إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

موضوع مطول عن صاحب العصر و الزمان (عج)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موضوع مطول عن صاحب العصر و الزمان (عج)








    اسمه: م ح م د.

    كنيتة: أبالقاسم، اباصالح.

    لقبه: المهدى، المنتظر، المنقذ، القائم.

    والده: الامام الحسن العسكرى بن الامام الهادى بن الجواد ابن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن السجاد بن الحسين بن على بن ابى طالب (عليه السلام)

    والدته: السيده «نرجس» حفيدة قيصر ملك الروم.

    ميلاده: ولد (عليه السلام) فى ليلة النصف من شعبان عام 255 ه. فى سامراء.

    صفته:المهدى يتلألأ وجهه كانه كوكب درى فى خده الأيمن خال، معتدل القامة،أسمر اللون، ذو شمائل عربية يخرج و شكله فى حدود الأربعين.

    امامته: استلم مهام الامامة وله من العمر خمس سنوات عام 260 ه.

    معاصريه من الملوك: عاصر زمن المعتمد بن المتوكل العباسى.

    غيبته الصغرى: بدأت من حين استلامه للامامة و انتهت عام 329 ه. و من ذلك الحين بدأت الغيبة الكبرى.

    فضائله: نزلت فيه آيات عديده و وردت فى حقه الكثير من الأحاديث حتى بلغ عددها الى ستة الأف حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)سنأتى بعضها.

    من هو المهدى (عليه السلام) ؟

    المهدى المنتظر صاحب الزمان هو من ذرية الامام الحسين (عليه السلام) من ولد فاطمة الزهراء فهو ينحدر من على بن أبى طالب و فاطمة، جاء فى الحديث «المهدى من ولد فاطمة» قال النبى (صلى الله عليه وآله)ايضاً«أبشرى يا فاطمة المهدى منك» و قال ايضاً: «المهدى من عترتى من ولد فاطمة» وجاء عن على (عليه السلام)«انه من ولد الحسين» وقال النبى (صلى الله عليه وآله)«و منا مهدى الأمة الذى يصلى عيسى خلفه ثم ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدى الأمة» وقال (صلى الله عليه وآله)«المهدى من اهل البيت...»

    اذن نعرف من هذا كله ان الامام المهدى من ائمة أهل البيت (عليهم السلام)و هو آخر الأئمة الاثنى عشر الذين بشر بهم رسول الله حيث قال: بعدى أثنا عشر خليفه كلهم من قريش، و هو من ذرية الطاهرة الزهراء و من أحفاد الامام الحسين الشهيد(عليه السلام).

    المهدى فى القرآن والسنة

    هناك آيات عديدة مؤولة بالامام المهدى (عليه السلام) و قد اتفق العلماء على هذا التأويل اعتمادا على نصوص الائمة (عليه السلام)منها: قوله تعالى (و نريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم فى الأرض)

    فآل محمد (صلى الله عليه وآله) هم المستضعفون فى الأرض فقد ظلموا على مر التاريخ و سيجعل الله تعالى حداً لهذه المظلومية و ينتصر لآل محمد (صلى الله عليه وآله) على يد المهدى المنتظر سلام الله عليه فهو الوارث لهذه الأرض بالحكم و العدل و قال تعالى (وعدالله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم..)

    فهذا الاستخلاف سيكون على يد المهدى و أصحابه و شيعته كما استخلف سليمان و داوود من قبل و يجعل الأمن والسعادة فى ارجاء دولة المهدى المنتظر فيطبق الدين بكل حذافيره.

    و قال تعالى (ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون)

    و هذه الوراثة أبدية اى ان الصالحين هم الذين يرثون الأرض كلها فى آخرالزمان و يمتد الحكم العادل على هذه المعمورة، و تشير الآية الى ان هذه البشارة كانت مدونة فى زبور داوود(عليه السلام)وها هى الأن فى القرآن و ذلك لعظمة تلك الدولة و أهميتها و هى دولة المهدى (عليه السلام) و آيات عديدة فى الامام المهدى يجدها القارىء فى مظانها تصل الى مائة آية.

    و أما المهدى فى السنة: فان الأحاديث من الفريقين فى الامام المهدى وصلت الى ستة آلاف حديث و هذا رصيد هائل لم يوجد فى غير المهدى كل ذلك لدعم و تعزيز و ترسيخ هذه العقيدة الصحيحة

    فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلى رجل من عترتى اسمه اسمى يملأ الأرض عدلاً و قسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وقال: المهدى من ولدى وجهه كالكوكب الدرى، وقال (صلى الله عليه وآله)على بن ابيطالب امام أمتى و خليفتى عليهم بعدى و من ولده القائم المنتظر الذى يملأ الله به الأرض عدلاً و قسطاً...

    و قال (صلى الله عليه وآله)لولم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدى المهدى فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلى خلفه و تشرق الأرض بنوره و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب...

    من هى أم الامام المهدى(ع)؟



    روى عن بشر بن سليمان النخاس، و هو من ولد ابى ايوب الأنصارى، وأحد موالى ابى الحسن الهادى و أبى محمد العسكرى و جارهما بسر من رأى، قال:

    كان مولانا أبوالحسن الهادى (عليه السلام)فقهنى فى علم الرقيق فكنت لا أبتاع و لا أبيع الا باذنه، فاجتنب بذلك موارد الشبهات حتى كملت معرفتى فيه، و أحسنت الفرق بين الحلال والحرام، فبينما انا ذات ليلة فى منزلى بسر من رأى، و قد مضى هوى (أى ساعة) من الليل اذ قرع الباب قارع، فاذا أنا بكافور الخادم، رسول مولانا أبى الحسن على بن محمد (عليه السلام)يدعونى اليه فلبست ثيابى و دخلت عليه، فرأيته يحدث ابنه أبا محمد و أخته حكيمة من وراء الستر، فلما جلست قال:

    يا بشر انك من ولد الأنصار، و هذه الموالاة لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف، و أنتم ثقاتنا أهل البيت، و انى مزكيك و مشرفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة فى الموالاة بها: بسر اطلعك عليه، و أنفذك فى ابتياع أمة.

    فكتب كتاباً ملصقاً بخط رومى و لغة رومية، و طبع عليه بخاتمه، و أخرج شنتقة (اى صرة توضع فيها النقود) صفراء فيها مائتان و عشرون ديناراً، فقال: خذها و توجه بهاالى بغداد، و أحضر معبر الصراة ضحوة يوم كذا، فاذا وصلت الى جانبك زوارق السبايا، وبرزن الجوارى منها، فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بنى العباس، و شراذم من فتيان العراق، فاذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامه نهارك الى ان تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذاو كذا، لابسة حريرتين صفيقتين تمتنع من السفور و لمس المعترض و الانقياد لمن يحاول لمسها، و يشغل نظره بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق. فيضربها النخاس، فتصرخ صرخه رومية، فاعلم انهاتقول: واهتك ستراه.

    فيقول بعض المبتاعين: على بثلاثمائة دينار، فقد زادنى العفاف فيها رغبة. فتقول له بالعربية: لو برزت فى زى سليمان ابن داود و على مثل سرير ملكه ما بدت لى فيك رغبة، فأشفق على مالك.

    فيقل النخاس: فما الحيلة؟ و لابد من بيعك؟

    فتقول الجارية: و ما العجلة؟ و لابد من اختيار مبتاع يسكن قلبى اليه و الى و فائه و أمانته.

    فعند ذلك..قم الى عمر بن زيد النخاس و قل له: انّ معى كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف، كتبه بلغة رومية و خط رومى و وصف فيه كرمه و وفاءه و نبله و سخاءه، فناولها لتأمل منه أخلاق صاحبه، فأن مالت اليه و رضيته فانا وكيله فى ابتياعها منك. قال بشر: فامتثلت جميع ما حده لى مولاى أبوالحسن (عليه السلام)فى أمر الجارية.

    فلما نظرت فى الكتاب بكت بكائاً شديداً، و قالت لعمر بن يزيد: بعنى من صاحب هذا الكتاب. و حلفت بالمحرجة المغلظة أنه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها.

    فما زلت أشاحه فى ثمنها حتى استقر الأمر فيه على مقدار ماكان أصحبنيه مولاى (عليه السلام)منالدنانير فى الشنتقة( أى الصرة) الصفراء، فاستوفاه منى و تسلمت منه الجارية ضاحكة مستبشرة، و انصرفت بها الى حجرتى التى كنتُ آوى اليها ببغداد.

    فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولاها (عليه السلام)من جيبها و هى تلثمه و تضعه على خدها، و تطبقه على جفنها، و تمسحه على بدنها.

    فقلتُ ـ تعجباً منهاـ أتلثمنى كتاباً لا تعرفين صاحبه؟

    فقالت: أيهاالعاجز الضعيف المعرفة بمحل اولاد الانبياء! اعرنى سمعك و فرغ لى قلبك انا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، و أمى من ولد الحواريين تنتسب الى وصى المسيح: شمعون، أنبئك العجب العجيب: ان جدى قيصر أراد ان يزوّجنى من ابن أخيه، و أنا بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع فى قصره من نسل الحواريين و من القسّيسين و الرهبان ثلاثمائة رجل، و من ذوى الأخطار سبعمائة رجل، و جمع من أمراء الأجناد و قواد العساكر و نقباء الجيوش و ملوك العشائر أربعة آلاف، و ابرز من بهو ملكه عرشاً مصنوعاً من أصناف الجواهر الى صحن القصر، فرفعه فوق أربعين مرقاة.

    فلما صعد ابن خيه و أحدقت به الصلبان و قامت الأساقفه عكفاً، و نشرت أسفار الانجيل تساقطت الصلبان من الأعالى فلصقت بالأرض، و تقوّضت الأعمدة و انهارت الى القرار، و خر الصاعد من العرش مغشيا عليه فتغيرت الوان الاساقفة و ارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدى: أيها اللمك عفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال الدين المسيحى و المذهب الملكانى.

    فتطيّر جدّى من ذلك تطيّراً شديداً و قال للأساقفة: أقيموا هذه الأعمدة و أرفعوا الصلبان و أحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جدّه لأزوج منه هذه الصبيّة فيدفع نحوسه عنكم بسعوده.

    فلما فعلوا ذلك حدث على الثانى ماحدث على الأول، و تفرق الناس، و قام جدى قيصر مغتماً، و دخل قصره، و أرخيت الستور

    فرأيت فى تلك الليلة كان المسيح و شمعون و عدة من الحواريين قداجتمعوا فى قصر جدى، و نصبوا فيه منبراً يبارى السماء علّواً و ارتفاعاً فى الموضع الذى كان جدى نصب فيه عرشه، فدخل عليهم محمد (صلى الله عليه وآله)مع فتية وعدة من بنيه، فتقدم المسيح اليه فاعتنقه، فقال له محمد (صلى الله عليه وآله)يا رسول الله انى جئتك خاطباً من وصيك شمعون فتاته مليكة لابنى هذا و أومأبيده الى أبى محمد ابن صاحب هذا الكتاب .

    قال: قد فعلتُ فصعد ذلك المنبر و خطب محمد (صلى الله عليه وآله)وزوّجنى من ابنه و شهد المسيح (عليه السلام) و شهد أبناء محمد (صلى الله عليه وآله)و الحواريون.

    فلما استيقظت من نومى أشفقت أن أقصّ هذه الرؤيا على أبى وجدى مخافة القتل.

    و ضرب صدرى بمحبة أبى محمد حتى امتنعت منى الطعام و الشراب، و ضعفت نفسى، و دق شخصى، و مرضت مرضاً شديداً فما بقى فى مدائن الروم طبيب الا أحضره جدى و سأله عن دوائى، فلما برح به اليأس قال: ياقرة عينى هل تشتهين شيئاً؟

    فقلت: يا جدى أرى أبواب التفرج على مغلقة، فلو كشفت العذاب عمن فى سجنك من أسارى المسلمين، و فككت عنهم الأغلال، و تصدقت عليهم، و مننت عليهم بالاخلاص، لرجوت أن يهب المسيح و أمة لى عافية و شفاءاً.

    فلما فعل ذلك جدى تجلدت فى أظهار الصحة فى بدنى، و تناولت يسيراً من الطعام، فسر بذلك جدى، و أقبل على اكرام الأسارى و اعزازهم.

    فرأيت ايضاً بعد أربع ليال: كان سيدة النساء قد زارتنى و معها مريم بنت عمران و ألف وصيفة من وصائف الجنان، فتقول لى مريم: هذه سيدة نساء العالمين، و أم زوجك أبى محمد.

    فأتعلق بها و أبكى وأشكو اليها امتناع أبى محمد من زيارتى.

    فقالت لى سيدة النساء:ان ابنى لايزورك و أنت مشركة بالله و على مذهب النصارى، و هذه أختى مريم تبرأ الى الله من دينك، فان ملت الى رضى الله عزوجل ورضى المسيح ومريم عنك و زيارة أبى محمد أياك فقولى: أشهد أن لا اله الاّ الله و أن أبى محمداً رسول اللّه .

    فلماتكلمت بهذه الكلمة ضمتنى سيدة النساء الى صدرها، فطيبت لى نفسى وقالت: الآن توقعى زيارة أبى محمد اياك فانّى منفذته اليك.

    فانتبهت و أنا أقول: وا شوقاه الى لقاء أبى محمد. فلما كانت ليلة القابلة جاءنى أبو محمد (عليه السلام) فى منامى، فرأيته كأنى أقول له: جفوتنى يا حبيبى بعد أن شغلت قلبى بجوامع حبك؟

    فقال: ماكان تأخيرى عنك الا لشركك، و اذ قد أسلمت فانى زائرك فى كل ليلة الى ان يجمع الله شملنا فى العيان. فما قطع عنى زيارته بعد ذلك الى هذه الغاية.

    قال بشر: فقلت لها: و كيف وقعت فى الأسر؟

    فقالت أخبرنى أبو محمد ليلة من الليالى أن جدك سيسير جيشاً الى قتال المسلمين يوم كذا، ثم يتبعهم، فعليك باللحاق بهم متنكرة فى زى الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا.

    ففعلت، فوقعت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمير ما رأيت و شاهدت، و ماشعر أحد بى بأنى ابنة ملك الروم الى هذه الغاية سواك، و ذالك باطلاعى اياك عليه.

    و لقد سالنى الشيخ ـ الذى وقعت اليه فى سهم الغنيمة ـ عن اسمى، فأنكرته و قلت: نرجس. فقال: أسم الجوارى.

    فقلت: العجب انك رومية او لسانك عربى؟

    قالت: بلغ من ولوع جدى و حمله أياى على تعلم الاداب أن أوعز الى امرأة ترجمانة فى الاختلاف الى فكانت تقصدنى صباحاً و مساءاً، و تفيدنى العربية حتى استمر عليها لسانى و استقام.

    قال بشر: فلما انكفات بها الى( سر من رأى) دخلت على مولانا أبى الحسن العسكرى (عليه السلام) فقال لها: كيف أراك الله عز الاسلام و ذّل النصرانية و شرف اهل بيت محمد(صلى الله عليه وآله) ؟

    قال: كيف أصف لك يابن رسول الله ما أنت أعلم به منى ؟

    قال: فأنى اريد أن أكرمك، فأيما أحب اليك: عشرة آلاف درهم؟ أم بشرى لك بشرف الأبد؟

    قالت: بل البشرى.

    قال (عليه السلام): فأبشرى بولد يملك الدنيا شرقاً و غرباً، و يملاء الارض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً. قالت: ممن؟

    قال(عليه السلام): ممن خطبك رسول الله (صلى الله عليه وآله)له، ليلة كذا من شهر كذا، من سنة كذا بالرومية .قالت: من المسيح و وصيه؟

    قال: ممن زوجك المسيح و وصيه قالت: من ابنك أبى محمد؟

    فقال: هل تعرفينه؟ قالت: و هل خلت اليلة لم يرن فيها منذ الليلة التى اسلمت على يد سيدة النساءأمه؟

    فقال أبوالحسن الهادى (عليه السلام)يا كافور أدع لى أختى حكيمة، فلما دخلت عليه قال لها:ها هية .

    فاعتنقتها طويلاً، و سرت به كثيراً، فقال لهاأبوالحسن (عليه السلام) يا بنت رسول الله خذيها الى منزلك، و علميها الفرائض و السنن، فانها زوجة أبى محمد و أم القائم (عليه السلام)













    كيف يجعل إماماً وهو في هذه السن من الطفولة المبكرة؟!

    ويرتفع هذا النوع من الاستغراب حينما نعلم أن الامامة هبة يمنحها الله تعالى من يشاء من عباده، ممن تتوافر فيه عناصر الإمامة وشروطها، شأنها في ذلك شأن النبوة.. وهو ما برهن عليه في مجاله من مدونات وكتب الإمامة عند الشيعة بما يربو على التوفية.

    يقول السيد صدر الدين الصدر: «إن المهدي المنتظر قام بالإمامة، وحاز هذا المنصب الجليل، وهو ابن خمس سنين، طفل لم يبلغ الحلم.. فهل يجوز ذلك؟!.. أم لا بد في النبي والرسول والخليفة أن يكون بالغاً مبلغ الرجال؟!

    هذه مسألة كلامية، ليس هنا محل تفصيلها، ولكن على وجه الإجمال، نقول: ـ بناء على ما هو الحق من أن أمر الرسالة والإمامة والنبوة والخلافة بيد الله سبحانه وتعالى، وليس لأحد من الناس فيها اختيار ـ يجوز ذلك عقلا، ولا مانع منه مع دلالة الدليل عليه، لأن الله سبحانه وتعالى قادر أن يجمع في الصبي جميع شرائط الرسالة والإمامة».

    على أن إمامة الإمام المنتظر (عليه السلام) لم تكن الحدث الوحيد من نوعها، فقد أوتي النبي يحيى (عليه السلام) الحكم صبياً: «يا يحيى خذ الكتاب بقوة، آتيناه الحكم صبياً»، وجعل عيسى بن مريم (عليه السلام) نبياً وهو في المهد رضيعاً: «فأشارت اليه، قالوا: كيف نكلم من كان في المهد صبياً؟! قال: إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً».. كما هو صريح القرآن الكريم.

    وكان جده الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، وجده الإمام علي الهادى (عليه السلام)، ولي كل منهما الإمامة وهو ابى ثمانى سنوات،.. وكان أبوه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في علمهم بالشريعة، وتطبيقهم لأحكامها ،في سلوكهم، ومختلف مجالات حياتهم الذي سجله التاريخ باكبار ـ بالإضافة الى الدليل العقائدي الذي أشرت اليه ـ يكفينا في رفع ذلكم النوع من الاستغراب... وبخاصة حينما نعلم أن الائمة (عليهم السلام) كانوا «مصحرين بأفكارهم وسلوكهم وواقعهم تجاه السلطة وغيرها من خصومهم في الفكر.. والتاريخ حافل بمواقف السلطة منهم ومحاربتها لأفكارهم، وتعريضهم لمختلف وسائل الإغراء والاختبار، ومع ذلك فقد حفل التاريخ بنتائج اختباراتهم المشرفة وسجلها بإكبار.

    ولقد حدث المؤرخون عن كثير من هذه المواقف المحرجة، وبخاصة مع الإمام الجواد، مستغلين صغر سنّه عنه تولي الإمامة.

    وحتى لو افترضنا سكوت التاريخ عن هذه الظاهرة، فان من غير الطبيعي أن لا يحدث أكثر من مرة تبعاً لتكرار الحاجة اليها، وبخاصة وأن المعارضة كانت على أشهدها في العصور العباسية.

    وطريقة إعلان فضيحة الشيعة بإحراج أئمتهم فيما يدعونه من علم أو استقامة سلوك، وإبراز سخفهم لاحتضانهم أئمة بهذا السن وهذا المستوى ـ لو أمكن ذلك ـ أيسر بكثير من تعريض الأمة الى حروب قد يكون الخليفة من ضحاياها أو تعريض هؤلاء الأئمة الى السجون والمراقبة، والمجاملة أحياناً».

    ولعل من روائع ما سجله التاريخ في هذا المجال: شهادة أحمد ابن عبيد الله بن خاقان، عامل المعتمد العباسي على الخراج والضياع بكورة (قم)،.. وكان معروفاً بانحرافه عن أهل البيت (عليهم السلام)، في معرض حديثه مع جماعة حضروا مجلسه في شهر شعبان من سنة (278 هـ)، بعد وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بثماني عشرة سنة، وقد جرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسامراء، ومذاهبهم، وصلاحهم، واقدارهم عند السلطان.

    يقول: «ما رأيت ولا أعرف بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا، في هديه، وسكونه، وعفافه، ونبله، وكرمه عند أهل بيته والسلطان وبين هاشم كافة، وتقديمهم إيّاه على ذوي السن منهم والخطر،.. وكذلك حاله عند القواد والوزراء والكتاب وعامة الناس.

    كنت يوماً قائماً على رأس أبي ـ وهو يوم مجلسه للناس ـ إذا دخل حجابه، فقالوا: أبو محمد بن الرضا بالباب.

    فقال ـ بصوت عال ـ إئذنوا له. فتعجبت منه، ومنهم، من جسارتهم أن يكنّوا رجلا بحضرة أبي، ولم يكنَّ عنده إلاّ خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنّى. فدخل رجل أسمر، أعين، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، حديث السن، له جلالة وهيئة حسنة. فلما نظر اليه أبي، قام فمشى اليه خطوات.. ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد وأولياء العهد. فلما دنا منه عانقه، وقبّل وجهه وصدره ومنكبيه، وأخذ بيده، وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه، وجلس الى جنبه، مقبلا عليه بوجهه... وجعل يكلمه، ويفديه بنفسه وأبويه، وأنا متعجب مما أرى منه، إذ دخل الحاجب، فقال: جاء الموفق ـ وهو أخو المعتمد الخليفة العباسي ـ. وكان الموفق إذا دخل على أبي تقدمه حجابه، وخاصة قواده، فقاموا بين مجلس أبي وبين الدار سماطين، الى أن يدخل ويخرج.

    فلم يزل أبي مقبلا على أبي محمد، يحدثه، حتى نظر الى غلمان الموفق، فقال له ـ حينئذ ـ: إذا شئت ـ جعلني الله فداك ـ أبا محمد...

    ثم قال لحجابه: خذوا به خلف السماطين، لا يراه هذا (يعني الموفق).

    فقام، وقام أبي، فعانقه، ومضى.

    فقلت لحجاب أبي وغلمانه: ويحكم.. من هذا الذي كنيتموه بحضرة أبي، وفعل به أبى هذا الفعل؟!...

    فقالوا: هذا علوي، يقال له: الحسن بن علي ،يعرف بابن الرضا.

    فازددت تعجباً، ولم أزل يومي ذلك قلقاً، متفكراً في أمره، وأمر أبي، وما رأيته منه، حتى كان الليل، وكانت عادته أن يصلي العتمة، ثم يجلس، فينظر فيما يحاج اليه من المؤامرات، وما يدفعه الى السلطان.

    فلما صلى وجلس، جئت فجلست بين يديه، فقال: ألك حاجة؟

    قلت: نعم.. فان أذنت سألتك عنها.. قال: قد أذنت.. قلت: من الرجل الذي رأيتك بالغدة فعلت به ما فعلت من الإجلال والكرامة، وفديته بنفسك وأبويك؟!

    فقال: يا بني.. ذلك إمام الرافضة، الحسن بن علي، المعروف بابن الرضا..

    وسكت ساعة.. ثم قال: لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس، ما استحقها أحد من بني هاشم غيره، لفضله، وعفافه، وصيانته، وزهده، وعبادته، وجميل أخلاقه، وصلاحه.. ولو رأيت أباه، رأيت رجلا جزلا، نبيلا، فاضلا.

    فازددت قلقاً، وتفكراً، وغيظاً على أبي، وما سمعته منه فيه، ورأيته من فعله به.

    فلم تكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره، والبحث عن أمره.

    فما سألت أحداً من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس، إلا وجدته عندهم في غاية الإجلال والإعظام، والمحل الرفيع، والقول الجميل، والتقديم له على جميع أهل بيته ومشائخه..

    فعظم قدره عندي، إذ لم أر له ولياً ولا عدواً، إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه».

    وكان الإمام المنتظر (عليه السلام) خاتم الائمة الاثني عشر، أوصياء نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

    غيبته:

    للإمام المنتظر (عليه السلام) غيبتان: صغرى و كبرى.. رأيت أن استعرضهما بشيء من الإيجاز، موضحاً أهم عواملهما، وأبرز ملابساتهما، في حدود ما يرتبط بموضوعنا (في انتظار الامام) وبالمقدار الذي يمهد له.

    الغيبة الصغرى:

    بدأت الغيبة الصغرى بولادة الامام المنتظر (عليه السلام) عام (255 هـ).

    وانتهت بوفاة سفيرة الرابع والأخير علي بن محمد السمري ـ ده ـ سنة (328 هـ أو 329 هــ).

    فامتدت أربعاً وسبعين سنة.

    وكان الامام المنتظر (عليه السلام) خلال الفترة المشار اليها يتصل بأتباعه وشيعته اتصالا سرياً، دقيقا في سريته، وعاماً لجميع حلقات ووسائل الاتصال، وعن طريق المخلصين كل الإخلاص من أصحابه، والذين يدعون بـ (السفراء) وهم:

    چ1 ـ عثمان بن سعيد العمري الأسدي، المتوفى ببغداد، والذي كان قبل سفارته عن الإمام المنتظر (عليه السلام)، وكيلا عن جده الإمام علي الهادي (عليه السلام)، ثم عن أبيه الامام الحسن العسكري (عليه السلام).

    2 ـ محمد بن عثمان بن سعيد العمري المتوفى عام (305 هـ أو 304 هـ) ببغداد.

    3 ـ الحسين بن روح النوبختي المتوفى عام (320 هـ) ببغداد.

    4 ـ علي بن محمد السمري المتوفى عام (328 هـ أو 329 هـ) ببغداد.

    عوامل الغيبة الصغرى:

    فيما أخاله أن أهم عامل في غيبة الإمام المنتظر (عليه السلام)، وفي اختفائه منذ الولادة، هو موقف الحكام العباسيين المواقف المعادي منه،... ويتلخص بالآتي:

    إعتقاد و إيمان الشيعة ـ آنذاك ـ بأن الإمام المنتظر الذي بشرت جميع الأديان الإهلية بفكرته الإصلاحية، وبشرت بدولته العالمية، والقاضية على كل حكم قائم آن انبثاقها، هو الإمام محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام).

    وشيوع الرويات الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في تجسيد فكرة المصلح المنتظر بالإمام محمد بن الحسن (عليه السلام)، وتطبيق شخصية المصلح المنتظر عليه، بين علماء المسلمين في حينه: عقيديين وفقهاء ومحدثين، بما تضمنته من دلائل وإشارات، وبما احتوته من تصريحات باسمه وأوصافه الخاصة المميزة.

    وربما كان اهمها: الروايات الحاصرة للأئمة في اثني عشر خليفة كلهم من قريش، والتي تدور على السنة المحدثين والمؤرخين آنذاك.

    كالتي رواها البخاري ـ المعاصر للإمام الحسن العسكري ـ:

    عن «جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون اثنا عشر أميراً.. فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش».

    وفي رواية الإمام احمد بن حنبل: «أن جابر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون لهذه الامة اثنا عشر خليفة».

    وكالتي رواها مسلم «عن جابر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لا يزال الدين قائماً، حتى تقوم الساعة، ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش».

    وكالتي رواها الحمبويني الشافعي في فرائد السمطين عن (ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا سيد النبيين، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وأن أوصيائي بعدي اثنا عشر: أولهم علي ابن أبي طالب، وآخرهم القائم المهدي».

    وعنه أيضاً: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن خلفائي وأوصيائي حجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر».

    «وقد تواتر مضمون الخبرين (الأولين) في كتب الخاصة والعامة، أما بهذا اللفظ وقريب منه، وقد جمع بعض المعاصرين هذه الأخبار فكانت 271، وقد رواها أكابر حفاظ أهل السنة».

    متى أضفنا اليها: ان العباسيين كانوا يعلمون أن الإمام الذي يخلف الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) هو الإمام الثاني عشر الذي يملا الأرض قسطاً وعدلا، لعلمهم بأن الإمام العسكري (عليه السلام) هو الإمام الحادي العشر.

    وربما كانت هذه الروايات وأمثالها من الأحاديث المثيرة لقلق الحكام واضطرابهم باعثاً الى أبعد من هذا، وهو تتبع آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإبادة نسله، طمعاً منهم في الوصول الى قتل الإمام المنتظر (عليه السلام).

    وإننا لنلمس هذا المعنى في بعض ما ورود عن الأئمة (عليهم السلام).. ففي حديث للإمام الصادق (عليه السلام) يقول فيه: «... أما مولد موسى (عليه السلام)، فان فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده، أمر باحضار الكهنة، فدلوه على نسبه، وأنه يكون من بني اسرائيل، حتى قتل في طلبه نيفاً وعشرية ألف مولد، وتعذر اليه الوصول الى قتل موسى (عليه السلام) بحفظ الله تبارك وتعالى إياه، كذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملك الأمراء والجبارة منهم على يد القائم منا، ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإبادة نسله، طمعاً منهم في الوصول الى القائم، ويأبى الله ـ عز وجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون».

    وفي حديث آخر عن الإمام الرضا (عليه السلام): «قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين: ـ

    إحداهما: أنهم كانوا يعلمون ليس لهم في الخلافة حق، فيخافون من ادعائنا إيّاها، وتستقر في مركزها.

    وثانيتهما: انهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة، على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا، وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإبادة نسله، طمعاً منهم في الوصول الى منع تولد القائم (عليه السلام)، أو قتله، فأبي الله أن يكشف أمره لواحد منهم، إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون».

    كل ذلكم وأمثاله، كان يربك الحكومة العباسية حول مستقبلها عند ظهور الإمام محمد بن الحسن (عليه السلام)، إذ ربما تمثلت فيه عقيدة الشيعة، وصدقت فيه أحاديث جده النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما روي عنه فيه.

    فكانت تعد ما في إمكانياتها من العدة للعثور عليه، والوقوف على أمره، لتطمئن على مستقبلها السياسي، وبخاصة وان حركات الشيعة أيام جده الامام علي الهادي (عليه السلام)، وأبيه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، ضد الحكومة العباسية، كانت في زيادة مدها النضالي، ووفرة نشاطها السياسي، لقب نظام الحكم العباسي والإطاحة به، بما كان يقلق الحكومة العباسية، ويتعبها الى حد، في إحداها، أو إيقافها على الأقل.

    فعلى الأقل: ربما تمخضت الحركة الشيعية عن الثورة المبيدة للحكم العباسي على يد الإمام محمد بن الحسن (عليه السلام).

    فوضع الحكام العباسيون ـ فيما يحدث المؤرخون ـ مختلف العيون والجواميس أيام حياة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بغية معرفة الإمام من بعده، وبخاصة ابنه الذي نوهت به وأشارت اليه تعريفات المصلح المنتظر.

    يقول السيد الأمين: «وقد تضافرت الروايات على أن السلطان طلبه ـ يعني الإمام المنتظر ـ وفتش عليه أشد الطلب والتفتيش ليقتله، لما شاع من قول الإمامة فيه، وانتظارهم له، ولما سبق من آبائه من وصية السابق الى اللاحق».

    وقال الصدوق: «وبعثت السلطان الى داره (أي دار الإمام العسكري) من يفتشها، وختم على جميع ما فيها، وطلبوا أثر ولده، وجاءوا بنساء لهن معرفة بالحبل، فدخلن على جواريه، فنظر إليهن، فذكر بعضهن: أن هناك جارية بها حمل، فأمر بها فجعلت في حجرة، ووكل (تحرير) الخادم وأصحابه ونسوة معهم...

    ثم قال: فلما دفن (أى الإمام العسكري)، وتفرق الناس، اضطرب السلطان وأصحابه في طلب ولده، وكثر التفتيش في المنازل والدور، وتوفقوا عن قسمة ميراثه.

    ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهّموا فيها الحبل ملازمين لها سنتين أو أكثر، حتى تبين لهم بطلان الحبل... فقسم ميراثه بين أمه وأخيه،.. وادعت أمه وصيته، وثبت ذلك عند القاضي..

    والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده،.. وهو لا يجد الى ذلك سبيلا».

    وقال الشيخ المفيد: «وخلّف (يعني الإمام العسكري) ابنه المنتظر لدولة الحق، وكان قد أخفى مولده، وستر أمره، لصعوبة الوقت، وشدة طلب سلطان الزمان له، واجتهاده في البحث عن أمره، ولما شاع من مذهب الشيعة الإمامية فيه، وعرف من انتظارهم له، فلم يظهر ولده (عليه السلام) في حياته، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته، وتولى جعفر بن علي ـ أخوا أبي محمد ـ أخذ تركته، وسعى في حبس جواري أبي محمد (عليه السلام)، واعتقال حلائله، وشنّع على أصحابه بانتظارهم ولده، وقطعهم بوجوده، والقول بامامته، وأغرى بالقوم حتى أخافهم وشردهم.

    وجرى على مخلفي أبي محمد (عليه السلام) بسبب ذلك كل عظيمة، من اعتقال، وحبس وتهديد، وتصغير، واستخفاف، وذل.. ولم يظفر السلطان منهم بطائل.

    وحاز جعفر ـ ظاهراً ـ تركة أبي محمد (عليه السلام)، واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه، ولم يقبل أحد منهم ذلك، ولا اعتقده فيه».

    وهذا النصر الأخير ـ وهو لكبير من أعلام علماء الشيعة ـ يلمسنا واقع الغيبة، في أنها بدأت بولادة الإمام المنتظر (عليه السلام)، حيث أخفي خبر الولادة عن الجمهور، وستر أمر الإمام المنتظر (عليه السلام) إلاء على المخلصين

    من أصحاب أبيه (عليه السلام)، حيث أخفي خبر الولادة عن الجمهور، وستر أمر الإمام المنتظر (عليه السلام) إلاّ على المخلصين من أصحاب أبيه (عليه السلام)، للعامل السياسي الذي أشرت اليه.

    وحينما يكون هذا هو واقع الغيبة، يجدر بنا أن نسائل أولئكم الحانقين والمغفلين عن موقع السرداب المزعوم من حوادث القصة!!..

    وأبعد من هذا.. فقد وضع الحكام العباسيون على ألسنة بعض المحدثين أحاديث نسبوها الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وضمّنوها: أن المهدي المنتظر من آل العباسي، بغية صرف العامة عن انتظاره في آل علي: أمثال:

    1 ـ المهدي من ولد العباس عمي.

    2 ـ يا عباس، إن الله فتح هذا الأمر بي، وسيختمه بغلام من ولدك يملؤها عدلا، كما ملئت جوراً، وهو الذي يصلي بعيسى.

    3 ـ ألا أبشرك يا أبا الفضل، إن الله ـ عز وجل ـ افتتح بي هذا الأمر، وبذريتك يختمه.

    4 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان، فأتوها، فان فيها خليفة الله المهدي.

    ولكي نقف على قيمة هذه الأحاديث، وعلى واقعها، وهو أنها موضوعة، علينا أن نقرأ ما يقوله علماء الحديث والناقدون حولها:

    فحول الحديث الأول، يقول الدار قطني: «غريب تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم».

    ويعلق عليه الالباني ـ بعد عده الحديث في سلسلة الموضوعات ـ بقوله: «قلت: وهو (يعني محمد بن الواليد) متهم بالكذب. قال ابن عدي: «كان يضع الحديث»، وقال أبو عروبة: «كذاب»، وبهذا أعلّه المناوي في «الفيض»، نقلا عن ابن الجوزي، وبه تبين خطأ السيوطي في ايراده لهذا الحديث في «الجامع الصغير»...

    قلت: ومما يدل على كذب هذا الحديث انه مخالف لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (المهدي من عترتي من ولد فاطمة).. أخرجه أبو داود (2 / 207 ـ 208)، وابن ماجة (2 / 519)، والحاكم (4 / 557)، وأبو عمر والداني في «السنن الواردة في الفتن» (99 ـ 100)، وكذا العقيلي (139 و 300) من طريق زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلة مرفوعاً.

    وهذا سند جيد، رجاله كلهم ثقات، وله شواهدكثيرة، فهو دليل واضح على رد حديث «المهدي من ولد العباس».

    وحول الحديث الثاني يقول الألباني ـ بعد أن عده في الموضوعات أيضاً ـ: «أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (4 / 117) في ترجمة أحمد بن الحجاج بن الصلت قال: حدثنا سعيد ابن سليمان حدثنا خلف بن خليفة عن مغيرة عن

    ابراهيم عن علقمة عن عمار بن ياسر مرفوعاً. قلت: وهذا سند رجاله كلهم ثقات، معروفون، من رجال مسلم، غير أحمد بن الحجاج هذا، ولم يذكر فيه الخطيب جرحاً ولا تعديلا، وقد اتهمه الذهبي بهذا الحديث فقال: «رواه باسناد الصحاح مرفوعاً، فهو آفته!.. والعجيب أن الخطيب ذكره في تاريخه ولم يضعفه، وكأنه سكت عنه لانتهاك حاله»، ووافقه الحافظ في «لسان الميزان».

    والحديث أورده ابن الجوزي في «الموضوعات» من حديث ابن عباس ونحوه، وقال: «موضوع. المتهم به الغلابي».

    ويقول ـ أعني الألباني ـ حول الحديث الثالث ـ «موضوع. أخرجه أبو نعيم في «الحيلة» (1 / 135) من طريق لاهز بن جعفر التميمي... وقال: «تفرد به لاهز بن جعفر، وهو حديث عزيز».

    قلت: وهو متهم، قال فيه ابن عدي: «بغدادي، مجهول، يحدث عن الثقات بالمناكير».

    ويقول أيضاً ـ تعليقاً على الحديثين الأخيرين ـ: «إذا علمت حال هذا الحديث الصحيح المتقدم قريباً: (المهدي من ولد فاطمة) لصحته وشدة ضعف مخالفه».

    وحول الحديث الرابع يقول المودودي: «ذكر الرايات السود من قبل خراسان، مما يدل دلالة واضحة على ان العباسيين ادخلوا في هذه الرواية من عند انفسهم، ما يوافق اهواءهم وسياستهم، لأن اللون الاسود كان شعاراً للعباسيين، وكان أبو مسلم الخراساني هو الذي مهد الأرض للدولة العباسية».

    الغيبة الكبرى:

    بدأت الغيبة الكبرى بوفاة السفير السمري ـ ره ـ سنة (328 هـ) أو (329 هـ).

    وستبقى مستمرة حتى يأذن الله تعالى.

    وربما كان نهاية امدها هو حينما تتمخض الظروف الاجتماعية عن الاجواء الملائمة لثورة الامام المنتظر (ع)، التي حددتها جملة من الاحاديث الواردة عن المعصومين (ع).. والتي نستطيع ان نصنفها الى طائفتين: ـ

    1 ـ الطائفة التي حددت خروج الإمام المنتظر (ع) بعد ملء الأرض ظلماً وجوراً. أمثال: «لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثم يخرج من اهل بيتي من يملؤها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً».

    2 ـ الطائفة التي اشارت الى ان الامام المنتظر (ع) سيأتي بأمر جديد، بعد اندثار معالم الإسلام، وابتعاده عن الواقع الاجتماعي والواقع الفكري وانحساره عن مجالهما.

    أمثال ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام):

    ــ[10]ــ

    أ ـ قال: إذا قام القائم ـ عليه السلام ـ دعا الناس الى الإسلام جديداً، وهداهم الى أمر قد دثر فضلّ عنه الجمهور،...

    هوإنما سمي القائم مهدياً، لأنه يهدي الى أمر قد ضلوا عنه، وسمي بالقائم لقيامه بالحق.

    ب ـ قال: إذا قام القائم جاء بامر جديد، كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بدو الإسلام الى أمر جديد.

    ولعلنا بهذا أيضاً نستطيع أن نوجه أو نفسر عدم ظهور الإمام المنتظر (عليه السلام) قبل هذا الآن الدي أشارت اليه الأحاديث المذكورة وأمثالها،.. وذلك بعدم تحقق ظروف ثورته (عليه السلام) والأجواء الملائمة لها.

    وهنا.. ربما يفهم مما تقدم: أن قيام الامام المنتظر (عليه السلام) بالدعوة الإسلامية لا بد وأن يسبق بشمول الباطل والكفر لكل أطراف الحياة، وانحسار الحق والإسلام من كل مجالاتها..!

    غير أن ما يفاد من النصوص في هذا المجال هو بقاء الإسلام مستمراً لدى طائفة من الأمة، حتى ظهور الإمام المنتظر (عليه السلام)، كما سنقف عليه في المواضيع الآتية، وكما يشير إليه أمثال الحديث الآتي:

    عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتل آخرهم الدجال.«وفي رواية: عصابة من أمتي».



    وجوب الاعتقاد بالمهدى فى غيبته الكبرى

    يجب على كل مسلم ان يعتقد بوجود الامام المهدى الآن و انه حى يرزق و انه حقيقة و واقع لاتؤثر عليه الأيام والسنين غاية ما فى الأمر ان العمر أمتد به كما سنتكلم عن ذلك لاحقاً.

    والاعتقاد به (عليه السلام) من ضروريات الدين فكل من انكره فانه خارج و مرتد عن الدين الاسلامى، يقول الامام الحسن العسكرى (عليه السلام) «ان المقر بالائمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمنكر لولدى كمن اقر بجميع انبياء الله و رسله ثم أنكرنبوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمنكر لرسول الله كمن انكر جميع أنبياء الله لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا و المنكر لأخرنا كالمنكر لأولنا اما ان لولدى غيبة يرتاب فيها الناس الا من عصمه الله»

    و قال الامام الكاظم لما سُئل أنت القائم بالحق؟

    فقال: أنا القائم بالحق و لكن القائم الذى يظهر الأرض من أعداء الله و يملاها عدلاً كما ملئت جوراً هو الخامس من ولدى له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه يرتد فيها أقوام و يثبت فيها آخرون طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا فى غيبة قائمنا....

    اذن هذه عقيدة المسلم الذى يتبع مذهب أهل البيت فعليه ان يؤمن ان الامام المنقذ المنتظر المهدى موجود ولكن لايعرفه اى أحد الا من شاء الله و لايقوم بالنهضة المباركة الا بعد توفر مجموعة من المقدمات .

    نعم هناك اعتقاد فاسد عند بعض المسلمين وهم أهل السنة و الجماعة اذ يعتقدون ان المهدى ضرورة حتمية و لكن يرون انه لم يولد بعد و انه سيولد فى حينه، و السبب انهم لايتقبلون روايات الأئمة (عليهم السلام)من جهة، ويستصعبون هذا العمرالمديد من جهة ثانية.

    و كلا الجهتين توهم خاطىء،لأن ائمتنا معصومين و هم حجج الله على هذا الخلق فمن اعرض عنهم اعرض عن الحق و عن الله تبارك و تعالى و اما بالنسبة للعمر الطويل فانا سنتناول ذلك.

    كيف طال عمر الامام المهدى (عليه السلام) ؟

    يمكن بيان هذا الأمر من ناحيتين.

    الأولى: لاشك ان الامام المهدى هو أمل الأنبياء و الأوصياء و جميع الأمم و الشعوب فالكل يتطلع الى عصر الأمان و السلامو السعادة و بهذا يكون دور الامام المهدى مهماً و مقامه و وجوده أهم و منزلته عند الله تعالى لايعلمها الا هوتبارك و تعالى، فاذا كان كذلك قد تتدخل القدرة الالهية لحفظ هذا الامام العظيم نظراً لدوره الجسيم فى المتسقبل و يكون طيلة هذه المئات من السنين تحت رعاية الله بصورة غيبية أعجازية لحفظه وصونه و ابعاد الخطر و الشر عنه كما تدخلت المعجزة لحفظ ابراهيم الخليل و ايقاف النار من الاحراق و كما تدخلت المعجزة لحفظ بنى اسرائيل و موسى و هارون بايقاف سيلان ماء البحر، و هكذا تتولد المعاجز من الله تعالى لايقاف بعض القوانين الكونية من أجل المحافظة على الرسل أو الأوصياءالذين يقع على عاتقهم دور خطير فلماذا لانؤمن اذن بهذا النوع من الاعجاز الذى يمارسه الله تعالى لحفظ عمر الامام المهدى (عليه السلام)وصيانة جسده و أجهزته من التلف و العجز و تطويل عمره بهذا الشكل العجازى مادمنا مسلمين و نعتقد ان قدرة الله تعالى غير متناهية؟

    و قد حصل مثل ذلك فى أصحاب الكهف اذ حفظ الله أبدانهم من التلف مع حفظ أرواحهم و كل ما يتصل بهم و بعثهم من بعد نومهم الى الناس ليكونوا آية لمن أنكر المعاد أو أنكر القدرة الالهية.

    فيمكن اذن ان نقول ان ابقاء الامام المهدى هذه السنين المتمادية دون ان يهرم .و يمر بدورالشيخوخة عبارة عن معجزة الالهية تفرضها طبيعة المرحلة و الظروف الاجتماعية و المشروع الالهى.

    الثانية: و أما اذا واجهنا انساناً ملحداً لايؤمن بقدرة الله فنستطيع أيضاً ان نوضح له طول عمر الامام بشكل يسير و بسيط، لأن العلم الحديث يصرح أن خلايا الانسان قابلة لادامة و البقاء بنفس الفاعلية فيما اذا توفرت لها ظروف وأجواء خاصة،اى ان تطويل عمر الانسان ليس مستحيلاً بل ممكناً و مادام الأمر ممكناً اذن صار من اليسير جداً البحث عن الطرق الموصلة لمثل هذه المعرفة و الحقيقة و لذلك تراهم عمدوا الى تطويل عمر بعض النباتات أو الحيوانات كمقدمة و تجربة للوصول من خلالها الى اسرار الانسان.

    و نحن نعتقد ان الامام المهدى وارث الأنبياء و المرسلين بل هو وارث خاتم النبيين فعنده من العمل و المعرفة مالا تدركه عقولنا، فما المانع ان يكون لديه علم من خلاله يحافظ الامام على عمره من التلف ضمن نظام غذائى و روحى و بيئى لم يتوصل اليه العلم الحديث ؟

    اذن ليس امام موضوع طول العمر أى دليل علمى معارض ما عدى امر واحد و هو ان الناس لم تألف هذاالنوع من الأعمار و هذا ليس دليلاً حتى يعارض وجود الامام فقد عاش نوح 950 سنة و عاش الكثير من المعمرين فى انحاءالعالم اعمار مختلفة.

    فوائد الامام فى غيبته

    مع الاعتراف و اليقين ان الامام المهدى فى غيبة طويلة و لكن هذه الغيبة لا تفصل الامام عن الاحتكاك بالمجتمعات لاسيما محبيه و مريديه و شيعته، لان غيبة الامام ليست غيبة شخصية بأن يعتقد الناس خطاءاً ان شخص الامام غير موجود على ظهر هذه الارض، بل هو موجود و يعيش حولنا و يتابع الامور عن كثب و يراقب الأحداث و يتدخل فى بعضها و يزاول بعض الشعائر الاسلامية مع الناس كالزيارات لقبور آبائه الأطهار أو اقامة الماتم لذكرهم(عليهم السلام)و لكن لا احد يعرف و لايتوجه الى ذلك احد الا من اختاره الله و اذن له، و هذه الغيبة لاتخلو من فوائد و منافع كثيرة نشير الى بعضها:

    اولاً:بهذه الطريقة يحفظ الامام نفسه عن الظلمة و الطواغيت و الجبابرة الذين يريدون بالامام شراً و يعمدون لاطفقاء نور الله، فى حفظ نفسه الشريفة فائدة عظمى ترجع الى الخلق و هى:

    ان مجرد وجود الامام الحجة هو السبب الأكبر و الأوحد لبقاء هذا العالم دون انهياره، لأن العالم لايكن ان يبقى لحظة واحدة دون وجود حجة الله فيه، فوجود حجة الله هو المصحح لبقاءالعالم كما ورد فى الحديث «لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها» و ذلك لأن بقاء الأرض بدون امام و بدون حجة مخالف للعدل الالهى و ليس هنا محل بحث هذا المطللب الطويل.

    اذن بوجود الامام يبقى هذا العالم مستمراً فى الموجود و هذه اكبر فائدة من الامام المهدى اذ ينتفع منها البر و الفاجر و المؤمن و الكافر.

    ثانياً: انه يحفظ على شريعة جده من الانحراف فهو (عليه السلام) يتابع سير الخط الأصيل للاسلام المتمثل بمذهب أهل البيت (عليهم السلام)و يحاول دائماً ادراك الموقف و شعب الصدع و لم الشعث.

    ثالثاً: و وجود الامام المهدى (عليه السلام) سبباً لاستمرار الفيض الالهى علينا فهو (عليه السلام) كالشمس اذا جللها السحاب فانه لايمنع الشمس م ان تصل بمنافعها الى الناس فرغم وجود السحاب الا ان الفائدة من وجود الشمس ما تزال قائمة و هكذا غيبة الامام فاننا نستفيد من وجوده المقدس رغم غيبته لأنه سبب الخير و الرزق و الرحمة و المغفرة فى العالم.

    واجبنا اتجاه الامام المهدى

    لم تخلو روايات الأئمة(عليهم السلام)من رسم النهج لنا فى زمن الغيبة الكبرى فقد وضعوا لنا عدة تكاليف و واجبات يمكن من خلالها الاقتراب من امامنا المهدى (عليه السلام)منها:

    1ـ انتظار الفرج: فقد جاء فى الروايات «ان انتظار الفرج من افضل العبادات »

    و معنى انتظار الفرج ان يثبت المسلم على الاعتقاد بوجود الامام المهدى (عليه السلام) و لا يشك فى هذه العقيدة و يعمل بواجباته الشرعية على اتم وجه دون ان يتأثر بالدعايات و الأباطيل و لاينجرف وراء الأبواق الأموية المنكرين للمهدى(عليه السلام).

    2ـ الالتزام الكامل بالخلق الانسانى الرفيع الصدق و الاخلاص و الوفاء و رد الأمانة و اعانة المسلم و عيادة المريض و اقراض المحتاج و انقاذ المؤمن و غير ذلك....لأن هذه الأخلاق الحميدة ترضى الله و ترضى الامام المهدى عنابل يفرح الامام المهدى اذ رأى ذلك فينا لانه نهجهم و طريقتهم.

    3ـ اشاعة الثقافة المهدوية و تعليم الناس بضرورى الدين و تثقيفهم بالمعلومات المرتبطة بالامام مثل علامات الظهور الحقيقية و كيفية التعامل معها و تمييز الفئة المحقة من الباطلة، و اطلاعهم على بعض شؤون المهدى (عليه السلام)

    4ـ ضرورة الارتباط بالامام المهدى روحياً و ايمانياً عبر الأدعية المهمة فى عصر الغيبة مثل دعاء الندبة و زيارة الامام المهدى (عليه السلام) و بعض الأدعية القصار الخاصة به و وضع الصدقة نيابة عنه(عليه السلام) و الدعاء له بالفرج والسلامة...

    5ـ ترويج معجز الامام و كراماته و أموره الخارقة للعادة للناس لكى تدرك الناس عظمته و تتفاعل معه كما يتفاعلون مع الأنبياء.

    6ـ طرح مشروع الصلاح المهدى للناس و ان الامام يأتى منقذ للناس و مخلص و ان سيفه ينال من الطواغيت الصغار و الكبار و الظلمة و الجبابرة، و ليس كما يفهم بعض الناس ان الامام المهدى يأتى من أجل أراقة الدماء فقط، بل هو يأتى بالدرجد الأولى لانقاذ الناس و الدين ما براثن الظلمة و أعوانهم، ومن ثم يعمل على انشاءالمدينة الفاضلة و المجتمع المتمدن و اقامة الدولة المتطورة و الحياة السيعدة.

    أهم علامات الظهور

    تنقسم علامات الظهور الى قسمين:

    1ـ العلامات غير المحتومة: اى التى يمكن ان تقع و تحدث و يمكن أن لا تقع بل تتغير او رفع و هذا التغير تابع لطبيعة حركة المجتمعات البشرية فان الانغماس فى الانحراف و الفساد له أثر كما للاصلاح و الخير أثر مغاير و من هذه العلامات غير المحتومة نقص المياه و المثمرات و الأغذية و بعض الحوادث الكونية و الحروب البشرية و تدهور الوضع الاقتصادى...

    2ـ العلامات المحتومة: و هى التى لابد منها و هى الشاخص الذى من خلاله نعرف اقترب أيام الظهور للامام (عليه السلام)مثل خروج السفيانى وهى شخصية أموية مهمة فى الأحداث يقود راية الباطل.

    والنداء من السماء بصوت جبرئيل ينادى باسم المهدى، و قتل نفس زكية علوية مهمة بين ركن الكعبة و مقام ابراهيم قبل ظهور الامام بخمسة عشر يوم، وحصول خسف عظيم بالصحراء بجيش السفيانى فى حدود الحجاز..

    هذه أهم علامات الظهور الشريف كما جاءت فى بعض الروايات، فعن الامام الصادق (عليه السلام)قال: خمس قبل قيام القائم (عليه السلام): اليمانى و السفيانى و المنادى ينادى من السماء و خسف بالبيداء و قتل النفس الزكية.

    و قال(عليه السلام): قبل قيام القائم خمس علامات محتومات اليمانى و السفيانى و الصيحة و قتل النفس الزكية و الخسف بالبيداء و قال ايضاً (عليه السلام): النداء من المحتوم و قتل النفس الزكية من المحتوم .

    و قد روى عن الامام الصادق ايضاً عن الصيحة او النداء فقال: يسمعه كل قوم بألسنتهم، و سيكون موعد الصيحة فى شهر رمضان المبارك و ستكون عبارة النداء هذه: ان الحق فى على و شيعتهم ينادى باسم المهدى.

    ظهور الامام المهدى (عليه السلام)

    لاشك ان الامام المهدى(عليه السلام) يستخدم السبل الطبيعية فى محاولة التغيير و بناء العالم الجديد، فهو يعتمد ايضا على اصحاب مخلصين متفانين و ابطال شجعان كما هو ينتظر قواعده الشعبية ان تصل الى مستوى من الثقافة و السلوك و الأخلاق و الايمان الراقى لأن العالم الجديد و الحضارة القادمة التى يؤسسهاالامام ستقوم على الأخلاق و الايمان أكثر من اى شى آخر.

    و سيكون ظهورالامام المهدى (عليه السلام) من مكة المكرمة و يبايعه فيها أصحابه الذين يصل عددهم الى 313، ثم يتجه الامام (عليه السلام) صوب العراق محرراً هذا البلد المهم من نير الظالمين و يتخذ الكوفة عاصمة لدولته العظمى الممتدة من القطب الى القطب و يسكن هو و أهل بيته فى مسجد السهله أو بالقرب منه و هو من المساجد المقدسه التى زارها الكثير من الأنبياء و الأوصياء و سيكون ظهوره الشريف بعد ما يمتلى ء العالم ظلماً و جوراً و اظطراباً وبؤساً.

    وصايا الامام المهدى لنا

    لقد بعث الامام المهدى (عليه السلام) عدة رسائل للشيخ المفيدقدس سره شريف يوصيه فيها ببعض البرامج المهمة للشيعة و نحن نقتطف من كلامه بعض الجواهر سلام الله عليه:

    nاعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية

    nفليعمل كل امرىء منكم بما يقربه من محبتنا

    n ويتجنب مايدنيه من كراهتنا و سخطنا.

    n ولو أن أشياعنا على اجتماع من القلوب فى الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا و لتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة و صدقها منهم بنا.

    n انه من أتقى ربه من اخوانك فى الدين و اخرج مما عليه (اى الخمس أو الزكاة) الى مستحقيه كان آمنا من الفتنة المبطلة و محنها المظلمة المضلة.



    نوادر فى الامام المهدى

    nقال النبى (صلى الله عليه وآله)من أنكر خروج المهدى فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله)

    n المهدى يعطى المال بدون عد بل يحثو المال لمن سأله.

    n أول من يبايع المهدى جبرئيل.

    n المهدى ولد فى العراق و يستقر عند ظهوره فى العراق.

    n المهدى يخرج و شكله فى حدود الأربعين.

    n و صف المهدى موجود فى جميع الكتب السماوية و الأسفار.

    n المهدى يعيش زهد علىّ بن أبى طالب(عليه السلام).

    n فى دولة المهدى لا توجد أديان أخرى بل الاسلام فقط وحب أهل البيت(عليهم السلام)

    n الأمان فى ارجاء دولته حتى بين الحيوانات.

    n عيسى بن مريم يصلى خلف الامام المهدى و هو أحد قضاته.

    nالمهدى (عليه السلام) يعيد سنن المرسلين الى الحياة.

    nالمهدى (عليه السلام)ينتقم من الذين قتلوا الحسين و روضوا بقتله.

    n المهدى (عليه السلام)ينتقم من الذين قتلوا أمه فاطمة الزهراء عليهاالسلام .

    المنتخب من كتاب من سيرة المعصومين





















    عقد الدرر :

    عن ابي سعيد الخدري ـ رض ـ قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ : ينزل بامتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم ، لم يسمع بلاء أشدّ منه حتى تضيق عليهم الارض الرحبة ، وحتى تملا الارض جوراً وظلماً ، حتى لا يجد المؤمن ملجأ يلتجىء اليه من الظلم .

    فيبعث الله عزوجل من عترتي رجلاً يملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض ، حتى لا تدّخر الارض من بذرها شيئاً إلاّ أخرجته ، ولا السماء من قطرها إلاّ صبته عليهم مدراراً ، يعيش فيه سبع سنين أو ثمان أو تسع ، يتمنى الاحياء الاموات مما صنع الله بأهل الارض من خيره .

    ينابيع المودة :

    عن حذيفة بن اليمان قال : قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول : ويح هذه الامة من ملوك جبابرة ، كيف يقتلون ويطردون المسلمين إلاّ من أظهر طاعتهم ، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفرّ منهم بقلبه ، فاذا أراد الله تبارك وتعالى أن يعيد الاسلام عزيزاً ، قصم كلّ جبار عنيد ، وهو القادر على ما يشاء ، وأصلح الاُمة بعد فسادها ، يا حذيفة ! لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم ، حتى يملّك رجل من أهل بيتي يظهر الاسلام والله لا يخلف وعده ، وهو على وعده قدير .

    عن ابي هريرة ، عن أنس ، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لا تقوم الساعة ، حتى يبعث كذّابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم انه رسول الله .

    أخرجه الامام مسلم في صحيحه هكذا ، وأخرجه البخاري بمعناه .

    النعماني في غيبته :

    أخبرنا احمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن زكريا بن شيبان قال : حدثنا يوسف بن كليب ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن ابي حمزة ، عن عاصم بن حميد الحناط ، عن ابي حمزة الثمالي ، قال : سمعت ابا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)يقول : لو قد خرج قائم آل محمد ـ عليه وعليهم السلام ـ لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين ، يكون جبرئيل أمامه ، وميكائيل عن يمينه ، وإسرافيل عن يساره ، والرعب يسير أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ، والملائكة المقربون حذاه ، اول من يبايعه ( خ ل تبعه) محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام)الثاني ومعه سيف مخترط ، يفتح الله له الروم والصين والترك والسند والهند وكابل شاه والخزر .

    يا أبا حمزة لا يقوم القائم (عليه السلام) إلاّ على خوف شديد ، وزلزال وفتنة وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتيت ، وتشتّت في دينهم ، وتغيّر من حالهم حتى يتمنى المتمنّى الموت صباحاً ومساء من عظم ما يرى من *** الناس ، وأكل بعضهم بعضاً ، وخروجه اذا خرج عند اليأس والقنوط فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كلُّ الويل لمن خالفه وخالف أمره وكان من أعدائه ، ثم قال : يقوم بأمر جديد وسنّة جديدة ، وقضاء جديد على العرب شديد ، ليس شأنه إلاّ القتل ولا يستتيب أحداً ، ولا تأخذه في الله لومة لائم .

    الشيخ الطوسي في غيبته :

    سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، عن احمد بن هلال العبرتائي ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام)في حديث له طويل اختصرنا منه موضع الحاجة انه قال : لابدَّ من فتنة صمّاء صيلم ، يسقط فيها كلُّ بطانة ووليجة ، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء وأهل الارض ، وكم من مؤمن متأسف حرّان حزين عند فقد الماء المعين ، كأنّي بهم أسرّ ما يكونون ، وقد نودوا نداء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً للكافرين .

    فقلت : وأي نداء هو ؟ قال : ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السَّماء صوتاً منها : ألا لعنة الله على الظالمين ، والصوت الثاني : أزفة الازفة يا معشر المؤمنين ، والصّوت الثالث : يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس : هذا أمير المؤمنين ، قد كرّ في هلاك الظالمين .

    وفي رواية الحميري والصوت بدن يرى في قرن الشَّمس ، يقول : إنَّ الله بعث فلاناً فاسمعوا له وأطيعوا ، وقالا جميعاً : فعند ذلك يأتي الناس الفرج وتودّ الناس لو كانوا أحياء ، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين .





    يا صاحب الامر

    آية الله السيد محمد جمال الهاشمي

    تبلّج الامر وانجابت دياجينا
    ياليلة النصف من شعبان ، ما برحت

    عودي علينا كما تهوى مفاخرنا

    مولودك البكر ما انفكّت خواطره

    الطالب الثأر ممّن بزَّ موقفنا

    والناشر الراية الشهباء ، تعرفها

    وإبن الائمة من آل النبي ، ومن

    ومن به ينشر الاسلام رايته

    ومن يؤسّس فيه الدين دولته

    بقيّة الله من أمست حقيقته
    ورفرف النصر وإهتزّت مواضينا
    ذكراك تغري بنجواها أمانينا

    وطالعينا بما ترضي معالينا

    تثيره ، ومعانيه تسلّينا

    من الزمان ، وممّن هدّ ماضينا

    أيّامنا ، وتناغيها ليالينا

    تمَّ الكتاب به شرحاً وتبيينا

    فينطوي الكفر مخذولاً وموهونا

    ويجعل الحقّ للتاريخ قانونا

    سرّاً ، بمخزن علم الله مكنونا

    تحيات العيـــــــــــ الساهرة ــــــــــــون


  • #2
    شكراً لك أخي الموالي على هذه الانامل التي خطت تلك الكلمات العظيمة فأتمنى من الله عز وجل ان يجعله في ميزان حسناتك

    الإمام المهدي عليه السلام في القرآن الكريم
    لقد قرأ المسلمون القرآن الكريم وعلى مدى قرون عديدة و هم يعرفون أن الله سبحانه وتعالى وضع كل شي فيه كل علم وكل حادث مصداقا لقوله تعالى (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم مثلكم ما فرطنا في الكتب من شي ثم إلى ربهم يحشرون) 38 الأنعام وكذلك قوله سبحانه وتعالى (لقد أنزلنا إليكم كتب فيه ذكركم ا فلا تعقلون) 10 الأنبياء . ونحن نقرأ في سورة الرحمن ( بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن * علّم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان ) و لننتبه إلى الآية ( الرحمن * علّم القرآن ) فسرت هذه الآية على أن الله سبحانه و تعالى علّم القرآن للإنسان ... ولكننا نجد أن الله سبحانه و تعالى يقول في محكم كتابه العزيز أن خـــلق الإنسان جاء بعد ( تعليم القرآن ) !!! و بعد خلق الإنسان علم هذا الإنسان البيان ( كاللغة و الحساب و العلوم ) و لكننا لو فهمنا كلمة ( علّم ) على أساس أنها ( تعلّيم القران أي وضع الإشارات و العلامات فيه لأصبح فهمنا يستقيم مع بقية السورة ) ولهذا فيمكن لنا عند كشف هذه العلامات والإشارات فهم بعض ما في القرآن الكريم من أسرار وعلوم و هذا ما سنقوم به إنشاء الله سبحانه وتعالى. كما أن العديد من الأحاديث النبوية الشريفة والتي نقلها أهل البيت ( عليهم السلام ) عن الرسول الصادق الأمين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تؤكد هذا المعنى حيث روي عنه ( صلى الله عليه و آله و سلم ) انه قال: ( إن للقرآن ظهرا وبطنا و لبطنه بطن إلى سبعة أبطن ) عوالي اللئالي م4 ص 107 ( القرآن ذلول ذو وجوه فأحملوه على احسن الوجوه ) عوالي اللئالي م4 ص104 . و روي عن أمير المؤمنين الإمام عـــلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) انه قال ( أن كتاب الله على أربعة أشياء على العبارة و الإشارة و اللطائف و الحقائق فالعبارة للعوام و الإشارة للخواص و اللطائف للأولياء و الحقائق للأنبياء ) عوالي اللئالي م4 ص105 . من هنا نعرف أن في القرآن الكريم أي علم نريد معرفته و لكن بعد التوصل إلى الطريقة الصحيحة لاستخراجه و الله سبحانه و تعالى يهدي من يشاء من عباده لها .
    لقد كنت أتسال دائما و بعد اطلاعي على هذه الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة هل من الممكن أن نجد ما يؤيد ما ورد عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) في القرآن الكريم. إن من المؤسف أن المسلمين قد نسوا فكرة ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) في يوم من الأيام لينصر دين الحق بل إن أكثرهم قد أنكر حتى حقيقة وجوده و إمكانية ظهوره في آخر الزمان و هذا لأنهم مقتنعون أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) غير مذكور في القرآن الكريم و يقولون أين هو الإمام المهدي في القرآن الكريم و لهذا فلقد حاولت أن أجد أين من الممكن انه تم ذكر الإمام المهدي ( عليه السلام ) في القران الكريم ؟؟ و نجحت أخيرا بتوفيق من الله سبحانه و تعالى في العثور على هذا الدليل الذي يثبت أن الإمام المهدي (عليه السلام ) مذكور في القرآن الكريم بصورة مؤكدة و يمكن لأي إنسان أن يتأكد من صحتها و مصداقيتها بل أن هنالك ما يدل عليه في الإنجيل و التوراة و الزبور و كما بينت سابقا و سيتبين لاحقا أيضا .
    في الحقيقة إن الإثبات بأن الإمام المهدي ( عليه السلام ) مذكور في القرآن الكريم و الكشف فيه وجود دلائل و إثباتات عنه مثل اسمه و تاريخ ميلاده .. و ارتباط المعلومات المعروفة عنه بالسنة التي سيكون فيها زوال إسرائيل و تحرير بيت المقدس و ارتباط عدد آياته و عدد حروفه و فواتح سوره ما هو إلا معجزة تضاف لمعجزات القرآن الكريم التي تتكشف يوما بعد يوم و الذي يثبت للملحدين و الكفرة و لليهود و النصارى بل و حتى للمسلمين أن هذا القرآن من لدن عزيز حكيم و انه ما كان لبشر أن يحكم آياته بهذا الشكل مهما أوتى من علم . و لو أن الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) هو الذي قام بوضع و كتابة القرآن الكريم أو قام أحد بتأليفه له ( بحيرا الراهب ) كما قال المشركين و اليهود و النصارى فكيف له أن يحكم وضع كل هذا الترتيب وإخفاء العلوم في آياته و سوره و كذلك إن عدم إخبار الرسول الكريم بهذه العلوم مع معرفته بها ( لأننا نملك من الأحاديث النبوية فيها إشارات تدل على انه كان على علم بكل ما في القرآن الكريم من أسرار و لكننا لا ندرك ما أراد الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) بقوله إلا بعد أن نصل إلى الحقائق القرآنية ) لهو دليل آخر على إن معجزة القرآن الكريم معجزة دائمة حتى قيام الساعة فإذا كانت معجزات الأنبياء انقطعت بموتهم و هي من عند الله فهل من الممكن أن تستمر معجزة بشرية على ما يدعون آلاف السنين إن هذا لا يمكن إلا إذا كانت معجزة ربانية فيها دلائل ختام النبؤة باستمرار المعجزة إلى آخر الزمان حيث أن الإمام المهدي (عليه السلام ) سيقوم بإظهار كل العلوم القرآنية عندما يظهر إنشاء الله سبحانه و تعالى .
    ونحن نؤمن بأن الله إذا أراد شي أن يقول له كن فيكون لهذا نحن نؤمن أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) سيظهر في آخر الزمان وعرفنا إننا لا يمكن أن نلجأ إلى السنة النبوية في معرفة حقيقة الإمام المهدي (عليه السلام ) لأنها مختلف فيها ولهذا فيجب أن نجد الدليل من القرآن الكريم لأنه الكتاب الذي اتفق عليه جميع المسلمين ولا يمكن أن يدعي أحدا إن عنده قرآن غير المعروف عندنا وأن ما فيه هو حجة على جميع المسلمين ونحن نعرف أن في القرآن الكريم علم ظاهر وعلم باطن يكشفه الله سبحانه وتعالى عندما يشاء لمن يشاء .
    وأود أن اذكر القارئ إن الإشارات التي أعطانا إياها الله سبحانه وتعالى مهما كانت بسيطة وقد لا يبدو أن لها أي معنى بالنسبة لعقولنا القاصرة ولكنها ستأخذ قوتها من خالقها وواضعها وأن ضعفها وعدم وضوحها فما هي إلا حكمة من الله سبحانه وتعالى حتى يتم الانتباه إليها و معرفة المراد منها في الوقت الذي يأذن به الله سبحانه وتعالى. لأن الرسول محمد ( صلى الله عليه و اله وسلم ) هو آخر الأنبياء فلا نبي من بعده حتى يرث الله سبحانه و تعالى الأرض و من عليها إذا لو أراد الله سبحانه وتعالى للناس أن يعرفوا أمرا فيه خيرهم وصلاح أمرهم أو أراد أن يوضح لهم حقيقة أمر هم مختلفون فيه فأنه من غير الممكن أن يرسل رسولا ليقوم بهذا العمل لأن رسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو آخر الأنبياء ولا أن ينزل ملكا من السماء ليطلع الناس على هذا الأمر ليعرفوا صحته و لكنه سبحانه قد اخبرنا أن في القرآن الكريم بيان كل شيء حيث قال تعالى ( لقد أنزلنا إليكم كتاب فيه ذكركم أفلا تعقلون ) 10 الأنبياء و قال تعالى ( ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم و جئنا بك شهيدا على هؤلاء و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) النحل 89 . إذا فالمرشد والدليل والمخبر لكل ما يريده الله سبحانه وتعالى هو القرآن الكريم .
    وأرجو أن لا يكون القارئ كالذين قالوا لنبي الله موسى عليه السلام أرنا الله جهرة وألان لو فرضنا أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يوضح للناس إن ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) قريب إنشاء الله وانهم يجب علــيهم أن يناصروه لرفع راية لا اله إلا الله محمد رسول الله فكيف يتم هذا التوضيح أو التبليغ إذا يجب أن يتم ذلك بْان يسخر سبحانه و تعالى من يشاء من عباده ليظهر على يديه ما يريده وفي الوقت المناسب لضرورة معرفة هذا الأمر و في هذا الوقت بالذات حتى يقيم الحجة البالغة على عباده .
    وأن إظهار الله سبحانه و تعالى لهذه الحقائق و بــهذا الوقت بالذات هو دليل آخر على قرب ظـــهور الإمام المهدي ( عليه السلام ). و هذا ما سأثبته في هذا الكتاب إنشاء الله . من المفيد أن اذكر بعض من المعلومات التي يؤمن بها الشيعة التي تخص الإمام المهدي ( عليه السلام ) و هي أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) الذي ذكره الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) هو نفسه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) و من نسل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) و الذي اســـمه ( محمد بن الحسن العسكري ) ( عليهما السلام ) هو ولد في سنة( 255 هجرية ) ( 869 ميلادية ) و اصبح إماما في سنة ( 260 هجرية ) ( 874 ميلادية) و في سنة ( 265 هجرية ) ( 879 ميلادية ) بدأت الغيبة الصغرى للإمام حماية له من أعدائه و استمرت لمدة ( 64 ) سنة و كان له في هذه الفترة أربعة وكلاء يبلغون الناس وصاياه و ما يتطلبه منه واجبه كونه إمام الأمة و عند وفاة آخر الوكلاء الأربعة في سنة (329 هجرية ) ( 941 ميلادية ) بدأت ( الغيبة الكبرى ) و هي مستمرة إلى أن يأذن الله سبحانه و تعالى بظهوره مرة أخرى) .
    إن هذه المعلومات هي مختصر لما يقوله الشيعة عن الإمام المهدي (عليه السلام ) و في الحقيقة لا يوجد أي دليل دامغ و قوي من القرآن الكريم لحد الآن على صحة ما ذهبوا إليه و لا يوجد إلا الأحاديث النبوية التي نقلها أهل البيت النبوي ( عليهم السلام ) و التي تؤكد أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) الذي اخبر به الرســول الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) هـو ( الإمام محمد بن الحسن العسكري ) ( عليهما السلام ) و كل المسلمين يؤمنون أن كل ما قاله أهل البيت ( عليهم السلام ) و نقلوه عن الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه و آلــــه و سلم ) ( و لا يتعارض مع القرآن الكريم) من المسلـّـمات التي لا تقبل النقاش . و عند اختلافهم مع غيرهم من المسلمين فأننا نرجح كفتهم على كفة غيرهم لأنهم عترة رسول الله ( صلى الله عليه و اله و سلم ) الذي قال فيهم ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي فان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا فأنـــهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) و لأنهم الذين اذهب الله عنهم الرجس بنص القرآن الكريم و هذا لم يكن لأحد غيرهم من المسلمين و في كل آية من آيات القرآن الكريم مدح الله بها المسلمين الأوائل كان لهم منها النصيب الأكبر بالإضافة إلى ما خصهم الله سبحانه و تعالى به من آيات في القرآن الكريم بين فيها فرض الله سبحانه و تعالى واجب موالاتهم و محبتهم .
    لقد كان الإثبات العلمي هو الدليل الذي يسعى إليه كل من يريد أن يعرف حقيقة أمر و التأكد من صحته . إن الله سبحانه عندما خلق هذا الكون خلقه وفق نظام دقيق و حساب دقيق و لهذا فأن الإنسان قد استطاع أن يكتشف بعض القوانين و المعادلات التي تسيـّـر الكون و المعروف إن كل القوانين و المعادلات ما هي إلا عمليات حسابية رقمية أي إن أي إنسان يبحث في مسالة ما و يجد إنها تسير على نحو حسابي منطقي و أن العلاقات الرياضية فيها مترابطة و يؤازر بعضها بعضا فأن هذا يعني أن الله سبحانه و تعالى له حكمة في وضعها بهذا الترتيب . إن هذا في خلق الكون و ما فيه فكيف في القرآن الكريم الذي هو كلام الله سبحانه و تعالى فمن المؤكد أن ما موجود فيه من حكمة بالغة ما يعجز عن وصفه أي إنسان. و لقد لجأت في بحثي عن الحقيقة إلى البحث في التحليل الرياضي الحسابي للقرآن الكريم و قلت في نفسي إني إذا استطعت أن أجد الرابط أو العلاقة بين القرآن الكريم أو أحد سوره و بين رسول الله محمد (صلى الله عليه و آله و سلم ) و بين الإمام المهدي (عليه السلام ) لتم الإثبات أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) مذكور في القرآن الكريم و لم أجد أي صعوبة في معرفة هذه العلاقة الوثيقة بينهم .
    وسيتبين من خلال هذا الكتاب كيف أن هناك علاقة بين الرسول محمد (صلى الله عليه و آله و سلم ) وبين الإمام المهدي (عليه السلام) ( الذي تقول به الشيعة ) والــذي هو ( الإمام محمد بن الحسن العسكري ) لأنه لـــو لم يكن ( الإمام محمد بن الحســـن العسكري ) هو الإمــام المــهدي ( عليه السلام ) فما هو السر في هذه العلاقة الوثيقة و العجيبة بينه و بين الرسول محمد(صلى الله عليه و آله و سلم) و بين إحدى سور القرآن الكريم ( و التي لو تمعنت بمعناها لوجدت إنها تتحدث عن حال الإمام المهدي (عليه السلام )) و أهل السنة يقولون إن ( الإمام محمد بن الحسن العسكري ) إنسان عادي ليس له أي فضل أو فضيلة سوى انه ينتسب إلى الرسول الكريم و هو ما ينطبق على كل من ولد من نسل الإمامين الحسن و الحسين (عليهم السلام) و ذرياتهم بل إن البعض نكر وجوده أصلا. و إذاً فأن لو كان ( الإمام محمد بن الحسن العسكري ) إنسان عادي وان الله لم يختاره لأمر يريده لحكمة هو يعلمها لما جعل له هذه الدوال و الإشارات و العلاقات في ما بينه و ما بين رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) و ما بين القرآن الكريم .
    وهذا ما سنعرفه من خلال هذا الجزء من الكتاب الذي يؤكد أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) هو نفسه الإمام الثاني عشر من أهل البيت (عليهم السلام) و الذي هو الإمام (محمد بن الحسن العسكري ) (عليهما السلام) . إن اكبر خلاف في ذكر الإمام المهدي بين السنة و الشيعة هو مسألة غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) و إمكانية بقاءه لحد الآن ومن المعروف انه ولد في سنة 255 هجرية و هو باقي إلى ما شاء الله و سيظهر في آخر الزمان وأهل السنة يقولون إن هذا ما لا اصل له في القرآن و السنة وانه شي خارق للعادة و أن المعجزات من هذا النوع لا يظهر إلا على الأنبياء و لقد ذكرت سابقا أن معجزات من هذا النوع ممكن أن تظهر على أي إنسان لو أراد الله سبحانه و تعالى ذلك . و في الحقيقة لقد لفت انتباهي و أنا اقرأ سورة الكهف وجدت فيها من التطابق في ما بينها و بين الإمام المهدي (عليه السلام) ما يثير الاهتمام فان السورة تتحدث عن فتية ( أهل الكهف ) أخفاهم الله في الكهف عن أعين الناس صونا لهم من القتل على يد أعــدائهم ( مع إن الله سبحانه كان يقدر و هو القادر على كل شي أن يحميهم من

    تعليق


    • #3
      أعداءهم بدون اللجوء إلى المعجزة ) و لكنه سبحانه اختار لهم البقاء في الكهف مدة 309 سنين ثم استفاقوا من نومهم و كانوا آية من آيات الله . لقد ذكر الله سبحانه و تعالى قصة أصحاب الكهف في القرآن الكريم و إرادته في بقاءهم في الكهف ما هي إلا عبرة للمسلمين ( في احتمال إخفاء الله سبحانه و تعالى بعضا من عباده لمئات السنين حماية لهم من أعداءهم حتى لو لم يكونوا من الأنبياء). وكما اخبرنا القرآن الكريم و رسول الله محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) إن ذكر قصص الأمم السابقة في القرآن الكريم هو لاتخاذ العبرة منها و العبرة هنا ليس إثبات قدرة الله سبحانه و تعالى لأنه سبحانه و تعالى قادر على كل شيء و لكن العبرة هي إن من طرق حماية الله سبحانه و تعالى لبعض عباده المؤمنين بإخفائهم عن أعين الناس حماية لهم . و الآن لو قارنا حال أصحاب الكهف و غيبتهم عن أعدائهم وغيبة الإمام المهدي (عليه السلام) لوجدنا فيها شبه كبير . و التأكيد الثاني الذي و جدته في سورة الكهف هو في ذكر سيدنا الخضر (عليه السلام ) و هو من بحث عنه نبي الله موسى ( عليه السلام ) للتزود من علمه الذي منَّ الله سبحانه و تعالى به عليه . و هو حي إلى ما شاء الله سبحانه و تعالى لأنه يشرب من بركة ماء الحياة التي يتردد عليها ليشرب منها و دليل هذا في القرآن الكريم حيث إن موسى (عليه السلام) عرف انه و صل إلى المكان الموجود فيه الخضر (عليه السلام) عندما رجعت الحياة إلى السمكة ( الحوت) و سبحت في الماء وكما مبين في الآيات التالية (فلما بلغ مجمع بينهما نسيا حوتهما و اتخذ سبيله في البحر سربا ) 61 الكهف ( قال أرايت إذ أوينا إلى الصخرة فأني نسيت الحوت و ما انسنيه إلا الشيطان أن اذكره و اتخذ سبيله في البحر عجبا ) 63 الكــهف ( قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا ) 64 الكهف إذا فان الخضر باقي إلى ما شاء الله و لديه من العلم اللدني ما يجعل نبي الله موسى (عليه السلام) البحث عنه للتزود من علمه . إن الخضر (عليه السلام) و طول عمره و سعة علمه يشبه حال الإمام المهدي ( عليه السلام ) في طول عمره و سعة علمه عند ظهوره في آخر الزمان . و القصة الثالثة في القرآن الكريم التي لفتت انتباهي هي قصة ذي القرنين الرجل المؤمن الذي وهبه الله سبحانه و تعالى التمكين في الأرض فبسط سلطانه عليها في الشرق و الغرب و هذا ما سيكون للإمام المهدي ( عليه السلام ) عند ظهوره في آخر الزمان إنشاء الله سبحانه و تعالى . و يشاء العليم القدير أن يجمع في هذه السورة ذكر علامة من علامات آخر الزمان ( و الإمام المهدي ( عليه السلام ) أيضا من علامات آخر الزمان ) وهي انهيار السد الذي بناه ذي القرنين و حجز به قوم ياجوج و ماجوج . ثم إن كل المسلمين يذكرون أحاديث مسندة و صحيحة عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) إن قراءة سورة الكهف تحمي الإنسان من فتنة الدجال و المعروف إن الدجال سيخرج في زمن الإمام المهدي (عليه السلام) و لو فكرنا قليلا في معنى حديث رسول الله فكان رسول الله ينبه أن من يقرا سورة الكهف و يتدبر معانيها سيعرف منها صفات الإمام المهدي ( عليه السلام ) ومن ثم سيعرفه ويتبعه و هذا سيكون عاصم له من فتنة الدجال و هذا ما سنثبته في هذا الكتاب . إن كل هذه إشارات أراد بها الله و رسوله بها أن يدلوا المسلمين إلى الإمام المهدي (عليه السلام ) ومن كل هذا نستنتج :
      1-إن الله قد يقوم بإخفاء عباده عن أعين أعدائهم صونا لهم لما يريد منهم من اتخاذ العبر أو أمر موكلين به . و هذا ينطبق على أهل الكهف و الإمام المهدي (عليه السلام ) .
      2-إن الله سبحانه و تعالى يمكن أن يمد عمر أي إنسان إلى ما شاء و يجعل معرفة شخصه محجوبا عن الناس و يعطيه من العلم الواسع الذي هو هبه من الله . و هذا ينطبق على الخضر (عليه السلام ) و الإمام المهدي (عليه السلام ) .
      3- إن الله سبحانه و تعالى يمكن أن يبسط سلطان من يشاء على مشارق الأرض و مغاربها و هذا ما كان لذي القرنين و سيكون للإمام المهدي ( عليه السلام ) .
      4- ذكر الله سبحانه و تعالى في سورة الكهف انهيار سد ياجوج و ماجوج و هي من علامات الساعة (آخر الزمان ) و ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) كذلك من علامات الساعة .
      5 - ذكر رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) إن قراءة سورة الكهف تحمي من فتنة الدجال الذي سيظهر في زمن الإمام المهدي ( عليه السلام ) و هذا دليل على العلاقة بين سورة الكهف و الإمام المهدي (عليه السلام ).
      6 - إن سورة الكهف التي تتحدث عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) تأتي مباشرة بعد سورة الإسراء و التي تتحدث عن زوال إسرائيل أي و كان ترتيب السور في القرآن الكريم يوحي بالفكرة التالية إن بعد زوال دولة إسرائيل ستظهر دولة الإمام المهدي ( عليه السلام ) كما أن السورة التي تأتي بعد سورة الكهف هي ( سورة مريم ) و التي تتحدث عن السيد المسيح عليه السلام و الذي سينزل من السماء و يصلي خلف الإمام المهدي ( عليه السلام ) و يحاربان الدجال و يقتله المسيح ( عليه السلام ) .
      و لو إن السيد بسام نهاد جرار في كتابه ( زوال إسرائيل سنة 2022 ) لم يذكر إن الإمام المهدي (عليه السلام) هو الذي سيقود تحرير القدس الشريف من اليهود الغاصبين مع أن الأحاديث النبوية الشريفة كلها يدل على حدوث هذا الأمر . و هذا طبعا نتيجة للتعتيم الذي جرى على فكرة الإمام المهدي ( عليه السلام ) على مر الأزمان ثم إن أي عاقل تقول له إن المسلمين بما فيهم الآن من ضعف و انكسار سيحررون القدس الشريف من اليهود الذين يسيطرون على العالم و يملكون 200 قنبلة ذرية بعد عشرين سنة من الآن فأنه سيضحك منك و يعتبر انك من الجاهلين . و لكن لو كان السيد بسام يعرف فكرة الإمام المهدي ( عليه السلام ) التي يقول بها الشيعة ( في إن الإمام المهدي (عليه السلام ) عند ظهوره في آخر الزمان سيضيف إلى علم زمانه ما نسبته خمسة و عشرين إلى اثنين بإظهاره العلوم الموجودة في القرآن الكريم لأن العلم الذي سيمتلكه المسلمون آنذاك سيتفوق على جميع العلوم التي يملكها أعداءهم من أمريكان و صهاينة و غربيين ) لكان من السهل عليه أن يشرح كيف سيكون هذا التحرير.
      و الآن سأبدأ بشرح و بيان الدليل العلمي على ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) و في الحقيقة انه قبل شرح الدلائل العلمية فيجب قبل هذا أن أبين و لو بصورة مختصرة بعض الأسس و المعلومات التي قد لا يعرفها عدد كبير من الناس و حتى يكون القارئ على بينه مما يدور في الكتاب .
      و أكيد إن القارئ يتفق معي أن عملية البحث في السورة لاستظهار منها علم خفي مكنون فيها يحتاج إلى طريقة غير عادية فلا يمكن أن نجد الإثبات عن طريق القراءة الاعتيادية للسورة أو لتفسيرها و إلا لكان من السهل على أي إنسان و عند قراءته للقرآن الكريم أن يعرف أسراره و العلوم المكنونة فيه . و لقد أرشدني الله سبحانه و تعالى بتوفيقه إلى ما أوصلني إلى نتيجة مرضية جدا و إنشاء الله سبحانه و تعالى تكون مرضية و مقنعة لكل قارئ منصف و غير متحيز . و هي طريقة عمل بها العديد من العلماء المسلمين و الطريقة هي حساب عدد كلمات القرآن الكريم ( في جزء أو سورة أو آيات مخصوصة ) . و احب أن أبين إن ما سأقوم به هو ليس بأي حال من الأحوال تفسيراً للقرآن الكريم أو لأي سورة منه . لأن التفسير معناه انك تبين ( أو تشرح بصورة موسعة ) ما جاء في الآية أو السورة و تبيين الأحكام الشرعية و العبر ….أما حساب عدد كلمات أو آيات القرآن الكريم فلا يجترئ عليه ولا يغير أحكامه ولا يزيد فيه ولا ينقص . و لا يغير حرف و لا ينقص حرف و الآيات و الكلمات بقيت نفسها هي هي و لم يحدث في القرآن الكريم أي تغيير أو تبديل كونه منه سبحانه وتعالى…و الله سبحانه و تعالى قد تكفل بحفظه .
      و في الحقيقة أنا لم أقم بهذا من تلقاء نفسي….. حيث إن السلف الصالح من علماء الأمة لم يحرموا أو يمنعوا استخدام هذا العلم في كتبهم ومؤلفاتهم، فقد استعمله بعض السلف في تفسير القرآن الكريم وبالتحديد في حساب ليلة القدر، نقل ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره فقال : وقد حكى عن بعض السلف إنه حاول استخراج كونها ليلة سبع وعشرين من القرآن الكريم و من سورة القدر من قوله سبحانه و تعالى و من كلمة (هي) لأنها الكلمة السابعة والعشرين في السورة" [تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج4 صفحة 536] ( و هاهم اغلب المسلمين يلتزمون بـهذه ( الفتوى ) و يعتقدون إن ليلة السابع و العشرين من رمضان هي ( ارجح ما تكون ليلة القدر ) فلم يشكك الحافظ ابن كثير فيه ولم يتهمه ولم يعلق أي تعليق يسيء لمستخدم تلك الطريقة الحسابية… أما من يدعي أن هذا غير جائز و غير شرعي فهذا حال كل من وقف ضد العلم و المعرفة ولا يقبلون أي طرح يوافق ويناصر هذا العلم وطريقة الحساب به… مع انه يثبت الإعجاز العلمي للقرآن الكريم !!!!!!!؟ و أنا متأكد إن فكرة المنع أو التحريم لاستخدام مثل هذه الطرق قد جاءت من خلال بعض الإسرائيليات .
      و لا يوجد في كل كتب الحديث الشريف حديث نبوي واحد من الصحاح يذكر عدم جواز استخدام حساب عدد كلمات أو آيات القرآن الكريم ( و أرجو أن لا يقول أحدكم إن هذه بدعة . و كل بدعة ضلالة …..) فما حرمه رسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) فهو حرام إلى يوم القيامة و ما احله فهو حلال إلى يوم القيامة . طبعا أن القرآن الكريم نزل عليه ( صلى الله عليه و اله و سلم ) و عملية الحساب أو العد معروفة لديهم في ذلك الزمان . إذا لو كانت عملية حساب عدد كلمات الآيات أو الكلمات في القرآن الكريم حراما لبينها عليه الصلاة و السلام و على آله وعلى أساس أن اصل الأشياء إنها ( حلال ) هذا حتى لا يقول أحدا من الناس أن هناك الكثير من الفتاوى ظهرت بعد وفاة رسول الله محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم )…. أما إذا قال أحدا من الناس غير هذا فأن قوله يحتمل الخطأ و الصواب لأنه إنسان و ليس معصوما من الخطأ و الزلل و أن إثبات ما طرحه من رأي أو قول صحيحا أم لا فهو من خلال التطبيق الواقعي و العملي .
      وهذا إثبات أن ما سأقوم به في هذا البحث ( و خاصة عند التعامل مع كتاب الله العزيـز ) مسندا على ما قام به السلف الصالح و لم أقوم باختراع طريقة جديدة لإثبات أمرا أريده . و لو إن اكتشاف طريقة جديدة في إنجاح البحث لا يعيبه في شئ .
      ومن ناحية أخرى يجب أن يعرف القارئ هذا الكتاب علما آخر وهو علم يسمى ( علم الحرف ) وهو علم تحويل الحروف إلى أرقام و هو علم واسع له عدة تطبيقات استفاد منها الإنسان على مر الزمان وهو علم منتشر في كل أنحاء العالم و لقد عمل به علماء المسلمين و اقروا مصداقيته و أجد انه من الضروري أن أبين بعض قواعد و استخدامات هذا العلم الشريف للقارئ الكريم .
      إن (علم الحرف ) هو من أشرف العلوم التي اشتغل بها الإنسان و الذي أكرمه الله سبحانه و تعالى بمعرفته و من المعروف إن أول من عرف هذا العلم هو نبي الله ( إدريس ) ( عليه السـلام ) حيث أن هذه المعرفة كانت من مما وهبت الله سبحانه و تعالى نبيه ( إدريس ) ( عليه السلام ) و من هنا جاء الفعل ( درس , يدرس , دراسة ) أي التعلم و الكتابة و لقد وضع له أسس و قواعد توارثها الحكماء على مر الأجيال . و لقد استخدم الحكماء و المفكرين (علم الحرف ) في استخلاص العلوم و استخراج العديد من الأسرار التي ما كان لها أن ترى النور لولا هذا العلم الشريف أن (علم الحرف ) يستند على إعطاء قيمة عددية معينة لكل حرف من حروف الأبجدية و هي تمثل قوة هذا الحرف أو ( روحه ) و يمكن أن يكون للحروف قيم أخرى و لكنها كلها تعتمد على الترقيم الأول لأستنباطها و العمل بها . وعند دمج هذه الحروف لصنع الكلمة تكون قوة هذه الكلمة نابعة من هذه الحروف و يكون لهذه الكلمة تأثير على الأشياء بصورة كبيرة و عند تجميع العديد من الكلمات يصبح تأثيرها أقوى و أشد ( من المهم جدا معرفة إن التأثير يكون أقوى كثيرا عند قول هذه الكلمات بصوت مسموع و ليس بكتابتها فقط ) و أشرف و أقوى هذه الكلمات هي التي قالها الخالق سبحانه و تعالى و التي أنزلها على رسوله الأمين محمد ( صلى الله عليه وآله و سلم ) و هي ( القرآن الكريم ) و الكل يعرف ما للقران الكريم من تأثيرات و قوة لا يمكن تخيلها أو إنكارها و ليبين الله سبحانه و تعالى عظمة هذا العلم جعل أول خلق خلقه ( القلم ) و ( اللوح المحفوظ ) و أول ما أراد الله سبحانه و تعالى البدء بالخلق قال ( كن ) فكانت الأشياء و المخلوقات . و لقد أشــــار أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى أسرار الحروف القرآنية حيث قال ( لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من باء بسم الله الرحمن الرحيم ) أي ( تحميل سبعين بعيرا بالكتب التي تتحدث عن حرف الباء و أسراره) و قال أيضا ( عليه السلام ) : كل ما في القرآن في الفاتحة و كل ما في الفاتحة في بسم الله الرحمن الرحيم و كل ما في بسم الله الرحمن الرحيم في باء بسم و أنا النقطة التي تحت الباء . و قال عليه السلام : ( إن بين جنبي علماً جما آه لو أجد له حملة , لقد احتويت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم كاضطراب الريشة في الطوى, و ليس ذلك في علم الشرع ) . هذا ما قاله أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الذي قال فيه الرسـول الصــادق الأمين ( صلى الله عليه و آله و سلم )( أنا مدينة العلم و علي بابها ).
      و سأكشف معلومة توصلت إليها عن طريق العمل بعلم الحرف مكنني الله سبحانه و تعالى من الوصول إليها فيها دليل على العلم اللدني الذي وهبه الله سبحانه و تعالى للإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام). ذكرت الروايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) أن الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وضع كتابا أسماه ( كتاب الجفر الجامع ) ذكر فيه بعض الأسرار القرآنية و العلوم الربانية التي استخرجها من القرآن الكريم ( و مع الأسف فأن هذا الكتاب قد فقد على ما هو شائع ) و لقد استخرج (عليه السلام) هذه العلوم من باطن القرآن الكريم و ليدلنا على هذا فقد سمى الكتاب الذي احتوى هذه العلوم و المعارف باسم ( الجفر الجامع ) و على هذا الأساس :
      نجمع قيم الحروف لكلمة ( القرآن ) :
      ا + ل + ق + ر + ا + ن
      1 + 30 + 100 + 200 + 1 + 50 = 382
      من قواعد ( علم الحرف ) استخدام طريقة تسمى ( المقاليب ) أي قلب القيمة العددية للكلمة و هذه العملية يستخرج منها سر باطن الكلمة . و عند اســـتخدامها مع هذه القيمة فنرى أنها تصــبح ( 283 ) و هــذه القيمة تعطي الكلمة ( جفر ) ( 3 = ج , 80 = ف , 200 = ر ) . و عندما سمى الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كتابه بهذا الاسم يقصد أن ما فيه هو علوم و أسرار باطن القرآن الكريم و الله اعلم .
      كلنا سمعنا و نعرف أن لله سبحانه و تعالى ( تسعا و تسعين ) اسما و ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة إن من أحصاها دخل الجنة و أن هناك اسماً واحدا مخفيا هو ما يطلق عليه ( اسم الله الأعظم ) و الذي لا يمكن أن يعرفه إلا من شاء الله له أن يعرفه و هذا الاسم يمكن للإنسان أن يدعو به فيستجيب له الله سبحانه و تعالى و لقد عرف هذا الاسم المبارك الأنبياء ( عليهم السلام ) و البعض من الناس على مر التاريخ و لقد عرفه الأئمة من أهـــل البيت ( عليهم السلام ) و بعض علماء المسلمين و لا يمكن للذي يعرف الاسم الشريف أن يصرح به أبدا لان معرفة هذا الاسم الشريف تكون هبة ربانية لأشخاص مخصوصين و لكن تم ذكر بعض المعلومات و الإشارات حول ( اسم الله الأعظم ) و التي سأورد قسماً منها :
      إن اسم الله الأعظم مكون من حروف الفواتح ( أو بعضها ) في أوائل السور و إن تجميعها بصورة معينة ينتج عنها الاسم الشريف , و كذلك ذكرت بعض الأحاديث عن الأئمة ( عليهم السلام ) إن اسم الله الأعظم موجود في سورة الفاتحة بصورة مقطعة , و ورد في بعض الأحاديث أن اسم الله الأعظم مكون من الحـــروف الصامتة ( غير المنقطة ) و لقد اعتقد بعض علماء المسلمين أنها ( لا اله إلا الله ) و يقال أن اسم الله الأعظم يقرأ باتجاهين من اليسار و من اليمين و لقد وردت مثل هذه الكلمات في بعض آيات القرآن الكريم مثل ( ربك فكبر ) و ( كل في فلك ) و الله اعلم .
      و سيجد القارئ مصداق ( علم الحروف ) من خلال ما سيتبين لاحقاً إنشاء الله . و أساس علم الحرف هو إن لكل حرف قيمة عددية معينة تكون صفة لهذا الحرف ( أو ما يسمى روحه ) و هي على ترتيب ( أبجد هوز حطي ……) و هي :
      ا = 1 ي = 10 ق = 100 غ = 1000
      ب = 2 ك = 20 ر = 200
      ج = 3 ل = 30 ش = 300
      د = 4 م = 40 ت = 400
      هـ = 5 ن = 50 ث = 500
      و = 6 س = 60 خ = 600
      ز = 7 ع = 70 ذ = 700
      ح = 8 ف = 80 ض = 800
      ط = 9 ص = 90 ظ = 900
      و يوجد عدة أنواع من حسابات الحروف فجمع الحروف كما هي يسمى (الجمع بالحرف الكبير ) أما جمع الحروف ( بتحويلها إلى أرقام فردية مثل حرف اللام = 30 أما تحويله إلى رقم فردي فهو بحذف مرتبة العشرات فيصبح ل = 3 وكذلك بالنسبة للأرقام التي تكون مرتبتها مئوية تحذف المرتبة المئوية مثلا حرف التاء = 400 فتصبح التاء = 4 ) إن هذا الجمع يسمى (الجمع الصغير) و إليك بعض الأمثلة على مصداقية علم الحرف :
      عند السؤال : ما هو كتاب الله
      نعطي كل حرف قيمته على حساب الجمع الصغير :
      م + ا + هـ + و + ك + ت + ا + ب + ا + ل + ل + هـ
      4 + 1 + 5 + 6 + 2 + 4 + 1 + 2 + 1 + 3 + 3 + 5 = 37
      الجواب: هو القران الكريم
      عند جمع قيم الحروف لجملة ( هو القران الكريم ) نجد إن لها نفس القيمة العددية:
      هـ + و + ا + ل + ق + ر + ا + ن + ا + ل + ك + ر + ي + م
      5 + 6 +1 +3 + 1 +2 +1 + 5 +1 + 3 + 2 + 2 + 1 + 4=37
      و الآن لنسأل :
      من هو محمد : م + ن + هـ + و + م + ح + م + د
      4 + 5 + 5 + 6 + 4 + 8 + 4 + 4 = 40
      الجواب : هو رسول الله
      هـ + و + ر + س + و + ل + ا + ل + ل + هـ
      5 + 6 + 2 + 6 + 6 + 3 + ا + 3 + 3 + 5 = 40
      نجد أن للجملتين نفس القيمة العددية .
      و من المعروف إن القيمة العددية لأسم محمد بالجمع الكبير هي (92 ) أي
      2 + 90 عند تحويل الجمع إلى الصغير يكون ( 2 + 9 )
      و ألان لنسأل مرة أخرى :
      من هو محمد :
      م + ن + هـ + و + (م + ح + م + د )
      4 + 5 + 5 + 6 + ( 2 + 9 ) = 31
      الجواب : هــو نبي الله .
      هـ + و + ن + ب + ي + ا + ل + ل + هـ
      5 + 6 + 5 + 2 + 1 + 1 + 3 + 3 + 5 = 31
      إن هذه أمثلة بسيطة من الإمكانات التي يمكن الحصول عليها عند العمل بهذا العلم الواسع . و لعل قائل يقول إن هذا العلم هو من صنع الإنسان و أنا أقول له هذا الكلام صحيح و لكن كل علم اكتشفه الإنسان و اثبت مصداقية و قوانين و نتائج فهو أكيد من صنع الله سبحانه و تعالى عرف هذا العلم من عرفه و جهله من جهله و إن عدم المعرفة بأشياء أو العلوم لا يعني عدم و جودها ثم إن ما يظهره مستخدمي هذا العلم من نتائج لها مصداقية يعني أن هذا العلم علم حقيقي أما من يقول غير هذا فرأيه يطرح جانبا و لا يؤخذ به.
      إن كل المسلمين يقرأون القرآن الكريم و يجدون فيه فواتح السور في بداية الآيات مثل ( ألم , المص , كهيعص ,……) و لكن لم يتم معرفة سبب و ضعها في القرآن الكريم لحد الآن و لو أن بعض علماء المسلمين قد أعطى بعض ما يعتقد سبب وضعها في أوائل السور ( و أنا لا اعني إني قد وجدت سبب و ضعها و لكني سأستفيد من هذه الفواتح في هذا البحث ) ولعل ما سأذكره من فائدتها هو نقطة في بحر فوائدها و إن الله له حكمة في وضعها في القرآن الكريم.
      حيث سأقوم بجمع قيمة كل حرف من حروف الفواتح المذكورة في القرآن الكريم ( على طريقة أبجد هوز حطي …….) و التي وجدت إنها تسـاوي ( 3385 ) . و في هذا الكتاب سأقوم بالاستفادة من جميع القيم العددية و العمليات الحسابية التي تفيد بحث موضوع الكتاب . المعروف كما ذكرت سابقا إن الله سبحانه و تعالى قد انزل القرآن الكريم و إن ترتيب آياته و سورة و عددها و مكان كل سورة و آية و عدد كلمات كل آية هو منه سبحانه و تعالى و أن الإنسان ليس له دخل في هذا الترتيب وان لله الحكمة في هذا الترتيب ولا يمكن لأي إنسان أن يدعي إن هذا الترتيب قد جاء بطريقة عشوائية أو بالمصادفة وكذلك نعرف أن في القران علم ظاهر و علم باطن فالعلم الظاهر هو ما نقرأ في القرآن الكريم فأين العلم الباطن الذي في القرآن الكريم .
      إن لكل سورة من سور القرآن الكريم لها مفاتيح يستظهر منها بعض من هذا العلم الباطن و إن الله يهدي من يشاء من عباده إلى بعض هذه المفاتيح أو كلها و طبعا إن عملية إظهار هذه المفاتيح لها طرق خاصة في كل سورة و تستخرج من السورة نفسها وأن المحك الذي يثبت صحة هذه المفاتيح هو بالتطبيق العملي لها على السورة و في الحقيقة أنى لن أقوم بشرح كيفية أيجاد المفاتيح ما عدا شرح بسيط للمفتاح الأول لأنه ضروري في طريقة العمل و حتى يفهم القارئ على أي أساس تم و إن صحة النتائج التي تظهر ستثبت صحته وقد يقول بعض الناس لو كانت هذه الطرق صحيحة فلماذا لم يقوم علماء المسلمين بالعمل على معرفتها و الاستفادة منها في خير الإسلام و المسلمين و أقول لهم إن الله يفعل ما يشاء ( و لو إن أهـل البيت ( عليهم السلام ) قد عرفوا الكثير من العلوم من القرآن الكريم و عرفوا هذه المفاتيح ) كما أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) اخبر أن في آخر الزمان ستستخرج العلوم من القرآن الكريم وبما إننا في آخر الزمان فان هذا هو أوان ظهور هذه العلوم وهذا منها .
      إن المفتاح الأول يستخرج من اسم السورة ( الكهف ) حيث أن المفتاح الأول موجود في الآيات التي تخص أصحاب الكــــهف وهـي تبدأ من الآية رقم (9 ) إلى الآية (26 ) نلاحظ أن الرقـــم (309 ) و الذي يمكن أن نسميه ( ثابت سورة الكهف ) الذي يمثل عدد السنوات التي بقي فيها أصحاب الكهف في كهفهم . نبدأ بحساب عدد (309) كلمة من بداية الآية رقم (9) التي بدأ فيها ذكر أصحاب الكهف فنجد إننا نصل إلى الآية رقم (25 ) ( و لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين و ازدادوا تسعا ) و الكلمة هي ( ثلاث )هي الكلمة رقم (309) أي إن الله سبحانه و تعالى جعل عدد كلمات آيات ذكر أهل الكهف لغاية ( التصريح بعدد سنين لبثهم في الكهف ) مساوي لعدد السنين التي بقى فيها أهل الكهف في كهفهم . أي إن عدد الكلمات يساوي عدد السنين من هنا ندرك المفتاح الأول و هو المفتاح المهم ( و الحساب في عدد السنين ممكن أن يكون على أساس إنها سنوات هجرية أو ميلادية ) . و سأصرح بكل من المفتاح الثاني و الثالث ولكن لن اشرح طريقة إيجاده أو في أي آية و سأتركها لحين وقتها . أما المفتاح الثاني فهو إمكانية الجمع و الطرح بين عدد السنين و عدد الكلمات و الحروف . و المفتاح الثالث هو الذي بين الآيات التي فيها المفاتيح و هذا يعني أن للسورة مفتاحان رئيسيان هما الأول و الثاني . و ألان بعد أن عرفنا مفاتيح السورة نأتي إلى الآيات وعدد الكلمات لكل منها.
      سنقوم أولا بأخذ الآيات التي تروي قصص من أكرمهم الله سبحانه و تعالى بالإخفاء عن أعين الناس ( مثل أصحاب الكهف و سيدنا الخضر عليه السلام) أو أعطاهم من العلوم و المعارف الربانية ( مثل سيدنا الخضر عليه السلام ) أو أعطاهم التمكين في الأرض ( أي السيطرة على مشارق الأرض و مغاربها ) ( مثل ذي القرنين ) فنجد إن الله سبحانه و تعالى قد ذكرهم في سورة واحدة في القرآن الكريم و هي ( سورة الكهف ) و هذه هي أرقام الآيات لكل منها :
      1 – من الآية رقم ( 9 ) إلى الآية رقم ( 26 ) هي الآيات التي تم فيها ذكر أصحاب الكهف .
      2 – من الآيــة رقم ( 65 ) إلى الآية رقم ( 82 ) هـــي الآيات التي تم فيها ذكر ســيدنا الخضر ( عليه السلام ) .
      3 – من الآية رقم ( 83 ) إلى الآية ( 99 ) و هي الآيات التي تم فيها ذكر ذي القرنين .
      وإن كل صفة تميز بها هؤلاء الذين أكرمهم الله سبحانه و تعالى بهذه الكرامات تنطبق على الإمام المهدي ( عليه السلام ) الذي نؤمن بخروجه في آخر الزمان . و لهذا فان احتمال أن يكون ذكر الإمام المهدي ( عليه السلام ) موجود بطريقة ما في هذه السورة ( سورة الكهف ) احتمالا كبيرا و هذه هي مهمة المسلمون لمعرفة أو إثبات هذا الأمر .
      أرجو من القارئ أن يركز معي بصورة عميقة في ما سأذكره من دلائل حتى يصل إليه الهدف من هذا الكتاب . لنرجع إلى سورة الكهف و نبــــدأ بحساب عدد الكلمات من بداية أول ذكــــر لأصحاب الكــهف ( لأنهم أول من ذكر في السورة من الذين أكرمهم الله سبحانه و تعالى ثم إن السورة سميت بأسمائهم ) و من الآية رقم ( 9 ) فنجد أن عـــدد الكلمات من بداية الآيــــة و لغاية بداية التصريح بعدد الســـنين التي لبث أصحاب الكهف في كهفهم في كلمة ( ثلاث ) في الآيــــة رقم ( 25 ) ( و لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سينين و ازدادوا تسعا ) يساوي ( ثلاث مائة و تسعة ) كـلمة ( و هو من آيات إحكام القرآن الكريم ) أي أن كل كلمة في السورة يمكن أن يحـــــسب كـ ( سنة ) و هذا كما قلت دليل من الله سبحانه و تعالى ستظهر فائدته لاحقا . إن الرقــــــم ( 309 ) المذكور في سورة الكهف هو الرقم الوحيد المصرح به ( بصورة مؤكدة ) في السورة .
      وألان لنستمر في حساب عدد كلمات بقية السورة وبعد كلمة ( ثلاث ) التي توقفنا عندها ولـــغاية بداية الآية رقم ( 65 ) التي يبدأ فيها ذكـــــر سيدنا الخضر (عليه السلام ) فنــــجد إنها تساوي ( 632 ) كلمة ( و أرجو أن تحفظ هذا الرقم و تتذكره جيدا ) . و ألان لنبدأ بإكمال حساب عـدد الكلمات من الآية التي فيها أول ذكر لسيدنا الخضـــــر ( عليه السلام ) في الآية رقـــم ( 65 ) ( لأنه ثاني من ذكر في سورة الكهف من المكرمين ) و لغاية بداية الآية التي ذكر فيها ذي القرنين في الآية رقم ( 83 ) فنجد أن عدد الكلمات هو ( 237 ) كلمــــة ( احفظ هذا الرقم جيدا ) . و ألان لنحسب عدد الكلمات من بداية الآية رقم ( 83 ) و التي فيها أول ذكر لذي القرنين و لغاية نهاية السورة في الآية ( 110 ) ( لان ذي القرنين هو آخر المكرمين من الله سبحانه و تعالى في السورة ) فنجد انه يساوي ( 323 ) كلمة .
      و ألان اصبح لدينا هذه المجموعات من أعداد الكلمات في سورة الكهف مع العلم إن العدد الكلي لكلمات سورة الكهف هو ( 1580 ) كلمة .
      1 – من الآية رقم ( 1 ) إلى الآية رقم ( 8 ) = 79 كلمة .
      2 – من الآية رقم ( 9 ) بداية ذكر أصحاب الكهف لغاية التصريح بعـــدد سنين لبثهم في الكهف ( عند كلمة ثلاث ) في الآية رقم ( 25 ) = 309 كلمة .
      3 – من بعد كلمة ( ثلاث ) في الآية رقم ( 25 ) و لغاية أول ذكر للخضر ( عليه السلام ) في الآية رقم ( 65 ) = 632 كلمة .
      4 – من الآية رقم ( 65 ) التي فيها أول ذكر للخضر ( عليه السلام ) لغاية الآية رقم ( 83 ) التي فيها أول ذكر لذي القرنين = 237 كلمة .
      5 – من الآية رقم ( 83 ) بداية أول ذكر لذي القرنين لغاية نهاية السورة في الآية رقـم ( 110 ) = 323 كلمة .
      والآن سنبحث في كل رقم وما يمثله و كيفية الاستدلال منه على شخص الإمام المهدي (عليه السلام ) والذي ينتظر ظهوره في آخر الزمان.
      أولا يجب أن أبين بعض المعلومات المهمة والتي نعرفها عن الإمام محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام ) والذي يمكن أن يكون هو نفسه الإمام المهدي (عليه السلام) وهي:
      1 - انه ولد عليه السلام في منتصف شـهر شـــعبان لسنة ( 255 ) هجرية و هي تساوي سنة ( 869 ) ميلادية .
      2 – اصبح إماما بعد وفاة والده الإمام الحسن العسكري في سنة ( 260 ) هجرية و هي تساوي سنة ( 874 ) ميلادية .
      3 – غــــاب عن الناس ( حماية له من أعداءه ) في ســــنة ( 265 ) هجرية و تساوي سنـــــــة ( 879 ) ميلادية . و سميت غيبته بـ ( الغيبة الصغرى ) .
      4 – استمرت الغيبة الصغرى لمدة ( 64 ) سنة هجرية أي لغاية سنة ( 329 ) هجرية و تساوي سنة ( 941 ) ميلادية . و كان له فيها أربعة وكلاء يبلغون الناس وصاياه .
      5 – بدأت الغيبة الكبرى للإمام بعد وفاة آخر الوكلاء الأربعة في سنة ( 329 ) هجريه و هي مستمرة إلى ما شاء الله لها لحين الموعد المحدد لخروجه عليه السلام .
      وألان لنرجع مرة أخرى إلى سورة الكهف و لنبدأ من الرقم (309 ) ( سنرجع إلى الرقــــم
      (79 ) لاحقا ) و لنرى كيف إن هذا الرقم يربط الإمام المهدي ( محمد بن الحسن العسكري ) (عليه السلام ) بالسورة و بالرسول الكريم محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ).
      نحن نعرف إن الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ولد سنة ( 569 ) ميلادية و توفي عليه الصلاة و السلام و على آله سنة ( 632 ) ميلادية في السنة العاشرة للهجرة و كان عمره عليه الصلاة و السلام و على آله ( 63 سنة ) :
      632 – 569 = 63
      وألان لو حسبنا عدد السنين من ولادة الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و ســــــــلم ) ســنة (569 ) ميلادية و لغاية سنة ولادة الإمام (محمد بن الحسن العسكري ) ( عليه السلام ) في سنة ( 869 ) ميلادية نجد انه يساوي:
      869 – 569 = 300 سنة
      وبما أن السنوات هنا ميلادية فعند تحويل هذه السنوات إلى هجرية فالناتج هو ( 300 سنة ميلادية = 309 سنة هجرية ) و هذا الترتيب موجود في سورة الكهف . أي إن عدد السنين بين ولادة الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و ولادة الإمام محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام ) مذكور في أحد سور القرآن الكريم و في سورة الكهف .
      وقد يقول أحد القراء إن هذا ينطــــبق على الآلاف من الناس الذين ولــــدوا في نفس الســـــــنة ( 869 ) ميلادية . و هذا صحيح و لكن أولا من منهم من نسل الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و ثانيا من منهم معروف عنه انه هو الإمام المهدي الذي وعد الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أو انه الإمام الثاني عشر ( و لو عند الشيعة فقط ) و له غيبتان كما سيظهر من خلال السورة كما أن الدلائل اللاحقة ستثبت هذا الأمر أكثر فأكثر.
      وألان لو قمنا بحساب عدد السنين الميلادية ما بين وفاة الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( سنة 632 ميلادية ) و بداية الغيبة الكبرى للإمام محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام )( سنة 941 ميلادية ) سنجد إنها تساوي:
      941 – 632 = 309
      فأنظر عزيزي القارئ وتعجب كيف أن عدد السنوات الميلادية من ولادة الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولغاية ولادة الإمام محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام ) تســـاوي ( 300 ) سنة . وعدد السنين الميلادية من وفاة الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و بداية الغيبة الكبرى للإمام المهدي ( عليه السلام ) يساوي ( 309 ) سنين ( و الرقم (300) مذكور ضمنيا في السورة ( في الآية رقم (25 ) و كذلك الرقم ( 309 ) مذكور بصورة مباشرة و في نفس الآية .
      لنكمل بقية مجموع الكلمات و المتمثلة بـ ( 632 كلمة ) و لنرى ما هي الصلة التي تستنتج منها ما بين الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام ):
      إن الرقم ( 632 ) يمثل رقم السنة الميلادية لوفاة الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ولو أخذنا اسم الإمام المهدي ( عليه السلام ) وهو ( محمد بن الحسن العسكري ) وقمنا بحساب قيمته العددية بحساب ( ابجد هوز ….) بحساب الجمل الكبير سنجد أن قيمته هي ( 632 ) طبعا بدون حساب كلمة ( بن ) لأنها ليس من اصل الاسم كما إنها مشتركة بين أسماء ذلك الزمان أي إن من حكمة الله سبحانه و تعالى أن جعل رقم السنة التي يتوفى فيها الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مساوي لقيمة اسم الإمام المهدي المنتظر الإمام محمد بن الحســــــن العسكري ( عليه السلام ). فانظر أخي القارئ و تأمل الإحكام الإلهي في إيضاح الدلائل والبراهين لإرشادنا نحن بني البشر إلى الطريق الصحيح و لكن على القلوب أقفالها.
      ولو قمنا بحساب عدد الكلمات من بداية أول ذكر لأصحاب الكهف في الآية رقم ( 9) لغاية أول ذكر للخضر ( عليه السلام ) في الآية رقم ( 65 ) سنجد إن عدد الكلمات يساوي ( 941 ) :
      309 + 632 = 941
      وهو يمثل رقم السنة الميلادية لبداية الغيبة الكبرى للإمام ( سنة 941 ميلادية ) .
      لنكمل بقية الكلمات ونأخذ الكلمات التي ذكر فيها الخضر ( عـــليه السلام ) و التي تســــــــاوي ( 237 ) كلمة فنجد إنها تساوي عدد السنين الميلادية ما بين وفاة الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )( سنة 632 ميلادية ) و سنة ولادة الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عـــليه السلام )( سنة 869 ميلادية ) :
      869 - 632 = 237
      أي و بصورة أخرى إننا لو بدأنا حساب الكلمات من بعد كلمة ( ثلاث ) في الآية رقم (25 ) أي من بــــــعد عــــدد ( 309 ) كلمة من بداية ذكر أصحاب الكهف في الآية رقم ( 9 ) و لغاية آخر كلمة في آخر آية ذكر فيها الخضــــر ( عليه السلام ) في الآية رقم ( 82 ) نجد أن عدد الكلمات هو:
      632 + 237 = 869
      وهذا الرقم يمثل رقم السنة الميلادية التي ولد فيها الإمام المهدي ( محمد بن الحسن العسكري ) ( عليه السلام ) .
      ونكمل حساب الكلمات من بداية ذكر ذي القرنين في الآية رقم (83 ) لغاية نهاية السورة في الآية رقم (110 ) و التي تساوي ( 323 ) كلمة .
      لو جمعنا هذا الرقم (323) مع الرقم ( 309 ) فالناتج هو:
      323 + 309 = 632
      ولقد عرفنا ما يمثل هذا الرقم من رابط بين الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) والإمام المهدي ( محمد بن الحسن العسكري ) ( عليه السلام ) .
      وأن في عدد كلمات هذه المجموعة من الآيات سر يتعلق بغيبة الإمام المهدي ( عليه السلام ) وسأذكره الآن ولكن الشرح المفصل له فسيكون في جزء آخر من الكتاب إنشاء الله :
      إن هذا الرقم ( 323 ) مكون من الرقمين ( 212 , 111 )
      212 + 111 = 323
      والرقـــم ( 212 ) نفسه مكون من الرقمين ( 106 , 106 )
      106 + 106 = 212
      وهذا الرقـــم ( 106 ) فيه ســر الإخفاء كما سأثبت لاحقا و هذا يدل على إن للإمام المـــــهدي ( عليه السلام ) غيبتين لان الرقم ( 106 ) مكرر مرتين ودليل هذا الكلام إن الآية التي فيها الكلمة رقم ( 212 ) هي الآية رقــــــم ( 101 ) ( الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري و كانوا لا يستطيعون سمعا ) فالآية تتحدث عن إمكانية عدم رؤية آيات الله سبحانه وتعالى أو بعض الأشياء من قبل بني الإنسان مع إنها موجودة. أما عدد الآيات ( 111 ) فهو أيضا يمثل قيمة حرف ( الألف ) الذي يمثل الإخفاء أيضا كما سأثبت لاحقا ومن ناحية أخرى هي تساوي القيمة العددية لكلمة ( انس ) ( جمع إنسان ) فالآيات تجمع بين ( سر الإخفاء مكرر وجنس المختفي و هو من الإنس) وهذا لا ينطبق إلا على الإمام المهدي ( عليه السلام ) والله اعلم .
      لنرجع إلى عدد الكلمات من بداية السورة في الآية رقم ( 1 ) ولغاية الآية رقم ( 8 ) فنجد أن عدد كلماتها هو ( 79 ) كلمة و هي تساوي عدد السنين الميلادية منذ ولادة الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام ) و لغاية بداية الغيبة الكبرى والتي تساوي ( 74 ) سنة هجرية و التي تســـاوي ( 72 ) سنة ميلادية. ولقد ذكرت اغلب أحاديث أهل البيت النبوي عليهم السلام إن الإمام المهدي ( عليه السلام ) سيبقى سبع سنوات عندما يظهر في آخر الزمان. ولهذا فان الرقم ( 79 ) يمثل حاصل الجمع بين الفترتين:

      72 + 7 = 79

      ولقد ذكر بعض الأحاديث عن أهل البيت (عليهم السلام ) إن الإمام المهدي ( عليه السلام ) سيمكث
      ( 309 ) سنين بقدر سنين أصحاب الكهف ( انظر كيف إن أهل البيت (عليهم السلام ) عــرفوا إن الإمام المهدي ( عليه السلام ) مذكور في سورة الكهف و لهذا فأعطوا الإشارة إلى هذا في أحاديثهم فهم أعلم الناس بكتاب الله و سنة رسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) )
      إن كل الدلائل السابقة ظهرت عند حساب عدد الكلمات في سورة الكهف و على أساس تقسيم له ضوابط محددة . واليكم ألان بعض الدلائل التي تظهر مما مرتبط بسورة الكهف من أرقام ولها علاقة بالإمام محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام) :
      عرفنا إن قيمة الفواتح في القران الكريم هو (3385) و تحسب ( 3372 ) أيضا كما سأبين لاحقا . بما أن العــــدد (1980) يمثل سورة الكهف وهو ناتج عن ضرب ترتيب السورة في عدد آياتها :
      18 × 110 = 1980
      عند جمع هذا الرقم مع عدد السنين بين رفع المسيح (عليه السلام ) وولادة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله و سلم) الذي يساوي (536) و عدد السنين بين وفاة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) وولادة ( محمد بن الحسن العسكري ) (عليه السلام ) الذي يسـاوي
      ( 237):
      1980 + 536 + 237 = 2753
      نطرح هذا العدد من ( 3385 )
      3385 - 2753 = 632
      وهذا الرقم يساوي قيمة اسم الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عليه السـلام ) .
      نجمع: 1980 + 536 = 2516
      نطرح هذا العدد من قيمة الفواتح:
      3385- 2516 = 869
      وهذا الرقم يمثل السنة التي ولد فيها الإمام المهدي (عليه السلام) .
      لو ضربنا عدد كلمات الآيات من بداية سورة الكهف إلى الآية رقم (8) في عدد الآيات ( 79 ) لوجدنا إنها تساوي 632 وهي تساوي اسم الإمام المهدي ( عليه السلام ) :
      79 × 8 = 632
      قد يقول أحد القراء إن هذه الأرقام جاءت مصادفة ( وهذا قول فيه الكثير من الاجتراء على الله سبحانه وتعالى وكتابه العزيز) لأن هذا الإنسان يدعي أن الله سبحانه وتعالى وضع آيات القرآن الكريم وعدد كلمات كل آية بصورة عشوائية وأنها جاءت بطريق المصادفة وانطبقت على ما تبين سابقا مع العلم أننا نؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو الذي وضعها في كتابه العزيز وأحذر أن تتهم الله سبحانه … فأنك لو قلت انه سبحانه لا يعلم انه وضع هذا الترتيب ( في آيات السورة و تقسيمها وعدد كلماتها) فأنك تتهم الله سبحانه و تعالى حاشاه ( بالجهل ) . أو انه سبحانه وضع هذا الترتيب ولم يريد منه شيئا وهنا ستتهمه حاشاه ( بالعبث) . أو انه سبحانه و ضع هذا الترتيب وهو يعلم به ولغاية أرادها سبحانه منها بحكمته وعلمه و هذا هو الشيء المؤكد طبعا وإن ابلغ رد على من يقول هذا هو أن الله سبحانه وتعالى قد جعل عدد الكلمات التي ذكر بها أهل الكـــــهف ( لغاية التصريح بعدد السنين) مساوي لعدد السنين التي مكثوا فيها في الكهف فهل هذه صدفة أيضا . إن الله سبحانه لم يعطنا هذه الإشارة إلا ليدلنا إلى الطريق لاستخراج بعض مما في سورة الكهف من أسرار ومن عدد كلماتها بصورة خاصة.
      ولإثبات أن كل ما ظهر من قيم عددية وما تمثله من دلائل في سورة الكهف ليس من المصادفات التي يدعيها كل من أعماه التعصب الأعمى عن رؤية الحق الذي وضعه الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز فأن الله سبحانه وتعالى جعل نفس الأرقام التي ظهرت في سورة الكهف تظهر في النصف الأول من القرآن الكريم ( مع العلم أن الكلمة التي تقع في نصف القرآن الكريم هي كلمة ( وليتلطف ) في سورة الكهف و كذلك ما خلق الله سبحانه و تعالى من آية جعلها على الأرض حتى يهدي عباده الذين ظلموا أنفسهم و يعطي الدلائل الواحدة تلو الأخرى حتى يعرف ابن آدم انه الحق من ربه و أنا متأكد انه يوجد من الدلائل الكثير والتي يؤازر بعضها بعضا وادعوا الله سبحانه أن يكشف لنا المزيد منها ولعل أحد القراء الأعزاء من المتبصرين يجد بعض هذه الدلائل إنشاء الله . لقد ذكرت أن السيد بسام نهاد جرار قد اثبت من القرآن الكريم أن زوال إسرائيل سيكون في سنة 2022 ميلادية. ولكنه لم يذكر في كتابه بعض المعلومات المهمة جدا و منها مثلا أن عدد الآيات من بداية سورة البقرة و لغاية بداية سورة الإسراء تساوي 2022 آية و هذا يدل على أن الله سبحانه جعل عدد الآيات من بداية سورة البقرة إلى بداية سورة الإسراء و التي تسمى أيضا بسورة بني إسرائيل مساوي لرقم السنة التي سيكون فيها زوال دولتهم .
      ولعل أحد القراء يتساءل ويحتج إنني بدأت الحساب من سورة البقرة ولم ابدأ من سورة الفاتحة وأقول له أن الله سبحانه وتعالى قد قال في محكم كتابه العزيز ( و لقد آتينك سبعا من المثاني و القران العظيم ) الحجر 87 ولقد ذكر الشيخان في تفسير هذه الآية أن السبع المثاني هي الفاتحة ( لأن فيها سبعة آيات وهي تثنى في الصلاة ) أي أن الله سبحانه و تعالى قد جعل الفاتحة مميزة عن بقية القرآن الكريم مع إنها جزءاً منه ولعل هذه إشارة لنا أن نبدأ بالحساب من السورة التي تأتي بعد الفاتحة وهذا ما يؤكده مما سنتوصل إليه من نتائج والله و رسوله اعلم المهم إننا لو قمنا بالحساب بهذه الطريقة فسنصل إلى نتائج تؤيد ما وصلنا إليه ولو أنني حصلت على نتائج صحيحة حتى لو بدأنا الحساب من بداية سورة الفاتحة كما سيتبين لاحقا.
      لقد عرفنا أن سورة الإسراء تتحدث عن زوال دولة بني إسرائيل وبما أن عدد الآيات من بداية سورة البقرة إلى بداية سورة الإسراء أعطتنا المعلومة المهمة ألا وهي سنة زوال دولة بني إسرائيل إذا لو كانت سورة الكهف تتحدث عن المهدي (عليه السلام) فيجب أن تظهر لنا عدد الآيات من بداية سورة الكهف وإلى بداية سورة البقرة ما يمثل معلومات عنه علما أن عدد الآيات هو ( 2133 ) آية عندها سنرى أن عدد الآيات يساوي:
      632 وهي السنة التي توفي فيها الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله و سلم )
      869 وهي السنة التي ولد فيها الإمام محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام)
      632 وهو يمثل اسم الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام )
      632+ 869 + 632 = 2133
      ( وهذا يمثل نفس عدد الآيات)
      وهي أيضا تساوي:
      309+ 632 + ( 632 + 237 ) + 323 = 2133
      وهي نفس الأرقام التي ظهرت في سورة الكهف و هنا لم يظهر الرقم (79) لأننا في حساب الآيات لم نحسب عدد آيات سورة الفاتحة.
      والآن لو قمنا بحساب عدد آيات الفاتحة و هي سبعة آيات مع العدد 2133
      سنجد أن العدد سيكون ( 2140 ) آية و هو يساوي :
      79 + 632 + 869 + 237 + 323 = 2140
      وهذه الأرقام ظهرت أيضا في سورة الكهف ( و في الحقيقة لم أستطيع أن اعرف سبب ظهور العدد
      (309 ) عند عدم حساب عدد آيات الفاتحة و ظهور العدد (79) عند حساب عــــدد آياتها ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .
      في الحقيقة لقد وجدت للعدد (79) دلالات عجيبة وارتباطه بسورة الكهف وارتباطه بما ظهر فيها من معلومات فمثلا:
      نضرب ( 79 ) في ( 3 ) = 237
      نضرب (79 ) في ( 8 ) = 632
      نضرب (79) في ( 11 ) = 869
      نضرب ( 79 ) في (20 ) = 1580 ( هو عدد كلمات سورة الكهف )
      نضرب (79) في (27 ) = 2133
      وما يمثله كل رقم في سورة الكهف و دلالات هذه الأعداد على الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام .

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم ..

        جزاكم الله خيرا على ما تقدمتم به

        جعل الله لكم هذا العمل الطيب في ميزان حسناتكم

        ولكم مني جزيل الشكر على هذا العلم الذي تنقلونه لنا، ولا يسعني القول إلا سبحان الله ربي ..

        { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } صدق الله العلي العظيم ،،،

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم

          للأهمية - رفعت-الموضوع قيم وفيه دلالات مهمة

          تعليق


          • #6
            اللهم عجل فرج وليك وارزقنا معرفته

            آجركم الله

            تعليق


            • #7
              شكرا لكم

              تعليق


              • #8

                بارك الله فيكم والله يجعلة في ميزان اعمالك
                مشكورين على الموضوع القيم المفيد
                اللهم صل على محمد وال محمد وعجل لوليك الفرج

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيكم والله يجعلة في ميزان اعمالك
                  مشكورين على الموضوع القيم المفيد

                  اللهم صل على محمد وال محمد وعجل لوليك الفرج
                  مع اني لم اقرا الموضوع الا انني ارفع الموضوع بمناسبة المولد الشريف ...
                  ويا ليت كل موالي يكتب موضوعا يحيي به ذكرى المولد الشريف ...

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                  استجابة 1
                  10 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                  بواسطة ibrahim aly awaly
                   
                  أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                  ردود 2
                  12 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                  بواسطة ibrahim aly awaly
                   
                  يعمل...
                  X