ترى هل يستحق منّا حكّامنا العرب هذا السباب والاستخفاف والاتهام بشتى النعوت والصفات التي لو اُطلق عشرها على أي مسؤول حكومي غربي لما توانى لحظة واحدة في تقديم استقالته والانكفاء بعيداً عن الحياة العامة ناهيك عن السياسية منها؟
نعم نحن الملام لا هؤلاء الحكّام، لاننا موتى لا صلة لنا بالحياة، ولا بالكرامة ولا بالعزة، ولم يبق إلا أن نورد في قبورنا لنلحق بمن سبقنا فهو خير لنا وللآخرين، وصدق الشاعر في وصف ذلك حين قال: فهات الرفش واتبعني...لنحفر خندقاً آخر نواري فيه أحيانا
نعم ولدينا ألف شاهد على ذلك في الغرب، ولكن العلة لا تكمن قطعاً حالة حكّامنا العرب ولا تمت لهم بصلة قطعاً، فنحن من ارتضينا لانفسنا هؤلاء الحكّام، ونحن من نملأ الشوارع زعيقاً وهتافاً وتهليلاً عندما تمر بنا عربة أحدهم، ونحن من حولناهم الى ألهة مصنوعة من الحجارة لا تسمع إلا الواوا، ولا ترى إلا أفخاذ الراقصات، ولا تتكلم إلا بالتفاهات التي تتحول بقدرة قادر الى مناهج سياسية واقتصادية نطبل لها ونرقص رغم انها تقودنا الى مزيد من الخراب، ومزيد من الضياع، ومزيد من التشتت.
نحن من نجتمع بعشرات الآلاف في حفلة غناء وتعري لاليسا، ولا يخرج منا ألا عشرات فقط بكثير من السأم عندما يكون الامر متعلقاً بكرامتنا وعزتنا وديننا.
نحن من ننفق ملايين الدولارات لرؤية افخاذ هيفاء وهبي ونانسي عجرم ونجلا وروبي، ولكننا نأنف أن نقدم درهماً أو ريالاً لامر يخص وجودنا وشرفنا.
نحن من نبكي عندما تتساقط دموع هيفاء وهبي ولكن لا تهتز لنا شعرة لبكاء آلاف اليتامى، وآلاف الثكالى، ومئات آلاف المشردين والمنهوبين.
نحن من نرتعش خوفاً ونستشيط غضباً اذا حاول أحدهم الاساءة الى كلب من كلاب حكّامنا ولكننا قد نستغفر في داخلنا كأقوى الايمان اذا سمعنا من يسب ديننا أو يطعن في كتبنا السماوية، أو حتى يتجاوز على الذات الالهية المقدسة.
نحن من رسمنا هالة قدسية لحكّامنا وامرائنا وشيوخنا وملوكنا فترانا نقول لمحادثنا: كل ما تقوله ولكن الذات الاميرية والملكية مقدسة فاحذر من مسها أو الاشارة اليها حتى، ولكننا نغض النظر عن حمق الكثير منهم، وفسادهم، وجهلهم، وتفاهتهم.
نحن من تجاوز تقديسنا لحكّامنا كل الحدود فبتنا نقدس زوجاتهم، وأبناءهم، وبناتهم، ومن يمت اليهم بصلة.
نحن من تحولت جيوشنا بكل قدراتها الهائلة، وامكانياتها المهولة الى مجرد قوات حماية شخصية لحكامنا، ولانظمتهم فحسب، وكاذب من يدعي خلاف ذلك.
نحن من تحول خبراؤنا العسكريون، وقادتنا الكبار الى رموز تشريفية فحسب، تجهد في تلميع اوسمتها، وتتبارى في حضور المناسبات البرتكولية، وتحرص على استقبال وتوديع حكامها، ولكنها ترتعد أمام فأر يقتحم عليها غرفة نومها.
نحن من فقنا دول العالم تسليحاً ولكننا ندخر كل ذلك لمواجهة أي انقلاب عسكري أو محاولة تمرّد داخلية فحسب.
نحن من ينطبق علينا قول الله تبارك وشأنه: " وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلا قَلِيلا".
نحن الذي لايهمنا غير متابعة سوبر ستار العرب، والرابح الأكبر من ذوي الكروش المندلقة، ونجم الخليج، والواوا.
نحن الذي نستأسد على الضعفاء ونركع أذلاء بين قدمي الأقوياء.
نحن من يمضي الكثير من شبابنا جلّ ليلهم في عالم الباتلوت، والشات، وتصفح المواقع الاباحية، ويمضون أكثر نهارهم بين التسكع في الأسواق بحثاً عن طريدة أو شاة شاردة.
نحن، ونحن، ونحن فهل يحق لنا لوم حكّامنا على تخاذلهم، وضعفهم، وجبنهم، وضعتهم ونحن من باركنا لهم صولاتهم وجولاتهم فينا فحسب، فصدق فيهم قول الشاعر: عبيد للأجانب هم ولكن...على أبناء جلدتهم أسود!! ولكنّا ارتضينا ذلك وقبلناه، وهللنا له.
نحن من نجتمع بعشرات الآلاف في حفلة غناء وتعري لاليسا، ولا يخرج منا ألا عشرات فقط بكثير من السأم عندما يكون الامر متعلقاً بكرامتنا وعزتنا وديننا.
نحن من ننفق ملايين الدولارات لرؤية افخاذ هيفاء وهبي ونانسي عجرم ونجلا وروبي، ولكننا نأنف أن نقدم درهماً أو ريالاً لامر يخص وجودنا وشرفنا.
نحن من نبكي عندما تتساقط دموع هيفاء وهبي ولكن لا تهتز لنا شعرة لبكاء آلاف اليتامى، وآلاف الثكالى، ومئات آلاف المشردين والمنهوبين.
نحن من نرتعش خوفاً ونستشيط غضباً اذا حاول أحدهم الاساءة الى كلب من كلاب حكّامنا ولكننا قد نستغفر في داخلنا كأقوى الايمان اذا سمعنا من يسب ديننا أو يطعن في كتبنا السماوية، أو حتى يتجاوز على الذات الالهية المقدسة.
نحن من رسمنا هالة قدسية لحكّامنا وامرائنا وشيوخنا وملوكنا فترانا نقول لمحادثنا: كل ما تقوله ولكن الذات الاميرية والملكية مقدسة فاحذر من مسها أو الاشارة اليها حتى، ولكننا نغض النظر عن حمق الكثير منهم، وفسادهم، وجهلهم، وتفاهتهم.
نحن من تجاوز تقديسنا لحكّامنا كل الحدود فبتنا نقدس زوجاتهم، وأبناءهم، وبناتهم، ومن يمت اليهم بصلة.
نحن من تحولت جيوشنا بكل قدراتها الهائلة، وامكانياتها المهولة الى مجرد قوات حماية شخصية لحكامنا، ولانظمتهم فحسب، وكاذب من يدعي خلاف ذلك.
نحن من تحول خبراؤنا العسكريون، وقادتنا الكبار الى رموز تشريفية فحسب، تجهد في تلميع اوسمتها، وتتبارى في حضور المناسبات البرتكولية، وتحرص على استقبال وتوديع حكامها، ولكنها ترتعد أمام فأر يقتحم عليها غرفة نومها.
نحن من فقنا دول العالم تسليحاً ولكننا ندخر كل ذلك لمواجهة أي انقلاب عسكري أو محاولة تمرّد داخلية فحسب.
نحن من ينطبق علينا قول الله تبارك وشأنه: " وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلا قَلِيلا".
نحن الذي لايهمنا غير متابعة سوبر ستار العرب، والرابح الأكبر من ذوي الكروش المندلقة، ونجم الخليج، والواوا.
نحن الذي نستأسد على الضعفاء ونركع أذلاء بين قدمي الأقوياء.
نحن من يمضي الكثير من شبابنا جلّ ليلهم في عالم الباتلوت، والشات، وتصفح المواقع الاباحية، ويمضون أكثر نهارهم بين التسكع في الأسواق بحثاً عن طريدة أو شاة شاردة.
نحن، ونحن، ونحن فهل يحق لنا لوم حكّامنا على تخاذلهم، وضعفهم، وجبنهم، وضعتهم ونحن من باركنا لهم صولاتهم وجولاتهم فينا فحسب، فصدق فيهم قول الشاعر: عبيد للأجانب هم ولكن...على أبناء جلدتهم أسود!! ولكنّا ارتضينا ذلك وقبلناه، وهللنا له.
نعم نحن الملام لا هؤلاء الحكّام، لاننا موتى لا صلة لنا بالحياة، ولا بالكرامة ولا بالعزة، ولم يبق إلا أن نورد في قبورنا لنلحق بمن سبقنا فهو خير لنا وللآخرين، وصدق الشاعر في وصف ذلك حين قال: فهات الرفش واتبعني...لنحفر خندقاً آخر نواري فيه أحيانا
تعليق