ولد في عائلة مسيحية تسكن مدينة (ارومية) من اذربيجان الغربية والتحق بالكنيسة الاشورية ودرس عند (راي يوحنا بكري ، ويوحنا جون ، ورابي عاز) ثم سافر الى الفاتيكان ليواصل مراحله الدراسية في الديانة النصرانية ، اواصبح هناك من الطلبة المقربين من كبار القساوسة امثال (رابي تلو وكوركوز) وبما انه عاش طالبا في الفاتيكان تأثر بالمذهب الكاثوليكي .
ولكن فيي قضية حدثت له هناك جعلته يدخل في دين الاسلام ويعود من الفاتيكان الى (ارومية) ويعلن اسلامه في محضر العاليم الكبير المرحوم الحاج ميرزا حسن المجتهد ويلحقه بالمدارس الحوزوية لدراسة العلوم الاسلامية وقد غيّر اسمه المسيحي الى الشيخ محمد صادق ثم هاجر الى الحوزة في النجف الاشرف وواصل دروسه الاسلامية العليا مدة ستة عشر سنة ثم عاد الى مدينة (ارومية) وقام بنشر الاسلام والدعوة الى مذهب اهل البيت (ع) .واصبح خطيبا منوها بمسجد الجامع لمدينته يحتشد تحت منبره المسلمون والمسيحيون الباحثون عن الحق .
والان لنستمع الى قصة دخوله في ملة الاسلام واعتناقه الدين الحق كما ذكرها باللغة الفارسية في مقدمة كتابه (انيس الاعلام في نصرة الاسلام) ونحن نترجمها كالتالي :
درست الديانة النصرانية في كنيسة ارومية عند كبار القسيسين وعلماء المسيحية في ايام جاهليتي وكنت مسيحيا على مذهب البروتستانت فانهيت دراستي في التوراة والانجيل وعمري اثنى عشر عاما ، بعد ذلك قررت السفر الى مختلف البلدان للقاء القساوسة وعلى الدين المسيحي حتى والتقيت المطران الكبير رئيس مذهب الكاثوليك في الفاتيكان ، وكان ذا منزلة مرموقة وشهرة واسعة بين المسيحيين يرسل اليه الملوك والوجهاء والاثرياء الكاثوليك اسالتهم الدينية مع هداياهم الثمينة ايضا فقد تعلمت اصول العقيدة المسيحية وفروعها من هذا العالم الكبير (البابا) وكان يحضر معي طلبة اخرون في جلسات دروسه الدينية لنا ، وانا الوحيد بين هؤلاءالطلبة مقربا من الاستاذ الاعظم وكان يودني اكثر من غيري مودة شديدة ويبادلني غاية الثقة حتى كانت مفاتيح محل سكنه ومخزن المواد الغذائية بيد الا ان مفتاح حجرة صغيرة وهي بمثابة مخزن خاص له ، حيث كنت اظن انها خزينة امواله المكدسة واقول لنفسي انه (تارك الدنيا لاجل الدنيا) ومازهده الظاهر الا لكسب المزيد من الاموال والجواهر .
خلال يوم من الايام سقم القسيس الاكبر استاذنا الاعظم فقال لي : ياابني الروحاني اخبر الطلبة بتعطيل الدرس هذا اليوم . ذهبت الى الطلبة لاخبرهم بذلك فوجدتهم يتباحثون في مسائل دينية حتى انتهى نقاشهم الى مفهوم لفظة (فارقليطا) باللغة السريانية و (بيركلوطوس) باللغة اليونانية في باب 14 – 15 – 16 ان النبي عيسى عليه السلام قال : (يأتي من بعدي فارقليطا) فمن هو فارقليطا الذي يأتي بعد النبي عيسى (ع) ؟
كان النقاش والجدال بين الطلبة حاميا جدا في معنى هذه الكلمة ومن يكون المقصود منها حتى وصل النقاش بينهم الى رفع اصواتهم على بعضهم بخشونة واختلف كل واحد منهم الى رأي مغاير لغيره .
رجعت الى الاستاذ فسألني ايها الابن الروحاني ماذا جرى اليوم في غيابي ؟ وعن ماذا دار نقاش الطلبة ؟ فقلت ان القوم اختلفوا بشدة في تفسير معنى (فارقليطا) في الانجيل ثم اخبرته عن الاراء المطروحة .
سالني الاستاذ : اي الاراء تختاره انت ؟ قلت : اختار تفسير القاضي فلان .. قال : معذور انت ان الواقع خلاف كل تلك الاراء والاقوال ، ان معنى هذه اللفظة الشريفة لايعلمه في هذا الزمان الا الراسخون في العلم وهم قلة .
فرميت نفسي على اقدام الاستاذ وقلت له : ايها الاب الروحاني انت اعلم من غيرك بما ابذله من سعي الى الكمال من بداية عمري وانت ادرى بمستواي الرفيع في الكمال والتدين والالتزام بالنصرانية فيما عدا اقامة الصلاة والموعظة والعطل الدراسية فانا دائم القراءة والمطالعة ، اذن ماذا يضر لو تحسن اليّ وتبين لي معنى هذا الاسم الشريف ؟ فبكى الاستاذ وقال : ايها الابن الروحاني والله انت اعز الناس لدي وانا لاابخل عليك بشئ رغم ان في الافصاح عن معنى هذا الاسم الشريف فائدة كبيرة ولكن مع انتشار معناه سوف نسبب لانفسنا الموت على ايدي اقطاب المسيحيين فان تتعهد لي ان لاتنشره في حياتي ولاتذكره باسمي بعد مماتي ذكرته لك ، لان ان عرفوا بأني افصحت عن هذا السر لاحقوني حتى يحرقوا جثتي انتقاما تشفياً . فاقسمت له بالعلي العظيم القاهر الغالب المهلك المدرك المنتقم وبحق انجيل عيسى ومريم وبحق الانبياء والصلحاء وبحق جميع الكتب السماوية المنزلة من الله وبحق القديسين والقديسات سوف لاافصح عن سرك لافي حياتك ولافي مماتك فبعد ان اطمأن قال لي : ايها الابن الروحاني ان هذا الاسم من الاسماء المباركة لنبي المسلمين ومعناه احمد ومحمد .. ثم اعطاني مفتاح تلك الحجرة الصغيرة وقال : في الحجرة صندوق وفيه كتابان قم وافتحها وناولني الكتابين .
قمت وجئت بهما اليه وكانا بخط يوناني وسرياني مكتوبين على جلد قبل ظهور نبي الاسلام . رأيت مكتوبا فيهما ان لفظة (فارقليطا ) تعني (احمد ومحمد) .
ثم قال لي الاستاذ الاعظم ايها الابن الروحاني اعلم ان العلماء والمفسرين والمترجمين المسيحيين قبل ظهور النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم لم يختلفوا في ان هذه اللفظة تعني احمد ومحمد ولكن بعد ظهوره قام القساوسة والخلفاء بتحريف وافناء جميع التفاسير وكتب اللغة والتراجم من اجل بقاء الرئاسة والسلطة بايديهم والحصول على اموال وجلب منافع دنيوية وذلك عنادا وحسدا ولامراض نفسية كانت تحيطهم وتمنعهم من قبول نبوءة محمد فاختروعوا معنى اخر لكلمة فارقليطا وهو المعنى الذي بكل تأكيد لم يكن الانجيل يقصده ابدا.فمن يقرأ الانجيل الموجود يصل الى هذه الحقيقة بسهولة فان سياق الايات فيه لايلتقي بما قالوه من ان اللفظة تعني ( الوكالة ) و (الشفاعة) و (التعزي) و (التسلي) او القول بانها تعني الروح التي نزلت يوم الدار (وهو يوم نزول روح القدس عند المسيحيين ) ذلك لان النبي عيسى قيّد مجئ فارقليطا بذهابه حيث قال : (مادمت غير ذاهب فان فارقليطا لايأتي) انجيل يوحنا باب 16 – 7 ، لان اجتماع النبيين المستقليين بشريعة عامة في زمان واحد لايجوز بينما الروح النازلة في يوم الدار اي روح القدس كانت مع وجود النبي عيسى والحواريون لقد نسوا قولهم في الانجيل ان نزول روح القدس على النبي عيسى واثنتي عشر حواريا كان حين ارسلهم الى البلاد الاسرائيلية لينبذ منهم الارواح الخبيثة ويشفيهم من الامراض والالام ، الاية الاولى من باب العاشر من انجيل متي ، اذن فان نزول روح القدس غير مشروط بذهاب النبي عيسى واذا كان المقصود من كلمة فارقليطا روح القدس فيعني ان كلام النبي عيسى : انهما لايجتمعان يكون غلطا وفضولا ولغوا وذلك ليس من شأن الانسان الحكيم فكيف لنبي ذي شأن ومنزلة رفيعة كالنبي عيسى عليه السلام فليس اذن هناك احد غير (احمد) و (محمد) مقصودا من لفظة فارقليطا السريانية (حيث اتى من بعده فعلا) فقلت له ماذا تقول في الديانة النصرانية ؟
قال : ايها الابن الروحاني ان الديانة النصرانية منسوخة بسبب ظهور شريعة النبي محمد (ص) ، قال هذه الجملة ثلاثاً ، قلت : في هذا الزمان ما طريقة النجاة والصراط المستقيم المؤدي الى الله ؟
قال : طريق النجاة والصراط المستقيم المؤدي الى الله منحصر في اتباع محمد ، قلت : وهل اتباعه من اهل النجاة ؟ قال : اي والله .. اي والله .. اي والله .
قلت : اذن مايمنعك من اعتناق دين الاسلام واتباع سيد الانام في الوقت الذي تعرف افضلية هذا الدين وترى الصراط المؤدي الى الله في اتباع النبي الخاتم ؟ قال : ايها الابن الروحاني انني لم اتوصل الى احقية دين الاسلام وافضليته الا بعد كبر سني والان انا في باطني مسلم ولكن في الظاهر لايمكنني ترك الرئاسة والعظمة انك ترى عزتي ومكاني بين المسيحيين فاذا عرفوا مني ميلا الى الاسلام ينقضوا عليّ فوراً وعلى فرض اني هربت الى البلاد الاسلامية فان الملوك المسيحية يطلبونني من الملوك المسلمين بتهمة اني خنت خزانة الكنيسة وسارق منهم شيئا ولااظن ان ملوك المسلمين يحافظون عليّ ثم على فرض اني خرجت الى بلاد الاسلام وقلت للمسلمين اني اصبحت مسلما فانهم لايزيدونه على قولهم لي : هنيئا لك فقد نجوت من نار جهنم فلا تمن علينا بدخولك الاسلام واعتناقك مذهب الحق فقد خلصت نفسك من عذاب الله .
نعم ايها الابن الروحاني ان كلمة (هنيئا لك) لاتطعمني خبزاً ولاتسقيني ماءً وبالتالي سوف اصبح انا الشيخ العجوز بين المسلمين اذوق الفقر والمسكنة ولااحد يقدرني ولااحد يفكر في حالي فسوف اموت بينهم جوعا واغمض عيني في الخربات مغادرا هذه الحياة ببؤس وشقاء .
لقد رأيت الكثيرين منا دخلوا الديانة الاسلامية ولكن المسلمين تركوهم يكابدون المرارة في الحياة فندموا وارتدوا عن الاسلام ورجعوا الى دينهم خاسرين الدنيا والاخرة فانا اخشى الدنيا والاخرة فانا اخشى من هذه العاقبة اذ لاطاقة لي على شدائد الحياة ولاالاخرة بينما الان بحمد الله في الباطن انا من اتباع محمد ودنياي بيدي .
وهنا بكى استاذي وانا بكيت معه ايضا وبعد ذلك قلت له : ايها الاب الروحاني هل تأمرني باعتناق دين الاسلام ؟
قال : فان كنت تريد الاخرة والنجاة عليك ان تقبل دين الحق بالتاكيد ولانك شاب فاني لااستبعد ان الله يهيئ لك الاسباب الدنيوية ولاتموت جوعا وانا ادعو لك دائما واريدك ان تشهد لي يوم القيامة باني في الباطن مسلم ومن اتباع خير الامم واخبرك ان اكثر القساوسة في باطنهم يعيشون حالتي فهم مثلي انا الشقي لايمكنهم التخلي عن الرئاسة الدنيوية والا فانه لاشك في ان دين الله على الارض اليوم هو دين الاسلام .
وهكذا بعدما رأيت هذين الكتابين المذكورين وسمعت شرح استاذي هذا شعّ نور الهداية ومحبة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه واله وسلم في قلبي بشكل اصبحت الدنيا ومافيها في عيني كجيفة ، فلم تربطني حب الرئاسة في ايام الدنيا وحب الاقارب والوطن فقد صرفت النظر عن كل شئ ماعدا الحق فودعت الاستاذ فورا والتمست منه مالا لعودتي فمنحني تكاليف سفري بعنوان الهدية .
خرجت من الفاتيكان تاركا جميع ماكان عندي من مكتبة وبعض الحاجات وحملت معي كتابين او ثلاثة حتى وصلت الى مدينة (ارومية) في منتصف الليل وذهبت في الوقت نفسه طارقا باب الميرزا العالم حسن المجتهد فلما اخبرته بدخولي في الاسلام فرح بشدة وطلبت منه ان يلقنني الكلمة الطيبة (الشهادتين) ويعلمني الاوليات في دين الاسلام ولقد قام بهذا الامر خير قيام وانا سجلت ماعلمني بخط سرياني كي لاانسى وطلبت منه ان لايخبر احد باعتناقي الاسلام خشية تعرضي لمشكلة مع الاقارب في ذلك الوقت وفي تلك الليلة خرجت من عندالعالم متجها الى الحمام لاغتسل غسل التوبة من الشرك والكفر ، ولما خرجت من الحمام اعدت كلمة الشهادة لدخول الاسلام ظاهرا وباطنا واذعنت لله بدخولي في دين الحق والحمد لله الذي هداني لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله .
مجلة الكوثر / العدد 33 لسنة 2001م
تحياتي
ولكن فيي قضية حدثت له هناك جعلته يدخل في دين الاسلام ويعود من الفاتيكان الى (ارومية) ويعلن اسلامه في محضر العاليم الكبير المرحوم الحاج ميرزا حسن المجتهد ويلحقه بالمدارس الحوزوية لدراسة العلوم الاسلامية وقد غيّر اسمه المسيحي الى الشيخ محمد صادق ثم هاجر الى الحوزة في النجف الاشرف وواصل دروسه الاسلامية العليا مدة ستة عشر سنة ثم عاد الى مدينة (ارومية) وقام بنشر الاسلام والدعوة الى مذهب اهل البيت (ع) .واصبح خطيبا منوها بمسجد الجامع لمدينته يحتشد تحت منبره المسلمون والمسيحيون الباحثون عن الحق .
والان لنستمع الى قصة دخوله في ملة الاسلام واعتناقه الدين الحق كما ذكرها باللغة الفارسية في مقدمة كتابه (انيس الاعلام في نصرة الاسلام) ونحن نترجمها كالتالي :
درست الديانة النصرانية في كنيسة ارومية عند كبار القسيسين وعلماء المسيحية في ايام جاهليتي وكنت مسيحيا على مذهب البروتستانت فانهيت دراستي في التوراة والانجيل وعمري اثنى عشر عاما ، بعد ذلك قررت السفر الى مختلف البلدان للقاء القساوسة وعلى الدين المسيحي حتى والتقيت المطران الكبير رئيس مذهب الكاثوليك في الفاتيكان ، وكان ذا منزلة مرموقة وشهرة واسعة بين المسيحيين يرسل اليه الملوك والوجهاء والاثرياء الكاثوليك اسالتهم الدينية مع هداياهم الثمينة ايضا فقد تعلمت اصول العقيدة المسيحية وفروعها من هذا العالم الكبير (البابا) وكان يحضر معي طلبة اخرون في جلسات دروسه الدينية لنا ، وانا الوحيد بين هؤلاءالطلبة مقربا من الاستاذ الاعظم وكان يودني اكثر من غيري مودة شديدة ويبادلني غاية الثقة حتى كانت مفاتيح محل سكنه ومخزن المواد الغذائية بيد الا ان مفتاح حجرة صغيرة وهي بمثابة مخزن خاص له ، حيث كنت اظن انها خزينة امواله المكدسة واقول لنفسي انه (تارك الدنيا لاجل الدنيا) ومازهده الظاهر الا لكسب المزيد من الاموال والجواهر .
خلال يوم من الايام سقم القسيس الاكبر استاذنا الاعظم فقال لي : ياابني الروحاني اخبر الطلبة بتعطيل الدرس هذا اليوم . ذهبت الى الطلبة لاخبرهم بذلك فوجدتهم يتباحثون في مسائل دينية حتى انتهى نقاشهم الى مفهوم لفظة (فارقليطا) باللغة السريانية و (بيركلوطوس) باللغة اليونانية في باب 14 – 15 – 16 ان النبي عيسى عليه السلام قال : (يأتي من بعدي فارقليطا) فمن هو فارقليطا الذي يأتي بعد النبي عيسى (ع) ؟
كان النقاش والجدال بين الطلبة حاميا جدا في معنى هذه الكلمة ومن يكون المقصود منها حتى وصل النقاش بينهم الى رفع اصواتهم على بعضهم بخشونة واختلف كل واحد منهم الى رأي مغاير لغيره .
رجعت الى الاستاذ فسألني ايها الابن الروحاني ماذا جرى اليوم في غيابي ؟ وعن ماذا دار نقاش الطلبة ؟ فقلت ان القوم اختلفوا بشدة في تفسير معنى (فارقليطا) في الانجيل ثم اخبرته عن الاراء المطروحة .
سالني الاستاذ : اي الاراء تختاره انت ؟ قلت : اختار تفسير القاضي فلان .. قال : معذور انت ان الواقع خلاف كل تلك الاراء والاقوال ، ان معنى هذه اللفظة الشريفة لايعلمه في هذا الزمان الا الراسخون في العلم وهم قلة .
فرميت نفسي على اقدام الاستاذ وقلت له : ايها الاب الروحاني انت اعلم من غيرك بما ابذله من سعي الى الكمال من بداية عمري وانت ادرى بمستواي الرفيع في الكمال والتدين والالتزام بالنصرانية فيما عدا اقامة الصلاة والموعظة والعطل الدراسية فانا دائم القراءة والمطالعة ، اذن ماذا يضر لو تحسن اليّ وتبين لي معنى هذا الاسم الشريف ؟ فبكى الاستاذ وقال : ايها الابن الروحاني والله انت اعز الناس لدي وانا لاابخل عليك بشئ رغم ان في الافصاح عن معنى هذا الاسم الشريف فائدة كبيرة ولكن مع انتشار معناه سوف نسبب لانفسنا الموت على ايدي اقطاب المسيحيين فان تتعهد لي ان لاتنشره في حياتي ولاتذكره باسمي بعد مماتي ذكرته لك ، لان ان عرفوا بأني افصحت عن هذا السر لاحقوني حتى يحرقوا جثتي انتقاما تشفياً . فاقسمت له بالعلي العظيم القاهر الغالب المهلك المدرك المنتقم وبحق انجيل عيسى ومريم وبحق الانبياء والصلحاء وبحق جميع الكتب السماوية المنزلة من الله وبحق القديسين والقديسات سوف لاافصح عن سرك لافي حياتك ولافي مماتك فبعد ان اطمأن قال لي : ايها الابن الروحاني ان هذا الاسم من الاسماء المباركة لنبي المسلمين ومعناه احمد ومحمد .. ثم اعطاني مفتاح تلك الحجرة الصغيرة وقال : في الحجرة صندوق وفيه كتابان قم وافتحها وناولني الكتابين .
قمت وجئت بهما اليه وكانا بخط يوناني وسرياني مكتوبين على جلد قبل ظهور نبي الاسلام . رأيت مكتوبا فيهما ان لفظة (فارقليطا ) تعني (احمد ومحمد) .
ثم قال لي الاستاذ الاعظم ايها الابن الروحاني اعلم ان العلماء والمفسرين والمترجمين المسيحيين قبل ظهور النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم لم يختلفوا في ان هذه اللفظة تعني احمد ومحمد ولكن بعد ظهوره قام القساوسة والخلفاء بتحريف وافناء جميع التفاسير وكتب اللغة والتراجم من اجل بقاء الرئاسة والسلطة بايديهم والحصول على اموال وجلب منافع دنيوية وذلك عنادا وحسدا ولامراض نفسية كانت تحيطهم وتمنعهم من قبول نبوءة محمد فاختروعوا معنى اخر لكلمة فارقليطا وهو المعنى الذي بكل تأكيد لم يكن الانجيل يقصده ابدا.فمن يقرأ الانجيل الموجود يصل الى هذه الحقيقة بسهولة فان سياق الايات فيه لايلتقي بما قالوه من ان اللفظة تعني ( الوكالة ) و (الشفاعة) و (التعزي) و (التسلي) او القول بانها تعني الروح التي نزلت يوم الدار (وهو يوم نزول روح القدس عند المسيحيين ) ذلك لان النبي عيسى قيّد مجئ فارقليطا بذهابه حيث قال : (مادمت غير ذاهب فان فارقليطا لايأتي) انجيل يوحنا باب 16 – 7 ، لان اجتماع النبيين المستقليين بشريعة عامة في زمان واحد لايجوز بينما الروح النازلة في يوم الدار اي روح القدس كانت مع وجود النبي عيسى والحواريون لقد نسوا قولهم في الانجيل ان نزول روح القدس على النبي عيسى واثنتي عشر حواريا كان حين ارسلهم الى البلاد الاسرائيلية لينبذ منهم الارواح الخبيثة ويشفيهم من الامراض والالام ، الاية الاولى من باب العاشر من انجيل متي ، اذن فان نزول روح القدس غير مشروط بذهاب النبي عيسى واذا كان المقصود من كلمة فارقليطا روح القدس فيعني ان كلام النبي عيسى : انهما لايجتمعان يكون غلطا وفضولا ولغوا وذلك ليس من شأن الانسان الحكيم فكيف لنبي ذي شأن ومنزلة رفيعة كالنبي عيسى عليه السلام فليس اذن هناك احد غير (احمد) و (محمد) مقصودا من لفظة فارقليطا السريانية (حيث اتى من بعده فعلا) فقلت له ماذا تقول في الديانة النصرانية ؟
قال : ايها الابن الروحاني ان الديانة النصرانية منسوخة بسبب ظهور شريعة النبي محمد (ص) ، قال هذه الجملة ثلاثاً ، قلت : في هذا الزمان ما طريقة النجاة والصراط المستقيم المؤدي الى الله ؟
قال : طريق النجاة والصراط المستقيم المؤدي الى الله منحصر في اتباع محمد ، قلت : وهل اتباعه من اهل النجاة ؟ قال : اي والله .. اي والله .. اي والله .
قلت : اذن مايمنعك من اعتناق دين الاسلام واتباع سيد الانام في الوقت الذي تعرف افضلية هذا الدين وترى الصراط المؤدي الى الله في اتباع النبي الخاتم ؟ قال : ايها الابن الروحاني انني لم اتوصل الى احقية دين الاسلام وافضليته الا بعد كبر سني والان انا في باطني مسلم ولكن في الظاهر لايمكنني ترك الرئاسة والعظمة انك ترى عزتي ومكاني بين المسيحيين فاذا عرفوا مني ميلا الى الاسلام ينقضوا عليّ فوراً وعلى فرض اني هربت الى البلاد الاسلامية فان الملوك المسيحية يطلبونني من الملوك المسلمين بتهمة اني خنت خزانة الكنيسة وسارق منهم شيئا ولااظن ان ملوك المسلمين يحافظون عليّ ثم على فرض اني خرجت الى بلاد الاسلام وقلت للمسلمين اني اصبحت مسلما فانهم لايزيدونه على قولهم لي : هنيئا لك فقد نجوت من نار جهنم فلا تمن علينا بدخولك الاسلام واعتناقك مذهب الحق فقد خلصت نفسك من عذاب الله .
نعم ايها الابن الروحاني ان كلمة (هنيئا لك) لاتطعمني خبزاً ولاتسقيني ماءً وبالتالي سوف اصبح انا الشيخ العجوز بين المسلمين اذوق الفقر والمسكنة ولااحد يقدرني ولااحد يفكر في حالي فسوف اموت بينهم جوعا واغمض عيني في الخربات مغادرا هذه الحياة ببؤس وشقاء .
لقد رأيت الكثيرين منا دخلوا الديانة الاسلامية ولكن المسلمين تركوهم يكابدون المرارة في الحياة فندموا وارتدوا عن الاسلام ورجعوا الى دينهم خاسرين الدنيا والاخرة فانا اخشى الدنيا والاخرة فانا اخشى من هذه العاقبة اذ لاطاقة لي على شدائد الحياة ولاالاخرة بينما الان بحمد الله في الباطن انا من اتباع محمد ودنياي بيدي .
وهنا بكى استاذي وانا بكيت معه ايضا وبعد ذلك قلت له : ايها الاب الروحاني هل تأمرني باعتناق دين الاسلام ؟
قال : فان كنت تريد الاخرة والنجاة عليك ان تقبل دين الحق بالتاكيد ولانك شاب فاني لااستبعد ان الله يهيئ لك الاسباب الدنيوية ولاتموت جوعا وانا ادعو لك دائما واريدك ان تشهد لي يوم القيامة باني في الباطن مسلم ومن اتباع خير الامم واخبرك ان اكثر القساوسة في باطنهم يعيشون حالتي فهم مثلي انا الشقي لايمكنهم التخلي عن الرئاسة الدنيوية والا فانه لاشك في ان دين الله على الارض اليوم هو دين الاسلام .
وهكذا بعدما رأيت هذين الكتابين المذكورين وسمعت شرح استاذي هذا شعّ نور الهداية ومحبة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه واله وسلم في قلبي بشكل اصبحت الدنيا ومافيها في عيني كجيفة ، فلم تربطني حب الرئاسة في ايام الدنيا وحب الاقارب والوطن فقد صرفت النظر عن كل شئ ماعدا الحق فودعت الاستاذ فورا والتمست منه مالا لعودتي فمنحني تكاليف سفري بعنوان الهدية .
خرجت من الفاتيكان تاركا جميع ماكان عندي من مكتبة وبعض الحاجات وحملت معي كتابين او ثلاثة حتى وصلت الى مدينة (ارومية) في منتصف الليل وذهبت في الوقت نفسه طارقا باب الميرزا العالم حسن المجتهد فلما اخبرته بدخولي في الاسلام فرح بشدة وطلبت منه ان يلقنني الكلمة الطيبة (الشهادتين) ويعلمني الاوليات في دين الاسلام ولقد قام بهذا الامر خير قيام وانا سجلت ماعلمني بخط سرياني كي لاانسى وطلبت منه ان لايخبر احد باعتناقي الاسلام خشية تعرضي لمشكلة مع الاقارب في ذلك الوقت وفي تلك الليلة خرجت من عندالعالم متجها الى الحمام لاغتسل غسل التوبة من الشرك والكفر ، ولما خرجت من الحمام اعدت كلمة الشهادة لدخول الاسلام ظاهرا وباطنا واذعنت لله بدخولي في دين الحق والحمد لله الذي هداني لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله .
مجلة الكوثر / العدد 33 لسنة 2001م
تحياتي