في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب آية الله الحكيم (2)
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
www.alrsool.com
www.alrsool.com/alasghar/
Aliasghar2008@yahoo.com
Aliasghar2007@hotmail.com
(الحلقة الثانية)
سطور عن حياة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم
الولادة والنشأة
ولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم إبن الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" في 20 جمادى الأولى عام 1358 هجـ الموافق لعام 1939م) في مدينة العلم والأدب النجف الأشرف.
ينتمي شهيد المحراب الى عائلة آل الحكيم وهي من العوائل العلمية العربية المعروفة في العراق التي يرجع نسبها الى الإمام الحسن المجتبى بن الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" ، وعائلة آل الحكيم عائلة عرفت بعلمائها ومراجعها وفقهائها ورجالاتها المجاهدين والمناضلين حيث أدت هذه العائلة رسالتها الدينية والرسالية للاسلام وخدمة التشيع الى يومنا هذا حيث لا زال مراجعها وعلماؤها يخدمون الاسلام والتشيع بكل ما يمتلكون من قوة ، فبعد شهادة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم حمل الراية شقيقه حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم الإئتلاف العراقي الموحد وتصدى للدفاع عن حقوق الشعب العراقي وبكل مكوناته ولا زال يواصل نهج شقيقه الشهيد.
نشأ آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" في بيت والده المرجع الأعلى للطائفة الشيعية آنذاك ، وتلقى علومه الدينية العالية في مدينة العلم والجهاد النجف الأشرف على يد كبار العلماء والأساتذة الأكفاء.
وفي عام 1357هـ وصل مرحلة السطوح العالية في العلوم الدينية الحوزوية ، فدرس عند أخيه الأكبر آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم ، وكذلك درس وتتلمذ على يد آية الله السيد محمد حسين الحكيم ، وآية الله العظمى الشهيد الإمام السيد محمد باقر الصدر"قدس الله أرواحهم الزكية".
وبعد الإنتهاء من مرحلة السطوح حضر البحث الخارج عند المرجع الفقيد آية الله العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي" قدس سره" ، وآية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر "قدس سره" ، ونال في عام 1964م درجة الإجتهاد في الفقه والأصول وعلوم القرأن الكريم من آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين"رضوان الله تعالى عليه".
نشأ آية الله المرجع الشهيد "قدس سره" – وهو في تسلسل العمر الخامس بين أخوته التسعة – في أحضان والده الإمام الحكيم ، حيث التقى والورع والجهاد .. فتشرب منذ نعومة أظفاره وطفولته الصبر والصمود ، وعاش عيشة الفقراء ، فكم من ليلة ويوم يمر وطعامه مع بقية أفراد العائلة الخبز واللبن والتمر ، أو الشاي والسكر ، وغيره من ألوان الطعام البسيط ، وكانت ولادته ومراحل طفولته الأولى متزامنة مع أحداث الحرب العالمية الثانية وما جرته من ويلات ومعاناة ، في وقت كان فيه والده الإمام الحكيم من كبار المجتهدين في النجف الأشرف وممن يشار اليهم بالبنان ، وقد كان من سيرة والده التعفف عما في أيدي الناس ، وكان يفضل أن يحيا في شظف العيش ليكون مواسيا للفقراء والمستضعفين.في مثل هذا الجو العابق بسيرة الصالحين عبر تاريخنا الاسلامي الرسالي نشأ المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ، فكان خير خلف لخير سلف. فالى جانب ما تعبق به مدينة النجف الأشرف في تلك الأيام من سيرة الصالحين والفيض الروحي الكبير الذي يضفيه على أبناء الأسر العلمية بحكم تداولهم للحياة الروحية ، كانت مجالس العلم والأدب ودواوين المجالس الليلية التي يقضيها العلماء والفقهاء والخطباء ، وهم يبحثون ويناقشون الفقه وأصوله والعقيدة والكلام المرتع الخصب لنمو الذهنية العلمية والأدبية ، وفي مثل هذه الأجواء تربى وترعرع المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه.
وأسرة آل الحكيم من الأسر العلوية التي يعود نسبها الى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب "عليهما السلام" عن طريق ولده الحسن المثنى ، وهي من العوائل العلمية العراقية الأصيلة (آل طباطبا) ، حيث إستوطن أجدادها العراق منذ أوائل القرن الثاني الهجري ، ثم إنتشروا بفعل الظروف السياسية والإجتماعية التي مرت على العراق ، في مختلف أنحاء العالم الاسلامي في اليمن وإيران وشمال أفريقيا وغير من البلدان.
وأسرة آل الحكيم في العراق كذلك تعتبر من الأسر المشهورة التي ذاع صيتها خصوصا في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري ، وقد برز منها قبل ذلك علماء وفقهاء مشهورين بالطب والأخلاق والفقه والأصول ، وعرف منهم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري ، العالم الأخلاقي المعروف آية الله المقدس السيد مهدي الحكيم ، والد الإمام السيد محسن الحكيم "قدس سره الشريف" ، والذي هاجر في أواخر حياته الى بنت جبيل من قرى جبل عامل في لبنان بطلب من أهلها ، وكان زميلا في الدرس مع آية الله المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي ، وقد تخرج في الأخلاق على يد المقدس الشيخ حسين قلي همداني صاحب المدرسة الاخلاقية المعروفة .. وتوفي في لبنان يوم الجمعة 8 صفر سنة 1312هجري ، وله في تلك البقاع مدفن يزار ، وعرف من عائلة شهيد المحراب"رضوان الله تعالى عليه" كذلك والده المرجع الديني الأعلى الإمام آية الله العظمى السيد محسن الحكيم "قدس سره الشريف" وعدد كبير آخر من أفراد العائلة الشريفة الذين كانوا ولا يزالون أساتذة في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، وتحظى عائلة الشهيد بأحترام ملايين المسلمين في العراق وخارجه.
نشاطه العلمي
بعد تألق المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره" في الفقه والأصول وعلوم القرآن الكريم مارس التدريس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف في مرحلة السطوح العالية ، فكان درسه في كفاية الأصول في مسجد الهندي محط طلاب العلم والمعرفة ، فكما مارس التدريس منذ 1964م في كلية أصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن. وفي جامعة الامام الصادق "عليه السلام" لقسم الماجستير في علوم القرآن في طهران ، وفي جامعة المذاهب الإسلامية لعلم الأصول.
كما أشترك شهيد المحراب مع آية الله العظمى الامام السيد محمد باقر الصدر"قدس سره الشريف" في مراجعة كتابيه "فلسفتنا ، وإقتصادنا" ، وقد أشار الشهيد السعيد الامام السيد محمد باقر الصدر الى هذا الموضوع في مقدمة كتاب إقتصادنا فوصفه بـ(العضد المفدى).
وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى الرغم من إنشغالات الشهيد السعيد بالتحرك السياسي والنضال والجهاد ضد النظام البعثي الصدامي الحاكم في بغداد آنذاك ، فإنه أولى الدراسة الحوزوية إهتماما كبيرا يتناسب مع حجم إنشغالاته السياسية والجهادية والنضالية ، فدرس "رضوان الله تعالى عليه" على مستوى البحث الخارج باب القضاء والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية الفقيه ، كما ساهم وبصورة مستمرة ودائمة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي أقيمت في الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وتناولت بحوثه : الفقه ، والتفسير ، والإقتصاد ، والتاريخ ، والسياسة والاجتماع ، والفكر الاسلامي.
وقد ترأس شهيد المحراب السيد الحكيم المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية ، وكان عضوا لهيئة أمناء جامعة المذاهب الاسلامية ، كما كان الشهيد يحتل موقع نائب رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت"عليهم السلام" وعضو ومؤسس لجامعة أهل البيت ، وصدرت لشهيد المحراب كتب في مجالات مختلفة على الصعيد العلمي والسياسي وعدد كبير من الأبحاث والكراسات ، وأهم كتبه المطبوعة كانت:
1- تفسير سورة الحمد.
2- القصص القرآني.
3- علوم القرآن.
4- الهدف من نزول القرآن.
5- الحكم الاسلامي بين النظرية والتطبيق.
6- الوحدة الاسلامية من منظور الثقلين.
7- دور أهل البيت "ع" في بناء الجماعة الصالحة"جزءان".
8- ثورة الامام الحسين "ع".
9- المرجعية الصالحة.
10- المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن وقد طبع في العراق في أوائل السبعينات.
11- الإمامة في النظرية الاسلامية.
12- المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.
13- حوارات 1و2.
وتفسير عدد من سور القرآن الحكيم ، وغيره من الأبحاث العلمية والفكرية والثقافية والسياسية المتنوعة.
نشاطه السياسي
أبدى شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" إهتماما مبكرا بالجهاد والنضال ومقارعة النظام البعثي الصدامي البائد ، والإهتمام بأحوال المسلمين وأوضاعهم في العراق ، ولذلك وكما ذكرنا في الحلقة الأولى من بحثنا هذا بأن كان من أوائل المؤسسين للحركة الاسلامية في العراق ، حيث كرس جهده ووقته "رضوان الله تعالى عليه" في خدمة مرجعية والده مرجع الطائفة الأعلى في زمانه الإمام السيد محسن الحكيم "قدس سره"، فكان يقوم بالنشاطات الإجتماعية ويزور المدن والمحافظات العراقية ويلتقي بعموم الجماهير والناس وأتباع مذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ويمارس دوره في التبليغ والتوعية والإرشاد وبث الفكر والثقافة الرسالية في المجتمع. وقد تحمل الفقيد الشهيد الحكيم مسؤولية البعثة الدينية لوالده الامام الحكيم الى الحج ولمدة تسع سنوات حيث كان "قدس سره" قد أسس هذه البعثة لأول مرة في تاريخ المرجعية الدينية.
كما مثل الشهيد الحكيم والده مرجع الطائفة الأعلى السيد محسن الحكيم في عدد من النشاطات الدينية والرسمية ، فقد حضر كممثل عن والده في المؤتمر الاسلامي الذي عقد بمكة المكرمة سنة 1965م ، وكذلك المؤتمر الاسلامي الذي عقد في عمان بعد نكسة حزيران عام 1967م.
وأثناء تصاعد المواجهة بين الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" وبين النظام البعثي العفلقي الديكتاتوري البائد وخلو الساحة من أغلب المتصدين بسبب السجن والمطاردة لازم الفقيد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم والده الامام الحكيم وأدار أعماله ونشاطاته المرجعية ، حتى إنتقل المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الى جوار ربه الكريم في 27 ربيع الثاني سنة 1390هـ.
مرحلة الجهاد والنضال والإعتقالات المتكررة
تعرض شهيد المحراب رضوان الله تعالى عليه عدة مرات للإعتقال من قبل نظام البعث البائد ، فقد أعتقل أول مرة عام 1972م ، ثم أطلق سراحه.
وفي عام 1977م تم إعتقاله مرة ثانية بسبب دوره في إنتفاضة صفر ، وحكم عليه بالسجن المؤبد من دون تقديمه للمحاكمة. وتم إطلاق سراح في (عفو عام) في 17 تموز 1978م ، ومنع من السفر ووضع تحت الإقامة السرية.
هجرة المرجع الشهيد
هاجر المرجع الشهيد من العراق بعد إستشهاد الامام السيد محمد باقر الصدر "رضوان الله تعالى عليه" في أوئل شهر نيسان تموز عام 1980م ، في نفس السنة التي تم إعدام الشهيد الصدر وأخته العلوية المظلومة بنت الهدى.
نشاطات شهيد المحراب خارج العراق
هاجر آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" الى سورية وإستقر فيها مدة قليلة بعدها ، سافر الى الجمهورية الاسلامية الإيرانية ليواصل نضاله وجهاده ورسالته الدينية والجهادية والدفاع عن مظلومية الشعب العراقي وتحريره من ربقة النظام الشمولي في بغداد.
ومنذ أول هجرته المباركة والتي أستمرت لأكثر من ربع قرن سعى المرجع الشهيد لتصعيد العمل الجهادي الشامل ضد نظام الطاغية صدام ، وقد قام "رضوان الله تعالى عليه" بخطوات جبارة وكبيرة في هذا المجال ، أسفرت عن تأسيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق.
وقد إنتخب شهيد المحراب رئيسا للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق منذ عام 1986م الى إن أنتقل الى الرفيق الأعلى بشهادته الحية والدامية في الأول من رجب قبل ثلاثة أعوام عام 2003م الموافق أول رجب الأصب عام 1424هجري بعد أن أدى مراسيم صلاة الجمعة في داخل حرم أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
إهتم المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه في مسيرته النضالية والجهادية بتصعيد الروح القتالية لدى العراقيين المظلومين ، فأسس في بداية الثمانينات في إيران التعبئة الجهادية للعراقيين وتشكلت نواة خيرة من المقاتلين ثم تطورت حتى صارت فيلقا عرف بفيلق بدر وحاليا بإسم منظمة بدر التي تمارس دورها السياسي والإجتماعي والثقافي على الساحة السياسية في النظام العراقي الجديد.
كما إهتم المرجع الشهيد بإنشاء المؤسسات ذات الطابع الأنساني ، فأسس (مؤسسة الشهيد الصدر) والمؤسسات الصحية ، ثم المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق ، ومنظمات حقوق الانسان في العراق والتي إنتشرت في أرجاء العالم حينها.
أما على الصعيد الإنساني فقد شجع الشهيد الحكيم المؤمنين والمحسنين على تأسيس لجان الإغاثة الإنسانية للعراقيين داخل العراق وخارجه ، والتي قدمت خدمات جليلة للعوائل المستضعفة والفقيرة والمحرومة والمهجرة وعوائل الشهداء والمعتقلين في العراق ، حيث قدمت هذه المؤسسات سنويا مبالغ طائلة رعاية لهم.
وعلى الصعيد الثقافي قام المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه بتأسيس مؤسسة دار الحكمة التي قامت بتخريج طلبة العلوم الدينية وإصدار الكتب والكراسات الثقافية والدورات التأهيلية ، وكذلك أسس الشهيد الحكيم مركز دراسات تاريخ العراق الحديث ، وكان رضوان الله تعالى عليه يشرف عليها ويوجهها وينفق عليها من أجل خدمة العمل الاسلامي وخدمة الاسلام والمسلمين في العراق الجريح.
شهادة ثلاثة مراجــــع
مارس الشهيد الحكيم العمل والنشاط وخدمة الاسلام والتشيع وإحياء مذهب أهل البيت والتبليغ له في ظل ثلاثة من كبار المراجع العظام في النجف الأشرف وإيران ، فمنهم والده الإمام الحكيم الذي نال ثقته وإعتماده عليه في الكثير من الأمور السياسية والإجتماعية والمالية.
كما عمل مع الإمام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر"رضوان الله تعالى عليه" وكان ملازما له كتلميذ وصديق ، فوصه الشهيد الصدر الأول بـ(العضد المفدى÷ وغير ذلك من العبارات التي تطفح بها رسائله اليه.
كما عمل مع الإمام الخميني "رضوان الله تعالى عليه" فوصفه بـ(الإبن الشجاع للإسلام) تقديرا منه لمواقفه النضالية والجهادية الرسالية وصبره وإستقامته تجاه النوائب والمصائب التي نزلت به جراء تصديه للنظام الديكاتوري الشمولي في بغداد ، ومنها إعدام خمسة من أخوته وسبعة من أبناء أخوته وعدد كبير من أبناء أسرته في حقبة الثمانينات من القرن العشرين.
وكان المرجع الشهيد الحكيم من المقربين لقائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنائي "دامت بركاته" ، وقد صلى آخر جمعه في الجمهورية الاسلامية قبل عودته الى العراق خلف سماحته.
قبل عودته الى العراق قال لقائد الثورة الاسلامية بأن الله شاء أن يراني قتيلا وشهيدا ، وتقدم ركب الشهيد عائدا الى بلاده ومسقط رأسه النجف الأشرف وإستقبلته الملايين من أبناء الشعب العراقي والعشائر في الجنوب والوسط حتى وصل النجف الأشرف ، وبدأ يمارس نشاطه الديني والسياسي وتصدى للعملية الدينية والسياسية وألقى الخطب الدينية والسياسية الهامة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ، وقام بأداء صلاة الجمعة الى أن جاء اليوم الأول من شهر رجب وكان يوم جمعة فتحضر السيد الشهيد للذهاب الى الصلاة وكان صائما يومها ومستعدا للشهادة لأنه رأى في عالم الرؤيا علامات لها ولكنه صمم على أداء الصلاة مع الجماهير العراقية ، وبعد أن صلى بهم الجمعة وهم بالخروج إنفجرت سيارة مفخخة لتحلق روح الشهيد الى الرفيق الأعلى مع أكثر من ثمانين شهيدا من الشهداء العراقيين من أتباع أهل البيت.
وهكذا هم العظماء في التاريخ يؤدون رسالتهم على أكمل وجه ويغيرون مجرى التاريخ ويشقون طريق الإنسانية نحو الحرية والسعادة ونحو القيم الإلهية والرسالية ويبلغون رسالات الله.
والشهيد الحكيم وخلال حياته المباركة قدم للتاريخ المعاصر تراثا علميا وفكريا وثقافيا ، كما قدم خلال مسيرته الجهادية والنضالية محصلة كبيرة إستطاع أن يساهم في تغيير مجرى الأحداث السياسية في العراق وأن يكون له الدور الفاعل والأساسي في تغيير النظام العفلقي الصدامي البائد ، ويرسي دعائم النظام السياسي الجديد.
فسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
26/7/2006م
30جمادى الآخر 1427هجري
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
www.alrsool.com
www.alrsool.com/alasghar/
Aliasghar2008@yahoo.com
Aliasghar2007@hotmail.com
(الحلقة الثانية)
سطور عن حياة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم
الولادة والنشأة
ولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم إبن الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" في 20 جمادى الأولى عام 1358 هجـ الموافق لعام 1939م) في مدينة العلم والأدب النجف الأشرف.
ينتمي شهيد المحراب الى عائلة آل الحكيم وهي من العوائل العلمية العربية المعروفة في العراق التي يرجع نسبها الى الإمام الحسن المجتبى بن الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" ، وعائلة آل الحكيم عائلة عرفت بعلمائها ومراجعها وفقهائها ورجالاتها المجاهدين والمناضلين حيث أدت هذه العائلة رسالتها الدينية والرسالية للاسلام وخدمة التشيع الى يومنا هذا حيث لا زال مراجعها وعلماؤها يخدمون الاسلام والتشيع بكل ما يمتلكون من قوة ، فبعد شهادة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم حمل الراية شقيقه حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم الإئتلاف العراقي الموحد وتصدى للدفاع عن حقوق الشعب العراقي وبكل مكوناته ولا زال يواصل نهج شقيقه الشهيد.
نشأ آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" في بيت والده المرجع الأعلى للطائفة الشيعية آنذاك ، وتلقى علومه الدينية العالية في مدينة العلم والجهاد النجف الأشرف على يد كبار العلماء والأساتذة الأكفاء.
وفي عام 1357هـ وصل مرحلة السطوح العالية في العلوم الدينية الحوزوية ، فدرس عند أخيه الأكبر آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم ، وكذلك درس وتتلمذ على يد آية الله السيد محمد حسين الحكيم ، وآية الله العظمى الشهيد الإمام السيد محمد باقر الصدر"قدس الله أرواحهم الزكية".
وبعد الإنتهاء من مرحلة السطوح حضر البحث الخارج عند المرجع الفقيد آية الله العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي" قدس سره" ، وآية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر "قدس سره" ، ونال في عام 1964م درجة الإجتهاد في الفقه والأصول وعلوم القرأن الكريم من آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين"رضوان الله تعالى عليه".
نشأ آية الله المرجع الشهيد "قدس سره" – وهو في تسلسل العمر الخامس بين أخوته التسعة – في أحضان والده الإمام الحكيم ، حيث التقى والورع والجهاد .. فتشرب منذ نعومة أظفاره وطفولته الصبر والصمود ، وعاش عيشة الفقراء ، فكم من ليلة ويوم يمر وطعامه مع بقية أفراد العائلة الخبز واللبن والتمر ، أو الشاي والسكر ، وغيره من ألوان الطعام البسيط ، وكانت ولادته ومراحل طفولته الأولى متزامنة مع أحداث الحرب العالمية الثانية وما جرته من ويلات ومعاناة ، في وقت كان فيه والده الإمام الحكيم من كبار المجتهدين في النجف الأشرف وممن يشار اليهم بالبنان ، وقد كان من سيرة والده التعفف عما في أيدي الناس ، وكان يفضل أن يحيا في شظف العيش ليكون مواسيا للفقراء والمستضعفين.في مثل هذا الجو العابق بسيرة الصالحين عبر تاريخنا الاسلامي الرسالي نشأ المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ، فكان خير خلف لخير سلف. فالى جانب ما تعبق به مدينة النجف الأشرف في تلك الأيام من سيرة الصالحين والفيض الروحي الكبير الذي يضفيه على أبناء الأسر العلمية بحكم تداولهم للحياة الروحية ، كانت مجالس العلم والأدب ودواوين المجالس الليلية التي يقضيها العلماء والفقهاء والخطباء ، وهم يبحثون ويناقشون الفقه وأصوله والعقيدة والكلام المرتع الخصب لنمو الذهنية العلمية والأدبية ، وفي مثل هذه الأجواء تربى وترعرع المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه.
وأسرة آل الحكيم من الأسر العلوية التي يعود نسبها الى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب "عليهما السلام" عن طريق ولده الحسن المثنى ، وهي من العوائل العلمية العراقية الأصيلة (آل طباطبا) ، حيث إستوطن أجدادها العراق منذ أوائل القرن الثاني الهجري ، ثم إنتشروا بفعل الظروف السياسية والإجتماعية التي مرت على العراق ، في مختلف أنحاء العالم الاسلامي في اليمن وإيران وشمال أفريقيا وغير من البلدان.
وأسرة آل الحكيم في العراق كذلك تعتبر من الأسر المشهورة التي ذاع صيتها خصوصا في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري ، وقد برز منها قبل ذلك علماء وفقهاء مشهورين بالطب والأخلاق والفقه والأصول ، وعرف منهم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري ، العالم الأخلاقي المعروف آية الله المقدس السيد مهدي الحكيم ، والد الإمام السيد محسن الحكيم "قدس سره الشريف" ، والذي هاجر في أواخر حياته الى بنت جبيل من قرى جبل عامل في لبنان بطلب من أهلها ، وكان زميلا في الدرس مع آية الله المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي ، وقد تخرج في الأخلاق على يد المقدس الشيخ حسين قلي همداني صاحب المدرسة الاخلاقية المعروفة .. وتوفي في لبنان يوم الجمعة 8 صفر سنة 1312هجري ، وله في تلك البقاع مدفن يزار ، وعرف من عائلة شهيد المحراب"رضوان الله تعالى عليه" كذلك والده المرجع الديني الأعلى الإمام آية الله العظمى السيد محسن الحكيم "قدس سره الشريف" وعدد كبير آخر من أفراد العائلة الشريفة الذين كانوا ولا يزالون أساتذة في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، وتحظى عائلة الشهيد بأحترام ملايين المسلمين في العراق وخارجه.
نشاطه العلمي
بعد تألق المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره" في الفقه والأصول وعلوم القرآن الكريم مارس التدريس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف في مرحلة السطوح العالية ، فكان درسه في كفاية الأصول في مسجد الهندي محط طلاب العلم والمعرفة ، فكما مارس التدريس منذ 1964م في كلية أصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن. وفي جامعة الامام الصادق "عليه السلام" لقسم الماجستير في علوم القرآن في طهران ، وفي جامعة المذاهب الإسلامية لعلم الأصول.
كما أشترك شهيد المحراب مع آية الله العظمى الامام السيد محمد باقر الصدر"قدس سره الشريف" في مراجعة كتابيه "فلسفتنا ، وإقتصادنا" ، وقد أشار الشهيد السعيد الامام السيد محمد باقر الصدر الى هذا الموضوع في مقدمة كتاب إقتصادنا فوصفه بـ(العضد المفدى).
وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى الرغم من إنشغالات الشهيد السعيد بالتحرك السياسي والنضال والجهاد ضد النظام البعثي الصدامي الحاكم في بغداد آنذاك ، فإنه أولى الدراسة الحوزوية إهتماما كبيرا يتناسب مع حجم إنشغالاته السياسية والجهادية والنضالية ، فدرس "رضوان الله تعالى عليه" على مستوى البحث الخارج باب القضاء والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية الفقيه ، كما ساهم وبصورة مستمرة ودائمة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي أقيمت في الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وتناولت بحوثه : الفقه ، والتفسير ، والإقتصاد ، والتاريخ ، والسياسة والاجتماع ، والفكر الاسلامي.
وقد ترأس شهيد المحراب السيد الحكيم المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية ، وكان عضوا لهيئة أمناء جامعة المذاهب الاسلامية ، كما كان الشهيد يحتل موقع نائب رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت"عليهم السلام" وعضو ومؤسس لجامعة أهل البيت ، وصدرت لشهيد المحراب كتب في مجالات مختلفة على الصعيد العلمي والسياسي وعدد كبير من الأبحاث والكراسات ، وأهم كتبه المطبوعة كانت:
1- تفسير سورة الحمد.
2- القصص القرآني.
3- علوم القرآن.
4- الهدف من نزول القرآن.
5- الحكم الاسلامي بين النظرية والتطبيق.
6- الوحدة الاسلامية من منظور الثقلين.
7- دور أهل البيت "ع" في بناء الجماعة الصالحة"جزءان".
8- ثورة الامام الحسين "ع".
9- المرجعية الصالحة.
10- المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن وقد طبع في العراق في أوائل السبعينات.
11- الإمامة في النظرية الاسلامية.
12- المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.
13- حوارات 1و2.
وتفسير عدد من سور القرآن الحكيم ، وغيره من الأبحاث العلمية والفكرية والثقافية والسياسية المتنوعة.
نشاطه السياسي
أبدى شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" إهتماما مبكرا بالجهاد والنضال ومقارعة النظام البعثي الصدامي البائد ، والإهتمام بأحوال المسلمين وأوضاعهم في العراق ، ولذلك وكما ذكرنا في الحلقة الأولى من بحثنا هذا بأن كان من أوائل المؤسسين للحركة الاسلامية في العراق ، حيث كرس جهده ووقته "رضوان الله تعالى عليه" في خدمة مرجعية والده مرجع الطائفة الأعلى في زمانه الإمام السيد محسن الحكيم "قدس سره"، فكان يقوم بالنشاطات الإجتماعية ويزور المدن والمحافظات العراقية ويلتقي بعموم الجماهير والناس وأتباع مذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ويمارس دوره في التبليغ والتوعية والإرشاد وبث الفكر والثقافة الرسالية في المجتمع. وقد تحمل الفقيد الشهيد الحكيم مسؤولية البعثة الدينية لوالده الامام الحكيم الى الحج ولمدة تسع سنوات حيث كان "قدس سره" قد أسس هذه البعثة لأول مرة في تاريخ المرجعية الدينية.
كما مثل الشهيد الحكيم والده مرجع الطائفة الأعلى السيد محسن الحكيم في عدد من النشاطات الدينية والرسمية ، فقد حضر كممثل عن والده في المؤتمر الاسلامي الذي عقد بمكة المكرمة سنة 1965م ، وكذلك المؤتمر الاسلامي الذي عقد في عمان بعد نكسة حزيران عام 1967م.
وأثناء تصاعد المواجهة بين الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" وبين النظام البعثي العفلقي الديكتاتوري البائد وخلو الساحة من أغلب المتصدين بسبب السجن والمطاردة لازم الفقيد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم والده الامام الحكيم وأدار أعماله ونشاطاته المرجعية ، حتى إنتقل المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الى جوار ربه الكريم في 27 ربيع الثاني سنة 1390هـ.
مرحلة الجهاد والنضال والإعتقالات المتكررة
تعرض شهيد المحراب رضوان الله تعالى عليه عدة مرات للإعتقال من قبل نظام البعث البائد ، فقد أعتقل أول مرة عام 1972م ، ثم أطلق سراحه.
وفي عام 1977م تم إعتقاله مرة ثانية بسبب دوره في إنتفاضة صفر ، وحكم عليه بالسجن المؤبد من دون تقديمه للمحاكمة. وتم إطلاق سراح في (عفو عام) في 17 تموز 1978م ، ومنع من السفر ووضع تحت الإقامة السرية.
هجرة المرجع الشهيد
هاجر المرجع الشهيد من العراق بعد إستشهاد الامام السيد محمد باقر الصدر "رضوان الله تعالى عليه" في أوئل شهر نيسان تموز عام 1980م ، في نفس السنة التي تم إعدام الشهيد الصدر وأخته العلوية المظلومة بنت الهدى.
نشاطات شهيد المحراب خارج العراق
هاجر آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" الى سورية وإستقر فيها مدة قليلة بعدها ، سافر الى الجمهورية الاسلامية الإيرانية ليواصل نضاله وجهاده ورسالته الدينية والجهادية والدفاع عن مظلومية الشعب العراقي وتحريره من ربقة النظام الشمولي في بغداد.
ومنذ أول هجرته المباركة والتي أستمرت لأكثر من ربع قرن سعى المرجع الشهيد لتصعيد العمل الجهادي الشامل ضد نظام الطاغية صدام ، وقد قام "رضوان الله تعالى عليه" بخطوات جبارة وكبيرة في هذا المجال ، أسفرت عن تأسيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق.
وقد إنتخب شهيد المحراب رئيسا للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق منذ عام 1986م الى إن أنتقل الى الرفيق الأعلى بشهادته الحية والدامية في الأول من رجب قبل ثلاثة أعوام عام 2003م الموافق أول رجب الأصب عام 1424هجري بعد أن أدى مراسيم صلاة الجمعة في داخل حرم أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
إهتم المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه في مسيرته النضالية والجهادية بتصعيد الروح القتالية لدى العراقيين المظلومين ، فأسس في بداية الثمانينات في إيران التعبئة الجهادية للعراقيين وتشكلت نواة خيرة من المقاتلين ثم تطورت حتى صارت فيلقا عرف بفيلق بدر وحاليا بإسم منظمة بدر التي تمارس دورها السياسي والإجتماعي والثقافي على الساحة السياسية في النظام العراقي الجديد.
كما إهتم المرجع الشهيد بإنشاء المؤسسات ذات الطابع الأنساني ، فأسس (مؤسسة الشهيد الصدر) والمؤسسات الصحية ، ثم المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق ، ومنظمات حقوق الانسان في العراق والتي إنتشرت في أرجاء العالم حينها.
أما على الصعيد الإنساني فقد شجع الشهيد الحكيم المؤمنين والمحسنين على تأسيس لجان الإغاثة الإنسانية للعراقيين داخل العراق وخارجه ، والتي قدمت خدمات جليلة للعوائل المستضعفة والفقيرة والمحرومة والمهجرة وعوائل الشهداء والمعتقلين في العراق ، حيث قدمت هذه المؤسسات سنويا مبالغ طائلة رعاية لهم.
وعلى الصعيد الثقافي قام المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه بتأسيس مؤسسة دار الحكمة التي قامت بتخريج طلبة العلوم الدينية وإصدار الكتب والكراسات الثقافية والدورات التأهيلية ، وكذلك أسس الشهيد الحكيم مركز دراسات تاريخ العراق الحديث ، وكان رضوان الله تعالى عليه يشرف عليها ويوجهها وينفق عليها من أجل خدمة العمل الاسلامي وخدمة الاسلام والمسلمين في العراق الجريح.
شهادة ثلاثة مراجــــع
مارس الشهيد الحكيم العمل والنشاط وخدمة الاسلام والتشيع وإحياء مذهب أهل البيت والتبليغ له في ظل ثلاثة من كبار المراجع العظام في النجف الأشرف وإيران ، فمنهم والده الإمام الحكيم الذي نال ثقته وإعتماده عليه في الكثير من الأمور السياسية والإجتماعية والمالية.
كما عمل مع الإمام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر"رضوان الله تعالى عليه" وكان ملازما له كتلميذ وصديق ، فوصه الشهيد الصدر الأول بـ(العضد المفدى÷ وغير ذلك من العبارات التي تطفح بها رسائله اليه.
كما عمل مع الإمام الخميني "رضوان الله تعالى عليه" فوصفه بـ(الإبن الشجاع للإسلام) تقديرا منه لمواقفه النضالية والجهادية الرسالية وصبره وإستقامته تجاه النوائب والمصائب التي نزلت به جراء تصديه للنظام الديكاتوري الشمولي في بغداد ، ومنها إعدام خمسة من أخوته وسبعة من أبناء أخوته وعدد كبير من أبناء أسرته في حقبة الثمانينات من القرن العشرين.
وكان المرجع الشهيد الحكيم من المقربين لقائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنائي "دامت بركاته" ، وقد صلى آخر جمعه في الجمهورية الاسلامية قبل عودته الى العراق خلف سماحته.
قبل عودته الى العراق قال لقائد الثورة الاسلامية بأن الله شاء أن يراني قتيلا وشهيدا ، وتقدم ركب الشهيد عائدا الى بلاده ومسقط رأسه النجف الأشرف وإستقبلته الملايين من أبناء الشعب العراقي والعشائر في الجنوب والوسط حتى وصل النجف الأشرف ، وبدأ يمارس نشاطه الديني والسياسي وتصدى للعملية الدينية والسياسية وألقى الخطب الدينية والسياسية الهامة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ، وقام بأداء صلاة الجمعة الى أن جاء اليوم الأول من شهر رجب وكان يوم جمعة فتحضر السيد الشهيد للذهاب الى الصلاة وكان صائما يومها ومستعدا للشهادة لأنه رأى في عالم الرؤيا علامات لها ولكنه صمم على أداء الصلاة مع الجماهير العراقية ، وبعد أن صلى بهم الجمعة وهم بالخروج إنفجرت سيارة مفخخة لتحلق روح الشهيد الى الرفيق الأعلى مع أكثر من ثمانين شهيدا من الشهداء العراقيين من أتباع أهل البيت.
وهكذا هم العظماء في التاريخ يؤدون رسالتهم على أكمل وجه ويغيرون مجرى التاريخ ويشقون طريق الإنسانية نحو الحرية والسعادة ونحو القيم الإلهية والرسالية ويبلغون رسالات الله.
والشهيد الحكيم وخلال حياته المباركة قدم للتاريخ المعاصر تراثا علميا وفكريا وثقافيا ، كما قدم خلال مسيرته الجهادية والنضالية محصلة كبيرة إستطاع أن يساهم في تغيير مجرى الأحداث السياسية في العراق وأن يكون له الدور الفاعل والأساسي في تغيير النظام العفلقي الصدامي البائد ، ويرسي دعائم النظام السياسي الجديد.
فسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
26/7/2006م
30جمادى الآخر 1427هجري
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام
تعليق