الرئيس لحود في حديث شامل إلى محطة NEWS ABC : هزيمة حزب الله صعبة جدا، وان التاريخ سيذكر ان حزب الله تمكن من الوقوف في وجه اسرائيل
أكد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ان لبنان سيخرج من الازمة الحالية أقوى مما كان، معتبرا "ان هزيمة حزب الله صعبة جدا، وان التاريخ سيذكر ان حزب الله تمكن من الوقوف في وجه اسرائيل". ورأى في حديث الى محطة NEWS ABC التلفزيونية الاميركية، إمكان نشر قوات حفظ سلام دولية في الجنوب، معتبرا ان قرار ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب يعود فقط للحكومة اللبنانية. ولفت الى ان العالم سينسى خلال ايام قصف اسرائيل لموقع الامم المتحدة في الجنوب. واعتبر ان نزع سلاح حزب الله بالقوة قد يؤدي الى حرب اهلية في لبنان، مشيرا الى ان عدم التوافق في لبنان اسوأ من ضربنا من العدو الاسرائيلي. وحذر من انه اذا لم تستجب الدول العربية لمواقف شعوبها، فستكون عرضة للاستهداف في المستقبل، وستدفع ثمنا مرتفعا. وإذ أكد الرئيس لحود عدم ثقته بالادارة الاميركية الحالية، لفت الى انه اذا اعتمدت اميركا سياسة عادلة فيمكن التوصل الى حل شامل في المنطقة. وهنا وقائع حوار رئيس الجمهورية مع محطة NEWS ABC:
*سئل: في الساعات الاخيرة رأينا تطورات مزعجة جدا، ما هي ردة فعلكم على قصف قاعدة تابعة للامم المتحدة عند الحدود في جنوب لبنان؟
أجاب: "أنا لست متفاجئا ابدا، فهذه الكارثة كانت قد تكررت عام 1996 عندما قصفت اسرائيل قاعدة للامم المتحدة كان لجأ اليها عدد كبير من المدنيين اللبنانيين. هذا القصف أدى الى مقتل أكثر من مئة لبناني مدني. اسرائيل تفعل ما تريد. ويا للاسف إن المجتمع الدولي يبقى ساكنا ولا يتحرك. بالنسبة إلي أظن ان ما حصل بالامس من قصف على موقع تابع للامم المتحدة تم عمدا".
*سئل: في وقت يساند العديد من الدول تشكيل قوات حفظ السلام ونشرها في منطقة عازلة في الجنوب، ما هو الموقف من هذا الاقتراح؟
أجاب: "هناك اقتراحات وافكار عدة، لكنني اظن ان نشر قوات حفظ السلام في الجنوب قد يحصل، خصوصا ان الامم المتحدة تعمل بديناميكية للتوصل الى حلول".
*سئل: لماذا تقصف اسرائيل موقعا تابعا للامم المتحدة عمدا؟
أجاب: "اسرائيل تريد فقط مصلحتها ولا تأبه لما يقوله العالم، لانها تظن نفسها فوق الجميع وتسعى الى التفلت من كل شيء. لو كنا نحن من قصف موقعا للامم المتحدة، هل تظن ان العالم قد يسكت؟ ولكن بما ان اسرئيل هي التي قصفت هذا الموقع، فإن العالم في رأيي سينسى هذه الحادثة قريبا وخلال ايام".
*سئل: لقد ظهر السيد حسن نصرالله على شاشات التلفزة وهدد بأخذ هذه الحرب الى ما بعد حيفا. ألا تظن ان هذا التهديد سيلقى ردا مكثفا من اسرائيل؟
أجاب: "إسرائيل تعاملت مع قضية الجنديين الاسيرين بطريقة غير متوقعة. في الماضي حصل أسر لجنود اسرائيليين وحصلت عمليات تبادل بين حزب الله واسرائيل. لقد اسر حزب الله هذين الجنديين بعدما استنفدت جميع الوسائل لاطلاق المعتقلين اللبنانيين. وقد توقع حزب الله انه بأسره الجنديين ستحصل عملية تبادل كما كان يحصل في السابق، ولكن الذي حصل ان اسرائيل لجأت الى التدمير الشامل وارتكاب المجازر. ما يحصل في لبنان الآن هو مأساة كبيرة، فقد قتلت اسرائيل حتى الآن اكثر من 400 لبناني نصفهم من الاطفال، بالاضافة الى جرح أكثر من 1600 شخص, ودمرت في قصفها الجسور والموانىء والرادارات ومحطات الاتصال، كما استهدفت محطات ارسال تلفزيونية. الهدف من ذلك هو منع وسائل الاعلام من إظهار الصور عن وحشيتها وقتلها الابرياء. إسرائيل تحاول بجميع الوسائل تدمير لبنان، وتصرفاتها على هذا النحو تدفع حزب الله الى التصرف في شكل يائس، وعندما تصبح يائسا فإنك مستعد للقيام بأي شيء، مما يجعل الامور اكثر تعقيدا. اظن ان الحل الافضل الآن هو التوصل السريع الى وقف لاطلاق النار".
*سئل: هل أخطأ "حزب الله" في أسر الجنديين الاسرائيليين؟
أجاب: "يجب ان تضع نفسك مكان حزب الله الذي وعده المفاوض الالماني بأنه سيتم الافراج قريبا عن المعتقلين اللبنانيين الثلاثة في اسرائيل، ولكن هذا الامر لم يحصل. ووصلت الاخبار الى الحزب انه لا يوجد محاولات لإطلاقهم، لذلك ظن حزب الله ان افضل طريقة هي أسر جنود اسرائيليين ومبادلتهم في وقت لاحق مع الاسرى اللبنانيين، كما كان يجري في السابق". *سئل: إذا ما تقوله ان عمل "حزب الله" مبرر؟
أجاب: "إن ردة فعل اسرائيل جاءت كبيرة، وطريقة تدميرها للبنان غير متكافئة. إسرائيل كانت تبحث عن ذريعة لضرب لبنان، وما يحصل الآن كان مخططا له من جانبها. فمنذ عام 2000 واسرائيل تريد الثأر بعدما أجبرت على الخروج من لبنان، كما أنها لا تريد ان ترى لبنان مزدهرا، وكلما عاد الازدهار الى لبنان تقوم بضربه".
*سئل: إذا كان هذا رد فعل اسرائيل على اسر الجنديين، ففي رأيك كيف سيكون ردها اذا قصفت تل ابيب؟
أجاب: "هذا ما يدفعني الى الدعوة دائما الى عدم الوصول الى نقطة اللاعودة، لذا يجب ان يحصل وقف فوري لاطلاق النار".
سئل: ما يبدو لي اننا لسنا قريبين من وقف لاطلاق النار، والحالة ما زالت مشابهة لما كانت عليه قبل زيارة الوزيرة رايس للمنطقة، ما رأيك؟
أجاب: "لقد زار لبنان العديد من الموفدين الدوليين، لكنهم يجئيون وأيديهم فارغة وهم يتحدثون عن حلول مستقبلية. لا يمكننا الانتظار، وما نريده هو وقف فوري لاطلاق النار ثم التحدث والتفاوض. التفاوض لا يمكن ان يتم تحت الضغط العسكري، وإذا كانوا يظنون ان في إمكانهم إجبارنا على شيء بالقوة والتخلص من "حزب الله" فإنهم مخطئون. لقد ظنوا انهم سينتهون من عمليتهم في لبنان خلال ايام، وها نحن ندخل في الاسبوع الثالث للحرب، ويبدو ان هذه العملية ستستمر. طبعا نحن لا نريد ذلك، إنما نريد التوصل الى وقف لاطلاق النار ومن ثم التفاوض". سلاح "حزب الله"
*سئل: بصفتك قائدا أعلى للقوات المسلحة، وبحسب القرار 1559 فإن مسؤولية الحكومة نزع سلاح "حزب الله"، لماذا لم يحصل ذلك الى الآن؟
أجاب: "إن صفتي كقائد أعلى للقوات المسلحة هي مجرد لقب، أما القرار الحقيقي بإرسال الجيش الى الجنوب فيعود فقط الى الحكومة اللبنانية".
*سئل: إذا ليس لديك صلاحيات لاعطاء الاوامر للجيش؟
أجاب: "ليس للرئيس هذه الصلاحيات. انها صلاحيات الحكومة مجتمعة بحسب الدستور اللبناني الذي ينص على ان أي قرار اساسي يجب ان تتخذه الحكومة مجتمعة".
*سئل: لماذا اذا فشلت الحكومة في إرسال الجيش الى الجنوب؟
أجاب: "لبنان ليس كسائر الدول. له طريقة خاصة في ادارة الامور، قائمة على التوافق بين الطوائف المتعددة في لبنان. بالنسبة الى مسألة حزب الله، كان هذا الموضوع على طاولة الحوار، وكان من المتوقع ان يبحث بين المتحاورين في اواخر هذا الشهر. ولكن نزع سلاح حزب الله بالقوة وليس بالتحاور قد يؤدي الى حرب اهلية في لبنان. هذه المسألة محورية للجميع، ولذلك يجب التوافق عليها بين جميع الاطراف. نحن لا نريد حصول عدم توافق بين اللبنانيين لأن هذا يضر بلبنان ويجر البلاد الى حرب اهلية. عدم التوافق اسوأ من ضربنا من العدو الاسرائيلي".
*سئل: بما ان الحكومة فشلت في نزع سلاح "حزب الله"، ألا تظن ان اعمال اسرائيل مبررة لجهة حماية حدودها الشمالية وحماية نفسها؟
أجاب: "أتظن ان ما تفعله اسرائيل هو الدفاع عن نفسها؟ إذا توقفت عن الهجوم فان حزب الله سيوقف اطلاق النار. انهم يدمرون البنية التحتية للبنان لأنهم يريدون الثأر منه ولا يريدون رؤيته مزدهرا".
*سئل: لبنان في حالة حرب الآن، لماذا لا يشارك الجيش اللبناني في هذه الحرب؟
أجاب: "إذا ما حاولوا التوغل الى قلب لبنان، فإن الجيش سيقاتل ويدافع عن البلاد. لذلك كنت أدعو دائما الى عدم ارسال الجيش الى الحدود مع اسرائيل لان ذلك سيعرضه للهجمات الاسرائيلية. وانا كعسكري اعرف ذلك، وكنت قد خضعت لدورات تدريبية عديدة ومنها في كلية الحرب في الولايات المتحدة، كما في بريطانيا، وتعلمت انه اذا كنت في حالة حرب مع دولة اخرى ولديها جيش اقوى من جيش بلادك فعندها تلجأ الى حرب العصابات للدفاع عن أرضك. وهذا هو الدور الذي يؤديه حزب الله في هذه الحالة".
*سئل: هل "حزب الله" هو جزء من القوات المسلحة في البلاد؟
أجاب: "لا، انه مجموعات مسلحة تتخذ قراراتها بنفسها، حتى اننا لا نعرف مكان وجودها، ولهذا فإنه من الصعب على اسرائيل العثور عليها".
*سئل: لماذا يمكن أي حكومة ان تسمح بوجود هذه المجموعات المسلحة على حدودها؟ أجاب: "جزء كبير من جنوب لبنان ظل رازحا تحت الاحتلال لاكثر من 25 سنة، حتى ان الامم المتحدة ظلت عاجزة عن تطبيق القرار 425. لولا المقاومة اللبنانية لما تحرر لبنان. ان حزب الله محترم جدا في لبنان، وقد ساعدته الاحداث الاخيرة على ان يصبح اقوى واكثر شعبية لدى الشعوب العربية حتى ولو لم يحظ بشعبية لدى الانظمة العربية".
*سئل: هل تعتبر السيد حسن نصرالله بطلا ام ارهابيا؟
أجاب: "السيد حسن نصرالله لم يقل يوما انه يريد تدمير اسرائيل، بل قال مرارا انه يريد تحرير مزارع شبعا والحصول على خرائط الالغام الاسرائيلية وتحرير الاسرى. وأنا أضيف إلى ما قاله المسألة الفلسطينية التي يتأثر لبنان بها جدا. هناك القرار 194 الذي صدر قبل سنوات طويلة من صدور القرار 1559، وحتى الآن لم ينفذ. وهذا القرار يعطي الفلسطينيين حق العودة الى ارضهم، ولا احد يعطيه اهمية. يوجد على ارض لبنان نحو نصف مليون فلسطيني ونسبة الولادات لديهم تفوق بثلاث مرات نسبة الولادات لدى اللبنانيين. لبنان لا يمكنه تحمل هذا العدد الهائل من اللاجئين. كل ما نطلبه هو منحهم حق العودة، ويمكن لبنان بعدها العيش بسلام. يجب اولا التوصل الى وقف فوري لاطلاق النار ثم يجري البحث في كل المواضيع الجوهرية والتوصل الى سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الاوسط".
*سئل: سأعود الى سؤالي عن السيد حسن نصرالله. كيف تنظر الى هذا الرجل؟
أجاب: "أنا احترمه، وهو يعمل لمصلحة لبنان، والكثير من اللبنانيين يحترمونه. اما وصفه بالارهابي، فحتى الاسرائيليون يعرفون جيدا انه ليس ارهابيا. كل ما يطالب به هو استرجاع حقوق لبنان. فهو جنوبي وقد عانى مع عائلته الامرين من الاعتداءات الاسرائيلية واحتلال اسرائيل للبنان. صدقني ان الكثير من اللبنانيين يحترمونه".
*سئل: حتى لو جر لبنان الى الحرب؟
اجاب: "هذه مسألة اخرى، وهذا ما يمكن التفاوض حوله بعد التوصل الى وقف لاطلاق النار. الآن لا يمكن القاء اللوم على فريق من اللبنانيين لأن هذا مصدر عدم توافق بينهم، ولا نريده ان يحصل".
*سئل: هل تعني انك تخشى وقوع حرب اهلية جديدة في لبنان؟
اجاب: "اذا نجحت اسرائيل في ان تخلف اللبنانيين بين بعضهم البعض، وفي دفع قسم منهم الى اعتبار حزب الله غير مرغوب فيه، او السيد حسن نصرالله، فإن هذا سيؤدي بالطبع الى حرب أهلية. ولكن هذا لن يحصل، وعندما تنتهي الازمة سيخرج لبنان منها أقوى مما كان. اتحاد اللبنانيين يقوي لبنان، وتشرذمهم يؤدي الى اضعافه كما حصل عام 1982. لأنهم اليوم موحدون استطاعوا تحرير ارضهم. على أي حال، كل ما نطلبه في الوقت الحاضر هو التوصل الى وقف لاطلاق النار".
*سئل: هل تخشى حربا إقليمية؟
اجاب: "اذا تواصلت الاحداث على هذا النمط، فنحن لا نعرف الى اين ستؤدي. نعرف كيف تبدأ الحرب ولا نعرف كيف تنتهي. هناك الآن دائرة من العنف قد تؤثر على المنطقة بأكملها وهذا ما لا نريده ان يحصل. لا نريد ان نصل الى نقطة اللاعودة. يجب فعل شيء لوقف هذه الدائرة. يمكن الولايات المتحدة ان تضغط على اسرائيل لاعلان وقف لاطلاق النار".
*سئل: ماذا عن سوريا وتأثيرها؟
اجاب: "بعدما تركت سوريا لبنان، لا تريد ان تقحم نفسها في هذه المشاكل. سوريا تقدم الآن مساعدات انسانية للبنان وتستقبل النازحين اللبنانيين اليها".
*سئل: هل تسلح سوريا "حزب الله"؟
اجاب: "لا اعتقد ذلك".
*سئل: وهل تسلح ايران "حزب الله"؟
اجاب: "لا ادري فعلا. لو سألت أي مسؤول في لبنان عن كيفية تسلح حزب الله، فسيجيبك بانه لا يعرف. فحزب الله يعمل بطريقة سرية جدا وهذا ما يجعل مسألة هزمه صعبة جدا".
*سئل: ما هو حجم المساعدة التي يطلبها لبنان؟
اجاب: "حتى الساعة حجم الاضرار يصل الى اكثر من 4 مليارات دولار اميركي، وهذه الفاتورة ترتفع يوما بعد آخر. كنا نتوقع عائدات تصل الى ملياري دولار من القطاع السياحي، بسبب تدفق السياح الى بلادنا. لقد خسرنا هذا. وحتى الذين كانوا يفكرون في انشاء شركات والاستثمار في لبنان، قد اجلوا مشاريعهم ولن يعودوا ربما الى لبنان قبل سنوات". من سينتصر؟
*سئل: هناك اشتباكات ضارية على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. كرجل عسكري، برأيك من سينتصر؟
اجاب: "في الماضي، اسرائيل هزمت الدول العربية في حرب الايام الستة. اما اليوم، فحزب الله، وهو مجموعة صغيرة في بلد صغير، استطاع ان يقف في وجه اسرائيل. لقد استطاعوا الاستيلاء على بلدة واحدة وهم يحاولون جاهدين الاستيلاء على غيرها، وبعد مرور 15 يوما على الاحداث لم يستطيعوا التقدم. كل ما يمكن قوله الآن هو ان التاريخ سيذكر ان حزب الله تمكن من الوقوف في وجه اسرائيل".
*سئل: أشعر بأنك فخور بما يحققه "حزب الله"؟
أجاب: "هذا هو احساس جميع الشعوب العربية. كل الشعوب العربية فخورة بما يحققه حزب الله. حتى الآن، حزب الله استطاع ان يحقق انتصارا بوقوفه في وجه اسرائيل، وهذا شيء لم تستطع أي دولة عربية تحقيقه".
*سئل: هل خاب أملك من فشل الحكومات العربية ورؤسائها وملوكها في مساندة لبنان؟ اجاب: "لسوء الحظ، لم تحاول الدول العربية في بدء الامر الضغط للتوصل الى وقف لاطلاق النار. الآن بدأوا يحاولون فعل شيء. انا متأكد من أنهم يدركون اليوم ان عليهم الاستجابة لمواقف شعوبهم، اذا ارادوا التوصل الى تضامن عربي .اذا لم يفعلوا ذلك، فسيكونون عرضة للاستهداف في المستقبل، وستدفع كل دولة عربية ثمنا مرتفعا".
*سئل: رايس زارت لبنان واجتمعت مع مسؤولين لبنانيين، لكنها لم تجتمع معك بالرغم من انك رئيس للدولة اللبنانية. هل شعرت بأنك مستبعد عن هذه المحادثات؟
أجاب: "بالطبع استبعدت عنها، وسأقول لك السبب. لقد جاءت لمقابلتي بعد اغتيال الرئيس الحريري، وعند وصولها الى لبنان لم تجتمع بي. وهذا ما فعله ايضا مسؤولون فرنسيون واوروبيون. لماذا؟ لانني اقول دائما ما افكر فيه، وما هو الافضل لمصلحة لبنان بدون خوف على مصالحي الشخصية، وهذا لا يعجبهم. ما أقوله هو ان لبنان له حقوق، منها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم ، وهذا لا يحبون ان يسمعونه او ان يتحدثون فيه. ومن السهل عليهم ان يختلقوا الاعذار، ومنها مسألة التمديد. ولكن التمديد حصل كذلك مع الرئيس الذي كان قبلي، ورغم ذلك كانوا يزورونه باستمرار. يريدونني ان اكون رئيسا ينحني دائما ويقول "نعم" لكل شيء كما يحصل مع عدد من قادة الدول. أميركا والغرب يحترمون حقوق الانسان، فهل هذه التصرفات تندرج في إطار احترام حقوق الانسان، ام انهم يحققون مصالحهم ومصالح اسرائيل؟ هم لا يهتمون بمصالحنا. عندما أعطي رأيي واقول موقفي بصراحة، يردون علي بالمقاطعة. ما هي الديموقراطية؟ ألا تعني ان لك الحق في اعطاء رأيك بحرية؟".
*سئل: لماذا استبعدت عن اجتماعات رايس؟
أجاب: "عندما كان الجنوب محتلا، كنت انا قائدا للجيش ولم يكن الاميركيون يحبون سماع رأيي حول شرعية المقاومة لتحرير الارض. عندما أتحدث عن القرار 194 وحق الفلسطينيين في العودة الى ارضهم، فالاميركيون لا يحبون سماع ذلك، لأن ما يهم اميركا هو حماية مصلحة اسرائيل فقط".
*سئل: هل تأمل في ان تجد اميركا، وهي اقوى دولة في العالم، حلا لهذه الازمة؟ هل تثق بان اميركا قد تتمكن من حل الازمة؟
اجاب: "اذا عادت اميركا الى مبادئها المرتكزة على احترام حقوق الانسان، فقد تتمكن من إحلال السلام في المنطقة، وخصوصا اذا غيرت سياستها المدافعة عن حقوق اسرائيل. اذا اعتمدت سياسة عادلة فيمكنها الوصول الى حل شامل".
*سئل: هل تثق بالادارة الاميركية الحالية؟
اجاب: "حتى الآن لا".
سئل: ماذا على الشعب الاميركي برأيك ان يفهم؟
اجاب: "انا اقول للشعب الاميركي الذي يؤمن بالديموقراطية وحقوق الانسان، ان ما يحصل في القرن الحادي والعشرين لا يمكن ان يصدق. لا يمكن أحدا ان يصدق انهم يستعملون 23 طنا من المتفجرات، أي ما يعادل قنبلة نووية تكتيكية، لتفجير جامع واحد، وانهم يرمون القنابل الذكية على مبان آهلة بالسكان المدنيين. لا اعتقد ان الشعب الاميركي يقبل ذلك. انا عشت في اميركا واعرف ان الشعب الاميركي يحب ممارسة الديموقراطية والعدالة. سياسة الادارة الاميركية الحالية غير عادلة، وهي لا تأبه بحقوق الانسان والمدنيين والابرياء الذين يقتلون".