إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بين أخلاق الخنوع وأخلاق الصمود

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين أخلاق الخنوع وأخلاق الصمود

    بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله

    والصلاة على محمد الأمين وعلى آله الميامين والتسليم لله رب العالمين

    بين أخلاق الخنوع وأخلاق الصمود

    لقد كان الدين من الناحية الشكلية هو نفس الدين فالصلاة نفسها والصيام نفسه والقرآن نفسه والحج نفسه لم يتغير شيء من كل العبادات التي جاء بها رسول الله (ص) ، وإن كان هناك بعض الإختلافات الفرعية والفقهية البسيطة ، لكن الأمة تغيرت تغيراً جذرياً ، فلم تكن هي نفسها الأمة التي كانت مع رسول الله (ص) ، ولم يكونوا مثل عمار بن ياسر ، ولم يكونوا مثل أباذر ولم يكونوا مثل براء بن عازب ولم يكونوا مثل سلمان ولم يكونوا مثل المقداد ، لقد كانت الأمة بشكلها الخارجي أكبر عدداً وكانت العبادات بشكلها الخارجي نفسها ، لكن التغير كان كبيراً في أخلاق الأمة .. فلقد جاء رسول الله (ص) ومنح الكل أخلاق الشجاعة والتحدي والقوة والعزة فأصبح بلال يتحدى أسياده ومستعبديه ، وأصبح عمار ثائراً على موروث آباءه وأجداده ، وبات الكل يملك شجاعة تقرير المصير وبات الكل يشعر بالعزة بالله سبحانه ، لقد نظروا الى رسول الله (ص) وإستلهموا منه شجاعة الثورة وإستلهموا منه أخلاق الرفض لأصنام قريش ولأوثان قريش ولأكاذيب قريش ولإستبداد قريش ولدجل أبا لهب ، فبدأت الثورة وبدأ التغيير ، وصارت المواجهة أكبر بين عقيدة التوحيد وبين العقائد الدنيوية الفاسدة ، وصارت المواجهة أكبر بين من يحملون الحرية الحقيقية في نفوسهم وبين أولئك المُستعبدِين الذين يريدون للناس أن يكونوا عبيداً لهم وليس لله سبحانه ..
    لكن الذي حدث بعد رسول الله (ص) أن أخلاق الصمود على الثورة باتت تـــُسرق والمؤامرة على روح الثورة كانت كبيرة ، والدولة كانت تربي أمة لا تثور ولا تتمرد ولا تنتفض ولا حتى تناقش ، أمة تستسلم لساداتها وكبراءها مرة تحت عنوان الدين ومرة تحت ذرائع السياسة ، فبقي الإسلام في الأمة موجود بكل كيانه الخارجي وبكل العبادات والطقوس وبكل رسمه ، لكن أخلاق الإسلام التي تستند الى روح الثورة التي تصرخ لا إله إلا الله ، هذه الأخلاق تم الإنقلاب عليها وجاء بني أمية ليُجهزوا تماماً بالضربة القاضية على كل أخلاق الصمود كي تفتح أمامهم الأمة سهلة طيعة وتكون إمبراطورية عبيد وليست أمة أحرار ..
    وكانت المؤامرة قد وصلت الى أعلى مدياتها لتأسيس أخلاق الضعف وأخلاق الهوان وأخلاق الهزيمة وأخلاق السكوت وأخلاق اللا مبالاة ، حينها لم يكن أمام أبا عبد الله الحسين (ع) بإعتباره الإمام الوصي سوى أن يتدخل تدخلاً تأريخياً وحاسماً ليهزم كل المؤامرة ويهدم مخططات إبليس اللعين ، ويؤسس أخلاق الصمود بدل أخلاق الضعف والإستسلام والهوان ..
    إن الصراع الحقيقي في التأريخ قبل الإسلام وبعده هو صراع بين نوعين من الأخلاق ، بين أخلاق الإستسلام والضعف والهوان التي أنتجت نمرود وفرعون وكهنوت اليهود وأنتجت الإستسلام الغبي لكل الأصنام ، وأنتجت شعوباً ذهبت مستسلمة لغرائزها ولمستعبديها وللفساد ولكل العقائد الباطلة ، وفي المقابل كانت أخلاق الثورة على كل العقائد الفاسدة وكل الحضارة المادية وكل الطغاة والفراعنة ، وكل الكهنوت المزيف وكل الأصنام سواء كانت حجرية أو بشرية ، كانت أخلاق الثورة والصمود هي رسالة كل الأنبياء الذين يزرعون التمرد بين الناس الطيبين والأحرار ، ويحرضوهم على الرفض لكل المستكبرين .. لقد كان الأنبياء هم قادة التمرد والتغيير والثورة ثم جاءت دماء الحسين (ع) لتقود أخلاق الثورة والصمود .

    والحمد لله رب العالمين
    Almnbr_almhdoi@yahoo.com

  • #2
    اللهم صل على محمد آل محمد

    جزاك الله خيرا والله يعطيك العافية

    تعليق


    • #3
      مشكورين وجازاكم كل خير

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X