إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الامام الباقربشارة الرسول

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام الباقربشارة الرسول

    الامام الباقر عليه السلام من أفذاذ العترة الطاهرة ومن أعلام أئمة أهل البيت عليهم السلام وكان من أبرز رجال الفكر والعلم في الإسلام فقد قام بدور فعال في تكوين الثقافة الإسلامية وتأسيس الحركة العلمية في الإسلام، وإنّا وان كنا غير قادرين على الإحاطة بجميع جوانب حياته المشرقة والمليئة بالمواعظ والحكم إلا إننا نحاول أن نلقي أضواء...
    نحن اذ نتناول واحداً من رموز هذه الأسرة العظيمة، وحلقة من هذه السلسلة الكريمة نكون كمن همَّ أن يحصي نجوم السماء أو يستوعب ماء البحر، ودون ذلك خرط القتاد؛ فهلمّ معي أخي المسلم لنبحرَ في بحر هذه الشخصية الرائعة، ونخوض لجج فضائلها ومناقبها بما روت عنها كتب المسلمين، ألا وهو الإمام الخامس من أئمة الهدى ...
    إن من شرف الكلم أن يُبتدأ بأشرفه، ولا أشرف من كلام الله المجيد وقد قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأُولي الألباب) (1) وقال: (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) (2).
    وقبل أن نلج بحث إمامة الإمام الباقر عليه السلام نعرض بين يديك الكريمتين أخي المسلم واحدةً من مصاديق تلك القصص التي تُقَصُ للاعتبار بها والتدبر فيها، وهي ما رواه يونس بن يعقوب قال: [كنت عند أبي عبد الله ـ يعني بذلك الإمام الصادق عليه السلام ـ، فورد عليه رجل من أهل الشام، فقال: إني رجل صاحب كلام وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ((كلامك من كلام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن عندي، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فأنت إذن شريك رسول الله؟ قال: لا، قال: فسمعت الوحي عن الله عزَّ وجلَّ يخبرك؟ قال: لا، قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: لا.
    فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إليَّ فقال: يا يونس بن يعقوب، هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم…
    ثم إن الإمام الصادق عليه السلام قال للرجل الشامي: كلم هذا الغلام ـ يعني هشام بن الحكم وهو أحد أشهر أصحاب الإمام عليه السلام ـ فقال نعم، فقال لهشام: يا غلام، سلني في إمامة هذا ـ يعني إمامة الإمام الصادق عليه السلام ـ، فغضب هشام حتى ارتعد، ثم قال للشامي: يا هذا أربكَ أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ قال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه، قال: ففعل بنظره لهم ماذا؟ قال: أقام لهم حجةً ودليلاً كي لا يتشتتوا أو يختلفوا، يتألفهم ويقيم أودهم (3)، ويخبرهم بفرض ربهم، قال: فمن هو؟ قال: رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال هشام: فبعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من؟ قال: الكتاب والسُنّة، قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسُنّة في رفع الاختلاف عنّا؟ قال الشامي: نعم، قال هشام: فلم اختلفت أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إيّاك؟ فسكت الشامي، فقال أبو عبد الله عليه السلام للشامي: مالك لا تتكلم؟ قال الشامي: إن قلتُ لم نختلف كذبتُ، وإن قلتُ إن الكتاب والسُنّة يرفعان عنّا الاختلاف، أبطلتُ، لأنهما يحتملان الوجوه، وإن قلتُ قد اختلفنا وكل واحدٍ منّا يدّعي الحق فلم ينفعنا إذن الكتاب والسُنّة. إلا أن لي عليه هذه الحجة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: سله تجده مليّاً، فقال الشامي: يا هذا من أنظر للخلق، أربّهم أو أنفسهم؟ فقال هشام: ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم، فقال الشامي: فهل أقام من يجمع لهم كلمتهم ويقيم أودَهُم ويخبرهم بحقهم من باطلهم؟ قال هشام: في وقت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أو الساعة؟ قال الشامي: في وقت رسولِ اللهِ رسول الله، والساعة من؟ فقال هشام: هذا القاعد الذي تشدّ إليه الرحال، ويخبرنا بأخبار السماء والأرض، وراثةً عن أبٍ عن جدٍ، قال الشامي: فكيف لي إن أعلم ذلك؟ قال هشام: سله عما بدا لك، قال الشامي: قطعت عذري (4) فعليّ السؤال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا شامي أخبرك كيف كان سفرك وكيف كان طريقك كان كذا وكذا فأقبل الشامي يقول: صدقت أسلمت لله الساعة فقال أبو عبد الله عليه السلام: بل آمنت بالله الساعة، إن الإسلام قبل الإيمان وعليه يتوارثون ويتناكحون والإيمان عليه يثابون، فقال الشامي: صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنّك وصيّ الأوصياء…] (5).

    ما إن آلت شمس يومٍ من أيام الله تعالى إلى المغيب معلنةً عن رحيل إمامٍ من أئمة المسلمين وهادياً من هداة الحق الذين قال عنهم الله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (6) وهو الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، حتى بزغت شمس يومٍ جديد لتعلن عن هادٍ من الهداة الاثني عشر الذين بشر بهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في أحاديث لا تحصى كثرة (7) ألا وهو الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام، وقد اُنيطت به هذه المهمة العظمى في فترةٍ تحكَّمَ في عرى الإسلام نفرٌ من بني أمية، اتخذوا الخلافة وراثةً فأصبحت يومذاك هرقلية، يتوارثها الابن عن الأب، والأخ عن الأخ.
    وقد عمَّ في تلك الفترة الجور والظلم الذي كان من أوضح مصاديقه ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي على العراق في زمن الوليد بن عبد الملك بن مروان، وإليك أحد النصوص التاريخية تكشف عن عمق ذلك الواقع المؤلم، وعن مدى الجور وتفشي سياسة كم الأفواه، و اخراس كل صوت ينادي بالحرية. فهذا عبد الملك بن مروان يوصي ولده الوليد قائلاً: ((وانظر الحجاج فاكرمه، فإنه هو الذي وطّأ لكم المنابر، وهو سيفك يا وليد، ويدك على من ناواك، فلا تسمعن فيه قول أحد، وأنت إليه أحوج منه إليك، وادعُ الناس إذا متُّ إلى البيعة، فمن قال برأسه هكذا، فقل بسيفك هكذا…))(8).
    وهذه صورة مقتضبة من صور ذلك الواقع المرّ الذي عاشه أئمة أهل البيت عليهم السلام وسنفصل القول في ذلك عند التعرض للجانب السياسي من حياة الإمام.
    وكان دأب أهل البيت وديدنهم عليهم السلام، وهو كشف زيغ الطغاة، وبيان فسادهم وجورهم بشتى الوسائل المتاحة لهم، وارشاد الأمة إلى السراط السوي والمنهج الحق.
    ولا يخفى على المتتبع لحركة التاريخ، أن الدولة الأموية قد بدأت أولى مراحل الضعف والإضمحلال لها، أبان حكم هشام بن عبد الملك، حيث بدأت في زمانه الدعوة للعباسيين بالانتشار؛ فاستغل الإمام عليه السلام ذلك الظرف في نشر العلوم المحمدية الأصيلة، وبذلك تحققت ما أخبر جده المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم به حين قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: ((يا جابر يوشك أن تلحق لولدٍ لي من ولد الحسين، اسمه كأسمي، يبقر العلم بقراً، (أي يفجره تفجيراً) فاذا رأيته فاقرأه عني السلام..)) (9).
    فكان عليه السلام لا يدخر جهداً في سبيل توعية الأمة، فانظر له عليه السلام وهو كالأب العطوف والوالد الرؤوف حين يوصي بعض أصحابه بوصايا أبوية تدل على عِظم شفقته وحنوه على أمة جده المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث يقول لهم:
    ((ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه، واكتموا أسرارنا، ولا تحملوا الناس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردوه، وإن أشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، فاذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً، وإن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدواً لنا كان له أجر عشرين شهيداً)) (10)
    ومن وصاياه الرائعة لشيعته يحثهم فيها على طلب العلم يقول عليه السلام: ((تعلموا العلم؛ فان تعلمه حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة له تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه صدقة، وبذله لأهله قربة. والعلم ثمار الجنة، وأنس في الوحشة، وصاحب في الغربة، ورفيق في الخلوة، ودليل على السراء، وعون على الضراء ودين عند الأخلاء، وسلاح عند الأعداء، يرفع الله به قوماً فيجعلهم في الخير سادة. وللناس أئمة يقتدى بفعالهم، ويقتص آثارهم، ويصلي عليهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه)) (11) .
    ـــــــــــــــ
    (1) يوسف: 111.
    (2) الأعراف: 176.
    (3) الأود يعني: الإعوجاج.
    (4) أي لا عذر لي بعد هذا.
    (5) أصول الكافي: ج1 ص192.
    (6) الرعد: 7.
    (7) راجع في ذلك: التاريخ الكبير للبخاري ج1 ص446، مسند أحمد بن حنبل ج5 ص92، صحيح مسلم ج6 ص4 ط محمد علي صبيح / مصر، سنن أبو داود ج4 ص150، ينابيع المودة ص442.
    (8) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص220، نقلاً عن القرشي ج2 ص40 حياة الباقر، ومثله في الأخبار الطوال ص325.
    (9) اثبات الهداة: ج3 ص36 نقلاً عن الفصول المهمة.
    (10) أئمتنا: ج1 ص362.
    (11) أئمتنا: ج1 ص363.

  • #2
    السلام عليكم

    بارك الله فيك وجعلنا ان شاء الله محب لعي عليه السلام

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
    ردود 119
    18,090 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
    استجابة 1
    100 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
    استجابة 1
    71 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
    ردود 2
    154 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
    استجابة 1
    160 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    يعمل...
    X