واشنطن تغطي الفشل العسكري الإسرائيلي بقوات دولية لحراستها
المقاومة تترجم تهديدها <ما بعد حيفا> فتقصف <العفولة> بالصواريخ
السفير – بتصرف:
وفي اليوم السابع عشر من الحرب الاسرائيلية المفتوحة ضد لبنان برا وبحرا وجوا، بدأت الوقائع الميدانية، وءاخرها الاندحار عن بنت جبيل ومارون الراس، بعد ظهر امس، تفرض نفسها على طريقة تعامل واشنطن مع المساعي الهادفة للتوصل الى وقف اطلاق النار.. بشروطها، خاصة انها كرّست نفسها منذ اللحظة الأولى صاحبة القرار الاول والاخير بالعدوان ضد لبنان، وليس تل ابيب.
وفي موازاة ذلك، نفذت المقاومة، امس، قرارها بالانتقال الى <مرحلة ما بعد حيفا>، فأطلقت للمرة الاولى، صاروخا من طراز جديد اسماه <خيبر واحد>، بلغ مدينة العفولة على بعد 47 كيلومترا من الحدود مع لبنان، فيما كان الجيش الاسرائيلي يعلن عن سقوط احدى طائراتها الاستطلاعية من طراز <ام كا> في منطقة جبل الباروك، بعدما كانت سقطت طائرة ثانية، من النوع نفسه، ليل امس الاول، في منطقة المصنع بين الحدود اللبنانية والسورية.
بدورها، حققت المقاومة، امس، انجازا نوعيا، حيث نجحت مجموعاتها في محاصرة تجمع اسرائيلي بالقرب من <استراحة القدس> في الطرف الجنوبي لبلدة مارون الراس المطل على مستوطنة <افيفيم> بقذائف الهاون والصواريخ الموجهة قبل ان تنقض عليه، ما استدعى تدخل الطيران المروحي لاخلاء الجنود.
وقالت مصادر المقاومة ل<السفير> ان احدى مجموعاتها رصدت لاحقا مجموعة اسرائيلية محتجزة في احد المنازل قرب الاستراحة نفسها، فتم التعامل معها بالنيران، قبل ان يتدخل الاسرائيليون مجددا لاخلاء اصاباتهم. ومن بعدها، توالى مسلسل هجمات المقاومين على القوتين المتمركزتين في تلة مسعود ومثلث بنت جبيل عيترون مارون الراس، قبل ان يقرر الاسرائيليون الانسحاب كليا (قالوا تكتيكيا) من المنطقة باتجاه خراج مارون ويارون وجبل كحيل من جهة عيترون.
رايس عائدة و<الترويكا> الأوروبية في بيروت
ولم تغب الوقائع الميدانية عن مسرح الاتصالات السياسية، لا بل كانت هي الاساس في تحديد مساراتها، حتى ان السفارة الاميركية في بيروت، بدت حتى ساعة متأخرة من ليل امس، مهتمة الى حد كبير، بالحصول على معطيات تقنية حول نوعية الصواريخ التي استهدفت، امس، منطقة العفولة، كما بدت مهتمة بدرجة أعلى في رفع معنويات <بعض> فريق الاكثرية الذي سحب ملاحظاته وقراءاته على التطورات الأخيرة، وبدا في جزء منه مهتما بتوجيه رسائل واضحة الى <المقاومة>، الامر الذي ازعج المتابعين في السفارة الاميركية والذين كانوا على صلة مباشرة ساعة بساعة بالفريق الذي تركته وزيرة الخارجية كوندليسا رايس يتابع العمليات الميدانية في القدس المحتلة ويضم مستشارها لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش ومسؤول ملف الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي الاميركي اليوت ابرامز.
وبالتزامن مع <التراجع> الاميركي الذي تم تظهيره، في المؤتمر الصحافي الذي عقده كل من الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في البيت الابيض، مساء امس، حمل وفد <الترويكا> الاوروبية القادم من القدس المحتلة، الى بيروت، اشارات واضحة للمأزق الذي بلغه الاسرائيليون، حيث لم يتبين لهم هناك وجود اي مؤشر لتحقيق كل اهداف حربهم ولا وجود رغبة بالتورط في عملية برية او اي خيار اقليمي، لكنهم سمعوا هناك موقفا واضحا <نريد مهلة جديدة تمتد بين اسبوعين وخمسة اسابيع، ولذلك عليكم ارجاء الممرات الآمنة حتى ننهي عملنا>.
وبدا واضحا من خلال محادثات وفد <الترويكا> الاوروبية في بيروت انه تم تلزيمه الشق الانساني لتأكيد دوره في لبنان والمنطقة. أما الملف السياسي، وتحديدا ملف معالجة الازمة دبلوماسيا، فإنه بأيدي الاميركيين وتحديدا رايس وفريقها <المقيم> قبل الحرب وخلالها في القدس المحتلة!
ومع التطابق الحاصل في الموقفين اللبناني والاوروبي حول اولوية وقف النار والمعالجات الانسانية، الذي ترافق مع دعوة اطلقتها الامم المتحدة لوقف القتال 72 ساعة من اجل اجلاء الجرحى والاطفال والمسنين والمعوقين من الجنوب ونقل امدادات الاغاثة الى مئات الآلاف ممن اضطروا للنزوح عن قراهم، شهد السراي الكبير، امس، زحمة دبلوماسية كان اللافت للانتباه فيها الموقف الذي صدر عن السفير الاميركي جيفري فيلتمان، بعد اجتماعه نحو ساعة برئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وقال فيه إن <الحكومة اللبنانية اتخذت قرارا مهما بالأمس (امس الاول) يساعد كثيرا على وقف سريع لإطلاق النار>.
وسمع السنيورة مواقف مماثلة من ممثل الامين العام للامم المتحدة في بيروت غير بيدرسون والسفير البريطاني جيمس واط والسفير الفرنسي برنار ايمييه.
وابلغت الدوائر الرسمية اللبنانية، مساء امس، ان وزيرة الخارجية الاميركية ستزور بيروت مجددا في غضون 48 ساعة، كما تلقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالا من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بانه سيزور بيروت قريبا، في حين اشارت التقارير الدبلوماسية الواردة الى بيروت، الى ان جلسة مجلس الامن الدولي ستعقد يوم الاثنين المقبل.
وقالت مصادر رسمية لبنانية متابعة ل<السفير> ان اهمية تبني جلسة مجلس الوزراء، امس الاول، للخطة التي طرحها الرئيس السنيورة في مؤتمر روما، هي توجيه رسالة سياسية للمجتمع الدولي الذي اشترط توافر تفاهم داخلي لبناني على اي مقترحات تطرح قبل حصول موافقة دولية عليها.
واضافت ان الحكومة اظهرت وحدة الموقف اللبناني ووجود فهم مشترك للسلة اللبنانية التي طرحت في روما، وجاء الشرح الذي قدمه وزير الاعلام غازي العريضي جزءا لا يتجزأ من هذه السلة، خاصة في موضوع عودة النازحين بالتزامن مع الوقف الفوري لاطلاق النار.
واوضحت المصادر ان مبدأ القوة الدولية متفق عليه لبنانيا، وبالتالي فإن الأمور بدأت تدرس في الامم المتحدة من قبل فريق كوفي انان، مشيرة الى ان موضوع القوة الاطلسية او المتعددة الجنسيات على غرار ما جرى في العام 1983 قد حسم بصورة سلبية من الجانب اللبناني، كما ان خيار <اليونيفيل> الحالي مرفوض من الجانب الاسرائيلي، وبالتالي يجري البحث عن خيار ثالث لم يتبلور بعد لكن يجب ان يكون مُرضيا للجميع، وبالدرجة الاولى للبنان، ويحافظ على وحدته الوطنية.
وكشفت المصادر ان وفد الترويكا الاوروبية الذي زار بيروت، امس، تحدث عن قوة دولية مهمتها الاساسية <حماية وقف اطلاق النار>، وان هذا الخيار ربما يكون الانسب لكن بعد التدقيق في طبيعة القوة ومهامها والدول المشاركة فيها، وهو الامر الذي جرى التشديد عليه من قبل <المقاومة> في جلسة مجلس الوزراء امس الاول، فضلا عن التدقيق في معنى المطالبة بتعديل اتفاقية الهدنة وتطويرها، خاصة ان بعض التفسيرات راحت الى حد القول ان هذا الامر يتطلب حتما مفاوضات لبنانية اسرائيلية لان اي تعديل او تطوير يحتاج الى موافقة الجانبين والامم المتحدة.
وقالت مصادر دبلوماسية لبنانية ل<السفير> ان الكرة اصبحت فعليا في الملعبين الاميركي والاسرائيلي، واضافت: <للمرة الاولى منذ سبعة عشر يوما نلمس ان المساعي الدبلوماسية بدأت تتخذ شكلا واضحا ومحددا، خاصة في ضوء النقاش السياسي الحاصل في تل ابيب من جهة، وحالة القلق الدولية من توسع التوتر في اتجاهات اقليمية من جهة ثانية>.
فيلتمان: توافق كبير
في الأولويات مع لبنان!
من جهته، قال السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان في حديث إلى برنامج <بكلّ جرأة>، ليل امس، ان هناك توافقا كبيرا في الأولويّات بين لبنان والولايات المتحدة، واضاف: <أنتم بحاجة إلى قوة دولية حتى تتمكنوا من الاستقرار. والولايات المتحدة تدعم تشكيل قوة دولية عسكريّة بما يكون مفيدا للبنان. حتى لو لم نشأ المشاركة فيها. كما نريد أن ندعم تدريب وتجهيز الجيش اللبناني للوصول إلى الحدود بحسب اتفّاق الطائف>.
واشار الى انه منذ 6 شباط الماضي <وحوارنا مع العماد ميشال عون يدور حول ورقة التفاهم بينه وبين (السيّد حسن) نصر الله. وأنا اليوم أتساءل ما هو موقف عون من هذه الورقة. يجب أن أراه لأستفسر عن الأمر. ونحن لا ننسى أن عون وكتلته هما اللذان جعلانا ندرك مشكلة الأسرى اللبنانيين في السجون السوريّة. لكننا نحن لا نفهم لماذا ذهب باتجاه <المقاومة> وقد أقلقنا الأمر. هو يرى في ذلك خطوة إلى الحوار الوطني>، معتبرا ان <مشكلتنا مع <المقاومة> فقط في ما يتعلّق بجناحه العسكري>.
وردا على سؤال قال <نحن عندما نطلب مساعدة سوريا في لبنان، لا نعطيها الضوء الأخضر للعودة إلى لبنان. هذا كلام غير منطقي. لبنان قادر على حكم نفسه بنفسه. ونأمل ألا تدعوها أنتم للعودة. ما يمكن أن تفعله سوريا هو أن توقف تهريب الأسلحة عبر الحدود. وعلى الدولة أن تضع يدها على الأسلحة>.
جنبلاط: لمن سيهدي
نصر الله انتصاره؟
بدوره، رأى رئيس <اللقاء الديموقراطي> النائب وليد جنبلاط ان المقاومة قد سجلت انتصارا مهما وهائلا بغض النظر عن نتيجة ما سيؤول اليه العدوان الاسرئيلي، لأنه استطاع كسر شوكة الجيش الاسرائيلي. ولكنه تساءل ما اذا كان الأمين العام للمقاومة السيد حسن نصر الله سيهدي هذا النصر الى الدولة اللبنانية، دولة <الطائف> الذي ينص على التزام الهدنة وعلى علاقات صحية مع سوريا لتثبيت الاستقلال، أم للنظام السوري أو لايران كي تحسن شروط التفاوض على الركام اللبناني؟
وكرر جنبلاط تساؤله هذا عشرات المرات، خلال الحوار الذي اجراه معه أمس تلفزيون <المستقبل>، معتبرا انه كلام للتاريخ. واعتبر ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء أمس الأول ايجابي، لكنه قال ان العبرة في التنفيذ، متسائلا عما اذا كانت المقاومة ستقبل فعليا باتفاق الهدنة، وحرص على القول ان كلامه ليس أبدا للتشكيك، ولكن بعد ان يهدأ المدفع ونصحو من سكرة النصر تصبح كلها استحقاقات أساسية عنوانها اتفاق <الطائف> والهدنة.
المقاومة تترجم تهديدها <ما بعد حيفا> فتقصف <العفولة> بالصواريخ
السفير – بتصرف:
وفي اليوم السابع عشر من الحرب الاسرائيلية المفتوحة ضد لبنان برا وبحرا وجوا، بدأت الوقائع الميدانية، وءاخرها الاندحار عن بنت جبيل ومارون الراس، بعد ظهر امس، تفرض نفسها على طريقة تعامل واشنطن مع المساعي الهادفة للتوصل الى وقف اطلاق النار.. بشروطها، خاصة انها كرّست نفسها منذ اللحظة الأولى صاحبة القرار الاول والاخير بالعدوان ضد لبنان، وليس تل ابيب.
وفي موازاة ذلك، نفذت المقاومة، امس، قرارها بالانتقال الى <مرحلة ما بعد حيفا>، فأطلقت للمرة الاولى، صاروخا من طراز جديد اسماه <خيبر واحد>، بلغ مدينة العفولة على بعد 47 كيلومترا من الحدود مع لبنان، فيما كان الجيش الاسرائيلي يعلن عن سقوط احدى طائراتها الاستطلاعية من طراز <ام كا> في منطقة جبل الباروك، بعدما كانت سقطت طائرة ثانية، من النوع نفسه، ليل امس الاول، في منطقة المصنع بين الحدود اللبنانية والسورية.
بدورها، حققت المقاومة، امس، انجازا نوعيا، حيث نجحت مجموعاتها في محاصرة تجمع اسرائيلي بالقرب من <استراحة القدس> في الطرف الجنوبي لبلدة مارون الراس المطل على مستوطنة <افيفيم> بقذائف الهاون والصواريخ الموجهة قبل ان تنقض عليه، ما استدعى تدخل الطيران المروحي لاخلاء الجنود.
وقالت مصادر المقاومة ل<السفير> ان احدى مجموعاتها رصدت لاحقا مجموعة اسرائيلية محتجزة في احد المنازل قرب الاستراحة نفسها، فتم التعامل معها بالنيران، قبل ان يتدخل الاسرائيليون مجددا لاخلاء اصاباتهم. ومن بعدها، توالى مسلسل هجمات المقاومين على القوتين المتمركزتين في تلة مسعود ومثلث بنت جبيل عيترون مارون الراس، قبل ان يقرر الاسرائيليون الانسحاب كليا (قالوا تكتيكيا) من المنطقة باتجاه خراج مارون ويارون وجبل كحيل من جهة عيترون.
رايس عائدة و<الترويكا> الأوروبية في بيروت
ولم تغب الوقائع الميدانية عن مسرح الاتصالات السياسية، لا بل كانت هي الاساس في تحديد مساراتها، حتى ان السفارة الاميركية في بيروت، بدت حتى ساعة متأخرة من ليل امس، مهتمة الى حد كبير، بالحصول على معطيات تقنية حول نوعية الصواريخ التي استهدفت، امس، منطقة العفولة، كما بدت مهتمة بدرجة أعلى في رفع معنويات <بعض> فريق الاكثرية الذي سحب ملاحظاته وقراءاته على التطورات الأخيرة، وبدا في جزء منه مهتما بتوجيه رسائل واضحة الى <المقاومة>، الامر الذي ازعج المتابعين في السفارة الاميركية والذين كانوا على صلة مباشرة ساعة بساعة بالفريق الذي تركته وزيرة الخارجية كوندليسا رايس يتابع العمليات الميدانية في القدس المحتلة ويضم مستشارها لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش ومسؤول ملف الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي الاميركي اليوت ابرامز.
وبالتزامن مع <التراجع> الاميركي الذي تم تظهيره، في المؤتمر الصحافي الذي عقده كل من الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في البيت الابيض، مساء امس، حمل وفد <الترويكا> الاوروبية القادم من القدس المحتلة، الى بيروت، اشارات واضحة للمأزق الذي بلغه الاسرائيليون، حيث لم يتبين لهم هناك وجود اي مؤشر لتحقيق كل اهداف حربهم ولا وجود رغبة بالتورط في عملية برية او اي خيار اقليمي، لكنهم سمعوا هناك موقفا واضحا <نريد مهلة جديدة تمتد بين اسبوعين وخمسة اسابيع، ولذلك عليكم ارجاء الممرات الآمنة حتى ننهي عملنا>.
وبدا واضحا من خلال محادثات وفد <الترويكا> الاوروبية في بيروت انه تم تلزيمه الشق الانساني لتأكيد دوره في لبنان والمنطقة. أما الملف السياسي، وتحديدا ملف معالجة الازمة دبلوماسيا، فإنه بأيدي الاميركيين وتحديدا رايس وفريقها <المقيم> قبل الحرب وخلالها في القدس المحتلة!
ومع التطابق الحاصل في الموقفين اللبناني والاوروبي حول اولوية وقف النار والمعالجات الانسانية، الذي ترافق مع دعوة اطلقتها الامم المتحدة لوقف القتال 72 ساعة من اجل اجلاء الجرحى والاطفال والمسنين والمعوقين من الجنوب ونقل امدادات الاغاثة الى مئات الآلاف ممن اضطروا للنزوح عن قراهم، شهد السراي الكبير، امس، زحمة دبلوماسية كان اللافت للانتباه فيها الموقف الذي صدر عن السفير الاميركي جيفري فيلتمان، بعد اجتماعه نحو ساعة برئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وقال فيه إن <الحكومة اللبنانية اتخذت قرارا مهما بالأمس (امس الاول) يساعد كثيرا على وقف سريع لإطلاق النار>.
وسمع السنيورة مواقف مماثلة من ممثل الامين العام للامم المتحدة في بيروت غير بيدرسون والسفير البريطاني جيمس واط والسفير الفرنسي برنار ايمييه.
وابلغت الدوائر الرسمية اللبنانية، مساء امس، ان وزيرة الخارجية الاميركية ستزور بيروت مجددا في غضون 48 ساعة، كما تلقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالا من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بانه سيزور بيروت قريبا، في حين اشارت التقارير الدبلوماسية الواردة الى بيروت، الى ان جلسة مجلس الامن الدولي ستعقد يوم الاثنين المقبل.
وقالت مصادر رسمية لبنانية متابعة ل<السفير> ان اهمية تبني جلسة مجلس الوزراء، امس الاول، للخطة التي طرحها الرئيس السنيورة في مؤتمر روما، هي توجيه رسالة سياسية للمجتمع الدولي الذي اشترط توافر تفاهم داخلي لبناني على اي مقترحات تطرح قبل حصول موافقة دولية عليها.
واضافت ان الحكومة اظهرت وحدة الموقف اللبناني ووجود فهم مشترك للسلة اللبنانية التي طرحت في روما، وجاء الشرح الذي قدمه وزير الاعلام غازي العريضي جزءا لا يتجزأ من هذه السلة، خاصة في موضوع عودة النازحين بالتزامن مع الوقف الفوري لاطلاق النار.
واوضحت المصادر ان مبدأ القوة الدولية متفق عليه لبنانيا، وبالتالي فإن الأمور بدأت تدرس في الامم المتحدة من قبل فريق كوفي انان، مشيرة الى ان موضوع القوة الاطلسية او المتعددة الجنسيات على غرار ما جرى في العام 1983 قد حسم بصورة سلبية من الجانب اللبناني، كما ان خيار <اليونيفيل> الحالي مرفوض من الجانب الاسرائيلي، وبالتالي يجري البحث عن خيار ثالث لم يتبلور بعد لكن يجب ان يكون مُرضيا للجميع، وبالدرجة الاولى للبنان، ويحافظ على وحدته الوطنية.
وكشفت المصادر ان وفد الترويكا الاوروبية الذي زار بيروت، امس، تحدث عن قوة دولية مهمتها الاساسية <حماية وقف اطلاق النار>، وان هذا الخيار ربما يكون الانسب لكن بعد التدقيق في طبيعة القوة ومهامها والدول المشاركة فيها، وهو الامر الذي جرى التشديد عليه من قبل <المقاومة> في جلسة مجلس الوزراء امس الاول، فضلا عن التدقيق في معنى المطالبة بتعديل اتفاقية الهدنة وتطويرها، خاصة ان بعض التفسيرات راحت الى حد القول ان هذا الامر يتطلب حتما مفاوضات لبنانية اسرائيلية لان اي تعديل او تطوير يحتاج الى موافقة الجانبين والامم المتحدة.
وقالت مصادر دبلوماسية لبنانية ل<السفير> ان الكرة اصبحت فعليا في الملعبين الاميركي والاسرائيلي، واضافت: <للمرة الاولى منذ سبعة عشر يوما نلمس ان المساعي الدبلوماسية بدأت تتخذ شكلا واضحا ومحددا، خاصة في ضوء النقاش السياسي الحاصل في تل ابيب من جهة، وحالة القلق الدولية من توسع التوتر في اتجاهات اقليمية من جهة ثانية>.
فيلتمان: توافق كبير
في الأولويات مع لبنان!
من جهته، قال السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان في حديث إلى برنامج <بكلّ جرأة>، ليل امس، ان هناك توافقا كبيرا في الأولويّات بين لبنان والولايات المتحدة، واضاف: <أنتم بحاجة إلى قوة دولية حتى تتمكنوا من الاستقرار. والولايات المتحدة تدعم تشكيل قوة دولية عسكريّة بما يكون مفيدا للبنان. حتى لو لم نشأ المشاركة فيها. كما نريد أن ندعم تدريب وتجهيز الجيش اللبناني للوصول إلى الحدود بحسب اتفّاق الطائف>.
واشار الى انه منذ 6 شباط الماضي <وحوارنا مع العماد ميشال عون يدور حول ورقة التفاهم بينه وبين (السيّد حسن) نصر الله. وأنا اليوم أتساءل ما هو موقف عون من هذه الورقة. يجب أن أراه لأستفسر عن الأمر. ونحن لا ننسى أن عون وكتلته هما اللذان جعلانا ندرك مشكلة الأسرى اللبنانيين في السجون السوريّة. لكننا نحن لا نفهم لماذا ذهب باتجاه <المقاومة> وقد أقلقنا الأمر. هو يرى في ذلك خطوة إلى الحوار الوطني>، معتبرا ان <مشكلتنا مع <المقاومة> فقط في ما يتعلّق بجناحه العسكري>.
وردا على سؤال قال <نحن عندما نطلب مساعدة سوريا في لبنان، لا نعطيها الضوء الأخضر للعودة إلى لبنان. هذا كلام غير منطقي. لبنان قادر على حكم نفسه بنفسه. ونأمل ألا تدعوها أنتم للعودة. ما يمكن أن تفعله سوريا هو أن توقف تهريب الأسلحة عبر الحدود. وعلى الدولة أن تضع يدها على الأسلحة>.
جنبلاط: لمن سيهدي
نصر الله انتصاره؟
بدوره، رأى رئيس <اللقاء الديموقراطي> النائب وليد جنبلاط ان المقاومة قد سجلت انتصارا مهما وهائلا بغض النظر عن نتيجة ما سيؤول اليه العدوان الاسرئيلي، لأنه استطاع كسر شوكة الجيش الاسرائيلي. ولكنه تساءل ما اذا كان الأمين العام للمقاومة السيد حسن نصر الله سيهدي هذا النصر الى الدولة اللبنانية، دولة <الطائف> الذي ينص على التزام الهدنة وعلى علاقات صحية مع سوريا لتثبيت الاستقلال، أم للنظام السوري أو لايران كي تحسن شروط التفاوض على الركام اللبناني؟
وكرر جنبلاط تساؤله هذا عشرات المرات، خلال الحوار الذي اجراه معه أمس تلفزيون <المستقبل>، معتبرا انه كلام للتاريخ. واعتبر ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء أمس الأول ايجابي، لكنه قال ان العبرة في التنفيذ، متسائلا عما اذا كانت المقاومة ستقبل فعليا باتفاق الهدنة، وحرص على القول ان كلامه ليس أبدا للتشكيك، ولكن بعد ان يهدأ المدفع ونصحو من سكرة النصر تصبح كلها استحقاقات أساسية عنوانها اتفاق <الطائف> والهدنة.