الهواء
حاولت يامحمد أن أرجع كما كنت واستعيد حبي لك
ولكنه انكسر وهب مع الرياح ولم يعد
عندما أحادثك تشيح بوجهك عني لماذا . أخبرني؟؟!!
يغضب لحديثها ويصيح بأعلى صوته ,
أنت هكذا تجلبين النكد والهم عندما ترين وجهي
هذ العيش محال .. صعب معك
تصمت قليلا ... تحبس آهاتها ودموعها
وتنظرإليه نظرات تعجب قائلة :
أنا ؟؟ !!!!
أنت نعم أنت
لم أر أمرأة مثلك أتعجب منك في كل حديث تستغفرين ....
عيشي حياتك تمتعي بالحياة لا داع للهم والغم
تنظر إليه مشدوهة !!
أستغفر !!! ... وماذا في الاستفغار
هل يجلب الهم ؟!!
غريب أمرك يامحمد ؟؟!!! .
جميعنا بحاجة للمغفرة والرحمة من الله عز وجل
أستغفرالله لعل الله يمحو من ذنوبي
إني أراقب الله في كل تصرفاتي يامحمد .
هل تستطيعين اخباري لما أنت حزينة دائما
لماذا لم تسأل نفسك ما هو سبب حزني ؟؟
يجيب متمردا ...
لا داع للحزن ولكنك تصرين وتبحثين عن أي
شئ اسمه الهم والحزن
هذه حياة صعبه معك .... حياة صعبه .
تحادث نفسها دائما أنا الجانيه دائما أنا الظالمه دائما أنا المخطئة !!
سأموت وأنا على هذا الحال .
لا تملك إلا الدموع تدرفها لتخفف عن ألمها
تخرج منها كلمات متقطعه ..
لم تبحث عن راحتي ولم تسألني عن حزني
لم أر معك وجه السعاده أبدا .
الابتسامه اختفت من على ثغري منذ سنوات
لازمتني الكآبة كم أنا مشتاقة إلى السعادة
لم يشفع لي صبري و حبي لك.
تستطرد ... أنا متعبة مجهده .
السبب أنت لقد زادت حالتك
مضت الأيام وانقضى العمر هكذا أنت
ابنتك لم ترك منذ أسبوع
فضلت أصدقاؤك على بيتك
الديوانيه أخذت كل وقتك
سمرك وسهرك وضحكاتك وأموالك كلها إلى أصدقاؤك
مرت أيام علينا ونحن نعيش تحت وطأة الجوع
لا نجد في المنزل ما نأكله ...وأنت لا تدري عنا .
ابنتك تسألني : هل يحبني أبي
اتلعثم باجابتي ولكني اجيبها ..
يحبك عزيزتي أنت ابنته
ولكنها لم تحس ولم تلمس هذا الحب
والآن كبرت ولن استطيع اخفاء حقيقتك عنها .
تعاملنا كالأغراب ..
أذابت الهموم جسدي وامتصت دمي
أظلمت الدنيا في عيني
طالت أيامي وأنا انتظر أملا يبزغ بفجر جديد علني أجد السعادة
إلى متى ؟؟!! إلى متى !!!
فكر مليا بحياتنا يامحمد
يزأر في وجهها
كالليث المتوحش المشمئز من حديثها
أنت ثرثاره أنت نكديه
أنا هكذا ولن أتغير..
باسلوب تهديد هل تقبلين وإلا.....
يستطرد...
سأخرج ولن تري وجهي ..
استوقفته ازهار...
لحظه أرجوك..
لنكمل حديثنا أولا قبل أن تخرج وننهي كل شئ الآن
كما تحب أنت .
سؤال اطرحه عليك ..
هل أخطأت عندما أردت المحافظة على عشنا ؟!!
أم أخطأت عندما أحببتك ولم أشأ هدم هذا البيت
طوال السنين كنت أحافظ عليه
ولكن لا فائده ماتت حياتنا وبقينا كما نحن
أريد أن أعيش كأي زوجة .. تعيش حياة طبيبعية سعيده مع زوجها
أريد أسرة هادئه .
يتأفف ويلقي بنفسه على الكنبة العريضه التي كانت على جانب الغرفه
يسترخي للخلف ثم ينفض نفسه بعصبيه ... هاتي ما في جعبتك .
متعجبه تجيبه ...
لماذا تكلمني بلهجة الغاضب المتعصب
دعنا نناقش الأمر بهدوء.
أجاب متعاليا :
وماذا في هذه اللهجه ؟!!!! .
لا شئ .
لا أريد شيئا سوى الاهتمام بي وبابنتك وإعطائنا القليل من وقتك
نلتمس فيه حنانك وعطفك .
ابنتك محتاجة إليك اجلس معها حدثها اظهر لها حنان الأب .
كان متمردا عنيدا ...
لم يتقبل حديثها ولم يصغي لها
فشلت في اقناعه ..
ودارالعراك بينهما وعلا صراخه .
سمعت ابنته هاجر الأصوات تتسلل إليها من الباب
ضمت شفتيها حزينه لما وصل إليها صراخ والديها
رفعت رأسها تبحلق في السقف احتبست الدموع في عينيها
خاطبت نفسها لماذا يفعل والدي هكذا ؟
لماذا لا يحبنا ؟
تمنيت لو أن والدي مثل والد فاطمة صديقتي
إنه أب يتدفق حنان إنه مثال الأب
ياليته كان أبي .. وتطلق زفرات مهمومه
شردت بأفكارها الى صديقتها فاطمة تغبطها على والدها
فجأة .. فتح الباب بقوة ..
خرج والدها وصفع الباب خلفه والغضب يطير من عينيه
كأنه شرار .
نظرت هاجر إلى أبيها وتمنت لو إن والدها خرج وابتسامته تشق وجهه
وحنانه يغدق عليها
تمنت لو أن والدها اشعل مصباح السعاده
و رسم البسمة على وجه والدتها ليشتعل النور المنطفئ في المنزل منذ سنوات .
ولكن خاب أملها وخابت أحلامها ..
طأطأت رأسها وكأنها لا تريد رؤية والدها .
لم تتوقف دموعها فكانت كالسيل الهادر
نزل والدها إلى الطابق السفلي .
رفرف الحزن على المنزل من جديد وانطفأ قنديل الأمل وعم الضباب والظلام
نهضت هاجر متثاقله برجلها نحو الباب
اطرقته بلطف . وبصوت حزين خافت
.. أنا هاجر يا أمي
بصوت متقطع .. تفضلي حبيبتي ..
فتحت الباب وجالت بنظرها حول الغرفه
الغرفه مملوءة ضباب وسحب من الأحزان
رأت والدتها جالسه واليأس ينطق في عينيها
يكاد يقتلها .
دنت هاجر خطوات من أمها أطرقت رأسها إلى الأرض ثم تحدثت ..
لماذا يصرخ والدي كالأسد يا أماه ؟
سمعت عراك وصراخ ضج في أذني كأنها حرب قاسية ضاريه
تنهدت والدتها ..آه يا أسفي ..
لوتزوجت ابن عمي ربما كان حالي افضل من هذا الحال
إنه نعم الأخلاق والأدب
هل ترين يا ابنتي سعادة زوجته هنيئا لها وهنيئا له بحياته .
نعم يا أمي . حالهم أفضل من حالنا بكثير .
ياليت لو أنكِ تزوجتي ابن عمك لكان أب حنون وعشت بعطفه
هذا نصيب ياابنتي
لا نعلم الغيب حتى نختار ما هو لحياتنا
حياتي أصبحت جحيم كا ترين
انت ابنته لم يعيرك اهتمام
أماه .. ياليتك لوتحاولين معه لآخر مرة
والدك لا يريد أن يتغير سيظل هكذا
تعبت وصبري نفذ لا يوجد أمل
الإسرة في نظره عبئ كبير لا يريد
الالتزام به .
ألا تعرفين والدك ؟؟ لا يهمه في حياته إلا
راحة أصدقاؤه والتمتع معهم
والدك يا ابنتي يعيش حياة دنيويه هوجاء
أمدها بعيد .
ليس لي باب انفذ منه إلا الصبر وقد طال صبري
وكلت أمري إلى الله حتى أفارق هذه الحياه .
إن الله يجازي كل انسان على عمله
ان خيرا فخيروان شر فشر
وإن الله رؤوف بعباده المستضعفين
إني اتطلع في هذه الحياة من زاويتك انت
انت نعمة اهداني الله إياها
شكرا وحمدا له على نعمه
ولا بد أن أجاهد فيالحياة من أجل سعادتك
أنت أغلى من روحي
أنت شمعتي ونور عيني
ولو لا وجودك لخرجت من حياته إلى الأبد.
تختلط الدمعة بالابتسامة على ثغر هاجر
وتحمد الله على وجود والدتها
تربت ازهارعلى كتف ابنتها هاجروتقبلها
تتعانقان بعمق
تبتسم هاجر وتقبل يد أمها وتدعوا الله أن يحفظها لها دوما
فتبتسم أمها وتشكرالله وتحمده وتدعوه أن يحفظ لها ابنتها
والحمد لله رب العالمين على نعمة الهداية والولايه
نسألكم الدعاء
تعليق