محطة أخيرة
تدمير الشيعة
تدمير الشيعة
ساطع نور الدين
ضحك جمهور التلفزيون الاميركي طويلا عندما أوحى مقدم البرامج الشهير جاي لينو بأن الرئيس جورج بوش وقع في زلّة لسان في دردشته الخاصة مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير خلال مأدبة العشاء لزعماء الدول الثماني الكبرى في سان بطرسبرغ في روسيا قبل أيام، اذ استخدم عبارة <القذارة> بينما كان يقصد كلمة <الشيعة>، لأن التمييز بين الكلمتين بالانكليزية صعب جدا..
وعبر الجمهور الاسرائيلي في اكثر من مناسبة وبأكثر من طريقة عن موقف اسوأ بكثير من شيعة لبنان، داعيا حكومته وجيشه الى إفنائهم وإبادة قياداتهم، او على الاقل الى تلقينهم درسا لا ينسى ابدا، وتحويلهم الى عبرة لمن لم يعتبر بعد من العرب والمسلمين، وبالتحديد منهم الفلسطينيون.. وهو موقف جرى التعبير عنه صراحة أيضا في معظم الدول الغربية، وفي بعض الغرف المغلقة والزوايا العربية، الاسلامية والحكومية على حد سواء!
لم تكن هذه الإشارات سوى دليل اضافي على انها حرب تستهدف شيعة لبنان، تنفذها اسرائيل بتكليف دولي صريح وتشجيع عربي ضمني، وتجادل في ما إذا كان ينبغي اعادة تلك الطائفة 20 او 50 او حتى 100 سنة الى الوراء، وهو ما يتولاه حاليا الطيارون الاسرائيليون الذين يركزون على المدن والقرى والاهداف الشيعية، ولا يوفرون طبعا غيرها من الاهداف اللبنانية العامة، التي تساهم بشكل غير مباشر في تأليب بقية الطوائف..
وبغض النظر عن الخطأ الفادح الذي ارتكبته قيادة الطائفة عندما وضعت نفسها وجمهورها في قلب العاصفة الاقليمية العاتية، بعد فترة سماح دامت ست سنوات تمتع فيها الشيعة بهدوء واستقرار لم يسبق له مثيل على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل.. فإن الخروج من هذا المأزق لن يكون بالسهولة التي يفترضها الكثيرون، وسيكون مستقبل الطائفة محكوما لسنوات عديدة بتوسل الحصول على أموال لإغاثة وإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل ولا تزال حتى اللحظة بوحشية استثنائية.
الشعور الشيعي بالوحدة في مواجهة تلك الحملة الاسرائيلية الشرسة، ليس جديدا، لكنه ضاغط أكثر من السابق، لان الاعتقاد السائد هو أن الطائفة تتمتع بقدر من الحصانة المستمدة من كون إيران ذاهبة الى التفاوض مع أميركا حول برنامجها النووي وليس الى الحرب، ومن كون شيعة العراق باتوا حلفاء للاحتلال الاميركي الذي لا بد أن يأخذهم في الاعتبار قبل ان يعطي الضوء الاخضر لاسرائيل من أجل تحطيم أشقائهم اللبنانيين على هذا النحو القاسي.
في نهاية هذه الحرب، كما في نهاية كل حرب، لن يكون من المستغرب أن تنتج الطائفة الشيعية تيارين بالغي التطرف، واحد يدفع نحو المزيد من الاعتدال والواقعية والاندماج مع بقية الطوائف اللبنانية، ومع غالبية الدول العربية، وآخر يعلنها حربا حتى النهاية على اسرائيل وحلفائها.. والباقي لا يمكن التكهن به منذ الآن، لانه يعتمد على الكثير من العوامل الداخلية والخارجية الحاسمة!
وعبر الجمهور الاسرائيلي في اكثر من مناسبة وبأكثر من طريقة عن موقف اسوأ بكثير من شيعة لبنان، داعيا حكومته وجيشه الى إفنائهم وإبادة قياداتهم، او على الاقل الى تلقينهم درسا لا ينسى ابدا، وتحويلهم الى عبرة لمن لم يعتبر بعد من العرب والمسلمين، وبالتحديد منهم الفلسطينيون.. وهو موقف جرى التعبير عنه صراحة أيضا في معظم الدول الغربية، وفي بعض الغرف المغلقة والزوايا العربية، الاسلامية والحكومية على حد سواء!
لم تكن هذه الإشارات سوى دليل اضافي على انها حرب تستهدف شيعة لبنان، تنفذها اسرائيل بتكليف دولي صريح وتشجيع عربي ضمني، وتجادل في ما إذا كان ينبغي اعادة تلك الطائفة 20 او 50 او حتى 100 سنة الى الوراء، وهو ما يتولاه حاليا الطيارون الاسرائيليون الذين يركزون على المدن والقرى والاهداف الشيعية، ولا يوفرون طبعا غيرها من الاهداف اللبنانية العامة، التي تساهم بشكل غير مباشر في تأليب بقية الطوائف..
وبغض النظر عن الخطأ الفادح الذي ارتكبته قيادة الطائفة عندما وضعت نفسها وجمهورها في قلب العاصفة الاقليمية العاتية، بعد فترة سماح دامت ست سنوات تمتع فيها الشيعة بهدوء واستقرار لم يسبق له مثيل على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل.. فإن الخروج من هذا المأزق لن يكون بالسهولة التي يفترضها الكثيرون، وسيكون مستقبل الطائفة محكوما لسنوات عديدة بتوسل الحصول على أموال لإغاثة وإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل ولا تزال حتى اللحظة بوحشية استثنائية.
الشعور الشيعي بالوحدة في مواجهة تلك الحملة الاسرائيلية الشرسة، ليس جديدا، لكنه ضاغط أكثر من السابق، لان الاعتقاد السائد هو أن الطائفة تتمتع بقدر من الحصانة المستمدة من كون إيران ذاهبة الى التفاوض مع أميركا حول برنامجها النووي وليس الى الحرب، ومن كون شيعة العراق باتوا حلفاء للاحتلال الاميركي الذي لا بد أن يأخذهم في الاعتبار قبل ان يعطي الضوء الاخضر لاسرائيل من أجل تحطيم أشقائهم اللبنانيين على هذا النحو القاسي.
في نهاية هذه الحرب، كما في نهاية كل حرب، لن يكون من المستغرب أن تنتج الطائفة الشيعية تيارين بالغي التطرف، واحد يدفع نحو المزيد من الاعتدال والواقعية والاندماج مع بقية الطوائف اللبنانية، ومع غالبية الدول العربية، وآخر يعلنها حربا حتى النهاية على اسرائيل وحلفائها.. والباقي لا يمكن التكهن به منذ الآن، لانه يعتمد على الكثير من العوامل الداخلية والخارجية الحاسمة!
تعليق