إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب آية الله الحكيم(1)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب آية الله الحكيم(1)

    في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب آية الله الحكيم (2)
    في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
    اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
    www.alrsool.com
    www.alrsool.com/alasghar/
    Aliasghar2008@yahoo.com
    Aliasghar2007@hotmail.com

    (الحلقة الثانية)
    سطور عن حياة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم
    الولادة والنشأة
    ولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم إبن الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" في 20 جمادى الأولى عام 1358 هجـ الموافق لعام 1939م) في مدينة العلم والأدب النجف الأشرف.
    ينتمي شهيد المحراب الى عائلة آل الحكيم وهي من العوائل العلمية العربية المعروفة في العراق التي يرجع نسبها الى الإمام الحسن المجتبى بن الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" ، وعائلة آل الحكيم عائلة عرفت بعلمائها ومراجعها وفقهائها ورجالاتها المجاهدين والمناضلين حيث أدت هذه العائلة رسالتها الدينية والرسالية للاسلام وخدمة التشيع الى يومنا هذا حيث لا زال مراجعها وعلماؤها يخدمون الاسلام والتشيع بكل ما يمتلكون من قوة ، فبعد شهادة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم حمل الراية شقيقه حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم الإئتلاف العراقي الموحد وتصدى للدفاع عن حقوق الشعب العراقي وبكل مكوناته ولا زال يواصل نهج شقيقه الشهيد.
    نشأ آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" في بيت والده المرجع الأعلى للطائفة الشيعية آنذاك ، وتلقى علومه الدينية العالية في مدينة العلم والجهاد النجف الأشرف على يد كبار العلماء والأساتذة الأكفاء.
    وفي عام 1357هـ وصل مرحلة السطوح العالية في العلوم الدينية الحوزوية ، فدرس عند أخيه الأكبر آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم ، وكذلك درس وتتلمذ على يد آية الله السيد محمد حسين الحكيم ، وآية الله العظمى الشهيد الإمام السيد محمد باقر الصدر"قدس الله أرواحهم الزكية".
    وبعد الإنتهاء من مرحلة السطوح حضر البحث الخارج عند المرجع الفقيد آية الله العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي" قدس سره" ، وآية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر "قدس سره" ، ونال في عام 1964م درجة الإجتهاد في الفقه والأصول وعلوم القرأن الكريم من آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين"رضوان الله تعالى عليه".
    نشأ آية الله المرجع الشهيد "قدس سره" – وهو في تسلسل العمر الخامس بين أخوته التسعة – في أحضان والده الإمام الحكيم ، حيث التقى والورع والجهاد .. فتشرب منذ نعومة أظفاره وطفولته الصبر والصمود ، وعاش عيشة الفقراء ، فكم من ليلة ويوم يمر وطعامه مع بقية أفراد العائلة الخبز واللبن والتمر ، أو الشاي والسكر ، وغيره من ألوان الطعام البسيط ، وكانت ولادته ومراحل طفولته الأولى متزامنة مع أحداث الحرب العالمية الثانية وما جرته من ويلات ومعاناة ، في وقت كان فيه والده الإمام الحكيم من كبار المجتهدين في النجف الأشرف وممن يشار اليهم بالبنان ، وقد كان من سيرة والده التعفف عما في أيدي الناس ، وكان يفضل أن يحيا في شظف العيش ليكون مواسيا للفقراء والمستضعفين.في مثل هذا الجو العابق بسيرة الصالحين عبر تاريخنا الاسلامي الرسالي نشأ المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ، فكان خير خلف لخير سلف. فالى جانب ما تعبق به مدينة النجف الأشرف في تلك الأيام من سيرة الصالحين والفيض الروحي الكبير الذي يضفيه على أبناء الأسر العلمية بحكم تداولهم للحياة الروحية ، كانت مجالس العلم والأدب ودواوين المجالس الليلية التي يقضيها العلماء والفقهاء والخطباء ، وهم يبحثون ويناقشون الفقه وأصوله والعقيدة والكلام المرتع الخصب لنمو الذهنية العلمية والأدبية ، وفي مثل هذه الأجواء تربى وترعرع المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه.


    وأسرة آل الحكيم من الأسر العلوية التي يعود نسبها الى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب "عليهما السلام" عن طريق ولده الحسن المثنى ، وهي من العوائل العلمية العراقية الأصيلة (آل طباطبا) ، حيث إستوطن أجدادها العراق منذ أوائل القرن الثاني الهجري ، ثم إنتشروا بفعل الظروف السياسية والإجتماعية التي مرت على العراق ، في مختلف أنحاء العالم الاسلامي في اليمن وإيران وشمال أفريقيا وغير من البلدان.
    وأسرة آل الحكيم في العراق كذلك تعتبر من الأسر المشهورة التي ذاع صيتها خصوصا في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري ، وقد برز منها قبل ذلك علماء وفقهاء مشهورين بالطب والأخلاق والفقه والأصول ، وعرف منهم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري ، العالم الأخلاقي المعروف آية الله المقدس السيد مهدي الحكيم ، والد الإمام السيد محسن الحكيم "قدس سره الشريف" ، والذي هاجر في أواخر حياته الى بنت جبيل من قرى جبل عامل في لبنان بطلب من أهلها ، وكان زميلا في الدرس مع آية الله المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي ، وقد تخرج في الأخلاق على يد المقدس الشيخ حسين قلي همداني صاحب المدرسة الاخلاقية المعروفة .. وتوفي في لبنان يوم الجمعة 8 صفر سنة 1312هجري ، وله في تلك البقاع مدفن يزار ، وعرف من عائلة شهيد المحراب"رضوان الله تعالى عليه" كذلك والده المرجع الديني الأعلى الإمام آية الله العظمى السيد محسن الحكيم "قدس سره الشريف" وعدد كبير آخر من أفراد العائلة الشريفة الذين كانوا ولا يزالون أساتذة في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، وتحظى عائلة الشهيد بأحترام ملايين المسلمين في العراق وخارجه.

    نشاطه العلمي
    بعد تألق المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره" في الفقه والأصول وعلوم القرآن الكريم مارس التدريس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف في مرحلة السطوح العالية ، فكان درسه في كفاية الأصول في مسجد الهندي محط طلاب العلم والمعرفة ، فكما مارس التدريس منذ 1964م في كلية أصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن. وفي جامعة الامام الصادق "عليه السلام" لقسم الماجستير في علوم القرآن في طهران ، وفي جامعة المذاهب الإسلامية لعلم الأصول.
    كما أشترك شهيد المحراب مع آية الله العظمى الامام السيد محمد باقر الصدر"قدس سره الشريف" في مراجعة كتابيه "فلسفتنا ، وإقتصادنا" ، وقد أشار الشهيد السعيد الامام السيد محمد باقر الصدر الى هذا الموضوع في مقدمة كتاب إقتصادنا فوصفه بـ(العضد المفدى).
    وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى الرغم من إنشغالات الشهيد السعيد بالتحرك السياسي والنضال والجهاد ضد النظام البعثي الصدامي الحاكم في بغداد آنذاك ، فإنه أولى الدراسة الحوزوية إهتماما كبيرا يتناسب مع حجم إنشغالاته السياسية والجهادية والنضالية ، فدرس "رضوان الله تعالى عليه" على مستوى البحث الخارج باب القضاء والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية الفقيه ، كما ساهم وبصورة مستمرة ودائمة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي أقيمت في الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وتناولت بحوثه : الفقه ، والتفسير ، والإقتصاد ، والتاريخ ، والسياسة والاجتماع ، والفكر الاسلامي.
    وقد ترأس شهيد المحراب السيد الحكيم المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية ، وكان عضوا لهيئة أمناء جامعة المذاهب الاسلامية ، كما كان الشهيد يحتل موقع نائب رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت"عليهم السلام" وعضو ومؤسس لجامعة أهل البيت ، وصدرت لشهيد المحراب كتب في مجالات مختلفة على الصعيد العلمي والسياسي وعدد كبير من الأبحاث والكراسات ، وأهم كتبه المطبوعة كانت:
    1- تفسير سورة الحمد.
    2- القصص القرآني.
    3- علوم القرآن.
    4- الهدف من نزول القرآن.
    5- الحكم الاسلامي بين النظرية والتطبيق.
    6- الوحدة الاسلامية من منظور الثقلين.
    7- دور أهل البيت "ع" في بناء الجماعة الصالحة"جزءان".
    8- ثورة الامام الحسين "ع".
    9- المرجعية الصالحة.
    10- المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن وقد طبع في العراق في أوائل السبعينات.
    11- الإمامة في النظرية الاسلامية.
    12- المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.
    13- حوارات 1و2.
    وتفسير عدد من سور القرآن الحكيم ، وغيره من الأبحاث العلمية والفكرية والثقافية والسياسية المتنوعة.

    نشاطه السياسي
    أبدى شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" إهتماما مبكرا بالجهاد والنضال ومقارعة النظام البعثي الصدامي البائد ، والإهتمام بأحوال المسلمين وأوضاعهم في العراق ، ولذلك وكما ذكرنا في الحلقة الأولى من بحثنا هذا بأن كان من أوائل المؤسسين للحركة الاسلامية في العراق ، حيث كرس جهده ووقته "رضوان الله تعالى عليه" في خدمة مرجعية والده مرجع الطائفة الأعلى في زمانه الإمام السيد محسن الحكيم "قدس سره"، فكان يقوم بالنشاطات الإجتماعية ويزور المدن والمحافظات العراقية ويلتقي بعموم الجماهير والناس وأتباع مذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ويمارس دوره في التبليغ والتوعية والإرشاد وبث الفكر والثقافة الرسالية في المجتمع. وقد تحمل الفقيد الشهيد الحكيم مسؤولية البعثة الدينية لوالده الامام الحكيم الى الحج ولمدة تسع سنوات حيث كان "قدس سره" قد أسس هذه البعثة لأول مرة في تاريخ المرجعية الدينية.
    كما مثل الشهيد الحكيم والده مرجع الطائفة الأعلى السيد محسن الحكيم في عدد من النشاطات الدينية والرسمية ، فقد حضر كممثل عن والده في المؤتمر الاسلامي الذي عقد بمكة المكرمة سنة 1965م ، وكذلك المؤتمر الاسلامي الذي عقد في عمان بعد نكسة حزيران عام 1967م.
    وأثناء تصاعد المواجهة بين الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" وبين النظام البعثي العفلقي الديكتاتوري البائد وخلو الساحة من أغلب المتصدين بسبب السجن والمطاردة لازم الفقيد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم والده الامام الحكيم وأدار أعماله ونشاطاته المرجعية ، حتى إنتقل المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الى جوار ربه الكريم في 27 ربيع الثاني سنة 1390هـ.

    مرحلة الجهاد والنضال والإعتقالات المتكررة
    تعرض شهيد المحراب رضوان الله تعالى عليه عدة مرات للإعتقال من قبل نظام البعث البائد ، فقد أعتقل أول مرة عام 1972م ، ثم أطلق سراحه.
    وفي عام 1977م تم إعتقاله مرة ثانية بسبب دوره في إنتفاضة صفر ، وحكم عليه بالسجن المؤبد من دون تقديمه للمحاكمة. وتم إطلاق سراح في (عفو عام) في 17 تموز 1978م ، ومنع من السفر ووضع تحت الإقامة السرية.

    هجرة المرجع الشهيد
    هاجر المرجع الشهيد من العراق بعد إستشهاد الامام السيد محمد باقر الصدر "رضوان الله تعالى عليه" في أوئل شهر نيسان تموز عام 1980م ، في نفس السنة التي تم إعدام الشهيد الصدر وأخته العلوية المظلومة بنت الهدى.


    نشاطات شهيد المحراب خارج العراق
    هاجر آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" الى سورية وإستقر فيها مدة قليلة بعدها ، سافر الى الجمهورية الاسلامية الإيرانية ليواصل نضاله وجهاده ورسالته الدينية والجهادية والدفاع عن مظلومية الشعب العراقي وتحريره من ربقة النظام الشمولي في بغداد.
    ومنذ أول هجرته المباركة والتي أستمرت لأكثر من ربع قرن سعى المرجع الشهيد لتصعيد العمل الجهادي الشامل ضد نظام الطاغية صدام ، وقد قام "رضوان الله تعالى عليه" بخطوات جبارة وكبيرة في هذا المجال ، أسفرت عن تأسيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق.
    وقد إنتخب شهيد المحراب رئيسا للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق منذ عام 1986م الى إن أنتقل الى الرفيق الأعلى بشهادته الحية والدامية في الأول من رجب قبل ثلاثة أعوام عام 2003م الموافق أول رجب الأصب عام 1424هجري بعد أن أدى مراسيم صلاة الجمعة في داخل حرم أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
    إهتم المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه في مسيرته النضالية والجهادية بتصعيد الروح القتالية لدى العراقيين المظلومين ، فأسس في بداية الثمانينات في إيران التعبئة الجهادية للعراقيين وتشكلت نواة خيرة من المقاتلين ثم تطورت حتى صارت فيلقا عرف بفيلق بدر وحاليا بإسم منظمة بدر التي تمارس دورها السياسي والإجتماعي والثقافي على الساحة السياسية في النظام العراقي الجديد.
    كما إهتم المرجع الشهيد بإنشاء المؤسسات ذات الطابع الأنساني ، فأسس (مؤسسة الشهيد الصدر) والمؤسسات الصحية ، ثم المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق ، ومنظمات حقوق الانسان في العراق والتي إنتشرت في أرجاء العالم حينها.
    أما على الصعيد الإنساني فقد شجع الشهيد الحكيم المؤمنين والمحسنين على تأسيس لجان الإغاثة الإنسانية للعراقيين داخل العراق وخارجه ، والتي قدمت خدمات جليلة للعوائل المستضعفة والفقيرة والمحرومة والمهجرة وعوائل الشهداء والمعتقلين في العراق ، حيث قدمت هذه المؤسسات سنويا مبالغ طائلة رعاية لهم.
    وعلى الصعيد الثقافي قام المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه بتأسيس مؤسسة دار الحكمة التي قامت بتخريج طلبة العلوم الدينية وإصدار الكتب والكراسات الثقافية والدورات التأهيلية ، وكذلك أسس الشهيد الحكيم مركز دراسات تاريخ العراق الحديث ، وكان رضوان الله تعالى عليه يشرف عليها ويوجهها وينفق عليها من أجل خدمة العمل الاسلامي وخدمة الاسلام والمسلمين في العراق الجريح.

    شهادة ثلاثة مراجــــع
    مارس الشهيد الحكيم العمل والنشاط وخدمة الاسلام والتشيع وإحياء مذهب أهل البيت والتبليغ له في ظل ثلاثة من كبار المراجع العظام في النجف الأشرف وإيران ، فمنهم والده الإمام الحكيم الذي نال ثقته وإعتماده عليه في الكثير من الأمور السياسية والإجتماعية والمالية.
    كما عمل مع الإمام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر"رضوان الله تعالى عليه" وكان ملازما له كتلميذ وصديق ، فوصه الشهيد الصدر الأول بـ(العضد المفدى÷ وغير ذلك من العبارات التي تطفح بها رسائله اليه.
    كما عمل مع الإمام الخميني "رضوان الله تعالى عليه" فوصفه بـ(الإبن الشجاع للإسلام) تقديرا منه لمواقفه النضالية والجهادية الرسالية وصبره وإستقامته تجاه النوائب والمصائب التي نزلت به جراء تصديه للنظام الديكاتوري الشمولي في بغداد ، ومنها إعدام خمسة من أخوته وسبعة من أبناء أخوته وعدد كبير من أبناء أسرته في حقبة الثمانينات من القرن العشرين.
    وكان المرجع الشهيد الحكيم من المقربين لقائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنائي "دامت بركاته" ، وقد صلى آخر جمعه في الجمهورية الاسلامية قبل عودته الى العراق خلف سماحته.
    قبل عودته الى العراق قال لقائد الثورة الاسلامية بأن الله شاء أن يراني قتيلا وشهيدا ، وتقدم ركب الشهيد عائدا الى بلاده ومسقط رأسه النجف الأشرف وإستقبلته الملايين من أبناء الشعب العراقي والعشائر في الجنوب والوسط حتى وصل النجف الأشرف ، وبدأ يمارس نشاطه الديني والسياسي وتصدى للعملية الدينية والسياسية وألقى الخطب الدينية والسياسية الهامة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ، وقام بأداء صلاة الجمعة الى أن جاء اليوم الأول من شهر رجب وكان يوم جمعة فتحضر السيد الشهيد للذهاب الى الصلاة وكان صائما يومها ومستعدا للشهادة لأنه رأى في عالم الرؤيا علامات لها ولكنه صمم على أداء الصلاة مع الجماهير العراقية ، وبعد أن صلى بهم الجمعة وهم بالخروج إنفجرت سيارة مفخخة لتحلق روح الشهيد الى الرفيق الأعلى مع أكثر من ثمانين شهيدا من الشهداء العراقيين من أتباع أهل البيت.
    وهكذا هم العظماء في التاريخ يؤدون رسالتهم على أكمل وجه ويغيرون مجرى التاريخ ويشقون طريق الإنسانية نحو الحرية والسعادة ونحو القيم الإلهية والرسالية ويبلغون رسالات الله.
    والشهيد الحكيم وخلال حياته المباركة قدم للتاريخ المعاصر تراثا علميا وفكريا وثقافيا ، كما قدم خلال مسيرته الجهادية والنضالية محصلة كبيرة إستطاع أن يساهم في تغيير مجرى الأحداث السياسية في العراق وأن يكون له الدور الفاعل والأساسي في تغيير النظام العفلقي الصدامي البائد ، ويرسي دعائم النظام السياسي الجديد.
    فسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا


    اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
    هيئة الطفل الرضيع
    كربلاء المقدسة
    26/7/2006م
    30جمادى الآخر 1427هجري
    _________________
    اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام

  • #2
    نور عيني يا حكيم فراق صوتك جعلني في جحيم
    جحيمنا امسى عيدا للماردين فيا ويلهم من اجتماع اليوم العظيم

    تعليق


    • #3
      في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب آية الله الحكيم(1)

      في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
      اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
      www.alrsool.com
      www.alrsool.com/alasghar/
      Aliasghar2008@yahoo.com
      Aliasghar2007@hotmail.com
      (الحلقة الأولى)

      تصادف هذه الأيام ونحن على إطلالة شهر رجب الأصب الذكرى السنوية للشهادة الحية والدامية لشهيد المحراب سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" ، رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق حيث أستشهد وهو في محراب العبادة لصلاة الجمعة في الأول من رجب قبل ثلاث سنوات عام 1424هجري الموافق 2003م ، وهو صائما "رضوان الله تعالى عليه".
      وبهذه المناسبة سوف تقام الاحتفالات التأبينية على روحه الطاهرة المباركة في العراق ودول العالم ومنها الجمهورية الاسلامية الايرانية ، حيث سيقيم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق حفلا تأبينيا كبيرا يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق 1 رجب 1427هجري الموافق 27/7/2006م من هذا الاسبوع في مدرسة الشهيد الصدر "قدس سره" في مدينة دولة آباد أحد ضواحي طهران والتي تتمتع بأغلبية عراقية أقامت فيها منذ أكثر من ربع قرن أثر التهجير القسري للنظام الديكتاتوري البعثي الصدامي البائد.
      وسوف يحضر هذا الاحتفال حشد غفير من الجماهير العراقية المؤمنة الموحدة والشخصيات والعلماء والوجهاء والنخب والكوادر العراقية المقيمة في إيران ، بالاضافة الى السلك الدبلوماسي العراقي يتصدرهم سفير العراق في طهران الاستاذ المهندس محمد مجيد الشيخ الذي كان رئيسا لمكتب المرجع الشهيد الحكيم "قدس سره الشريف" ، بالاضافة الى مكاتب العلماء والمرجعيات الدينية في قم المقدسة وطهران وسائر القوى السياسية الاسلامية العراقية والشخصيات الكردية وممثلي الأحزاب الاسلامية والكردية العراقية في إيران.
      وقد أقام مكتب المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق في إيران إحتفالات سابقة إحياءا لهذه الذكرى الأليمة في إيران في طهران وسائر المحافظات والمدن الإيرانية.
      وفي هذه السنة وإحتفاء وإحياءا لهذه الذكرى الأليمة وتقديرا لهذه الشخصية القيادية العظيمة المتمثلة في شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم إرتأت اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع أن تتعرض الى لمحات من حياة هذا الرجل العظيم صاحب التاريخ الجهادي والنضالي الطويل والمتعدد الجوانب والأبعاد تخليدا له ولجهاده وما قام به لخدمة الشعب العراقي العظيم والأمة الاسلامية ، حيث بلا شك كان له دور كبير في تخليص الشعب العراقي من براثن الظلم والديكتاتورية والشمولية والإرهاب.
      في الحلقة الأولى للبحث والذي عنوانه: "في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهادة شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" ، نحن أولا قبل التحدث عن حياته وسيرته وجهاده الطويل والذي أختتم بالسعادة والشهادة والتي هي حسن عاقبة المؤمن ، نود أن نسطر ما عاصرناه للمرجع الشهيد ولامسناه من تاريخ حياته الجهادية ونحن كنا معه في الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى أكثر من ربع قرن.
      نعم ونحن في رحاب هذه الذكرى الدامية نرى الناس تتناقل علائم الظهور في يومنا هذا ومنها إستشهاد أشخاص أسمائهم محمد ذو النفس الزكية ، حيث أستشهد محمد بن النفس الزكية من أحفاد الامام الحسن المجتبى في زمن العباسيين ، وأستشهد محمد محمد الصدر (الشهيد الصدر الثاني) حيث ذكر لنا أحد تلامذته وأحد من عاصروه نقلا عن تلاميذه وممن رافقوه أنه قال أنا إبن النفس الزكية ، وسيقتلني هؤلاء الظلمة الطغاة البعثيين ، حيث أستشهد مع أولاده وبعدها أستشهد معه أكثر من سبعين شهيدا في ذلك الوقت في السجون وبالاعدام ، أما الشهيد الثالث الذي أستشهد وأعتبره الناس محمد ذو النفس الزكية ، فهو كما يتحدث الكثير من الناس فهو المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم الذي أستشهد ومعه أكثر من ثماينين شهيدا من الذين حضروا معه صلاة الجمعة الدامية في الأول من شهر رجب وكان صائما يترقب الشهادة كما ترقبها جده أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
      بعد أن شارك المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم الشعب العراقي نضاله وجهاده حيث شارك في تأسيس اللبنات الأساسية للحركة الاسلامية في العراق مع كبار العلماء والنخب والشخصيات القيادية ، وشارك وهو في الحوزة العلمية في إرتقاء سلم المجد في بناء شخصيته الذاتية وإرتقائه الى مستوى الإجتهاد وتدريسه الفقه والأصول والتفسير في كلية الفقه في بغداد ، والعمل على تربية طلبة العلوم الدينية والخطباء والمبلغين وأن يساهم لبناء جسور التلاقي بين الحوزة والجامعة ، والمساهمة في العمل التبليغي والرسالي داخل العراق وخارجها ، والتصدي لبعثة الحج لوالده ولمدة تسع سنوات وقيادة المظاهرات والمسيرات التي كانت تخرج من النجف الأشرف الى كربلاء المقدسة والتي بسببها أعتقل وسجن ، رأى السيد الحكيم بعد إنتصار الثورة الاسلامية في إيران وإستشهاد المرجع الشهيد الامام السيد محمد باقر الصدر "رضوان الله تعالى عليه" والآلاف من الشهداء ، والآلاف من المعتقلين في السجون البعثية الرهيبة ، أن يهاجر خارج العراق ليمارس نشاطه الديني والسياسي والنضالي ضد النظام البعثي الصدامي الديكاتوري في العراق.
      هاجر الى سورية خفية وبقي فيها مدة زمنية بسيطة إنتقل بعدها الى الجمهورية الاسلامية الفتية ، وبدأ بالتحرك الجهادي والنضالي بجمع شمل العراقيين والمعارضة العراقية حيث قام بالاتصال بكل الفصائل والحركات الاسلامية العراقية والقيادات العلمائية وتداول معهم الشأن العراقي خصوصا وإن الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية كانت في بداياتها.
      رويدا رويدا إستطاع المرجع الشهيد أن يؤسس الى جانب سائر الحركات الاسلامية المعارضة تيارا دينيا وسياسيا للنضال والجهاد ضد النظام الغاشم في بغداد.فتأسس بوجوده المبارك حينها مكتب العراق ومكاتب أخرى لدعم وإسناد الثورة الاسلامية في العراق وتأسس بعدها المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق عام 1986م الذي ضم القوى والحركات الاسلامية المعارضة لنظام صدام ، وتأطرت النشاطات والفعاليات أيام الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية من قبل النظام الديكتاتوري البائد ، تأسس بعدها فيلق بدر وقام بإسناده ودعمه وواصل المرجع الشهيد نشاطاته وإتصالاته الدولية والإقليمية ليبين للعالم مظلومية الشعب العراقي بشيعته وسنته وأكراده ، وتحمل في هذا الطريق الكثير من الصعاب متوكلا على الله سبحانه وتعالى حيث قام بالاتصال برؤساء وملوك وأمراء الدول العربية الإقليمية ووضعهم بحقائق الوضع السياسي في العراق وأن الشعب العراقي بكل مكوناته يعيش الظلم والإضطهاد من قبل النظام البعثي الصدامي.
      وخلال جهاده ونضاله ضد النظام الغاشم في بغداد قام النظام البائد بإعتقال العشرات من آل الحكيم منهم الفقهاء والمراجع والمجتهدين والمفكرين والمثقفين وأودعهم السجون الرهيبة وقام بإعدام أكثر من 90 شخص من هذه العائلة المباركة للضغط على السيد الشهيد لإثنائه عن جهاده ونضاله ، ولكنه صبر وإستقام وواصل العمل الدؤوب والجهاد الرسالي بشجاعة فإثنى عليه الامام الخميني الراحل قائلا بأنك إبن الاسلام الشجاع.
      في أوائل الثمانينات من القرن العشرين الميلادي تعرضت أسرة الشهيد الحكيم الى حملة إعتقال وإبادة واسعة على يد النظام البعثي العفقلي وجلاوزته المجرمين مما لم يشهد له تاريخ العراق مثيلا في العصر الحاضر ، ففي ليلة واحدة أعتقل النظام البعثي البائد أكثر من سبعين شخصا من أسرة الشهيد الحكيم رهائن بينهم من قارب الثمانين من العمر كآية الله العظمى المغفور له آية الله العظمى السيد يوسف نجل المرجع الديني الأعلى للطائفة الشيعية الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه".، وبينهم من لم يبلغ الحلم بعد ، وزج بهم جميعا في السجون دون أن توجه لهم أي تهمة ، الا لأنهم من أقرباء المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ولأنهم رفضوا الخضوع للنظام البائد وتنفيذ سياساته الهوجاء.وفي فترات لاحقة قتل منهم النظام البائد أكثر من ستة عشر شخصا ، بينهم مجتهدون وعلماء كبار ، كما أن عدد الشهداء منهم على يد طاغية العراق المخلوع زادوا على العشرين.
      لقد جسدت أسرة الشهيد الحكيم مظلومية المؤمنين الرساليين عبر التاريخ ولاسيما الأسر العلمية منهم في أجلى صورها ، حيث تحملت ما تحملت من المصائب والآلام ، لا لشيء فعلته سوى إنتمائها لرسول الله محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" ، وإيمانها بالله عز وجل وصبرها وصمودها في تبليغ رسالات الله والدفاع عن المظلومين والمحرومين ومواجهة الطاغية ، ولأن من رجالها وعلمائها الأبطال من تحمل مسؤولية الدفاع عن الشعب العراقي المظلوم فهتف بندائه وصرخ في وجه الطاغية المخلوع بـ(لا) ، ذلك هو آية الله المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه".
      وقد قام النظام الصدامي بإغتيال شقيقه المجاهد آية الله العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم في السودان في أواخر حقبة الثمانينات ولم يثنه ذلك عن مواصلة الطريق الذي إخططه لنفسه وسار عليه أجداده الأئمة المعصومين والعلماء الربانيين والمجاهدين في التاريخ على إمتداد تاريخ النضال الشيعي الرسالي ضد الحكومات الأموية والعباسية والحكومات الجائرة التي تعاقبت على حكم العراق.
      إستمر جهادة ونضاله المبارك في الثمانينات والتسعينات والى قبيل سقوط النظام البعثي البائد ، حيث إستعد للعودة الى موطنه ومسقط رأسه النجف الأشرف ليواصل العمل الجهادي والرسالي وخدمة الشعب العراقي عن قريب بعد سقوط الصنم.
      نعم خلال مدة ربع قرن قضاها المرجع الشهيد في الهجرة كان متوكلا على الله سبحانه وتعالى صابرا محتسبا رغم ما قام به النظام البعثي من حملة إعدامات متكررة لعلماء وفقهاء ومجاهدين من عائلة المرجع الامام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" ، حيث أستشهدكما ذكرنا المئات من هذه العائلة ومنهم المراجع والكفاءات المؤمنة الرسالية المجاهدة ظلما وغدرا وعدوانا ، كما كان يقوم بنو أمية وبنو العباس بقتل شيعة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
      هذا هو التاريخ الشيعي وهذا هو تاريخ حركة الأنبياء والرسل والأئمة المعصومين وأصحابهم وأتباعهم على إمتداد التاريخ ، تاريخ ملؤه الجهاد والنضال والعمل الرسالي الدؤوب ومقارعة الظالمين والمستكبرين وإعتلاء كلمة الحق ومقاومة الباطل .
      وكان آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" ، وخلال مسيرته الجهادية والنضالية ضد النظام الشمولي والديكتاتوري البعثي يؤمن بمجموعة مسائل وحقائق منها:
      أولا : الإيمان الى أبعد الحدود بالشعب العراقي وقدرته على العطاء والتضحية ، وكان لا يرضى بأي إستهانة أو تقليل من قدرات هذا الشعب.
      ثانيــا : التفاؤل والأمل بالمستقبل ، وكان هذا الأمر يظهر جليا في تحليله السياسي وإستخراجه لمنابع القوة والإيجابية من الأحداث.
      ثالثــا : دقة النظر والتفكير بعمق وبعيدا عن السطحية في التحليل والرأي.
      رابعــا: التوكل على الله والإيمان بأعلى الدرجات بقوة الله تعالى وهيمنته وإفهام المقابل أنه لا شيء في مقابل قدرة البارى عز وجل.
      خامسـا: قول الحق ولو كان في ذلك إزعاج للآخرين.
      سادسـا: فصل الحالة السنية عن الحالة البعثية المجرمة والصدامية والدفاع عن السنة.
      سابعـا : دفاعه المستميت عن الشيعة في العراق ورفع مظلوميتهم.

      وأخيرا لابد من أن أذكر خاطرتين من ذكرياتي في يوم شهادته الدامية حيث كان يوم الجمعة للأول من رجب عام 1424هجري الموافق عام 2003م وبعد أربعة شهور من عودته الى مسقط رأسه النجف الأشرف من هجرة دامت أكثر من 23 عاما. الخاطرة الأولى هي أنني كنت في إستقبال وفدا من مسئولين بلديات كربلاء وجامعة كربلاء والكوفة ومجموعات عراقية مختلفة في مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي "دام ظله الوارف" في طهران ، إذ رن جرس الهاتف النقال (المحمول) قرابة الساعة الثانية والنصف ظهرا بتوقيت طهران ، ليخبرني بأن السيد عبد العزيز الحكيم ينعى فقد شقيقه آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم في قناة االجزيرة ، فإصبت بالذهول والصدمة وأتصلت هنا وهناك وبعدها قمت بالإتصال بآية الله العظمى السيد المدرسي في كربلاء المقدسة ، وبعد جهد وعناء إستطعت التحدث معه ولما أخبرته بالخبر رأيته يعلم بالخبر وكان يحتبس دموعه ويعتصر قلبه حزنا وألما من شدة المصيبة والصدمة وقال لي نعم إن هذا هو طريق الأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء ، فطلبت منه أن يقوم بإصدار بيان بهذه المناسبة وأن يتحدث مع القنوات الفضائية منها قناة العالم الإخبارية وقناة سحر حيث قمت بالتنسيق وقاموا بالإتصال بسماحته وكان أول مرجع وشخصية عراقية يعزي آل الحكيم بشهادة المرجع الكبير شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ، حيث تحدث لي السيد محسن إبن السيد عبد العزيز الحكيم حينها بأن السيد عبد العزيز الحكيم وعائلة آل الحكيم قد شكروا المرجع المدرسي في زيارتهم كربلاء المقدسة بعد التشرف بلقائه على مبادرته في الساعات الأولى لشهادة السيد محمد باقر الحكيم بالتحدث عن هذا المصاب الألم والجلل الذي أصاب العالم الاسلامي والعالم الشيعي في أول جمعة من شهر رجب عام 1424هجري.
      أما الخاطرة الثانية فكنت في منزل سماحة السيد المرجع المدرسي أتابع سير الأحداث للشهادة الدامية للسيد الشهيد الحكيم ، وكانت الساعة الواحدة ليلا إذ رن جرس هاتف النقال وإذا بي أسمع الاستاذ الشيخ حسن إبن الشيخ جاسم الأسدي (الشيخ محسن الحسيني) يجهش بالبكاء وهو يتحدث معي بالهاتف ويقول لقد توفي أبي الشيخ أبومحمد ، لقد توفي والدي الشيخ جاسم الأسدي ، لقد توفي والدي الشيخ محسن الحسيني ، حينها أصبت بالصدمة الثانية بعد الصدمة التي حدثت لي بشهادة آية الله السيد محمد باقر الحكيم ، وعزيته بالمصاب وإتصلت بآية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي وأخبرته بنبأ وفاة الشيخ الحسيني (جاسم الأسدي) وصعق بالخبر هو الآخر وقال إنا لله وإنا اليه راجعون وبعدها إتصلت بالسيد علاء آل طعمة (السيد علاء قطب) وسمعت منه تفاصيل الخبر وكيفية وفاة الشيخ الحسيني رحمة الله عليه وتغمد الله روحه الجنة وحشره مع الصديقين والشهداء والصالحين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا.
      وفي ذلك اليوم وتلك الليلة لم أنم حتى الصباح حيث كنت أتابع هذا الحدث الكبير لأقدم خدمة متواضعة للسيد الشهيد الحكيم ، هذا الرمز وهذا القائد الاسلامي التاريخي الذي جعل من نفسه شمعة تذوب لتضيء للشعب العراقي المستقبل الزاهر والخروج من ظلام الديكتاتورية والإستبداد الدامس ، كذلك ذهبت لأتابع مراسيم الفاتحة التي ستقام للشيخ جاسم الأسدي في مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي "دام ظله الوارف".
      في الحلقات القادمة نتابع معا إشراقة من حياة المرجع الشهيد الحكيم الذي كان له الدور البارز في تاريخ العراق السياسي الحديث وإسقاط النظام الديكاتوري الشمولي البعثي الصدامي في بغداد.

      اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
      هيئة الطفل الرضيع
      كربلاء المقدسة
      26/7/2006م
      30جمادى الآخر 1427هجري
      _________________
      اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X