السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نبث اليكم حديث الجمعة الموافق 27- ج 2 – 1423 ، ( 6-9-2002)
واليكم أهم محاور هذا الحديث :
1- إن من المؤسف حقا :أن ترتبط في اذهاننا صورة الموت مع الفناء ، وبالحياة الموحشة في القبر .. والحال ان الموت رحلة من عالم الضيق الى عالم الحرية ، ومن عالم القيود الارضية بآلامها ومشاكلها ، الى عالم الانطلاقة السعيدة الخالدة ، وذلك بجوار رضوان الله تعالى لمن اراد اللذائذ العليا.. او جنات الخلد لمن اراد الاستمتاع المادي.
2- ان الذي يكشف عن مدى قرب العبد من ربه هي : نظرته الى الموت .. فالذي يخاف من الموت ، انما يخاف مما بعد الموت من العالم المجهول ، ولهذا جعل القرآن الكريم تمني الموت علامة لمن يزعم أنه ولي لله تعالى كما زعمت اليهود .. وقد حبب الله تعالى ابراهيم الخليل الى لقائه ، عندما ارسل اليه ملك الموت قائلا : هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه؟!.. في جواب ابراهيم (ع) عندما قال : فهل رأيت خليلا يميت خليله؟!..
3- ان الاستعداد للموت انما يتم في سنوات الشباب وفوران النشاط .. والا فمع فتور الهمة ، وضعف الاعضاء في مرحلة الشيخوخة ، قد يعجز العبد عن اكتساب الدرجات العليا من الكمال ..فكم يتوهم البعض – خاطئا - عندما يسوّف في التوبة الى ما بعد انتهاء فترة طيش الشباب ؟!.. أو هل يضمن الحياة أولا ؟!.. ثم هل يضمن التوفيق للتوبة ثانيا؟!..
4- ان من المناسب جدا ان يقوم الانسان بسياسة الاقتران الشرطي ، التي تستعمل في علم النفس الحديث ، ومفادها الربط بين المعاني الايجابية او السلبية ، ومآلها في الدنيا والآخرة.. فمن تقترن عنده صورة الطاعة ، ومقعد الصدق عند المليك المقتدر ( بشكل يقيني ) وبين صورة المعصية وما ذكر من عذاب البرزخ والقيامة ( بشكل وجداني ) فانه لا ينظر حينئذ الى المعصية والطاعة ، الا من خلال تلك الصور الملازمة .. وبالتالي لا يبقى عنده مقتض للمعصية ليوجد عندها المانع .. كما لا يبقى عنده مانع من الطاعة ليمنع تأثير المقتضي ، وهذه هي المعادلة النهائية للتقوى باختصار.
5- ان الالتفات الى قصر الحياة - وكيف ان انواع المتع المحللة والمحرمة منها الى زوال وفناء - من حوافز الزهد في العاجل من المتاع ، ومن هنا عبرت الرواية عن الموت بانه هادم اللذات.. وقد امرنا باكثار ذكر الموت ، لئلا نعيش حالة الوهم في الحياة ، من خلال رؤية متاعها في حلم لذيذ كاذب ، ليستيقط بعدها العبد ، وقد وجد الله عنده فوفاه حسابه.
6- من مراحل الموت التي يبتلى بها اغلب الخلق هي : سكرات الموت عند حالة النـزع ، إذ أن انفصال الروح التي تأقلمت مع البدن سنوات طويلة من أشق الامور .. فلاحظ كيف أن الجنين ينفصل عن امه ، ليذيقها مر العذاب بما يسمى آلام الولادة .. والجلادون في السجون يقلعون ظفرا من السجين ، ليرى الموت البطيئ من خلال ذلك.. فكيف اذا اريد فصل الجسد بكامله عن الروح ؟!.. ولك ان تتصور ذلك ، قياسا لحالة الجنين والسجين.
7- تناولت الروايات بعض موجبات تخفيف سكرات الموت ، التي دعا رسول الله عندها – تخويفا لامته - قائلا : ( اللهم اعني على سكرات الموت ) فمنها : صلة الرحم ، والبر بالوالدين .. ومن الملفت حقا ان هذين العنصرين يتكرران في موارد كثيرة ، ولعل السبب في ذلك هو وجود الصوارف الداخلية عن القيام بحقوقهما ، وذلك لان علاقة الإنسان مع اهله علاقة مفروضة لم تكن بانتخاب من العبد ، وهي قد لا تناسب مزاجه في موارد كثيرة ، ومن هنا لزم التأكيد من المولى الحكيم ، لوجود ارضية المنافرة! .
8- ومن موجبات تخفيف السكرات ، العمل على ارشاد الغافلين ، وهداية الضالين ، فإن الله تعالى يحفظ هذا الجميل في خلقه عند ساعة الموت .. وقد ورد في الخبر ما مضمونه : ( أن من أعان ضعيفا في فهمه ، اعانه الله تعالى عند سكرات الموت على الشهادتين ، وما يتصل بهما ) لان الشيطان يحاول في اللحظات الاخيرة من الحياة ، ان يسلب الانسان قوام سعادته ، وهو : الاعتقاد الحق ، بعدما عجز عن تحريف مسيرته في حياته.
9- ان دعوة الناس الى منهج اهل البيت ، من روافد الختم بالسعادة .. فهذا ابو بصير من اصحاب الامام الصادق (ع) ، دل أحدهم على منهج اهل البيت ، فقال لابي بصير في ساعة الاحتضار : قد قبلتُ ما قلت لي ، فكيف لي بالجنة ؟!.. فقال له ابو بصير : انا ضامن لك على الصادق بالجنة ، فمات .. فدخل على الصادق (ع) فقال له ابتداء :قد وُفي لصاحبك بالجنة !..
=============================
هذه ترجمة بسيطة ولمن أحب الاستماع بشكل أوضح علني أهملت شيء يمكنه الاستعانة بالرابط التالي :
http://www.alseraj.com/main.shtml
الدال على الخير كفاعله .
===========================
جديد الموقع :
1- سلسلة عقائدية جديدة ، باسلوب هادئ ومستدل ، بعيدا عن أجواء الانفعال
2- سلسلة الاسرار الباطنية ، من اجل صلاة خاشعة .
3- صورة معبرة فى كل يوم ، لتكون درسا عمليا فى الحياة.
4- مائدة يومية لتكون غذاء للفكر والروح ، مصداقا لـ { فلينظر الانسان الى طعامه }
5- بدائع متنوعة فى قسم المقتطفات .
6- موسوعة من الدرر الخالدة من تراثهم (ع) فى جواهر البحار.
7- مسابقة شهرية لتنمية الثقافة ، مع جوائز نورية.
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535
نبث اليكم حديث الجمعة الموافق 27- ج 2 – 1423 ، ( 6-9-2002)
واليكم أهم محاور هذا الحديث :
1- إن من المؤسف حقا :أن ترتبط في اذهاننا صورة الموت مع الفناء ، وبالحياة الموحشة في القبر .. والحال ان الموت رحلة من عالم الضيق الى عالم الحرية ، ومن عالم القيود الارضية بآلامها ومشاكلها ، الى عالم الانطلاقة السعيدة الخالدة ، وذلك بجوار رضوان الله تعالى لمن اراد اللذائذ العليا.. او جنات الخلد لمن اراد الاستمتاع المادي.
2- ان الذي يكشف عن مدى قرب العبد من ربه هي : نظرته الى الموت .. فالذي يخاف من الموت ، انما يخاف مما بعد الموت من العالم المجهول ، ولهذا جعل القرآن الكريم تمني الموت علامة لمن يزعم أنه ولي لله تعالى كما زعمت اليهود .. وقد حبب الله تعالى ابراهيم الخليل الى لقائه ، عندما ارسل اليه ملك الموت قائلا : هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه؟!.. في جواب ابراهيم (ع) عندما قال : فهل رأيت خليلا يميت خليله؟!..
3- ان الاستعداد للموت انما يتم في سنوات الشباب وفوران النشاط .. والا فمع فتور الهمة ، وضعف الاعضاء في مرحلة الشيخوخة ، قد يعجز العبد عن اكتساب الدرجات العليا من الكمال ..فكم يتوهم البعض – خاطئا - عندما يسوّف في التوبة الى ما بعد انتهاء فترة طيش الشباب ؟!.. أو هل يضمن الحياة أولا ؟!.. ثم هل يضمن التوفيق للتوبة ثانيا؟!..
4- ان من المناسب جدا ان يقوم الانسان بسياسة الاقتران الشرطي ، التي تستعمل في علم النفس الحديث ، ومفادها الربط بين المعاني الايجابية او السلبية ، ومآلها في الدنيا والآخرة.. فمن تقترن عنده صورة الطاعة ، ومقعد الصدق عند المليك المقتدر ( بشكل يقيني ) وبين صورة المعصية وما ذكر من عذاب البرزخ والقيامة ( بشكل وجداني ) فانه لا ينظر حينئذ الى المعصية والطاعة ، الا من خلال تلك الصور الملازمة .. وبالتالي لا يبقى عنده مقتض للمعصية ليوجد عندها المانع .. كما لا يبقى عنده مانع من الطاعة ليمنع تأثير المقتضي ، وهذه هي المعادلة النهائية للتقوى باختصار.
5- ان الالتفات الى قصر الحياة - وكيف ان انواع المتع المحللة والمحرمة منها الى زوال وفناء - من حوافز الزهد في العاجل من المتاع ، ومن هنا عبرت الرواية عن الموت بانه هادم اللذات.. وقد امرنا باكثار ذكر الموت ، لئلا نعيش حالة الوهم في الحياة ، من خلال رؤية متاعها في حلم لذيذ كاذب ، ليستيقط بعدها العبد ، وقد وجد الله عنده فوفاه حسابه.
6- من مراحل الموت التي يبتلى بها اغلب الخلق هي : سكرات الموت عند حالة النـزع ، إذ أن انفصال الروح التي تأقلمت مع البدن سنوات طويلة من أشق الامور .. فلاحظ كيف أن الجنين ينفصل عن امه ، ليذيقها مر العذاب بما يسمى آلام الولادة .. والجلادون في السجون يقلعون ظفرا من السجين ، ليرى الموت البطيئ من خلال ذلك.. فكيف اذا اريد فصل الجسد بكامله عن الروح ؟!.. ولك ان تتصور ذلك ، قياسا لحالة الجنين والسجين.
7- تناولت الروايات بعض موجبات تخفيف سكرات الموت ، التي دعا رسول الله عندها – تخويفا لامته - قائلا : ( اللهم اعني على سكرات الموت ) فمنها : صلة الرحم ، والبر بالوالدين .. ومن الملفت حقا ان هذين العنصرين يتكرران في موارد كثيرة ، ولعل السبب في ذلك هو وجود الصوارف الداخلية عن القيام بحقوقهما ، وذلك لان علاقة الإنسان مع اهله علاقة مفروضة لم تكن بانتخاب من العبد ، وهي قد لا تناسب مزاجه في موارد كثيرة ، ومن هنا لزم التأكيد من المولى الحكيم ، لوجود ارضية المنافرة! .
8- ومن موجبات تخفيف السكرات ، العمل على ارشاد الغافلين ، وهداية الضالين ، فإن الله تعالى يحفظ هذا الجميل في خلقه عند ساعة الموت .. وقد ورد في الخبر ما مضمونه : ( أن من أعان ضعيفا في فهمه ، اعانه الله تعالى عند سكرات الموت على الشهادتين ، وما يتصل بهما ) لان الشيطان يحاول في اللحظات الاخيرة من الحياة ، ان يسلب الانسان قوام سعادته ، وهو : الاعتقاد الحق ، بعدما عجز عن تحريف مسيرته في حياته.
9- ان دعوة الناس الى منهج اهل البيت ، من روافد الختم بالسعادة .. فهذا ابو بصير من اصحاب الامام الصادق (ع) ، دل أحدهم على منهج اهل البيت ، فقال لابي بصير في ساعة الاحتضار : قد قبلتُ ما قلت لي ، فكيف لي بالجنة ؟!.. فقال له ابو بصير : انا ضامن لك على الصادق بالجنة ، فمات .. فدخل على الصادق (ع) فقال له ابتداء :قد وُفي لصاحبك بالجنة !..
=============================
هذه ترجمة بسيطة ولمن أحب الاستماع بشكل أوضح علني أهملت شيء يمكنه الاستعانة بالرابط التالي :
http://www.alseraj.com/main.shtml
الدال على الخير كفاعله .
===========================
جديد الموقع :
1- سلسلة عقائدية جديدة ، باسلوب هادئ ومستدل ، بعيدا عن أجواء الانفعال
2- سلسلة الاسرار الباطنية ، من اجل صلاة خاشعة .
3- صورة معبرة فى كل يوم ، لتكون درسا عمليا فى الحياة.
4- مائدة يومية لتكون غذاء للفكر والروح ، مصداقا لـ { فلينظر الانسان الى طعامه }
5- بدائع متنوعة فى قسم المقتطفات .
6- موسوعة من الدرر الخالدة من تراثهم (ع) فى جواهر البحار.
7- مسابقة شهرية لتنمية الثقافة ، مع جوائز نورية.
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535
تعليق