بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام عليّ (ع) : ((إن الفتن إذا أقبلت شبّهت )) .
قال ابن أبي الحديد : معناه أنّ الفتن عند اقبالها وابتداء حدوثها ، يلتبس امرها ولا يعلم الحق منها من الباطل ، إلى ان تنقضي وتدبر ، فحينئذ ينكشف حالها ، ويعلم ما كان مشتبهاً منها . ثم أكد (ع) هذا المعنى بقوله : (( ينكرن مقبلات ويعرفن مدبرات )) ومثال ذلك فتنه الجمل ، كان كثير من الناس فيها في مبدا الامر متوقفين ، واشتبه عليهم الحال ، ولم يعلموا موضع الحق الى ان انقضت الفتنة ، ووضعت الحرب اوزارها ، وبان لهم صاحب الضلالة من صاحب الهداية (1).
والسبب في حدوث هذه الشبهات لدى البصريين هو الدعاية التي استخدمها طلحة والزبير ضد الامام علي (ع) ، أسلوب الدعاية الذي تلجا اليه المؤسسات الحديثة كما لجأت اليه المؤسسات القديمة ، وقوام الدعاية ان يظهر الشيء المدعو له كما يريده الداعي ان يظهر ، فأن كان باطلاً اظهره حقاً ، وان كان شراً اظهره خيراً وان كان لا شيء أظهره شيئاً كثيراً .
واشد الأمور حاجة للدعاية الأمور الكاذبة لحاجتها الى الطلاء والتمويه ، واكثر الرجال عوزاً الى الدعاية المبطلون والمستنفعون بالبطل والذين لا قيمة لما يفعلون، والذين ينساهم الناس حال انتهاء الدعاية لهم ، ذلك لان الطبيعة لا تقبل غشاً والحياة لا تستقم بالخداع والزمان لا يهضم الا الحق والحق اكبر .
ومن الدعاية التي استخدمها الرجلان طلحة والزبير ضد الامام علي (ع) تأليباً للبصريين عليه ما نقله ابن أبي الحديد ، عن الواقدي والمدائني من ان طلحة والزبير قاما في الناس فقالا : (( ان علي بن أبي طالب ان يظفر فهو فناكم يا اهل البصرة ، فاحموا حقيقتكم فإنه لا يبقي حرمة الا انتهكها ، ولا حريماً الا هتكه ولا ذرية الا قتلها ، ولا ذوات خدر الا سباهن ، فقاتلوا مقاتلة من يحمي عن حريمة ويختار الموت على الفضيحة يراها في اهله .
ويقول حكيم بن جبلة البصري وهو من الموالين للامام علي (ع) :
اقبل طلحة والزبير مخالفين محاربين يطلبان بدم عثمان ، ففرقا بيننا ونحن أهل دار وجوار ،اللهم انهما لم يريدا عثمان.
وراحت عائشة تحرض الجموع على قتل الامام علي (ع) وقالت لاهل البصرة : بايعتم علي بن ابي طالب بغير مشورة من الجماعة ، ابتزازاً وغصباً .
ويقول الامام علي (ع) فقدموا - طلحة والزبير - على اهل مصر - يعني البصرة - كلهم في طاعتي وعلى بيعتي ، فشتتوا كلمتهم ، وافسدوا علي جماعتهم (2).
ويقول ايضاً : وبايعني هذان الرجلان -طلحة والزبير - في اول من بايع ، ... وقد نكثا وغدرا ونهضا الى البصرة بعائشة ليفرقا جماعتكم ويلقيا بأسكم بينكم (3).
(1) شرح نهج البلاغة :7/38.
(2) المختار من نهج البلاغة بتعليق محمد عبده :1/288 ، ونهج السعادة :1/363 .
(3) نهج السعادة : 1/271
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام عليّ (ع) : ((إن الفتن إذا أقبلت شبّهت )) .
قال ابن أبي الحديد : معناه أنّ الفتن عند اقبالها وابتداء حدوثها ، يلتبس امرها ولا يعلم الحق منها من الباطل ، إلى ان تنقضي وتدبر ، فحينئذ ينكشف حالها ، ويعلم ما كان مشتبهاً منها . ثم أكد (ع) هذا المعنى بقوله : (( ينكرن مقبلات ويعرفن مدبرات )) ومثال ذلك فتنه الجمل ، كان كثير من الناس فيها في مبدا الامر متوقفين ، واشتبه عليهم الحال ، ولم يعلموا موضع الحق الى ان انقضت الفتنة ، ووضعت الحرب اوزارها ، وبان لهم صاحب الضلالة من صاحب الهداية (1).
والسبب في حدوث هذه الشبهات لدى البصريين هو الدعاية التي استخدمها طلحة والزبير ضد الامام علي (ع) ، أسلوب الدعاية الذي تلجا اليه المؤسسات الحديثة كما لجأت اليه المؤسسات القديمة ، وقوام الدعاية ان يظهر الشيء المدعو له كما يريده الداعي ان يظهر ، فأن كان باطلاً اظهره حقاً ، وان كان شراً اظهره خيراً وان كان لا شيء أظهره شيئاً كثيراً .
واشد الأمور حاجة للدعاية الأمور الكاذبة لحاجتها الى الطلاء والتمويه ، واكثر الرجال عوزاً الى الدعاية المبطلون والمستنفعون بالبطل والذين لا قيمة لما يفعلون، والذين ينساهم الناس حال انتهاء الدعاية لهم ، ذلك لان الطبيعة لا تقبل غشاً والحياة لا تستقم بالخداع والزمان لا يهضم الا الحق والحق اكبر .
ومن الدعاية التي استخدمها الرجلان طلحة والزبير ضد الامام علي (ع) تأليباً للبصريين عليه ما نقله ابن أبي الحديد ، عن الواقدي والمدائني من ان طلحة والزبير قاما في الناس فقالا : (( ان علي بن أبي طالب ان يظفر فهو فناكم يا اهل البصرة ، فاحموا حقيقتكم فإنه لا يبقي حرمة الا انتهكها ، ولا حريماً الا هتكه ولا ذرية الا قتلها ، ولا ذوات خدر الا سباهن ، فقاتلوا مقاتلة من يحمي عن حريمة ويختار الموت على الفضيحة يراها في اهله .
ويقول حكيم بن جبلة البصري وهو من الموالين للامام علي (ع) :
اقبل طلحة والزبير مخالفين محاربين يطلبان بدم عثمان ، ففرقا بيننا ونحن أهل دار وجوار ،اللهم انهما لم يريدا عثمان.
وراحت عائشة تحرض الجموع على قتل الامام علي (ع) وقالت لاهل البصرة : بايعتم علي بن ابي طالب بغير مشورة من الجماعة ، ابتزازاً وغصباً .
ويقول الامام علي (ع) فقدموا - طلحة والزبير - على اهل مصر - يعني البصرة - كلهم في طاعتي وعلى بيعتي ، فشتتوا كلمتهم ، وافسدوا علي جماعتهم (2).
ويقول ايضاً : وبايعني هذان الرجلان -طلحة والزبير - في اول من بايع ، ... وقد نكثا وغدرا ونهضا الى البصرة بعائشة ليفرقا جماعتكم ويلقيا بأسكم بينكم (3).
(1) شرح نهج البلاغة :7/38.
(2) المختار من نهج البلاغة بتعليق محمد عبده :1/288 ، ونهج السعادة :1/363 .
(3) نهج السعادة : 1/271