حجر والمغيرة بن شعبة :
عندما اراد معاوية تعيين المغيرة واليا على الكوفة , دعاه وقال له : (اما بعد فان لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا, وقد قال المتلمس :
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ----- وما علم الانسان الا ليعلما وقـد يـجـزي عنك الحكيم بغير التعليم , وقد اردت ايصاءك باشياء كثيرة , فانا تاركها اعتماداعلى بـصـرك بـمـا يـرضـيـنـي , ويـسـعـد سلطاني ويصلح به رعيتي , ولست تاركا ايصاءك بخصلة : لاتـتـحم ((138)) عن شتم علي وذمه , والترحم على عثمان والاستغفار له , والعيب على اصحاب عـلـي , والاقـصاء لهم وترك الاستماع منهم , وباطراء شيعة عثمان ... والادناء لهم والاستماع منهم .
فقال المغيرة : قد جربت وجربت , وعملت قبلك لغيرك , فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع , فستبلو فتحمد او تذم , قال : بل نحمد ان شاء اللّه )) ((139)) .
واقـام الـمـغـيـرة عـلـى الـكوفة سبع سنين واشهرا, ولم يدع في هذه المدة (ذم علي , والوقوع فـيـه ,والـعـيـب لـقـتـلـة عـثـمـان والـلـعـن لـهـم , والـدعـاء لعثمان بالرحمة والاستغفار له , والـتـزكـيـة لاصـحـابـه ) ((140)) . (وكان المغيرة لا ينام عن شتم علي (ع ) واصحابه واللعنة بهم ) ((141)) .
ولـكن حجرا المؤمن الموالي لم يسكت , فكان كلما سمع ذلك قال : ((بل اياكم فذمم اللّه ولعن )), ثم قال : ((ان اللّه عزوجل يقول : (كونوا قوامين بالقسط شهداء للّه ), وانا اشهدان من تذمون وتعيرون لاحـق بـالفضل , وان من تزكونه وتطرونه اولى بالذم , فيقول المغيرة : يا حجر, لقد رمي بسهمك اذ كنت انا الوالي عليك , يا حجر ويحك , اتق السلطان ,اتق غضبه وسطوته , فان غضبة السلطان احيانا مما يهلك امثالك كثيرا, ثم يكف عنه ويصفح )) ((142)) .
واستمر حجر و المغيرة على هذا الصراع , حتى كان في اواخر ايام المغيرة , فخطب كعادته , ونال مـن الامـام (ع ), ولـعن شيعته , ولم يسكت حجر (فوثب ونعر نعرة , سمعها كل من كان في المسجد وخـارجه . قال له : انك لا تدري ايها الانسان بمن تولع او هرمت , مرلناباعطياتنا وارزاقنا, فانك قد حـبـسـتها عنا, ولم يكن ذلك لك , ولا لمن كان قبلك , وقداصبحت مولعا بذم امير المؤمنين , وتقريظ المجرمين ) ((143)) .
وكـان لهذه الوثبة صداها بين الحاضرين , اذ قام معه اكثر من ثلثي الناس , كما في رواية الطبري . اما فـي روايـة الاغـاني فقام معه اكثر من ثلاثين رجلا ـ ولعل سبب الاختلاف بين ثلثين و ثلاثين هو اختلاف الخط القديم , ولعل الاصح هو (ثلثي الناس ) ـ يقولون ما قاله حجر, ويكررون هذه النقمة , فاضطر المغيرة ان ينزل ويذهب الى دار الامارة , الا ان بعض النفعيين والانتهازيين , الذين يتحينون مـثل هذه الفرص , ليظهروا ولاءهم للسلطة الحاكمة , اجتمعوا عند المغيرة , وقالوا: ((علام تترك هـذا الـرجـل يقول هذه المقالة ,ويجترى عليك في سلطانك هذه الجراة ؟ انك تجمع على نفسك بهذا خـصـلـتـيـن , امـا اولـهـمـافـتهوين سلطانك , واما الاخرى فان ذلك ان بلغ معاوية كان اسخط له عـلـيك )) ((144)) . قال لهم : ((اني قد قتلته , انه سياتي امير بعدي فيحسبه مثلي فيصنع به شبيها مما ترونه يصنع بي , فياخذه عند اول وهلة فيقتله شر قتلة , انه قد اقترب اجلي وضعف عملي , ولا احـب ان ابـتدى اهل هذا المصر بقتل خيارهم وسفك دمائهم , فيسعدوا بذلك واشقى , ويعز في الدنيا معاوية ويذل يوم القيامة المغيرة )) ((145)) .
وهـذا الـمـوقـف من المغيرة يتلاءم مع مزاجه وسلوكه , مضافا الى انه يدل على تناقض بين اعماله ومـعـتـقـداته , فاذا كان يعتقد بان حجرا وجماعته من الاخيار, وان البطش بهم يؤدي الى الذل يوم القيامة , فهذا يدل على انهم على حق , وان معاوية على باطل وضلالة , فلماذايستجيب لمعاوية في سب الامـام (ع ) والـطـعـن فـيـه , وفي شيعته وانصاره ؟ ولماذا ينحاز الى صف معاوية , ويواجه هؤلاء الاخـيـار؟ ولـعـل موقفه هذا لم يكن عن وازع ديني , وخوف حقيقي من القيامة , بل انه هو الملائم لـمزاجه وسلوكه , حيث كان يؤثر السلامة , ويتجنب المشاكل والمصاعب , او لان وجدانه يستيقظ فـي بعض اللحظات فيبصر الحق , ولكن حبه للدينا, وماتراكم في نفسه من ادران , سرعان ما يقضي على صوت الوجدان .
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووول
عندما اراد معاوية تعيين المغيرة واليا على الكوفة , دعاه وقال له : (اما بعد فان لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا, وقد قال المتلمس :
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ----- وما علم الانسان الا ليعلما وقـد يـجـزي عنك الحكيم بغير التعليم , وقد اردت ايصاءك باشياء كثيرة , فانا تاركها اعتماداعلى بـصـرك بـمـا يـرضـيـنـي , ويـسـعـد سلطاني ويصلح به رعيتي , ولست تاركا ايصاءك بخصلة : لاتـتـحم ((138)) عن شتم علي وذمه , والترحم على عثمان والاستغفار له , والعيب على اصحاب عـلـي , والاقـصاء لهم وترك الاستماع منهم , وباطراء شيعة عثمان ... والادناء لهم والاستماع منهم .
فقال المغيرة : قد جربت وجربت , وعملت قبلك لغيرك , فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع , فستبلو فتحمد او تذم , قال : بل نحمد ان شاء اللّه )) ((139)) .
واقـام الـمـغـيـرة عـلـى الـكوفة سبع سنين واشهرا, ولم يدع في هذه المدة (ذم علي , والوقوع فـيـه ,والـعـيـب لـقـتـلـة عـثـمـان والـلـعـن لـهـم , والـدعـاء لعثمان بالرحمة والاستغفار له , والـتـزكـيـة لاصـحـابـه ) ((140)) . (وكان المغيرة لا ينام عن شتم علي (ع ) واصحابه واللعنة بهم ) ((141)) .
ولـكن حجرا المؤمن الموالي لم يسكت , فكان كلما سمع ذلك قال : ((بل اياكم فذمم اللّه ولعن )), ثم قال : ((ان اللّه عزوجل يقول : (كونوا قوامين بالقسط شهداء للّه ), وانا اشهدان من تذمون وتعيرون لاحـق بـالفضل , وان من تزكونه وتطرونه اولى بالذم , فيقول المغيرة : يا حجر, لقد رمي بسهمك اذ كنت انا الوالي عليك , يا حجر ويحك , اتق السلطان ,اتق غضبه وسطوته , فان غضبة السلطان احيانا مما يهلك امثالك كثيرا, ثم يكف عنه ويصفح )) ((142)) .
واستمر حجر و المغيرة على هذا الصراع , حتى كان في اواخر ايام المغيرة , فخطب كعادته , ونال مـن الامـام (ع ), ولـعن شيعته , ولم يسكت حجر (فوثب ونعر نعرة , سمعها كل من كان في المسجد وخـارجه . قال له : انك لا تدري ايها الانسان بمن تولع او هرمت , مرلناباعطياتنا وارزاقنا, فانك قد حـبـسـتها عنا, ولم يكن ذلك لك , ولا لمن كان قبلك , وقداصبحت مولعا بذم امير المؤمنين , وتقريظ المجرمين ) ((143)) .
وكـان لهذه الوثبة صداها بين الحاضرين , اذ قام معه اكثر من ثلثي الناس , كما في رواية الطبري . اما فـي روايـة الاغـاني فقام معه اكثر من ثلاثين رجلا ـ ولعل سبب الاختلاف بين ثلثين و ثلاثين هو اختلاف الخط القديم , ولعل الاصح هو (ثلثي الناس ) ـ يقولون ما قاله حجر, ويكررون هذه النقمة , فاضطر المغيرة ان ينزل ويذهب الى دار الامارة , الا ان بعض النفعيين والانتهازيين , الذين يتحينون مـثل هذه الفرص , ليظهروا ولاءهم للسلطة الحاكمة , اجتمعوا عند المغيرة , وقالوا: ((علام تترك هـذا الـرجـل يقول هذه المقالة ,ويجترى عليك في سلطانك هذه الجراة ؟ انك تجمع على نفسك بهذا خـصـلـتـيـن , امـا اولـهـمـافـتهوين سلطانك , واما الاخرى فان ذلك ان بلغ معاوية كان اسخط له عـلـيك )) ((144)) . قال لهم : ((اني قد قتلته , انه سياتي امير بعدي فيحسبه مثلي فيصنع به شبيها مما ترونه يصنع بي , فياخذه عند اول وهلة فيقتله شر قتلة , انه قد اقترب اجلي وضعف عملي , ولا احـب ان ابـتدى اهل هذا المصر بقتل خيارهم وسفك دمائهم , فيسعدوا بذلك واشقى , ويعز في الدنيا معاوية ويذل يوم القيامة المغيرة )) ((145)) .
وهـذا الـمـوقـف من المغيرة يتلاءم مع مزاجه وسلوكه , مضافا الى انه يدل على تناقض بين اعماله ومـعـتـقـداته , فاذا كان يعتقد بان حجرا وجماعته من الاخيار, وان البطش بهم يؤدي الى الذل يوم القيامة , فهذا يدل على انهم على حق , وان معاوية على باطل وضلالة , فلماذايستجيب لمعاوية في سب الامـام (ع ) والـطـعـن فـيـه , وفي شيعته وانصاره ؟ ولماذا ينحاز الى صف معاوية , ويواجه هؤلاء الاخـيـار؟ ولـعـل موقفه هذا لم يكن عن وازع ديني , وخوف حقيقي من القيامة , بل انه هو الملائم لـمزاجه وسلوكه , حيث كان يؤثر السلامة , ويتجنب المشاكل والمصاعب , او لان وجدانه يستيقظ فـي بعض اللحظات فيبصر الحق , ولكن حبه للدينا, وماتراكم في نفسه من ادران , سرعان ما يقضي على صوت الوجدان .
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووول
تعليق