مرة اخرى يعود الكاتب السوري حكم البابا الى كتابة مقال ساخر خفيف الدم ... ولكنه هذه المرة يسخر من السيد حسن نصرالله وحزب الله ويشبهه بصدام حسين ويسأله الاسئلة ذاتها التي وردت في البيان السعودي عن اسباب هذا التوقيت والمقامرة غير المحسوبة.
وقد جاء المقال في جريدة القدس العربي اللندنية التي يرأسها عبد الباري عطوان, والذي يدعي نصرة القضايا العربية, متزامنا مع حملة صهيونية سعودية على المقاومة الإسلام في لبنان و إليكم نص المقال:
مزاجي عكر، وأعاني تشوشاً في تحديد موقف من الحرب التي يخوضها العدو الاسرائيلي كلها علي أرض لبنان، في حين يخوض حزب الله أغلبها في قناة المنار(.......) وإذا كنت لا أختلف ـ كغيري من العرب ـ مع حزب الله في اعتبار اسرائيل عدوة، وأن أي سلام معها هو في جوهره مثل زواج المتعة المؤقت، ليس له من هدف إلا إضفاء واجهة شرعية لفعل الدعارة، فإني ـ ككثيرين من العرب ـ أختلف معه في أن يجعل التعريف الأهم للمواطن اللبناني هو مشروع شهيد يمشي علي قدمين، وأن يحوله إلي مسيح رغماً عنه، وأن تكون أربعينية أو سنوية الوفاة هي المناسبات الأكثر تذكراً لدي الأسر اللبنانية بدلاً من أعياد الميلاد، وأن يكون المحصول القومي للعرب هو الشهداء بدلاً من القمح أو القطن.
وأختلف معه ـ ككثيرين من العرب أيضاً ـ في تحويل لبنان كله إلي جبال تورا بورا، فما يجري اليوم في لبنان هو إعادة تمثيل لأحداث 11 أيلول (سبتمبر) بشكل مصغر، بطريقة مشابهة لعمليات تمصير الأفلام الأمريكية، فيحل الجنديين الاسرائيلين في الصورة مكان برجي مبني التجارة العالمي في الأصل، ويأخذ أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، دور الشيخ أسامة بن لادن في اختفائه واستخدامه للرسائل الصوتية كوسيلة وحيدة لمخاطبة العرب والمسلمين، ولايقل الاسرائيلي وحشية عن الأمريكي في النسختين الأفغانية واللبنانية، وتكاد تكون حالة انقسام الشارع العربي والاسلامي في تأييد أو رفض فعل الانتحار للأصل والصورة متطابقة.
وأختلف مع حزب الله ـ ككثيرين من العرب أيضاً ـ في إضافة هزيمة جديدة للعرب، فما يحدث في لبنان هو تكرار لهزيمة العرب الكبري في العراق، وتذكرني حالة النفخ الاسرائيلية والعربية بقدرات حزب الله الاستثنائية، بمئات المحللين الاستراتيجيين الذين غزوا الشاشات العربية ليهولوا بقدرات العراق العسكرية، من الحديث عن ترسانة سلاحه التي انتظرها العرب طويلاً ولم تظهر، وصولاً إلي تقييم قدرات جيشه كرابع قوة في العالم، وتعيدني صورة صواريخ حزب الله علي نهاريا وطبريا وحيفا وأنا أشاهد السعادة الغامرة لاطلاقها في القنوات التلفزيونية، إلي صورة صواريخ صدام حسين التي كنا نجلس أمام التلفزيون بانتظار وصولها إلي اسرائيل في حرب الخليج الأولي، ولا أستطيع منع نفسي من المقارنة بين الحفاوة التي استقبل بها ضرب حزب الله للبارجة الاسرائيلية، وبين التهليل الذي لقيه اصطياد الفلاح العراقي منقاش طائرة الأباتشي الأمريكية ببندقية صيد، وإذا كان صدام حسين قد راهن في حربه علي الشارعين العربي والاسلامي، وتمني في أعماق نفسه أن تقوم الجيوش العربية بفتح جبهات أخري للتخفيف عنه، ولم يحظ بأكثر مما عرضته التلفزيونات من تظاهرات كانت أكبرها ـ للأسف ـ في الغرب وليس في ديار العروبة والاسلام، وعدد من الأعلام الأمريكية التي تشتعل أمام عدسات الكاميرات، وبعض الأغاني الحماسية في المحطات التلفزيونية، وهذا بالضبط أكثر ما يستطيع أن يقدمه الشارعان العربي والاسلامي أو الحلفاء لحزب الله، الذي راهن عليهم السيد حسن نصر الله في رسالته الصوتية التي بثتها المحطات التلفزيونية.
أكثر ما أخشاه هو أن تتكرر النكتة الروسية التي شاعت أثناء الحصار الاسرائيلي لبيروت، مع استبدال اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالسيد حسن نصر الله، حين سئل طالب سوفييتي في الامتحان عن ستالين، فأجاب أنه بطل قومي للشعب السوفييتي استدرج الألمان حتي حدود لينينغراد ليحاصروها، وانتظر هطول الثلج فحاربهم وهزمهم، وكان السؤال التالي الذي وجه له عن ياسر عرفات، فأجاب بأنه بطل قومي للشعب الفلسطيني، استدرج الاسرائيليين حتي حدود بيروت ليحاصروها، ولايزال ينتظر الثلج.
وقد جاء المقال في جريدة القدس العربي اللندنية التي يرأسها عبد الباري عطوان, والذي يدعي نصرة القضايا العربية, متزامنا مع حملة صهيونية سعودية على المقاومة الإسلام في لبنان و إليكم نص المقال:
مزاجي عكر، وأعاني تشوشاً في تحديد موقف من الحرب التي يخوضها العدو الاسرائيلي كلها علي أرض لبنان، في حين يخوض حزب الله أغلبها في قناة المنار(.......) وإذا كنت لا أختلف ـ كغيري من العرب ـ مع حزب الله في اعتبار اسرائيل عدوة، وأن أي سلام معها هو في جوهره مثل زواج المتعة المؤقت، ليس له من هدف إلا إضفاء واجهة شرعية لفعل الدعارة، فإني ـ ككثيرين من العرب ـ أختلف معه في أن يجعل التعريف الأهم للمواطن اللبناني هو مشروع شهيد يمشي علي قدمين، وأن يحوله إلي مسيح رغماً عنه، وأن تكون أربعينية أو سنوية الوفاة هي المناسبات الأكثر تذكراً لدي الأسر اللبنانية بدلاً من أعياد الميلاد، وأن يكون المحصول القومي للعرب هو الشهداء بدلاً من القمح أو القطن.
وأختلف معه ـ ككثيرين من العرب أيضاً ـ في تحويل لبنان كله إلي جبال تورا بورا، فما يجري اليوم في لبنان هو إعادة تمثيل لأحداث 11 أيلول (سبتمبر) بشكل مصغر، بطريقة مشابهة لعمليات تمصير الأفلام الأمريكية، فيحل الجنديين الاسرائيلين في الصورة مكان برجي مبني التجارة العالمي في الأصل، ويأخذ أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، دور الشيخ أسامة بن لادن في اختفائه واستخدامه للرسائل الصوتية كوسيلة وحيدة لمخاطبة العرب والمسلمين، ولايقل الاسرائيلي وحشية عن الأمريكي في النسختين الأفغانية واللبنانية، وتكاد تكون حالة انقسام الشارع العربي والاسلامي في تأييد أو رفض فعل الانتحار للأصل والصورة متطابقة.
وأختلف مع حزب الله ـ ككثيرين من العرب أيضاً ـ في إضافة هزيمة جديدة للعرب، فما يحدث في لبنان هو تكرار لهزيمة العرب الكبري في العراق، وتذكرني حالة النفخ الاسرائيلية والعربية بقدرات حزب الله الاستثنائية، بمئات المحللين الاستراتيجيين الذين غزوا الشاشات العربية ليهولوا بقدرات العراق العسكرية، من الحديث عن ترسانة سلاحه التي انتظرها العرب طويلاً ولم تظهر، وصولاً إلي تقييم قدرات جيشه كرابع قوة في العالم، وتعيدني صورة صواريخ حزب الله علي نهاريا وطبريا وحيفا وأنا أشاهد السعادة الغامرة لاطلاقها في القنوات التلفزيونية، إلي صورة صواريخ صدام حسين التي كنا نجلس أمام التلفزيون بانتظار وصولها إلي اسرائيل في حرب الخليج الأولي، ولا أستطيع منع نفسي من المقارنة بين الحفاوة التي استقبل بها ضرب حزب الله للبارجة الاسرائيلية، وبين التهليل الذي لقيه اصطياد الفلاح العراقي منقاش طائرة الأباتشي الأمريكية ببندقية صيد، وإذا كان صدام حسين قد راهن في حربه علي الشارعين العربي والاسلامي، وتمني في أعماق نفسه أن تقوم الجيوش العربية بفتح جبهات أخري للتخفيف عنه، ولم يحظ بأكثر مما عرضته التلفزيونات من تظاهرات كانت أكبرها ـ للأسف ـ في الغرب وليس في ديار العروبة والاسلام، وعدد من الأعلام الأمريكية التي تشتعل أمام عدسات الكاميرات، وبعض الأغاني الحماسية في المحطات التلفزيونية، وهذا بالضبط أكثر ما يستطيع أن يقدمه الشارعان العربي والاسلامي أو الحلفاء لحزب الله، الذي راهن عليهم السيد حسن نصر الله في رسالته الصوتية التي بثتها المحطات التلفزيونية.
أكثر ما أخشاه هو أن تتكرر النكتة الروسية التي شاعت أثناء الحصار الاسرائيلي لبيروت، مع استبدال اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالسيد حسن نصر الله، حين سئل طالب سوفييتي في الامتحان عن ستالين، فأجاب أنه بطل قومي للشعب السوفييتي استدرج الألمان حتي حدود لينينغراد ليحاصروها، وانتظر هطول الثلج فحاربهم وهزمهم، وكان السؤال التالي الذي وجه له عن ياسر عرفات، فأجاب بأنه بطل قومي للشعب الفلسطيني، استدرج الاسرائيليين حتي حدود بيروت ليحاصروها، ولايزال ينتظر الثلج.
تعليق