تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ليلة من الليالي الهادئة , جلست وحيدة بغرفتي ,
كان الهم يحاصرني كالطوق الذي يخنق عنقي ,
شعرت بغصة وألم شديدين , وكأني أتنفس من ثقب إبرة !!
توجهت نحو نافذة الغرفة وفتحتها , لأستنشق الهواء الطلق ,
كانت نسمات الهواء هادئة بدأت تداعب شعري , وأحياناً أشعر بها تلامس خدي ,
فلم أتمالك نفسي وانفجرت بالبكاء..
سمعت صوتاً يناديني من بعيد :سماوية ....... سماوية .........
رفعتُ رأسي فإذا الصوت يأتيني من فوق !!
مسحتُ دموعي بيدي كي أتمكن من المشاهدة بوضوح , أين مصدر الصوت؟!
وجدتُ نجمة تلمع في السماء , كانت ذات بريق آخَّاذ , أخذت تناديني :
سماوية ماذا بكِ؟ ماذا دهاكِ ؟ لماذا تبكين ؟ !
قلتُ لها : أنا جدُّ حزينة ..
قالت لي : نعم , كان الله في عونكِ , أنا أعلم ما الذي ألم بكِ ..
ولكن يا سماوية لستِ الوحيدة .
قلتُ لها : كيف ذلك ؟ ماذا تقصدين ؟
كيف علمتِ ما الذي يحزنني !!!!
قالت: أتعلمين أنني حين أجتمع وباقي نجوم السماء , نتسامر , نتحدث , تنضح كل نجمة بما لديها ,
فلقد تناهى إلى سمعنا مثل ما تجدين وزيادة ..
يا سماوية قائمة الهموم تطول , وسماعها يقطع نياط القلب ..
نحن نجوم السماء نرقبكم أنتم البشر حين يعاف النوم أعينكم , وتدمي المقل همومكم ..
نحن نحزن لحزنكم , نتمنى مساعدتكم , والتخفيف عنكم ,
يا سماوية : أنسيتِ الموعد هناك ؟!!
قلتُ لها : أيُّ موعد تقصدينه أيتها النجمة المضيئة !!!!!!!
النجمة : عجباً من امركِ يا سماوية !!!
أنسيتِ الموعد هناك !!!
إنــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــا الــــــــــــــــــــــجــــــــــــــنــــــــــ ــــــــة !!
حينها سالت دموعي , أطرقتُ رأسي حياءً وخجلاً ,
نعم يا نجمتي إنها الجنة ..
النجمة : أليست الدنيا دار فناء, والآخرة هي دار البقاء ؟
أليست يا سماوية الدنيا مجبولة على الأكدار , ولو صفت لأحد لكانت صافية للحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم !!
هل نسيتِ موقف رسولنا الكريم مع آل ياسر !!
مر بهم وهم في قمة التعذيب وأشنعه, فلم يزد عليهم ان قال : صبراً آل ياسر صبراً إن موعدكم الجنة ..
هي عبارة موجزة لكنها كالبلسم للجرح ..
يا سماوية أسألكِ بالله ألستِ تذنبين ؟؟
قلتُ لها : آه بلى, بل إن جرائمي لا تعد ولا تحصى ..
النجمة : ألم يقل سلفنا الكريم : إني لأجد أثر الذنب في أهلي ودابتي بل وفي فأر بيتي !!
إذاً الهم كفارة لهذه الذنوب , فاللطيف الرحيم يرحم عبده بغسله من ذنوبه بالهم يصيبه ,
حتى الشوكة يشاكها تكفَّر من ذنوبه ..
والباقي يلزمه الاستغفار الدؤوب ..
يا سماوية طال العمر أم قصر , الدنيا زائلة , تزودي منها ليوم المعاد ,
يا سماوية إن وظيفة الشيطان أن يَحزُنَ الذين آمنوا (إنما النجوى من الشيطان ليَحزُنَ الذين آمنوا ) ,
حتى إذا تمكن الهم منهم كبَّلهم عن القيام بدورهم المناط لهم في الحياة , فلا تحزني ..
أعجب حقيقةً من أمركم يا سماوية , فكثير منكم يكدح ويتعب ويعمل ولكنه لا يحتسب الأجر عند الله !!
ألهذه الدرجة تناسيتم الجنة ونعيمها !!!!!!
يا سماوية ألا إن سلعة الله غالية , الا إن سلعة الله الجنة ,
فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ,
فكل ما يمكن وجوده في دنياكم فمسماه الظاهر في الجنة ولكنه لا يماثله في شئ , فنعيم الجنة اكبر من ان تدركه العقول .!!
يا سماوية صبراً صبراً ..
إن هموم الدنيا طالت الأنبياء والرسل والصالحين ثم الأمثل فالأمثل ,
الله قادر على أن لا يبتليكم ولكنها سنته الماضية في عباده , وإلا فما جدوى التمحيص.
ولو كانت الدنيا دار راحة فما جدوى الجنان إذاً ؟؟
يا سماوية لا تحزني فلكل ظلام نهار يبدده ولكل عسر يسر يطارده ,
واعلمي أنه لو اجتمعت الأمة على أن يضروكِ بشئ , لن يضروكِ إلا بما قد كتبه الله لكِ ,
ولو اجتمعوا على أن ينفعوكِ بشئ , لم ينفعوكِ إلا بما قد كتبه الله لكِ ..
رفعتُ يدي إليها , قلتُ لها : أيتها النجمة خذيني عندكِ ..
قالت : لا , أمر الله ان أكون في السماء وأن تكوني في الأرض ,
إن لي وظيفة ولكِ وظيفة , أعاننا الله عليها .
ثم اختفت تلك النجمة في الأفق البعيد , ناديتها مراراً وتكراراً , ولكن دون جدوى ..
أغلقتُ نافذتي , وتنهدتُ أمام المرآة , قلتُ لنفسي :
صبراً صبراً يا سماوية إن الموعد هناك ,
إنــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــا الـــــــــــــجــــــــــــــــنـــــــــــــــــ ـة ..
ولكني سرحتُ بفكري ...
حقاً لماذا تناسينا الجنة ونعيمها , بينما كان السلف الكرام يشمون رائحتها وهم على ظهر الأرض؟؟
هل هو طول الأمل؟
أم حبنا للدنيا والركون لها ولمطالبها ؟
ولو كانت حقاً تمثل هدفنا الأعلى هل كانت ستغيب عن بالنا ولو لبرهة ؟؟
لـــــــــــــكـــــــــــــــــــن ..
وسط زحام تشاغلنا بلا شغل تناسينا الموعد هناك ..
تناسينا الجنة ..
أختكم الراجية عفو ربها
السمــــــاوية
تم النقل والاعداد
دمتم بحفظ الله
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ليلة من الليالي الهادئة , جلست وحيدة بغرفتي ,
كان الهم يحاصرني كالطوق الذي يخنق عنقي ,
شعرت بغصة وألم شديدين , وكأني أتنفس من ثقب إبرة !!
توجهت نحو نافذة الغرفة وفتحتها , لأستنشق الهواء الطلق ,
كانت نسمات الهواء هادئة بدأت تداعب شعري , وأحياناً أشعر بها تلامس خدي ,
فلم أتمالك نفسي وانفجرت بالبكاء..
سمعت صوتاً يناديني من بعيد :سماوية ....... سماوية .........
رفعتُ رأسي فإذا الصوت يأتيني من فوق !!
مسحتُ دموعي بيدي كي أتمكن من المشاهدة بوضوح , أين مصدر الصوت؟!
وجدتُ نجمة تلمع في السماء , كانت ذات بريق آخَّاذ , أخذت تناديني :
سماوية ماذا بكِ؟ ماذا دهاكِ ؟ لماذا تبكين ؟ !
قلتُ لها : أنا جدُّ حزينة ..
قالت لي : نعم , كان الله في عونكِ , أنا أعلم ما الذي ألم بكِ ..
ولكن يا سماوية لستِ الوحيدة .
قلتُ لها : كيف ذلك ؟ ماذا تقصدين ؟
كيف علمتِ ما الذي يحزنني !!!!
قالت: أتعلمين أنني حين أجتمع وباقي نجوم السماء , نتسامر , نتحدث , تنضح كل نجمة بما لديها ,
فلقد تناهى إلى سمعنا مثل ما تجدين وزيادة ..
يا سماوية قائمة الهموم تطول , وسماعها يقطع نياط القلب ..
نحن نجوم السماء نرقبكم أنتم البشر حين يعاف النوم أعينكم , وتدمي المقل همومكم ..
نحن نحزن لحزنكم , نتمنى مساعدتكم , والتخفيف عنكم ,
يا سماوية : أنسيتِ الموعد هناك ؟!!
قلتُ لها : أيُّ موعد تقصدينه أيتها النجمة المضيئة !!!!!!!
النجمة : عجباً من امركِ يا سماوية !!!
أنسيتِ الموعد هناك !!!
إنــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــا الــــــــــــــــــــــجــــــــــــــنــــــــــ ــــــــة !!
حينها سالت دموعي , أطرقتُ رأسي حياءً وخجلاً ,
نعم يا نجمتي إنها الجنة ..
النجمة : أليست الدنيا دار فناء, والآخرة هي دار البقاء ؟
أليست يا سماوية الدنيا مجبولة على الأكدار , ولو صفت لأحد لكانت صافية للحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم !!
هل نسيتِ موقف رسولنا الكريم مع آل ياسر !!
مر بهم وهم في قمة التعذيب وأشنعه, فلم يزد عليهم ان قال : صبراً آل ياسر صبراً إن موعدكم الجنة ..
هي عبارة موجزة لكنها كالبلسم للجرح ..
يا سماوية أسألكِ بالله ألستِ تذنبين ؟؟
قلتُ لها : آه بلى, بل إن جرائمي لا تعد ولا تحصى ..
النجمة : ألم يقل سلفنا الكريم : إني لأجد أثر الذنب في أهلي ودابتي بل وفي فأر بيتي !!
إذاً الهم كفارة لهذه الذنوب , فاللطيف الرحيم يرحم عبده بغسله من ذنوبه بالهم يصيبه ,
حتى الشوكة يشاكها تكفَّر من ذنوبه ..
والباقي يلزمه الاستغفار الدؤوب ..
يا سماوية طال العمر أم قصر , الدنيا زائلة , تزودي منها ليوم المعاد ,
يا سماوية إن وظيفة الشيطان أن يَحزُنَ الذين آمنوا (إنما النجوى من الشيطان ليَحزُنَ الذين آمنوا ) ,
حتى إذا تمكن الهم منهم كبَّلهم عن القيام بدورهم المناط لهم في الحياة , فلا تحزني ..
أعجب حقيقةً من أمركم يا سماوية , فكثير منكم يكدح ويتعب ويعمل ولكنه لا يحتسب الأجر عند الله !!
ألهذه الدرجة تناسيتم الجنة ونعيمها !!!!!!
يا سماوية ألا إن سلعة الله غالية , الا إن سلعة الله الجنة ,
فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ,
فكل ما يمكن وجوده في دنياكم فمسماه الظاهر في الجنة ولكنه لا يماثله في شئ , فنعيم الجنة اكبر من ان تدركه العقول .!!
يا سماوية صبراً صبراً ..
إن هموم الدنيا طالت الأنبياء والرسل والصالحين ثم الأمثل فالأمثل ,
الله قادر على أن لا يبتليكم ولكنها سنته الماضية في عباده , وإلا فما جدوى التمحيص.
ولو كانت الدنيا دار راحة فما جدوى الجنان إذاً ؟؟
يا سماوية لا تحزني فلكل ظلام نهار يبدده ولكل عسر يسر يطارده ,
واعلمي أنه لو اجتمعت الأمة على أن يضروكِ بشئ , لن يضروكِ إلا بما قد كتبه الله لكِ ,
ولو اجتمعوا على أن ينفعوكِ بشئ , لم ينفعوكِ إلا بما قد كتبه الله لكِ ..
رفعتُ يدي إليها , قلتُ لها : أيتها النجمة خذيني عندكِ ..
قالت : لا , أمر الله ان أكون في السماء وأن تكوني في الأرض ,
إن لي وظيفة ولكِ وظيفة , أعاننا الله عليها .
ثم اختفت تلك النجمة في الأفق البعيد , ناديتها مراراً وتكراراً , ولكن دون جدوى ..
أغلقتُ نافذتي , وتنهدتُ أمام المرآة , قلتُ لنفسي :
صبراً صبراً يا سماوية إن الموعد هناك ,
إنــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــا الـــــــــــــجــــــــــــــــنـــــــــــــــــ ـة ..
ولكني سرحتُ بفكري ...
حقاً لماذا تناسينا الجنة ونعيمها , بينما كان السلف الكرام يشمون رائحتها وهم على ظهر الأرض؟؟
هل هو طول الأمل؟
أم حبنا للدنيا والركون لها ولمطالبها ؟
ولو كانت حقاً تمثل هدفنا الأعلى هل كانت ستغيب عن بالنا ولو لبرهة ؟؟
لـــــــــــــكـــــــــــــــــــن ..
وسط زحام تشاغلنا بلا شغل تناسينا الموعد هناك ..
تناسينا الجنة ..
أختكم الراجية عفو ربها
السمــــــاوية
تم النقل والاعداد
دمتم بحفظ الله
تعليق