إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مقتطفات في غاية الروعة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقتطفات في غاية الروعة

    مقتطفات في قمة الروعة
    مقتطفات في قمة الروعة

    «قُل: إنّما أنا بَشَرٌ مِثلُكُم»(1).
    في هذه الآية علّم اللهُ جلّ جلاله المصطفى عليه الصلاة والسّلام التواضع، وجعله متواضعاً؛ ذلك أنّه لا حِليَة للعبد أزهى من حلية التواضع، ولا لباس أعدَل وأجمل للقامة الترابية(2) من لباس الخشوع.
    ولقد تأدّب رسول الله بهذا الخطاب الربّاني وهذا التعليم الإلهي.. حتّى أنّه كان يعود المريض، ويُشيّع الجنازة، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد.. على الرغم من أنّ السيّد(3) صلوات الله وسلامه عليه كان يمتلك وثيقة الله بالتقدّم على الكونَين في مدارج الكمال، وكان له خالُ الإقبال على طلعة الجمال. وليلة المعراج كان جبرائيل وميكائيل ـ وهما من سادات الملائكة ـ أمام بُراق عظمته ومركب عزّته خادمَين له.. يناديان بين يدَيه: «افسحوا الطريق!».
    ومع كلّ ما هو عليه من الكمال والجمال والحشمة والمنزلة.. كان من تواضعه في مقام العبودية ومن تَنَزّله أن يركب حماراً ضئيلاً، وإذا ما دعاه مملوك إلى طعامه أجاب.
    ما أعجَبَها مِن حالة! مرّةً يكون مركبه بُراق الجنّة وهو على حاله ذاك (لم يتغيّر)، ومرّةً يكون مركبه حمار ضئيل، وهو على حاله ذاك أيضاً.
    أجَل.. إنّ مركبه مختلف، لكنّ الراكب في كلا الحالتين باقٍ على نفس الصفة، ونفس الهمّة، ونفس الإرادة. إذا كان على البُراق فإنّه لا يتكبّر، وإذا كان على الحمار فلا يقع على مُحيّا عزّته النبوية
    غبارُ المذلّة. (519:8)


    ------------------

    إذ قال له ربّه: أسلِمْ، قالَ: أسلَمتُ لربِّ العالَمين»(1).
    لأنّ الخليل قد أتى عن طريق السلوك(2).. صَدَر خطابٌ له من محضر العزة أنْ:
    ـ يا إبراهيم، مَن أرادني فعليه أن يكون لي كلّه، وما دامت فيك بقيّة من رغباتك البشرية ومُعارَضاتك النفسية فلن تفوز في معاناة مَساعيك بالطمأنينة، «المُكاتَب عَبدٌ ما بقيَ عليه درهم».
    إنْ كنتَ تريدني فعليك أن تريد ما أريد
    وأن تنتفض كليّاً من داخل نفسك



    -----------

    علامة الحبّ الحقيقي

    «ومِن الناسِ مَن يَتَّخذُ مِن دونِ اللهِ أنداداً يُحبّونهم كحبِّ الله، والذينَ آمنوا أشدُّ حبّاً لله»(1).
    إذا كان للمؤمنين ولأحباء الله، في كلّ القرآن، هذه الآية وحدها.. لكفاهم ذلك شرفاً وكرامة. يقول ربّ العالمين: إنّهم يُحبّونني حبّاً شديداً، هو أشدّ من حبّ الكفّار لمعبودهم.
    ألاَ ترى أنّ الكفّار بين مدّة ومدّة يستبدلون صنماً بصنم، ويتّخذونه معبوداً ؟! إذا كانوا مُعدَمين فانّهم يكتفون بقطعة من الخشب منحوتة، ومتى أيسَروا يهملون تلك الخشبة ويتّخذون بدلها صنماً من الذهب والفضة. ولو كان محبوبهم هذا معبودَهم على الحقيقة.. فلماذا يميلون إلى سواه ؟!
    يقولون: إنّ رجلاً رأى امرأة عارفة فأعجبه جمالها وتعلّق بها. قال لها:
    ـ كُلّي بكُلّك مشغول.
    قالت له المرأة:
    ـ كيف لو رأيتَ أُختي وهي أجمل منّي ؟!
    قال:
    ـ أين أُختك هذه.. لأراها ؟
    قالت المرأة:
    ـ يا مُدّعي.. ما أنت بعاشق، لو كنتَ صادقاً في العشق لما التَفَتَّ إلى سواي.(446:1 ـ 447)



    ------------------

    الصدق وأنواعه

    «والذي جاءَ بالصِّدقِ وصَدَّقَ بهِ...»(1).
    اعلَم أن الصدق في أربعة أشياء: في القول، وفي الوعد، وفي العزم، وفي العمل.
    الصدق في القول.. هو ما قاله الحق جلّ جلاله للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه: «والذي جاءَ بالصِّدق».
    الصدق في الوعد.. هو ما قاله عن إسماعيل النبيّ عليه السّلام: «إنّهُ كانَ صادقَ الوَعد»(2).
    الصدق في العزم.. هو ما قاله عن أصحاب لرسول الله: «رجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ عليه»(3).
    الصدق في العمل.. هو ما قاله عن المؤمنين: «أولئكَ الذينَ صَدَقوا»(4).
    ومَن اجتمعت فيه هذه الخصال كلّها يقال له: صدِّيق. وقد كان إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه في هذا المقام. قال عنه ربّ العزّة: «إنّهُ كان صِدِّيقاً نبيّاً»(5).

    * * *

    سئل المصطفى: ما كمال الدين ؟ فقال: (القول بالحق، والعمل بالصدق).
    الصدق في القول أن العبد إذا ناجى الحقّ ناجاه وطلب منه بصدق؛ لأنّه يقول: «إيّاكَ نَعبُد»(6)، أي: أنا عبدك.. أعبدك. ومتى كان في أسر الدنيا وأسر الشهوة فإنّه يكون قد كذب في قوله، ذلك أنّ الإنسان عبدٌ لما هو في أسره. من هنا قال المصطفى عليه الصلاة والسّلام: (تَعِسَ عبدُ الدرهم، تَعِسَ عبدُ الدينار). وقد عدّه عبداً للفضّة والذهب لأنه في أسر الفضّة والذهب.
    العبد.. عليه أن يتحرّر من أسر الدنيا والشهوات، وأن يتحرّر أيضاً من نفسه، ليكون عبداً لله حقّاً.
    أمّا الصدق في وفاء العزم.. فهو أن يكون المرء صُلباً في دينه، غيوراً في الأمر (الإلهي)، ثابتاً في الوقت(7)، كما وفى أولئك الصحابة وقدّموا أبدانهم وأرواحهم في سبيل الله عند قتال العدوّ، حتّى أثنى عليهم ربّ العزّة بوفاء العزم وتحقيق العهد: «رجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ عليه».
    أمّا صدق الصادقين في سلوك نهج الدين.. فهو أنّهم ـ في كلّ مقام من مقامات طريق الدين ـ يطلبون في أنفسهم حقيقةَ هذه المقامات، نظير: التوبة، والصبر، والزهد، والخوف، والرجاء، وغيرها.. ولا يكتفون بالظواهر والبدايات. ألاَ ترى أن ربّ العزّة يقول في وصف المؤمنين: «إنّما المؤمنونَ الذينَ آمَنوا باللهِ ورسولهِ، ثُمّ لم يَرتابوا، وجاهَدوا بأموالهِم وأنفُسِهِم في سبيلِ اللهِ، أولئكَ همُ الصّادقون»(8).. وما لم تجتمع فيهم شرائط حقائق الإيمان فإنّهم لا يُعَدّون مؤمنين ( 423:8 ـ 425 ).

    ---------

    ومَن أحسَنُ دِيناً مِمَّن أسلَمَ وَجهَهُ للهِ وهُوَ مُحسِن...»(1).
    ربّ العالمين وإله المخلوقين يُثني في هذه الآية على المخلصين، مُرتضياً الأخلاص في الأعمال. يقول المصطفى صلّى الله عليه وآله ـ وهو أوّل مَن كسا كعبةَ العمل كسوةَ الإخلاص ـ: (إنّما الأعمالُ بالنيّات).
    إنّ تداخل الاخلاص بالأعمال نظير تداخل اللون بالجواهر، فكما أنّ الجوهرة المجرّدة من اللون ما هي إلاّ حجر لا قيمة له.. يكون العمل المجرّد من الاخلاص سعياً بدون جدوى.
    كان في بني إسرائيل عابد، قيل له: إنّ في المكان الفلاني شجرة يعبدها قوم مِن دون الله. غَضِب العابد لله وأخذته الغَيرة على الدين، فقام وحمل فأساً وذهب ليقطع الشجرة.
    وفي الطريق.. ظهر له إبليس بهيئة رجل مُسِنّ. سأله إبليس:
    ـ إلى أين أنت ذاهب ؟
    قال:
    ـ إلى المكان الفلاني لأقطع الشجرة.
    قال إبليس:
    ـ عليك بعبادتك؛ فانك لا تستطيع ذلك!
    فتصارَعا.. فصُرِع إبليس، وقعد العابد على صدره. قال إبليس:
    ـ دَعْني.. أقُل لك شيئاً ينفعك.
    خلّى عنه العابد.. فقال إبليس:
    ـ أيّها العابد، إنّ لله أنبياء، فإن لم تَقطع الشجرة بَعثَ الله نبيّاً ليقطعها، وأنت ما اُمِرتَ بذلك.
    قال العابد:
    ـ لابدّ من قطع الشجرة، ولن أدعها حتّى آتي عليها.
    ومرّةً أخرى.. تصارعا، فكانت الغَلَبة للعابد. قال إبليس:
    ـ أيّها الفتى، أنت رجل فقير يَعيلُك الناس، فما ضَرَّك لو تترك الشجرة التي لم تُؤمَر بقطعها ولم يكلّفكَ به أحد.. على أن أُعطيك كلّ يوم دينارين تجدهما تحت وسادتك؛ تستطيع أن تنفع بهما نفسك وأن تنفق على غيرك من العُبّاد ؟!
    سمع العابد هذا الكلام.. فاشتملت عليه الحَيرة، وقال في نفسه:
    أتصدّق بدينار، وأُنفق ديناراً على نفسي خيرٌ مِن قطع الشجرة؛ فإنّي ما أُمرت بهذا ولا كلّفني به النبيّ. ثمّ رجع العابد من حيث أتى.
    في صباح اليوم التالي.. وجد تحت وسادته دينارين، فأخذهما. وكذلك في اليوم الثاني.. حتّى إذا جاء اليوم الثالث لم يجد شيئاً!
    غَضِب العابد، فحمل الفأس.. وذهب ليقطع الشجرة. ولَقِيَه إبليس في الطريق، فقال له:
    ـ دَع هذا العمل؛ فإنّك لا تَقدِر عليه.
    ثمّ تصارَعا.. فسقط العابد، وغدا عاجزاً في قبضة إبليس. ولمّا أراد إبليس أن يقضي عليه.. قال العابد:
    ـ دَعني أرجع.. لكن قُل لي: كيف غَلبتُكَ في المرّة الأولى وغلبتَني هذه المرّة ؟!
    قال:
    ـ في المرّة الأولى غضبتَ لله وأخذَتكَ الغَيرة على دين الله.. فسلّطكَ ربُّ العزّة علَيّ. ومَن عَمِل مخلصاً لله فلا سلطان لي عليه. والآن.. دَفَعكَ طمعك وغضبتَ لدنياك واتَّبعتَ هواك.. فلم تقدر أن تغلبني وقَهَرتُك ( 722:2 ـ 724 ).

    ------------

    وجدان القلب.. وفِقدان القلب

    «واعلَموا أنّ اللهَ يَحولُ بينَ المرءِ وقَلبِه»(1).
    السالكون في طريق الحقيقة فِرقَتان: العالِمون، والعارفون.
    العالِمون وَجَدوا قلوبهم؛ لقوله تعالى: «إنّ في ذلك لَذِكرى لمن كانَ له قلب»(2).
    والعارفون فَقَدوا قلوبهم؛ لقوله تعالى: «واعلَموا أنّ اللهَ يَحولُ بينَ المرءِ وقلبِه».
    إنّه لَرمزٌ غريب، وإيماءٌ عجيب:
    القلب طريق.. والحبيب وطن. فإذا وَصَل إلى الوطن.. ففي أيّ طريق يريد أن يمشي ؟!
    في البداية لابدّ من القلب، وفي النهاية يتحوّل القلب إلى حجاب. مَن كان له قلب فهو مريد، ومَن كان بلا قلب فهو مراد.
    في البداية لابدّ من القلب.. لأنّه لا يمكن طيّ طريق الشريعة بلا قلب. من هنا قال: «لَذكرى لمن كان له قلب».
    والبقاء مع القلب في نهاية المطاف اثنَينيّه، والاثنَينيّة بُعدٌ عن الحق. من هنا قال: «يَحولُ بين المرء وقلبه».
    وقيل: أصحاب القلوب أربعة: زاهد أضناه القلب شوقاً، وخائف غَسَله القلب بالدموع، ومريد أقامه القلب للخدمة، ومُحِبّ شدّه القلب إلى الحضرة (الإلهيّة). (36:4 ـ 37)


    __________________
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X