إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حجر بن عدي ومواقفه البطولية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجر بن عدي ومواقفه البطولية

    حجر والمغيرة بن شعبة :
    عندما اراد معاوية تعيين المغيرة واليا على الكوفة , دعاه وقال له : (اما بعد فان لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا, وقد قال المتلمس :
    لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ----- وما علم الانسان الا ليعلما وقـد يـجـزي عنك الحكيم بغير التعليم , وقد اردت ايصاءك باشياء كثيرة , فانا تاركها اعتماداعلى بـصـرك بـمـا يـرضـيـنـي , ويـسـعـد سلطاني ويصلح به رعيتي , ولست تاركا ايصاءك بخصلة : لاتـتـحم ((138)) عن شتم علي وذمه , والترحم على عثمان والاستغفار له , والعيب على اصحاب عـلـي , والاقـصاء لهم وترك الاستماع منهم , وباطراء شيعة عثمان ... والادناء لهم والاستماع منهم .
    فقال المغيرة : قد جربت وجربت , وعملت قبلك لغيرك , فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع , فستبلو فتحمد او تذم , قال : بل نحمد ان شاء اللّه )) ((139)) .
    واقـام الـمـغـيـرة عـلـى الـكوفة سبع سنين واشهرا, ولم يدع في هذه المدة (ذم علي , والوقوع فـيـه ,والـعـيـب لـقـتـلـة عـثـمـان والـلـعـن لـهـم , والـدعـاء لعثمان بالرحمة والاستغفار له , والـتـزكـيـة لاصـحـابـه ) ((140)) . (وكان المغيرة لا ينام عن شتم علي (ع ) واصحابه واللعنة بهم ) ((141)) .
    ولـكن حجرا المؤمن الموالي لم يسكت , فكان كلما سمع ذلك قال : ((بل اياكم فذمم اللّه ولعن )), ثم قال : ((ان اللّه عزوجل يقول : (كونوا قوامين بالقسط شهداء للّه ), وانا اشهدان من تذمون وتعيرون لاحـق بـالفضل , وان من تزكونه وتطرونه اولى بالذم , فيقول المغيرة : يا حجر, لقد رمي بسهمك اذ كنت انا الوالي عليك , يا حجر ويحك , اتق السلطان ,اتق غضبه وسطوته , فان غضبة السلطان احيانا مما يهلك امثالك كثيرا, ثم يكف عنه ويصفح )) ((142)) .
    واستمر حجر و المغيرة على هذا الصراع , حتى كان في اواخر ايام المغيرة , فخطب كعادته , ونال مـن الامـام (ع ), ولـعن شيعته , ولم يسكت حجر (فوثب ونعر نعرة , سمعها كل من كان في المسجد وخـارجه . قال له : انك لا تدري ايها الانسان بمن تولع او هرمت , مرلناباعطياتنا وارزاقنا, فانك قد حـبـسـتها عنا, ولم يكن ذلك لك , ولا لمن كان قبلك , وقداصبحت مولعا بذم امير المؤمنين , وتقريظ المجرمين ) ((143)) .
    وكـان لهذه الوثبة صداها بين الحاضرين , اذ قام معه اكثر من ثلثي الناس , كما في رواية الطبري . اما فـي روايـة الاغـاني فقام معه اكثر من ثلاثين رجلا ـ ولعل سبب الاختلاف بين ثلثين و ثلاثين هو اختلاف الخط القديم , ولعل الاصح هو (ثلثي الناس ) ـ يقولون ما قاله حجر, ويكررون هذه النقمة , فاضطر المغيرة ان ينزل ويذهب الى دار الامارة , الا ان بعض النفعيين والانتهازيين , الذين يتحينون مـثل هذه الفرص , ليظهروا ولاءهم للسلطة الحاكمة , اجتمعوا عند المغيرة , وقالوا: ((علام تترك هـذا الـرجـل يقول هذه المقالة ,ويجترى عليك في سلطانك هذه الجراة ؟ انك تجمع على نفسك بهذا خـصـلـتـيـن , امـا اولـهـمـافـتهوين سلطانك , واما الاخرى فان ذلك ان بلغ معاوية كان اسخط له عـلـيك )) ((144)) . قال لهم : ((اني قد قتلته , انه سياتي امير بعدي فيحسبه مثلي فيصنع به شبيها مما ترونه يصنع بي , فياخذه عند اول وهلة فيقتله شر قتلة , انه قد اقترب اجلي وضعف عملي , ولا احـب ان ابـتدى اهل هذا المصر بقتل خيارهم وسفك دمائهم , فيسعدوا بذلك واشقى , ويعز في الدنيا معاوية ويذل يوم القيامة المغيرة )) ((145)) .
    وهـذا الـمـوقـف من المغيرة يتلاءم مع مزاجه وسلوكه , مضافا الى انه يدل على تناقض بين اعماله ومـعـتـقـداته , فاذا كان يعتقد بان حجرا وجماعته من الاخيار, وان البطش بهم يؤدي الى الذل يوم القيامة , فهذا يدل على انهم على حق , وان معاوية على باطل وضلالة , فلماذايستجيب لمعاوية في سب الامـام (ع ) والـطـعـن فـيـه , وفي شيعته وانصاره ؟ ولماذا ينحاز الى صف معاوية , ويواجه هؤلاء الاخـيـار؟ ولـعـل موقفه هذا لم يكن عن وازع ديني , وخوف حقيقي من القيامة , بل انه هو الملائم لـمزاجه وسلوكه , حيث كان يؤثر السلامة , ويتجنب المشاكل والمصاعب , او لان وجدانه يستيقظ فـي بعض اللحظات فيبصر الحق , ولكن حبه للدينا, وماتراكم في نفسه من ادران , سرعان ما يقضي على صوت الوجدان .


    منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووول

  • #2
    حجر وزياد:
    ولـما هلك المغيرة سنة (51) هجرية , عين معاوية زياد ابن ابيه على الكوفة , بالاضافة الى ولايته على البصرة , وكان عليه ان يتخذ موقفا متشددا مع الشيعة , الذين يقود حجرحركتهم في الكوفة .
    وفي بداية الامر حاول زياد اغراء حجر, لعله يتراجع عن موقفه , ويكف عن امره بالمعروف ونهيه عن المنكر, لذلك (وجه الى حجر فجاءه , وكان له قبل ذلك صديقا, فقال له : ((قد بلغني ما كنت تفعله بـالـمغيرة , فيحمله منك , واني واللّه لا احتملك على مثل ذلك ابدا, ارايت ما كنت تعرفني به من حب علي ووده , فان اللّه قد سلخه من صدري فصيره بغضا وعداوة , وما كنت تعرفني به من بغض معاوية وعـداوته , فان اللّه قد سلخه من صدري وحوله حبا ومودة , واني اخوك الذي تعهد, اذا اتيتني وانا جـالـس لـلـنـاس ,فاجلس معي على مجلسي , واذا اتيت ولم اجلس للناس , فاجلس حتى اخرج اليك , ولـك عـندي في كل يوم حاجتان : حاجة غدوة , وحاجة عشية . انك ان تستقم تسلم لك دنياك ودينك , وان تـاخـذ يمينا وشمالا, تهلك نفسك وتشط عندي دمك . اني لا احب التنكيل قبل التقدمة , ولا آخذ بغير حجة , اللهم اشهد)) ((146)) .
    فان زيادا حاول اغراءه وتهديده في نفس الوقت , لما يعرفه من شعبية حجر وشهرته ,وقدم له الكثير مـن التنازلات والاغراءات حتى يكف عن موقفه الاسلامي المشروع ,ولكن حجرا لم يستسلم ولم يسكت , وكانت مواقف حجر اللاحقة جوابا على هذاالاغراء والتهديد.
    فقد ذكر اليعقوبي في تاريخه : ((وحين قدم زياد الكوفة خطب خطبة له مشهورة لم يحمداللّه فيها, ولـم يـصـل عـلى محمد(ص ) وارعد فيها وابرق , وتوعد وتهدد, وانكر كلام من تكلم ,وحذرهم ورهبهم )) ((147)) .
    وقال غيره : ولما ولي زياد جمع اهل الكوفة , فملا منهم المسجد والرحبة والقصر, ليعرضهم على البراءة من علي , فقام في الناس وخطبهم , ثم ترحم على عثمان , واثنى على اصحابه ولعن قاتليه . فقام حجر ففعل مثل الذي كان يفعله بالمغيرة .
    وحـيـن ذهـب زيـاد الى البصرة بحسب ولايته عليها, فانه كان يشتو في البصرة , ويعين عمرو بن حـريـث بـالكوفة نيابة عنه , ويصيف بالكوفة , ويعين سمرة بن جندب نيابة عنه في البصرة . فحين ذهـب لـلبصرة كان حجر يجلس في المسجد, ويجلس حوله اصحابه ,يلهجون باللعن لمعاوية وشتم زياد, وتوسعت حلقته اكثر, ولما ارتقى عمرو بن حريث المنبر, وجرى على سنة الولاة آنذاك , لم يـسكت حجر واصحابه على ذلك , بل اخذوابالتكبير, ولما دنوا من عمرو حصبوه , فرجع للقصر, وكتب رسالة لزياد, ولما وصلت الرسالة لزياد قال وهو في البصرة : ((ما انا بشي ء ان لم امنع الكوفة من حجر, وادعه نكالالمن بعده ويل امك يا حجر, لقد سقط العشاء على سرحان , ثم اقبل الى الكوفة فـدخل القصر, ثم خرج وعليه قباء سندس ومطرف خز اخضر, وحجر جالس في المسجدوحوله اصحابه )) ((148)) .
    بـيـنـمـا يـذكـر الـطبري سببا آخر لنقمة زياد على حجر, ينقله عن عوانة : ((خطب زياد يوما في الجمعة , فاطال الخطبة واخر الصلاة , فقال له حجر بن عدي : الصلاة . فمضى فى خطبته , ثم قال : الـصلاة . فمضى في خطبته , فلما خشي حجر فوت الصلاة ضرب بيده الى كف من الحصى وثار الى الصلاة , وثار الناس معه , فلما راى ذلك زياد نزل فصلى بالناس . فلما فرغ من صلاته كتب الى معاوية في امره , وكثر عليه , فكتب اليه معاوية ان شده في الحديد, ثم احمله الي , فلما ان جاء كتاب معاوية , اراد قـوم حـجـر ان يـمـنـعـوه , فـقـال : لا, ولـكـن سمع وطاعة , فشد في الحديد, ثم حمل الى معاوية )) ((149)) .
    والـملاحظ في رواية الطبري انها ارادت اختصار الطريق , والظاهر ان هناك مواقف عديدة واجه فيها حجر زيادا, فكانت سببا في اشتداد نقمته عليه , حيث لم يستجب لاغراءاته وتهديداته , ولم يكف عن اعماله . منها رده على خطبه , ومنها هذا الموقف منه ,وكل تلك , ادت الى ان يفكر زياد في اساليب اخرى للقضاء عليه , وعلى كل حال فان مواقف حجر كانت لاجل النهي عن المنكر, واستنكاره الطعن فـي اهل البيت الذين امر اللّه بمودتهم , او لاجل تاخير الصلاة عن وقتها, او لاجل ما ارتكبه الولاة من جرائم وانحرافات واستئثار باموال المسلمين .
    فـفـي الدرجات الرفيعة : ((لما ولى معاوية زياد ابن ابيه الكوفة , خطب زياد فقال : اما بعد,فان غب البغي وخيم , وايم اللّه لئن لم تستقيموا لاداوينكم بدوائكم , ولست بشي ء ان لم احم ناحية الكوفة من حجر بن عدي وادعه نكالا لمن بعده )) ((150)) .
    فاستدعى زياد امير الشرط (شداد بن الهيثم الهلالي ) واخبره ان ياتي بحجر, فذهب لياتي به , الا ان اصـحابه منعوه من اخذه , فرجع هذا الى زياد خائبا, فبعث زياد معه نفرا,فرجعوا الى حجر, الا ان جـمـاعة سبوهم وشتموهم , وبعد ذلك , غضب زياد, فجمع شيوخ ‌الكوفة وامرهم بسحب اولادهم وافـراد عشيرتهم , من جماعة حجر, فقام كل رئيس بذلك . وهذا يكشف ان زيادا كان يخطط للقضاء عـلـى حـجـر, وتـجـنب النقمة التي سوف يثيرها اعتقاله , او قتله , لذلك استخدم رؤساء العشائر الـمنتفعين في مواجهة انتفاضة حجروجماعته , ولرؤساء العشائر تاثيرهم الكبير في ذلك المجتمع الـعـشـائري , كـمـا اسـتـخدمهم ايضا في الشهادة على حجر, وكما استخدم غيره رؤساء القبائل المنحرفين والمتزلفين ,حربة في مواجهة الاصوات المؤمنة الرافضة , لما يعلمونه من تاثيرهم في ذلـك الـوسـطالـقـبلي . وفي الوقت الذي كان ابناء الامة يعيشون حالة الجوع والهوان , كان معاوية وزيادوامثالهما يقربون رؤساء القبائل ويغرونهم بالاموال والمناصب استمالة لهم , واسكاتالاصواتهم , اذ ان فـي اسـكـاتهم اسكاتا للقبائل الخاضعة لهم , وشغلهم عن التفكير في مواجهة السلطات الغاشمة بالرغم من الاوضاع المزرية التي يعيشونها.
    وقد استجاب رؤساء القبائل لطلب زياد, وسحبوا ابناء قبائلهم من جماعة حجر (فلماراى زياد خفة فـيـهـم قـال لـصاحب شرطته : اذهب فائتني بحجر, فان تبعك والا فمر من معك ان ينتزعوا غمد السيوف , ثم يشدوا عليه حتى ياتوا به , ويضربوا من حال دونه ) ((151)) .
    فـذهـب شـداد بـن الهيثم لياتي بحجر الى زياد, الا ان اصحاب حجر اجابوا: ((لا واللّه ولانعمة عـيـن )), حـيـنـئذ نـفـذ ما امر به زياد, ولما كان اصحاب حجر قد خفوا بعملية زيادالسابقة بعد استدعائه شيوخ الكوفة وسحبهم لافراد عشيرتهم , ولما كان اصحاب حجرالباقون الملتفون حوله مـجـرديـن من السلاح الا سيفا واحدا, كما اشار الى ذلك احداصحاب حجر, وهو عمير بن يزيد الـكـلبي , وهذا يدل على ان حجرا وجماعته لم يفكروافي الاطاحة بالحكم الاموي بمقاتلة زياد او مـعـاويـة , والا لـكـانـوا يعدون العدة لذلك , وبعدذلك اضطر حجر نزولا عنه الحاح اصحابه الى الاختفاء, فلحقته جلاوزة زياد, وتمكنوامن ضرب عمرو بن الحمق الخزاعي , الصحابي المعروف , مما اجبر اصحاب حجر على ان يحملوه الى احدى الدور لمعالجته .
    ولـما راى زياد اختفاء حجر, حينئذ لجا الى عملية تقليدية خبيثة اخرى لمطاردة حجر,ثم القضاء عـلـيه بعد ان وجد ان مهمة القضاء على حجر مهمة عسيرة لما لشخصيته الدينية والقبلية من تاثير كبير في الكوفة , بان اوعز لبعض القبائل مهمة مطاردة حجر,وبذلك يحول قضية حجر الى قضية داخلية , وقبلية , وان قبائل الكوفة هي التي طاردت حجرا واعتقلته , وبذلك يجنب نفسه النقمة التي يـتـوقع انفجارها. ونحن نعلم بان احداساليب المستكبرين في اسكات الشعوب , وتبديد قواها الذي يـؤدي ذلـك بالتالي الى سيادة المستكبرين , هو سلاح التفرقة . وقد استخدم الطغاة عبر التاريخ هذا الـسـلاح فـي مـواجـهـة الشعوب , وكما اشار القرآن الكريم الى الاساليب التي استخدمها فرعون فـي تـوطـيد سلطانه , ومن هذه الاساليب نشر الفساد الاخلاقي , واذلال الامة وامتهانها,والتفرقة , (وجـعـل اهـلها شيعا), وبث الذعر والخوف من السلطة الحاكمة , من خلال قتل كبارهم او التنكيل بـهـم , وغـيـرها من الاساليب , التي استخدمها الطغاة والمستكبرون على مر التاريخ . ومنهم معاوية وزياد والحجاج وغيرهم .
    ولذلك اوعز زياد مهمة مطاردة حجر والقبض عليه الى بعض القبائل , بان تحاصر الحي الذي اختفى فـيـه حـجـر, وتـفـتش عنه في دورها, وتقبض عليه , فارتقى المنبر وقال : ((لتقم همدان وتميم وهـوازن وابـنـاء بـغـيض ومذحج واسد وغطفان , فلياتوا جبانة كندة , وليمضوامن ثم الى حجر, فـلـيـاتوني به )) ((152)) , ولكنه التفت الى ناحية قبلية مهمة ,وهو الخوف من الصراع والتناحر المباشر بين هذه القبائل المتعاونة اذا ارسلها مجتمعة , وبذلك يشغلها هذاالصراع عن مهمة المطاردة لـحـجـر (فـكـره ان تـثـيـر مـضـر مـع الـيـمن فيقع شغب واختلاف , وقدتنشب الحمية فيما بـيـنهم ) ((153)) , وذلك لان بعض هذه القبائل , ممن يرتبط بحجر بعلاقة قبلية ,في ذلك الوس ط الـقـبـلـي , ربما تثور حميتها من مطاردة القبائل الاخرى لزعيم من زعمائها,وربما كان يخشى ان تتعاطف مع قضية حجر, او على الاقل , يتجنب مطاردته , كما فعلت بعض القبائل حيث انسحبت , ولو ارسلها مجتمعة فربما اثر هذا الموقف على سائر القبائل الاخرى .
    ولـذلـك فـرقـهـم زياد لهذه العوامل , وارسل كلا منها الى جانب لمحاصرة حجر, ولكن اهل اليمن لقرابتهم مع قبيلة حجر, كندة , اعتزلوا هذه العملية , بصورة مباشرة , خوفا من نشوب صراع بينهما, فـتـبـاطؤوا في العمل دون علم زياد ـ حسب اشارة احد زعمائهم آظنا بان مذحجا وهمدان سوف تـسـبقهم بالقيام بهذه المهمة , وعندما وصلت مذحج وهمدان الى مكان اجتماع حجر واصحابه , شعر حـجـر ان لا فـائدة مـن مـقاتلتهم لقلة اصحابه , فامر اصحابه بعدم القتال , واختفى هو في دار احد اصـحـابه , ولكن بالرغم من ذلك , نشبت معركة قصيرة بينهما, ادت الى جرح عدد من اتباع حجر, واسـر آخرين , ولماعلم حجر بان مغبة الامر ليست في صالحه , امرهم بترك القتال , وكان صاحب الـدار الـتـي اخـتـفى فيها حجر, قد استعد لمقاتلة كل من تسول له نفسه الاقتراب من حجر, ولما راى حـجـر ان ذلك يعني تعريض هذا الشخص الى القتل , للعدد الكبير من الاعداء, ابتعد عن منزله ايـضا, الى دار شخص آخر من اصحابه , وهو (عبد اللّه بن الحارث ) اخو الاشتر,وعلم جلاوزة زياد بذلك , فابتعد ايضا عن داره الى دار اخرى , وهكذا لم يبق له اثر يدل عليه .
    وبعد ان فشلت , كل هذه المحاولات , في القبض على حجر, لجا زياد الى عملية خبيثة اخرى , وهي اثـارة الشقاق والصراع بين افراد القبيلة الواحدة , فقد (امر محمد بن الاشعث الكندي بالقبض عليه هـادفـا مـن وراء ذلـك الـى زرع بذور الشقاق في كندة , وهي من اقوى قبائل الكوفة , ليستريح من وحـدتـها, ويلهي كلا من انصار حجر وانصار محمد باعدائه الجدد, ولكن يقظة حجر فوتت على زيـاد هـذه الفرصة فسلم نفسه الى السلطة طوعا) بعدان اخذ الامان من زياد حتى يبعثه الى معاوية لـيرى فيه رايه , (فبعثوا اليه ـ اي الى حجر آرسوله ذلك يعلمونه ان قد اخذنا الذي تسال وامروه ان يـاتـي , فـاقـبل حتى دخل على زياد, فقال زياد: مرحبا بك ابا عبدالرحمن حرب في ايام الحرب وحـرب وقـد سالم الناس ؟ لعلى بيعتي . فقال : هيهات هيهات يا حجر تشبح بيد وتاسو باخرى وتريد اذ امكن اللّه منك ان نرضى ؟ كـلا واللّه . قـال : الـم تـؤمـني حتى آتي معاوية فيرى في رايه ؟ قال : بلى قد فعلنا,انطلقوا به الى السجن ((154)) .
    وهـكذا انتهت اولى مراحل الصراع مع حجر بالقبض عليه وسجنه وبعد ذلك اخذ زيادفي مطاردة اصحاب حجر واحدا بعد آخر واعتقالهم وايداعهم السجن , كما فعل بحجرفجمع منهم اثني عشر رجلا في السجن .
    (وجد زياد في طلب اصحاب حجر فهربوا, واخذ من قدر عليه منهم ... فجاء قيس بن عباد الشيباني الـى زياد فقال له : ان امراء منا يقال له صيفي , من رؤوس اءصحاب حجر,فبعث زياد فاتي به , فقال : يا عـدو اللّه مـا تـقول في ابي تراب ؟ قال : ما اعرف ابا تراب .فقال : ما اعرفك به طالب ؟ قال : نعم . قال : فذاك ابو تراب . قال : كلاذاك ابو الحسن والحسين , فقال له صاحب الشرطة : يقول الامير: هو ابو تراب , وتقول :لا؟ قال : فان كذب الامير اكذب انا واشهد على باطل كما شهد؟ فـقـال لـه زيـاد: وهـذاايـضا؟ علي بالعصا, فاتي بها, فقال : ما تقول في علي ؟ قال : احسن قول . قال : اضـربـوه . حـتـى لـصـق بـالارض , ثم قال : اقلعوا عنه . ما قولك في علي ؟ قال : واللّه لو شرحتني بـالـمـواسـي مـاقـلـت الا مـا سـمعت مني , قال : لتلعننه , او لاضربن عنقك . قال : لا افعل . فاوثقوه حديداوحبسوه ) ((155)) .
    ويـكـفـي نـقل هذه الخبر عن التعليق عليه , وهو موقف بطولي من اصحاب حجر, يدل على عمق ما يملكونه من ولاء وايمان .
    (فبعث ـ زياد ـ الى قبيصة بن ضبيعة بن حرملة العبسي صاحب الشرطة وهو شداد بن الهيثم . فدعا قـبـيـصـة فـي قومه , واخذ سيفه فاتاه ربعي بن حراش بن جحش العبسي ,ورجال من قومه ليسوا بـالـكـثير, فاراد ان يقاتل , فقال صاحب الشرطة : انت آمن على دمك ومالك , فلم تقتل نفسك ؟ فقال له اصحاب : قد اومنت فعلام تقتل نفسك وتقتلنامعك ؟ قال : ويحكم ان هذا الدعي ابن العاهرة , واللّه لئن وقـعت في يده لا افلت منه ابدا اويقتلني . قالوا: كلا. فوضع يده في ايديهم فاقبلوا به الى زياد, فلما دخـلـوا عـليه قال زياد:وحي عبس تعزوني على الدين , اما واللّه لاجعلن لك شاغلا عن تلقيح الفتن والتوثب على الامراء. قال : اني لم آتك الا على الامان . قال : انطلقوا به الى السجن ) ((156)) . وقتل مع من قتل من اصحاب حجر.
    ويـدل هـذا الـخـبـر على ان زيادا اعطى الامان لحجر واصحابه , ثم غدر بهم . ويدل ايضاعلى ان اصحاب حجر كانوا يعلمون سابقا بان القتل مصيرهم .

    ايضا منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووووووول

    تعليق


    • #3
      الشهادة على حجر:
      ان اعـطـاء زياد الامان لحجر واصحابه لا يعني السكوت عنهم , او الاكتفاء باعتقالهم وحبسهم , فقد راى ان وجود حجر يشكل خطرا يهدد وجوده ووجود الحكم الاموي ليس في الكوفة فحسب , بل في العراق عامة . بل قد يمتد تاثيره الى سائر الاوساط لماعرفته من قوة شخصيته , وعدالة موقفه , واحـقـيـة مطالبه , فاراد زياد ان يقضي على حركة حجر قضاء تاما ليتخلص من هذا الخطر, وذلك بـالـقـضاء على حجر وجماعته المؤمنين الثائرين ولكن القضاء على حجر ليس امرا يسيرا كالقضاء على بعض الافراد, اوالشخصيات الاخرى للاسباب التالية : 1 ـ شخصية حجر الاجتماعية بين المسلمين , بوصفه صحابيا وزعيما دينيا معروفا بالثقة والتقوى , فربما بعث قتله الاستنكار والغضب بين المسلمين , وكذلك لما لشخصيته من ثقل اجتماعي عند قبيلته كندة , مما يبعث فيهم الشعور القبلي وطلب الثار.
      2 ـ ان حجرا اخذ الامان من زياد, لذلك لا يستطيع زياد قتله بعد هذا الامان والا ادى ذلك الى نشوء تساؤل فتوتر واضطراب داخل الكوفة .
      3 ـ ان حجرا اعلن مرارا انه باق على بيعته لمعاوية , فلا يكون هناك سبب يبرر قتله ,سوى انكاره عـلـى ولاة معاوية في سبهم للامام (ع ) في خطبهم , وامره بالمعروف ونهيه عن المنكر, فلا يملك ذلك المبرر القوي المبيح لقتله .
      وهذه الاسباب وغيرها وضعت زيادا امام موقف حرج , فهو من جانب يرى ضرورة القضاء على حجر وقـتله , لتوطيد سلطانه , وتثبيت دعائم الحكم الاموي , ومن جانب آخر لا يتمكن من قتله للاسباب المذكورة , ففكر في الطريق الذي يلزم عليه سلوكه في هذا المجال , ولم يجد افضل من الشهادة على حجر بانه قد ارتكب ما يبرر قتله من نقضه لبيعة معاوية , ومن تحريضه على نقض البيعة , والاطاحة بحكمه , وكفره باللّه . فهو بذلك : 1 ـ سوف يسلب من شخصية حجر, او من قضية مصرعه , تاثيرها الديني والاجتماعي ,بشهادة بعض الشيوخ والافراد الذين لهم تاثيرهم بحسب بعض الاعتبارات الاجتماعية والقبلية آنذاك .
      2 ـ سـوف يـملك معاوية المبرر الشرعي , كما يتوهم لقتله , امام الراي العام , وهو نقضه لبيعته , او الـعـمـل على الاطاحة بحكمه , لذلك حينما واجه حجر معاوية بانه باق على بيعته له انهار امام هذا الاعتراف , الا انه سرعان ما وجد الخلاص , بان قال : زياد اصدق من حجر.
      وفـي كـل مـا تقدم , راينا ان زيادا عندما طلب من الشهود الشهادة امرهم ان يذكروا في متن الشهادة عـناصر لها اهميتها في تبرير قتل حجر وجماعته ,بحيث تخدع بعض الافراد, ولو ان الواعين لم تخدعهم هذه الشهادة , ولذلك استنكر جريمة معاوية الكثير من الصحابة و غيرهم كما سياتي ذلك , لا ن حجرا لم يقترف ما يبرر قتله بهذه الصورة الوحشية .
      ويـذكـر الـمـؤرخون في هذا المجال ان زيادا بعد ان جمع اثني عشر رجلا من اصحاب حجر في السجن , بعث الى رؤوس الارباع ـ لان الكوفة كانت تقسم الى اربع مناطق ـ فحضروا فقال : اشهدوا عـلـى حجر بما رايتموه . وهم عمرو بن حريث على ربع اهل المدينة , وخالد بن عرفطة على ربع تـميم وهمدان , وقيس بن الوليد على ربع ربيعة وكندة , وابو بردة بن ابي موسى الاشعري على ربع مـذحـج واسـد, فـشهدوا ان حجرا جمع اليه الجموع , واظهرشتم الخيلفة , ودعا الى حرب امير الـمـؤمـنـيـن , وزعم ان هذا الامر لا يصلح الافي آل ابي طالب ووثب بالمصر واخرج عامل امير الـمؤمنين , واظهر عذر ابي تراب والترحم عليه , والبراءة من عدوه واهل حربه , وان هؤلاء الذين معه رؤوس اصحابه , وعلى مثل رايه وامره , ولكن زيادا لم يجد في متن الشهادة ,وفي عدد الشهود ما يـكفي , لذلك اراد ان يذكر في متن الشهادة بعض المبررات التي تعطيها صفة شرعية تسوغ لمعاوية قـتـلـهـم امـام الـراي الـعـام , بان ينص فيها على نقضه للبيعة , ودعوته الناس لنقضها, وتحريضهم على الاطاحة بالحكم الاموي , وانه قد خرج من الدين وكفر باللّه , وان لايقتصروا في الشهادة على استنكار حجر لسب الامام (ع ) فحسب .
      ولـذلـك وضـع ابو بردة بن ابي موسى ـ وسياتي بعض الحديث عنه ـ صيغة اخرى للشهادة ارتضاها زيـاد, لانه كتب فيها العناصر التي ينشدها زياد(فكتب ابو بردة : بسم اللّه الرحمن الرحيم . هذا ما اشـهـد عـلـيـه ابـو بـردة بـن ابـي موسى للّه رب العالمين , شهد ان حجرا بن عدي خلع الطاعة , وفـارق الـجـماعة , ولعن الخليفة , ودعا الى الحرب والفتنة . وجمع اليه الجموع , يدعوهم الى نكث البيعة وخلع امير المؤمنين معاوية , وكفر باللّه كفرة صلعاء) ((157)) ,ومراده من (كفرة صلعاء) انه يوالي الامام عليا(ع ) كما سياتي توضيح ذلك وهذا يوجب الكفر عند زياد وابي بردة .
      ومن الواضح ان هذه شهادة زور, ودعوى باطلة , اذ ان حجرا كان بريئا من هذه التهم , ولم يقم بمثل هـذه الاعـمـال الـتي نص عليها في هذه الشهادة , مع تصريح حجر نفسه , وتصريح سائر الصحابة والمستنكرين لمصرع حجر.
      وشهد مع ابي بردة رؤوس الارباع الباقون , ولم يكتف زياد بهذا العدد من الشهود, بل اراد ان يعطي لـهـذه الشهادة صورة جماعية , بمستوى الاستفتاءالشعبي , او على الاقل بمستوى مجلس اهل الحل والـعـقـد, فـجـمـع الـنـاس وطلب منهم تاييد هذه الشهادة , فسارع بعض المنتفعين حتى اجتمع له سبعون رجلا.
      لـقـد قال زياد عن الصيغة الاولى للشهادة , وعن عدد الشهود وهم اربعة (مااظن هذه شهادة قاطعة واحـب ان يـكون الشهود اكثر من اربعة ). ثم بعد ان وضع ابو بردة صيغة الشهادة الثانية , وامضاها رؤوس الاربـاع الـبـاقـون قـال زياد: على مثل هذه الشهادة فاشهدوا, اما واللّه لاجهدن على قطع عنق الخائن الاحمق . ثم ان زيادا دعا الناس فقال : اشهدوا على مثل ما شهد عليه رؤوس الارباع , فقام عـنـاق بن شرحبيل التيمي اول الناس , فقال : بينوااسمي , فقال زياد: ابداوا باسامي قريش ثم اكتبوا اسـم عـنـاق في الشهود ومن نعرفه , ويعرفه امير المؤمنين بالنصيحة والاستقامة . وكان من جملة الشهودشداد بن المنذر اخو الحصين بن المنذر, وكان يدعى ابن بزيعة , فقال زياد: مالهذا اب ينسب الـيه القوا هذا من الشهود, فقيل له : انه اخو الحصين وهو ابن المنذر, قال : فانسبوه الى ابيه فنسب , فبلغ ذلك شدادا فقال : ويلي على ابن الزانية , او ليست امه اعرف من ابيه ؟ سمية ((158)) .
      اذن , فـكـان يـخـتـار تـلك الاسماء المعروفة لاعتبارات اجتماعية او قبلية , ويترك الاسماء غير المعروفة , لتكون الشهادة اكثر وقعا في النفوس .
      كـمـا انـهـم اضافوا للشهود اسماء بعض الشخصيات آنذاك , دون ان توافق على هذه الشهادة , امثال شريح بن الحارث , وشريح بن هانى , فاما شريح بن الحارث فقال : سالني عنه ـ اي عن حجر ـ فقلت : اما انه كان صواما قواما.واما شريح بن هانى , فقال : ما شهدت . ولقد بلغني ان قد كتبت شهادتي فاكذبته ولمته . وكتب كتابا الى معاوية وبعثه اليه بيد وائل بن حجر, وفي الكتاب : اما بعد فانه بلغني ان زيادا كـتـب الـيـك بـشهادتي على حجر بن عدي , وان شهادتي على حجر, انه ممن يقيم الصلاة , ويؤتي الـزكـاة , ويـديـم الـحج والعمرة , ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر, حرام الدم والمال , فان شئت فـاقـتـلـه , وان شـئت فـدعـه . فـلـمـا قرا معاوية الكتاب قال : ما ارى هذا الا قد اخرج نفسه من شهادتكم ((159)) .
      وكتب ايضا شهادة السري بن وقاص الحارثي , وهو غائب في عمله .
      (فـغـضـبـت ربـيـعـة عـلى هؤلاء الشهود الذين شهدوا من ربيعة وقالوا لهم :شهدتم على اوليائنا وحلفائنا؟ ((160)) .
      وقـد طلبوا من بعض الافراد ان يشهدوا, ولكنهم لم يستجيبوا له , وهم اسماءبن خارجة الفزاري , والهيثم بن الاسود النخعي , ودعا المختار بن ابي عبيدوعروة بن المغيرة بن شعبة فراغا.
      ونحن لو تاملنا في الشهادة وظروفها, وشهودها لراينا: 1 ـ ان زيـادا لـم يقتل حجرا بنفسه , لئلا يفقد رصيده في العراق . مركز الشيعة ,ومركز زياد, فان حـدث رد فعل واستنكار بعد ذلك , فسوف تتجه النقمة الى معاوية , ليحتفظ هو بمركزه , كما توجه بـالـفـعـل اسـتـنـكار الامة الى معاوية , بل ربما يعطي لمعاوية ايضا سبيل الخلاص من هذه النقمة والاسـتنكار, حيث يمكن لمعاوية ان يلقي اللوم على الشهود, ويجنب نفسه رياح الثورة والاستنكار, وبذلك يتجنب زياد نفسه , ويتجنب معاوية ايضا الضجة التي سيحدثها مصرع حجر.
      2 ـ ان الـشـهـادة اشتملت على العناصر التي كان ينشدها زياد, لمواجهة الضجة التي سيحدثها مقتل حجر او تقليلها, من حيث زيادة عدد الشهود,وكونهم من الاسماء المعروفة لبعض الاعتبارات , ومن حيث بنود الشهادة ,حيث نص فيها على نقض حجر لبيعة معاوية وتحريضه الناس على نقضها,وكفره بـاللّه وخـروجه عن الدين , وهذه العناصر ربما اثرت في اسكات الغضب الجماهيري الذي سينجم عن قتل حجر وجماعته .
      وربـمـا اثـرت هذه العناصر على بعض الافراد غير الواعين , ولكنها لم تؤثر على اصحاب الوعي الـذيـن عرفوا واقع الشهادة والشهود, ولذلك استنكروامقتل حجر, ومن ثم تسرب هذا الاستنكار الـى سـائر الامـة . فكان مقتل حجر من جملة الحوافز التي دفعت بعض الجماعات للانتفاض بوجه الحكم الاموي .
      وعلق الشيخ الاميني على هذه الشهادة , وهؤلاء الشهود بقوله : (هذه شهادة زور لفقها ابن ابيه او ابن امـه عـلـى اصـنـاف من الناس , منهم الصلحاءالاخيار الذين اكذبوا ذلك العزو المختلق , كشريح بن الحارث , وشريح بن هانى , ومن حذا حذوهما, وشهدوا بخلاف ما كتب عنهما. ومنهم من كانواغائبين عـن سـاعـة الشهادة وساحتها, لكن يد الافك اثبتتها عليهم كابن وقاص الحارثي ومن يشاكله . ومنهم رجرجة من الناس يستسهلون شهادة الزور, ويستسوغون من جرائها اراقة الدماء, ليس لهم من الدين مـوضـع قـدم ولا قـدم , كـعمر بن سعد, وشمر بن ذي الجوشن , وشبث بن ربعي , وزجربن قيس , فتناعقوا بشهادة باطلة لاجلها وصفهم الدعي بانهم خيار اهل المصر واشرافهم , وذوو النهى والدين .
      وان مـعـاويـة جـد عـليم بحقيقة الحال ,لكن شهوة الوقيعة في كل ترابي ((161)) حبذت له قبول الـشـهـادة الـمزورة والتنكيل بحجر واصحابه الصلحاء الاخيار, فصرم بهم اصول الصلاح ,وقطع اواصـرهـم يـوم اودى بـهـم , ولـم يـكـتـرث لـمـغـبة ما ناء به من عمل غيرمبرور, فالى اللّه المشتكى ) ((162)) .
      والـحـديـث عـن بـعض الشهود وانحرافهم عن مبادى الاسلام , امثال عمر بن سعد وشمر بن ذي الـجوشن وشبث بن ربعي وغيرهم طويل , يعرفه كل من قرا تاريخ حياتهم , وجرائمهم في كربلاء معروفة , ولكن نكتفي هنا بذكر موقف واحد من مواقف ابي بردة , وهو من رؤوس هذه الشهادة .
      قـال عـنـه ابـن ابـي الـحـديد: (ومن المبغضين القالين ـ للامام علي (ع ) ـ ابو بردة بن ابي موسى الاشـعـري , ورث الـبغضة له لاعن كلالة ((163)) . وروى عبدالرحمن بن جندب قال , قال : ابو بردة لزياد: اشهد ان حجر بن عدي قد كفرباللّه كفرة اصلع . قال عبدالرحمن : انما عنى بذلك نسبة الـكـفـر الـى عـلي بن ابي طالب (ع ), لانه كان اصلع . قال : وقد روى عبد الرحمن المسعودي عن ابن عياش المنتوف , قال : رايت ابا بردة قال لابي العادية الجهني قاتل عمار بن ياسر: اانت قتلت عمار بن ياسر؟ قال : نعم . قال : ناولني يدك , فقبلها وقال :لا تمسك النار ابدا) ((164)) .
      وقد تنكر ابو بردة في موقفه هذا للكثير من الاحاديث التي وردت عن الرسول (ص ) في عمار منها: ((مـا لـهـم ولعمار عاداه اللّه , ومن ابغض عمارا ابغضه اللّه )) ((165)) .
      ومـمـا يـجـدر الاشـارة الـيه موقف اهل الكوفة من حجر وجماعته , حيث لم يندفعوا للدفاع عنه , والـوقـوف بوجه زياد, او منعه عن السير بهم الى معاوية , بعد ان كانوا ملتفين حول حجر ومؤيدين لـحـركـتـه . وهـناك عوامل كثيرة ادت الى حصول هذا الموقف , ومنها اساليب الترهيب والاغراء التي استخدمها زياد ومعاوية وغيرهما من الحكام والولاة , التي صنعت مثل هذه الحالة بين المسلمين , بـالـرغـم مـن احساسهم الداخلي ببشاعة اعمال الحكام والولاة , وانحرافها عن الاسلام , ومواقفهم الـمـجرمة بحق اهل البيت :والموالين لهم . وليس هذا الموقف من اهل الكوفة اول موقف ولا آخره , فـقـدوقـفـوا امـثـاله مع الامام امير المؤمنين (ع ) والامام الحسن (ع ) قبل حجر,وكذلك مع الامام الحسين (ع ) في واقعة الطف الدامية ومع زيد في ثورته ,وغيرها, بالرغم من شعورهم بالاستنكار لمواقف السلطات الحاكمة . وكان مثل هذا الشعور بالندم والاستنكار احيانا يغلي في نفوسهم , ويفجر بعض الانتفاضات بوجه السلطات المجرمة , امثال حركة التوابين ولكن بعد فوات الاوان .


      ايضا منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووول

      تعليق


      • #4
        مرج عذراء:
        دفـع زيـاد حـجر بن عدي واصحابه الى وائل بن حجر الحضرمي , وكثير بن شهاب , وامرهما ان يسيرا بهم الى الشام , وبعث زياد الى معاوية كتاباارسله مع الركب ونص الكتاب : (بسم اللّه الرحمن الـرحـيـم لـعـبـد اللّه معاوية امير المؤمنين من زياد بن ابي سفيان . اما بعد فان اللّه قد احسن عند امـيرالمؤمنين البلاء, فكاد له عدوه وكفاه مؤنة من بغى عليه . ان طواغيت من هذه الترابية السبائية راسهم حجر بن عدي خالفوا امير المؤمنين وفارقواجماعة المسلمين ونصبوا لنا الحرب , فاظهرنا اللّه عـلـيـهـم وامـكـنـنا منهم . وقددعوت خيار اهل المصر واشرافهم وذوي السن والدين منهم فـشهدواعليهم بما راوا وعملوا. وقد بعثت بهم الى امير المؤمنين وكتبت شهادة صلحاء اهل المصر وخـيارهم في اسفل كتابي هذا), فخرجوا عشية , ـ ولعل السير بهم ليلا, وتحت ستار الظلام كان خـوفا من اثارة اهل الكوفة لو ساروابهم في وضح النهار امام عيون الناس ـ وقد حذر البعض زيادا ان هناك من يحاول اعتراض الركب . ففي الطبري : ((فاتاه ـ زياد ـ قيس بن الوليد فقال انه قد بلغني ان هـؤلاء اذا خرج بهم عرض لهم , فبعث زياد الى الكناسة فابتاع ابلا صعابا فشد عليها المحامل , ثم حـمـلهم عليها في الرحبة اول النهار,حتى اذا كان العشاء قال زياد: فليعرض , فلم يتحرك من الناس احـد)),وسـار معهم صاحب الشرطة , حتى اخرجهم من الكوفة , فلما انتهوا الى جبانة عرزم , نظر قـبـيصة بن ضبيعة العبسي الى داره , وهي في جبانة عرزم ,فاذا بناته مشرفات , فقال لوائل وكثير: ائذنا لي فاوصي اهلي , فاذنا له , فلمادنا منهن وهن يبكين , سكت عنهن ساعة , ثم قال : اسكتن , فسكتن , فـقال :اتقين اللّه عزوجل , واصبرن , فاني ارجو من ربي في وجهي هذا احدى الحسنيين , اما الشهادة وهـي السعادة , واما الانصراف اليكن في عافية , وان الذي رزقكن ويكفيني مؤونتكن هو اللّه تعالى , وهـو حـي لايموت , ارجو ان لا يضيعكن , وان يحفظني فيكن , ثم انصرف فمر بقومه , فجعل القوم يدعون اللّه له بالعافية .
        فـساروا حتى انتهوا بهم الى مرج عذراء عند دمشق , وهم اثنا عشر رجلا,حجر بن عدي , الارقم بـن عـبداللّه , شريك بن شداد, صيفي بن فسيل , قبيضة بن ضبيعة , كريم بن عفيف , عاصم بن عوف , ورقـاء بن سمي , كدام بن حيان ,عبدالرحمن بن حسان , محرز بن شهاب , عبداللّه بن حوية , واتبعهم زيادبرجلين مع عامر بن الاسود, فتموا اربعة عشر رجلا, حبسوا بمرج عذراء.
        وقـد عـفا معاوية , بعد الحاح بعض حاشيته الذين لهم تاثير كبير عليه , ولهم علاقة ببعض اصحاب حـجـر, عن سبعة منهم , فيكون عدد من قتل منهم مع حجر, سبعة اشخاص , ذكرهم الطبري وهم : (حـجـر بن عدي , شريك بن شداد الحضرمي , صيفي بن فسيل الشيباني , قبيصة بن ضبيعة العبسي , مـحـرزبـن شـهاب السعدي , كدام بن حيان العنزي . واما عبدالرحمن بن حسان العنزي فبعث به الى زياد, فدفن حيا بقس الناطف , فهم سبعة قتلوا, وكفنواوصلي عليهم ) ((166)) .
        ومـرج عـذراء كما يقول صاحب الاغاني (تقع على بعد اميال من دمشق ).واما الطبري فيقول : (بينها وبين دمشق اثنا عشر ميلا).
        ولما علم معاوية بوصول ركب العقيدة والولاء الى مرج عذراء, بعث الى قائدي الركب , وهما وائل بن حـجـر, وكـثـير بن شهاب , ان ياتيا اليه , وقرارسالة زياد, الا ان معاوية تجاهل او جهل خطورة الـمـوقـف , كـمـا كـان يـدركهازياد, وخطورة وجود حجر وجماعته , وان حجرا يهدد سلطان مـعـاوية ,وربما ادى وجوده الى ظهور حركة تمرد ضد زياد, تهدد ولايته , وتهددسلطان معاوية , فـاسـتـشار معاوية بعض حاشيته حول الموقف الذي يلزم اتخاذه ضد حجر وجماعته , فاشار عليه الـبعض بنفيهم الى بعض قرى الشام ,فتردد معاوية في قتلهم , وربما كان سبب التردد ما كان يخشاه مـن التذمروالاستنكار بين المسلمين , الذي يعقب قتله لحجر وجماعته , فكتب الى زيادرسالة ذكر فـيـهـا تـردده : (امـا بعد فقد فهمت ما اقتصصت به من امر حجرواصحابه وشهادة من قبلك عليهم فـنـظـرت فـي ذلـك , فاحيانا ارى قتلهم افضل من تركهم واحيانا ارى العفو عنهم افضل من قتلهم .
        والـسـلام ). حـيـنئذاضطر زياد ان يكشف عن وجهه الحقيقي امام معاوية , وعن السبب الحقيقي في قتلهم , فليس السبب دافعا دينيا, كما هو مذكور في متن الشهادة , بل سببه الخوف من انهيار سلطته في الـكـوفة , والعراق , فكتب اليه زياد مع يزيد بن حجية : (اما بعد. فقد قرات كتابك , وفهمت رايك في حـجـر واصحابه ,فعجبت لاشتباه الامر عليك فيهم , وقد شهد عليهم بما قد سمعت من هواعلم بهم , فان كانت بك حاجة في هذا المصر فلا تردن حجرا واصحابه الي ) ((167)) .
        وهـنـا انـكـشف السبب الحقيقي , وهو بقاء العراق تحت سيطرة الحكم الاموي ,او تحت ولاية زياد فاقبل يزيد بن حجية حتى مر بهم بعذراء فقال : (ياهؤلاء اما واللّه ما ارى براءتكم , ولقد جئت بكتاب فـيـه الـذبـح فـمـرونـي بـمـااجبتم مما ترون انه لكم نافع اعمل به لكم وانطق به ) فقال حجر: ((ابـلـغ ‌مـعـاوية انا على بيعتنا لا نستقيلها ولا نقيلها وانه انما شهد علينا الاعداءوالاظناء)) ولما اخبروا معاوية بما قاله حجر, اجاب : ((زياد اصدق عندنا من حجر)).
        قـال ابن الاثير: ((فوصل اليهم , وهم بمرج عذراء, الرجلان اللذان الحقهمازياد بحجر واصحابه , وهما عتبة بن الاخنس السعدي , وسعيد او سعد بن نمران الهمداني الناعطي , فلما وصلا سار عامر بن الاسود العجلي من عذراءالى معاوية ليعلمه بهما. فقام اليه حجر بن عدي يرسف في القيود, فقال : ((ياعامر, اسمع مني , ابلغ معاوية ان دماءنا عليه حرام , واخبره انا قد اومناوصالحناه وصالحنا, وانا لم نقتل احدا من اهل القبلة فتحل له دماؤنا, فليتق اللّه , ولينظر في امرنا)) ((168)) .
        ولعله اشار بالامان الى اعطاء زياد الامان لهم , واراد من الصلح صلح الامام الحسن (ع ) وبنوده , ومنها عدم مطاردته لشيعة الامام (ع ).
        وفـي الاصابة : ((من طريق ابي اسحاق , قال : رايت حجر بن عدي وهو يقول :الا اني على بيعتي لا اقـيـلها واستقيلها)) ((169)) وفي المستدرك : ((فلما قدم ـ حجرـ عليه ـ معاوية ـ قال : السلام عليك يا امير المؤمنين . قال : وامير المؤمنين انااني لا اقيلك ولا استقيلك . فامر بقتله , فلما انطلقوا به طـلـب مـنـهـم ان يـاذنوا له فيصلي ركعتين , فاذنوا له فصلى ركعتين ثم قال : لا تطلقو عني حديدا ولاتغسلوا عني دما وادفنوني في ثيابي فاني مخاصم , فقتل )) ((170)) .
        وعدد الذين استشهدوا مع حجر ستة : 1 ـ حجر بن عدي .
        2 ـ شريك بن شداد الحضرمي .
        3 ـ قبيصة بن ضبيعة العبسي .
        4 ـ صيفي بن فسيل الشيباني .
        5 ـ محرز بن شهاب السعدي .
        6 ـ كدام بن حيان العنزي .
        واما عبد الرحمن بن حسان العنزي , فانه ارسل لزياد ودفنه حيا, وهو اول من دفن حيا في الاسلام .
        ويـذكـر الـطـبري : انه بعد ان سير حجر الى معاوية , اجتمعت كندة وغيرهاعند مالك بن هبيرة , وتـشاوروا فيما بينهم , وصمموا على انقاذ حجر, ولذلك ساروا الى الشام من اجل ذلك , ولكن عندما وصـلـوا الـى مـرج عـذراءفـاسـتـقـبلهم بعض من جاء منها فاخبروهم ان القوم قد قتلوا, وحين اخـبـروامـعاوية بمسير مالك بن هبيرة ومن معه من الناس قال (اسكنوا فانما هي حرارة يجدها في نـفـسـه وكـانـهـا قـد طـفـئت ). وارسـل الى مالك ان ياتي اليه ,فابى , فبعث اليه بمائة الف درهم , واسترضاه ((171)) , وهكذا كان دهاء معاوية واساليبه , ومواقف بعض الناس .


        منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووول

        تعليق


        • #5
          مواقف بطولية في مرج عذراء:
          لـقـد ظهرت منهم في مرج عذراء مواقف بطولية , سجلها التاريخ , وتحدث بهاالرواة والناس . وهذه الـمـواقـف تـتـلاءم وعـقـيـدتهم الثابتة وولائهم , وعدالة قضيته وما يتمتعون به من خصال الفتوة والشجاعة .
          يقول الطبري : ((حينما قدموا الى مرج عذراء, قال لهم رسول معاوية : انا قدامرنا ان نعرض عليكم الـبـراءة مـن عـلـي واللعن له , فان فعلتم تركناكم , وان ابيتم قتلناكم , فابرؤوا من هذا الرجل نخل سبيلكم , قالوا: اللهم انا لسنافاعلي ذلك )) ((172)) .
          ولـعـل مـعاوية وجلاوزته طلبوا من حجر واصحابه البراءة من اميرالمؤمنين (ع ) لا مجرد السب واللعن , وهذا مما لا يجوز للمؤمن ارتكابه كما ذكرذلك في رواية عن حجر. حيث روى في رجال الـكـشي باسناده عن حجر بن عدي قال : ((قال علي كيف تصنع انت اذا ضربت وامرت بلعني ؟ قال : قـلت له : كيف اصنع ؟ قال : العني ولا تبرا مني , فاني على دين اللّه )) وبهذا المضمون روايات عديدة سنذكرها في فصل آخر.
          وفـي مروج الذهب , يذكر القصة بعبارة اخرى مشابهة لها: ((فلما وصل اليهم آرسول معاوية ـ قال لـحـجر: ان امير المؤمنين قد امرني بقتلك يا راس الضلال , ومعدن الكفر والطغيان , والمتولي لابي تـراب , وقـتـل اصـحـابك , الا ان ترجعوا عن كفركم وتلعنوا صاحبكم ,وتتبراوا منه , فقال حجر وجـماعته ممن كان معه : ان الصبر على حد السيف لايسر علينا مما تدعونا اليه , ثم المقدم على اللّه , وعلى نبيه وعلى وصيه , احب الينا من دخول النار)) ((173)) .
          والـمـلاحـظ في ذلك ان القتلة لم يشيروا الى ما ذكر في نص الشهادة من نقضه لبيعة معاوية , وانما كـانوا يؤكدون على ولائه للامام (ع ), وكانوا يطلبون منه البراءة من امامه خليفة رسول اللّه (ص ) ولكنه ابى ذلك .
          وقـام حـجر واصحابه يصلون عامة الليل , فلما كان الغد قدموهم ليقتلوهم ,فقال لهم حجر بن عدي : ((اتركوني اتوضا واصلي , فاني ما توضات الا صليت , فتركوه فصلى , ثم انصرف منها, وقال : واللّه مـا صـلـيـت صـلاة قـطاخـف مـنها, ولولا ان في جزعا من الموت لاستكثرت منها, ثم قال : اللهم انـانـستعديك على امتنا, فان اهل الكوفة شهدوا علينا, وان اهل الشام يقتلوننااما واللّه لئن قتلتموني بـهـا, فـانـي لاول فـارس مـن الـمـسـلـمـيـن هـلـك في واديها,واول رجل من المسلمين نبحته كـلابـها)) ((174)) . وقال حجر: ((لا تنزعوا عني حديدا ولاتغسلوا عني دما, فاني لاق معاوية على الجادة )).
          وقيل : ان حجرا لما قدم ليقتل , قيل له : مد عنقك , فقال : ((ما كنت لاعين الظالمين )) ((175)) .
          وفي الاصابة : ((وروى ابراهيم بن الجنيد في كتاب الاولياء بسند منقطع ان حجر بن عدي اصابته جنابة , فقال للموكل به : اعطني شرابي اتطهر به , ولاتعطني غدا شيئا, فقال : اخاف ان تموت عطشا فـيـقـتـلـنـي مـعاوية . قال : فدعااللّه فانسكبت له سحابة بالماء, فاخذ منها الذي احتاج اليه , فقال له اصحابه :ادع اللّه ان يخلصنا, فقال : اللهم خر لنا, قال : فقتل هو وطائفته ..)) ((176)) .
          وقـال المرزباني : ((ثم مشى اليه ـ حجر ـ هدبه الاعور بالسيف فشخص اليه حجر, فقال : الم تقل انك لا تجزع من الموت ؟ فقال : ارى كفنا منشورا وقبرامحفورا, وسيفا منشورا, فمالي لا اجزع ؟ امـا واللّه لـئن جزعت لا اقول مايسخط الرب , فقال له : فابرا من علي , وقد اعد لك معاوية جميع ما تريد ان فعلت , فقال : الم اقل لك : اني لا اقول ما يسخط الرب , ثم قال : ان كنت امرت بقتل ولدي فقدمه , فقدمه فضربت عنقه , فقيل له : تعجلت الثكل , فقال :خفت ان يرى ولدي هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية امير المؤمنين علي (ع ). ولم يذكر قتل ولده غير المرزباني )) ((177)) .
          فقد ذكر السيد الامين انه ((لم يذكر قتل ولده معه في مرج عذراء غيرالمرزباني , ولكنه بعد ذلك يـقـول ((وقـال الشهيد: كان اسم ابن حجر الذي قتل معه همام , وفي الدرجات الرفيعة , قال شيخنا الـشـيخ محمد بن مكي المعروف بالشهيد الاول قدس اللّه روحه : الشهداء الذين بعذراء دمشق الذين قـتـلـهم معاوية , بعد ان بايعوه واعطاهم العهود والمواثيق , حجر بن عدي الكندي حامل راية رسول اللّه (ص ) وولده همام ..)) ((178)) .
          ومن ابطال مرج عذراء, عبدالرحمن بن حسان . قالوا له : ((يا اخا ربيعة ماتقول في علي ؟ قال : دعني ولاتـسالني , فهو خير لك , قال : واللّه لا ادعك . قال :اشهد انه كان من الذاكرين للّه تعالى كثيرا, من الامـريـن بالحق , والقائمين بالقسط, والعافين عن الناس . قال : فما قولك في عثمان ؟ قال : هو اول من فـتح ابواب الظلم , واغلق ابواب الحق قال : قتلت نفسك قال : بل اياك قتلت , ولاربيعة بالوادي ـ يعني ليشفعوا فيه ـ . فرده معاوية الى زياد وامره ان يقتله شر قتلة , فدفنه حيا)) ((179)) .
          وقد ذكر في مروج الذهب وغيره عن حجر: ((وهو اول من قتل صبرا في الاسلام )) ((180)) .
          ((وقـال عـبـدالرحمن بن حسان العنزي : اللهم اجعلني ممن تكرم بهوانهم وانت عني راض , فطالما عرضت نفسي للقتل فابى اللّه الا ما اراد)) ((181)) .


          منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووول

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
          ردود 2
          13 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
          استجابة 1
          12 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          يعمل...
          X