رفض الإمام علي عليه السلام البيعة لأبي بكر، وأعلن سخطه على النظام الحاكم، ليتّضح للعالم أنّ هذه الحكومة التي أعرض عنها ـ الرجل الأول في الإسلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ علي بن أبي طالب عليه السلام ـ لا توافق الخلافة الإسلامية جذريّاً.
وكذلك فعلت فاطمة عليها السلام ليعلم الناس أنّ بنت نبيّهم لا ترضى عن هذه الخلافة.
وبدأ الإمام عليه السلام جهاداً سلبياً ضد الغاصبين، فاشتغل بجمع القرآن وتأليفه، وأصبح جليس داره.
فقال عمر لأبي بكر: يا هذا، إنّ الناس قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته، فابعث إليه، فبعث إليه قنفذاً، فقال له: يا قنفذ، انطلق إلى
علي فقل له: أجب خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله، فبعثاه مراراً وأبى علي عليه السلام أن يأتيهم، فوثب عمر غضبان ونادى خالد بن الوليد وقنفذاً فأمرهما أن يحملا حطباً وناراً، ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي وفاطمة عليها السلام، وفاطمة قاعدة خلف الباب قد عصبت رأسها ونحل جسمها لوفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله فأقبل عمر حتى ضرب الباب ثم نادى يا ابن أبي طالب! افتح الباب، فقالت فاطمة: يا عمر ما لنا ولك، لا تدعنا وما نحن فيه!
قال: افتحي الباب، وإلاّ أحرقنا عليكم
فقالت: يا عمر، أما تتقي الله؟ تدخل على بيتي وتهجم على داري.
فأبى أن ينصرف. ثم دعا عمر بالنار فانفتح الباب وأراد عمر أن يدخل البيت. فاستقبلته فاطمة عليها السلام ووقفت أمامه بشجاعة واستبسلت. وصاحت: يا أبتاه! يا رسول الله! لعلّها تحرّك في الناس ضمائرهم وتهيّج.
ذكرياتهم، إلاّ أنّ الأوغاد ما رعوها، كيف وقلوبهم كالحجارة بل أشدّ قسوة.
فرُفِع السيف وهو في غمده ووجأ به جنبها، فصرخت، فرُفِع بسوط وضُرِب عضدها حتى اسوّد عضدها ثم دخلوا على علي عليه السلام فأخذوه. فمانعتهم فاطمة عليها السلام وحالت بينه وبينهم عند الباب، فضربها قنفذ بالسوط فألجأها إلى عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنيناً من بطنها
ثم أخذوا عليّاً إلى المسجد، فهبّت الزهراء عليها السلام لنصرة الحق والدفاع عن ابن عمها، وخرجت على أثره كسيرة الضلع منهكة الجسد، شاحبة الوجه، فلمّا انتهت إلى القبر قالت: خلّوا عن ابن عمّي، فوالذي بعث محمداً بالحق لئن لم تخلوا عنه لأنشرنّ شعري ولأضعنّ قميص رسول الله صلّى الله عليه وآله على رأسي ولأصرخنّ إلى الله.
وكادت تقلب نظام الحكم يومئذٍ بدعائها واستغاثتها، فلمّا أحسّ علي عليه السلام بالخطر نادى سلمان وقال له: أدرك بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله واصرفها عن الدعاء. فجاءها سلمان وقال: يا سيّدتي ومولاتي، إنّ الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة.
فقالت: يا سلمان، دعني أنتقم من هؤلاء الظالمين.
قال: إنّ علياً أمرني أن أصرفك عن الدعاء.
قالت: الآن وقد أمر علي فسمعاً وطاعة، أصبر.
وقيل: إنّ فاطمة أخذت بيد علي وعادا إلى البيت
وكذلك فعلت فاطمة عليها السلام ليعلم الناس أنّ بنت نبيّهم لا ترضى عن هذه الخلافة.
وبدأ الإمام عليه السلام جهاداً سلبياً ضد الغاصبين، فاشتغل بجمع القرآن وتأليفه، وأصبح جليس داره.
فقال عمر لأبي بكر: يا هذا، إنّ الناس قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته، فابعث إليه، فبعث إليه قنفذاً، فقال له: يا قنفذ، انطلق إلى
علي فقل له: أجب خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله، فبعثاه مراراً وأبى علي عليه السلام أن يأتيهم، فوثب عمر غضبان ونادى خالد بن الوليد وقنفذاً فأمرهما أن يحملا حطباً وناراً، ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي وفاطمة عليها السلام، وفاطمة قاعدة خلف الباب قد عصبت رأسها ونحل جسمها لوفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله فأقبل عمر حتى ضرب الباب ثم نادى يا ابن أبي طالب! افتح الباب، فقالت فاطمة: يا عمر ما لنا ولك، لا تدعنا وما نحن فيه!
قال: افتحي الباب، وإلاّ أحرقنا عليكم
فقالت: يا عمر، أما تتقي الله؟ تدخل على بيتي وتهجم على داري.
فأبى أن ينصرف. ثم دعا عمر بالنار فانفتح الباب وأراد عمر أن يدخل البيت. فاستقبلته فاطمة عليها السلام ووقفت أمامه بشجاعة واستبسلت. وصاحت: يا أبتاه! يا رسول الله! لعلّها تحرّك في الناس ضمائرهم وتهيّج.
ذكرياتهم، إلاّ أنّ الأوغاد ما رعوها، كيف وقلوبهم كالحجارة بل أشدّ قسوة.
فرُفِع السيف وهو في غمده ووجأ به جنبها، فصرخت، فرُفِع بسوط وضُرِب عضدها حتى اسوّد عضدها ثم دخلوا على علي عليه السلام فأخذوه. فمانعتهم فاطمة عليها السلام وحالت بينه وبينهم عند الباب، فضربها قنفذ بالسوط فألجأها إلى عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنيناً من بطنها
ثم أخذوا عليّاً إلى المسجد، فهبّت الزهراء عليها السلام لنصرة الحق والدفاع عن ابن عمها، وخرجت على أثره كسيرة الضلع منهكة الجسد، شاحبة الوجه، فلمّا انتهت إلى القبر قالت: خلّوا عن ابن عمّي، فوالذي بعث محمداً بالحق لئن لم تخلوا عنه لأنشرنّ شعري ولأضعنّ قميص رسول الله صلّى الله عليه وآله على رأسي ولأصرخنّ إلى الله.
وكادت تقلب نظام الحكم يومئذٍ بدعائها واستغاثتها، فلمّا أحسّ علي عليه السلام بالخطر نادى سلمان وقال له: أدرك بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله واصرفها عن الدعاء. فجاءها سلمان وقال: يا سيّدتي ومولاتي، إنّ الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة.
فقالت: يا سلمان، دعني أنتقم من هؤلاء الظالمين.
قال: إنّ علياً أمرني أن أصرفك عن الدعاء.
قالت: الآن وقد أمر علي فسمعاً وطاعة، أصبر.
وقيل: إنّ فاطمة أخذت بيد علي وعادا إلى البيت
تعليق