بسم الله الرحمن الرحيم
مكتب سماحة المرجع المجاهدالسيد محمد صادق الحسيني الروحاني
﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾البقرة: من الآية120صدق الله العلي العظيم
أيها المسلمون .. أيها الاحرار في كل بقاع الارض ..
يشاهد العالم أجمع وللاسبوع الثاني على التوالي استمرار آلة القتل والتدمير تفتك بأبناء لبنان من جنوبه الى ضاحية الحرمان من بيروت امتدادا الى بقية المناطق، فيما نشهد صمتا مُريبا لما يطلق عليه الضمير العالمي دون أدنى تحسس إنساني أو أخلاقي أو تأثر وجداني أمام العدوان المستمر الذي أدى الى سقوط المئات من الضحايا التي لا يزال بعضها تحت الركام، أو تلك التي تتقطع أوصالها في السيارات وفي الطرقات وهي تحتمي من النار والدمار دون أن يرف جفن أو تصدر صيحة، وهو ما يدل دلالة واضحة على أن هذه الحرب المجنونة التي قد خُطط لها منذ أمد والتي تستهدف شعبا، وليس فئة او جماعة ، جريمته الوحيدة أنه ينتمي الى مدرسة أهل بيت العصمة ويتمسك بمقولة أبي الاحرار عليه السلام:والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفر فرار العبيد.
هذه الحربتحصل بمباركة وغطاء دولي ترعاه الدول المتغطرسة التي تحمل كل أحقاد يهود التاريخ بتأييد ودعم ممن اختاروا لأنفسهم أن يكونوا يهود هذه الامة.
إن عبارات التنديد، و الادانة، والشجب، والاستنكار، ليس لها أثر عند ذوي الآذان الصمَّاء من المخططين والمشاركين والمؤيدين والداعمين والمغطين والساكتين عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية، لأن هذه الدماء الزكية وحتى دماء الاطفال ليست بذات قيمة، بل يجب سفكها عند أحبار اليهود، ولا يجوز الدعاء لهم عند من يستبيحون دماء الشيعة كما في العراق وغيره ممن يدعي الانتماء الى الاسلام و هم أشد علينا من يهود أمة موسى.
لذا ليس لنا إلا أن نمد أيدينا بالدعاء الى المولى القدير بأن يرحمَ تلك الضحايا البريئة برحمته الواسعة، ويربط على قلوب الصامدين والمهجَّرين والمجاهدين، وأن يخذل المعتدين والشامتين، إنه نعم المولى ونعم النصير.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
قم المشرفة : في 23 جماد الثاني 1427
محمد صادق الحسيني الروحاني
تعليق