إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

امل وتحدي............

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • امل وتحدي............

    كم كانت فرحة الأب الشاب و الأم الشابة عندما رزقا بمولودهما الأول و كان ذكرا... و كم زادت فرحتهما عندما لاحظ الجميع فى ذلك الحى الشعبى فى القاهرة على هذا الطفل الصغير علامات التفوق المبكر من حيث بداية تعلم المشي فى سن الستة أشهر و التفوه ببعض الكلمات مع بلوغه الثمانية أشهر و ذكائه الملحوظ ....

    لكن كل هذا تبدد مع بلوغ الطفل العام الأول حيث أصيب هذا الطفل بمرض شلل الأطفـال و قارب الطفل على الموت ولم يبخل والديه بالسعى إلى كل الأطباء المشهورين و المراكز الطبية غالية التكاليف.اضطر الوالد أن يعمل عملا إضافيا من أجل النفقات الزائدة. و بالفعل تم شفاء الطفل مـن معظم أعراض المرض و لكن بقيت ساقه اليمنى بلا حراك و رغم جهاد أبويه طوال أعوام كثيرة لم تشفى ساقه اليمنى.. و بلغ الطـــفل السادسة و مازال يتمتع بذكائه المبكر و روح الدعابة التى لا تفارقه....

    و حان وقت انضمامه للمدرسة و انقسم الأبوين ما بين الأب الذي يريد ألا يرهق ابنه و ينوى أن يحضر المدرسين للمنزل.. و ما بـين الأم التى تريد ألا يشعر ابنها بأى نوع من الدونية و العجز فتنوي أن تذهب بابنها للمدرسة لينغمس وسط أقرانه .. و رغم مخاوف الأب مـن هذا الانغماس و الإرهاق إلا أن الأم استطاعت أن تقنعه.بالفعل يذهب الابن للمدرسة و تمضى أعوام التعليم الابتدائى و يثبت الفتى إجادة للمواد الدراسية و تفوق ملحوظ.. أى نعم لم يكن الأول عادة و لكنه كان من الطلاب المتنبأ لهم بمستقبل مشرق.. و مرت سنــــوات الابتدائى و الأم في البداية تحمل ابنها الطفل الكبير على كتفها مما يثير شفقة الكثيرين و ابتسامات ساخرة من قليل من الناس.. .. و هـى ذاهبة به للمدرسة و أحيانا للمستشفى لإجراء علاج طبيعى...إلا أنهم اهتدوا إلى شراء عربة بعجل تدفع للأمام و كم كانت هذه العربـة مريحة للطفل و الأم معا إلى أن جاء الفرج النهائى و الفتى فى أخر عام من التعليم الابتدائى و كان عمره حين إذ اثنى عشر عاما.. حيث كان الفتى و أمه بالمستشفى نصحها أحد الأطباء بتجربة العكازين ليسير بها الفتى بدون مساعدة إلا من الله سبحانه و تعالى.. و بالفعل اشتريا له العكازين.. و كم كانت البداية صعبة جدا على الفتى الذى بدأ يدرك كل الأمور و يتأثر بنظرات الشفقة التى يراها فى عيون الأخريــين ..وذلك دعاه إلى الصبر و التحمل فى تعلم السير بالعكازين و بالفعل نجح الفتى فى بدأ خطواته الأولى بعد الإصابة بالمرض.. كانت فرحتـه عظيمة إذ استطاع لأول مرة التحرك بدون أمه أو العربة التى كانت تشبه عربات الأطفال .. و بدأ فى زيارة أقاربه وحده لأول مـــرة فى حياته.. و دخل الفتى المدرسة الإعدادية ثم الثانوية العامة العليا.. و فى هذه الأثناء واصل إجادته للمواد الدراسية خاصة اللغة الإنجليزية التى كانت عشقه الأول و كان دائما الأول فى هذه المادة هى و الرســـم و دخل عدة مسابقات فى الرسم و الأدب و كان يفوز بها دائـما و كان الجميع ,عندما يعلن اسم الفائز فى احتفال تسليم الجوائز, يصيبهم الدهشة عندما يرون أن المتقدم لاستلام الجائزة فتى معوق يسـير بمساعدة عكازين إلا أنهم بعد الدهشة يبدءون فى التصفيق بلا انقطاع إلى أن يستلم الشاب الصغير الجائزة و يعود لمقعده.

    و نجح الفتى فى الثانوية العامة بمجموع جيد إلا أنه كان الأول كالعادة فى اللغة الإنجليزية فدخل كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية القسم الذى أكد له الجميع أنه صعب على خريجى المدارس الحكومية و انه هناك اتفاق غير معلن على تخصيص هذا القسم لخريجي مدارس اللغات باهظة التكاليف .. و لم يعبأ الفتى بكل هذا و قدم أوراقه للقسم و أخبروه بما أنه ليس من خريجي مدارس اللغات فلابد أن يجرى له عدة امتحانات للقبول بالقسم .. و نجح الفتى فى امتحانات القبول هو قليل جدا من زملاءه خريجى المدارس الحكومية..

    و مرت سنوات الجامعة على الفتى مرروا ميسورا و ذلك لأنه دائما كان يتجاهل كونه معوق و شعاره دائما هو أن المعوق هو معوق العقل الذى لا يستطيع أن يدرك الأشياء.. و انضم الفتى إلى جماعة الشعر و الأدب فى الجامعة و ظهر نبوغه فى الشعر و القصة و كان الكثير من أصدقائه الأصحاء يحسدونه على تفوقه فى كل شئ _ حتى فى علاقاته مع زميلاته من الفتيات_ فكان محبوبا من الجميع لدرجة أن الكثير من الفتيات كن يتوددن إليه و هو يقربهن أحيانا و يبتعد عنهن أحياناً..و لقد اثبت لنفسه و للجميع أن ليس كل الفتيات يعجبن بالفتى القوى ضخم العضلات و لكن هناك الكثيرات ممن يعجبن بالأخلاق و العقل و جمال الروح و الرومانسية و الشخصية القوية

    أنهى الفتى دراسته الجامعية و عمل مدرسا للغة الإنجليزية للمرحلة الإعدادية و كما كان ناجحا و هو طالب كان ناجحا و هو مدرس_و كان عمره وقت ذلك ثلاثة و عشرون عاما_ و واصل الفتى نجاحه كمدرس و كشاعر شاب إلا أنه كن يشعر أن هناك شيئا مفقودا فى حياته

    كان هذا الشئ هو الزواج و كم كان متخوفا من ذلك لكثير من الأسباب داخله و لكن يبدو أنها كلها كانت أسباب غير حقيقية.. و كيف يكون هناك أى أسباب تمنعه من النجاح فى شئ .. و هو الذى نجح فى كل شئ بفضل الأمل و التحدى و الثقة فى الله أولاً ثم الثقة بالنفس..إذا عليه أن يختار فتاه تشاركه رحلته الصعبة فى الحياة.. و كان الاختيار لفتاه جميلة علم عن أخلاقها ما أعجبه و كانت صديقة لصديقة أخته.. فتقدم لها ووافقت رغم اعتراض بعض من أهلها إلا أنها استطاعت أن تقنعهم بمزايا هذا الشاب.. و تزوجا وواصلا النجاح فى بناء أسرتهم و رزقا بمولودهما الأول و كان ذكرا جميلا.. و تم ترقية الشاب إلى مدرس ثانوى.. وبعد عدة سنوات رزق بمولودته الثانية ..

    و تقدم لمسابقة جائزتها بعثة للولايات المتحدة الأمريكية و نجح فى المسابقة و كان من الأوائل و سافر و اثبت لنفسه مرة أخرى أنه يمكنه الحياة بدون مساعدة من أحد و أتم هناك دراسات فى تعليم اللغة الإنجليزية و الكمبيوتر الذى اصبح يجيد التعامل معه. و عاد بعد عدة اشهر للقاهرة

    و يواصل الشاب الكبير _ الذى أصبح عمره ثلاثة و ثلاثين عاما_ رحلته و تحديه لظروفه...و مرشح هذه الأيام لوظيفة مدرس أول ثانوى

    و هكذا فبالأمل يمكن للإنسان تحطيم الصخــــــــر و نحت أسمه بين أقوياء هذ1 العصر الذى ليس به مكان للضعفاء



    منقوول

  • #2
    قصة مؤثرة جداً

    قصة مؤثرة جداً..جداً
    وسعيدة في نفس الوقت

    شكرا
    تحت الرماد

    تعليق


    • #3
      لااااااااااااا شكر على وااااااجب اخووووي تحت الرمااااااااااااد

      وانشااااااااااء الله القصه الجااااااااايه انت الي كااااااتبنها




      ومشكووووووووووور على قراااااااءتك للقصه

      والتعلييييييق عليها

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X