أمّن الحليب والأدوية لولديه وتأمل عائلته ملياً:
علـي الــوزواز طــوى دمـــاءه فــي مــارون الـــراس

الشهيد علي الوزواز
كتبت سلام ناصر الدين: "قبل ما تبلشو ·· حلاوة الشهيد"، يوزع اهل الشهيد علي الوزواز البقلاوة كرامة وعزة·على باب البناية، ثمة تمثال للعذراء يوحي بالهدوء· الهدوء داخل المنزل تقطعه الاناشيد الثورية والملاحق الاخبارية على شاشة "المنار"·يركن أبو علي الوزواز والد الشهيد متماسكاً، اللقاء الاخير مع شهيده علي، قبل ان يسكب دمه في مارون الراس، يراهن على ملامح حياة: "أثق بأنه يرانا ·· نحن لا نشعر بذلك لكنه يرانا"·· "لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم ولكن لا تشعرون"، يتلو الآية الاخيرة بعينين يعاندان الغصة ، ويردف: "نثق بالكتب السماوية وهذا كلام الله"· أجواء المنزل ساكنة وعلي الوزواز (مواليد 1972) يلقي التحية على زوجته ديالا بزي وولديه امال (سنتان ونصف السنة) وحسين (4 اشهر) واخوته لبنان وأرزة وابراهيم ومريم ووالديه· "كان يردد دوماً: "ان شالله ما تلاقو مني ولا شقفة"، يروي شقيقه لبنان الذي يبدو غاضباً، من "أناس يذلّون أنفسهم ويتبرأون من الدين والعروبة والديمقراطية"، ويشكر مستهزئاً "الدول التي ساعدت اميركا لتزيل الارض لكن الشعب لا يموت!"· الارض فسحة حنين يطل عليها الشهيد علي في لقاء اخير من مارون الراس البقعة الاخيرة لنضاله والفصل الاخير من طفولة عابقة بالشهادة· يسرد والد الشهيد حكاية أبوته، وكأنه يسترجع انفاس البنوة الحية: "كنا نسكن منطقة النبعة عندما اندلعت الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 وانتقلنا الى ميس الجبل، مع ثلاثة اولا هم علي، لبنان وارزة"· كان الشهيد علي يبلغ آنذاك ثلاث سنوات عندما تنشق هواء الجنوب، الا ان الوالد الذي كان قصد الكويت - عاد بعد نحو شهر واصطحب عائلته· يروي الوالد: "بتنا نسمع عن احداث لبنان عبر شاشات التلفزيون، كان الشهيد علي ولبنان وابراهيم وخضر يواكبون مشاهد الاعتداءات الاسرائيلية ويحز في قلوبهم الدمار والقتل والذبح من قبل العدو الصهيوني"· في تلك المرحلة، بان الابن الاكبر علي اكثر حماسة لكل ما يجري: "كان يردد دوماً: ان شالله منرجع ع لبنان وتنسحب "اسرائيل""· حلّ الغزو العراقي للكويت وكان لــ "علي" ما أراد عادت العائلة الى لبنان مؤقتاً وأمضت فترتي الاحتلال العراقي للكويت وتحرير الكويت، يتذكر الوالد مراحل التهجير واللجوء والعودة ويحضر علي شاباً، طالباً في الثانوية العامة ويشهد انسحاب "اسرائيل" من بيروت بعد ان فرضت حزاماً امنياً في الجنوب· خاض الشهيد علي فصولاً دراسية منوعة من طب وعلوم سياسية واعلام على مدى ثلاث سنوات وزعها على تلك الاختصاصات ثم خضع لعملية في القلب كونه يعاني من ثقب في البطين· التحق بالمقاومة الاسلامية عام 1997 وكان سلك طريق التجارة قبل تحرير الجنوب: "بعد التحرير، اقمنا في بنت جبيل مطعماً يتسع لنحو 300 شخص تشجيعاً للسياحة في الجنوب بعد الاحتلال"·عاشت العائلة مطمئنة وتزوج علي من ديالا بزي ورزق بولدين· بقي هاجسه الاستشهاد واستمر حلمه حاضراً: "كان يتمنى دوماً ان يموت شهيداً دفاعاً عن ارضه وحقه وكرامته"، يواسي الوالد نفسه، ويرسم معالم تضحيته المقبلة: "بكل راحة نفس، الله يهنيه، انا واخواته وشباب آل الوزواز ما يترواح 70 شاباً مستعدون لتقديم انفسهم لرفع كرامة الوطن"· اللقاء الاخير لا يبارح "ألق" الدموع عيني الوالد يستقر شجناً يصافح كرامة وجه غاب ولن يغيب: "آخر لقاء معه كان قبل معركة مارون الراس بيومين· كنت بالمطعم قاعد انا وياه"· توقف الغصة سرد اللحظات الاخيرة، يقاوم ابو علي وسرعان ما يسترد شعوره كـ "والد شهيد" ابياً وصامداً: "يومها، قلتلو يمكن ما إجي، بنت جبيل بعيدة عن ميس الجبل· قلي: ع راحتك، هذا آخر لقاء انا والشهيد علي"·تواكب الشهادة نسيج الحياة اليومية: "علي استشهد ولكن أراه كما كان يقبّل رأسي وأتداول معه الحديث عن عمل المطعم وعن التجارة، كان يردد دوماً وهو يقبّل رأسي: "بيي، ما تعِّب حالك، التعب علينا مش عليك"· لا يستنفد الوالد طاقته على مواجهة الظلم ويوجه لنا السؤال: "اذا كانت بيدكم كاميرا تصوير، هل تتركونها في ايدي السارقين ولو كانت بخسة الثمن؟·· ما بال وطن تغتصب ارضه وكرامته؟ ·· شهداؤنا يدافعون عن وطنهم وشرفهم وعن اجيال تعيش على وقع الحروب وتسمع ان "اسرائيل" "تقتل وتدمر"·يدافع عن اغصان الزيتون وعن عبق الارض· لا يعد والد الشهيد يتنفس سوى هواء الارض التي نزح عنها مرغماً وبقي ابنه علي هناك يدافع عن امتار تعود الى اصحابها بعد التحرير: "هل مَن استشهد على بقعة مترين من ارض لبنان استولى على هذه الارض أم كتبت باسم اهل الشهيد؟ بالطبع لا ·· عادت الى اصحابها، وكانوا هم الفرحين بتحرير ارضهم وكان الشهيد فرحاً بلقاء ربه"· يتحدث ابو علي عن "فبركة" الرجال بالايمان: "دفاعنا عن الحق وعمر الحق ما بيخسر مهما طال الظلم" مفهوم الحق يقف عند أبعاده شقيق الشهيد ابراهيم الذي يستعرض انكسارات العرب وانتصارات المقاومة في سلة "تخاذل" الامة العربية "وهمة" الارادة: "يدعونا السيد حسن نصر الله لنصرة الحق لأن الحق مفهوم قائم في كل الديانات السماوية"· تشرع شهادة علي نوافذ الجرح على مصراعيها لدى الشقيق: "ابن عمي الشهيد عباس استشهد عام 1994 دفاعاً عن شرف الامة الشريفة وليس المتخاذلة تحت رحمة اميركا و"اسرائيل""· تدمير 5 دبابات ميركافا يستلهم ابراهيم مقاومة الذل من تجارب ماضية موسومة بالذل: "كنا نوجه اللوم لأجدادنا على الهزائم على مدى اعوام 1948 و1956 و1967 ونتساءل: لماذا خسروا المعارك ولم يحاربوا؟·· لن ننتظر ان يوجه اللوم الينا وسيكون احفادنا فخورين بانتصاراتنا" يعتز الشقيق بشهيده علي ويقول انه "التحق في المعركة في اول يوم من المواجهة في مارون الراس" ويؤكد انه "استشهد بعد ان دمر ورفاقه خمس دبابات ميركافا"· عم الشهيد (والد زوجته) ابو هشام بزي كان آخر من حضنه يروي فصلاً اخيراً من حكاية عائلية "أمّن الحليب والادوية لولديه في بنت جبيل ومكث مع عائلته نحو ثلاث ساعات ·· تأملهم ملياً وقبّلنا فرداً فرداً"· يومها، لم تنته الحكاية عند حد الوداع، عاد الشهيد علي من والى السيارة ثلاث مرات متتالية، يتحدث العم ابو هشام عن "وجه انسان مبتهج": "كانت الغارات كثيفة على بنت جبيل مترافقة مع قصف مدفعي، طلب رؤيتي ثم ما لبث ان نزل الى سوق البلد على وقع القصف واخبرني بنيته تأمين الحليب والادوية لولديه لان العملية طويلة بحسب ما وصفها وأوصاني بالقول: "دير بالك ع الولاد ·· ان شالله يرزقني الشهادة" ·· قالها وصعد الى السيارة ثم عاد ليضمني ويقبلني"· يسهب في توصيف اخلاق الشهيد وهو "الانسان المندفع الذي يحب ارضه ووطنه وكان يمني نفسه بالشهادة في مواجهته ضد "اسرائيل""· يطّل لبنان، شقيقه الآخر غاضباً على حياة شقيقه علي: "يشرفني الحديث عن الشهيد علي ولا يشرفني الحديث عن رؤساء الدول العربية ·· لا نزعل على الشهيد ·· جو الفرح هو الطاغي"، يقولها وهو يستذكر شهداء قضوا: "الشهيد عباس قام بعملية استشهادية وفادي الشرتوني ابن خالي بيي"· يتصاعد غضب لبنان شقيق الشهيد من المساعدات التي ترد الى لبنان وسط صمت مطبق ويأسف "ان صار التحرير وضلينا طيبين، نشكر الله ان طلعنا من بيت ابو علي اللي ربانا على الكرامة من الطفولة ·· الكرامة لا تشترى·· ياخدو شوي من عباءة السيّد"· استشهد علي في معركة مارون الراس ·· طوى بين كفيه دماءً وأبوة قصيرة العمر ·· قضى وهو "يدافع عن اطفال يقتلهم اليهود "كما تردد اخته مريم ابنة التسع سنوات التي تعترف بأنها" زعلانة شوي لأنوا ما عدنا نشوفو وانبسطت لأنو استشهد"·
علـي الــوزواز طــوى دمـــاءه فــي مــارون الـــراس

كتبت سلام ناصر الدين: "قبل ما تبلشو ·· حلاوة الشهيد"، يوزع اهل الشهيد علي الوزواز البقلاوة كرامة وعزة·على باب البناية، ثمة تمثال للعذراء يوحي بالهدوء· الهدوء داخل المنزل تقطعه الاناشيد الثورية والملاحق الاخبارية على شاشة "المنار"·يركن أبو علي الوزواز والد الشهيد متماسكاً، اللقاء الاخير مع شهيده علي، قبل ان يسكب دمه في مارون الراس، يراهن على ملامح حياة: "أثق بأنه يرانا ·· نحن لا نشعر بذلك لكنه يرانا"·· "لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم ولكن لا تشعرون"، يتلو الآية الاخيرة بعينين يعاندان الغصة ، ويردف: "نثق بالكتب السماوية وهذا كلام الله"· أجواء المنزل ساكنة وعلي الوزواز (مواليد 1972) يلقي التحية على زوجته ديالا بزي وولديه امال (سنتان ونصف السنة) وحسين (4 اشهر) واخوته لبنان وأرزة وابراهيم ومريم ووالديه· "كان يردد دوماً: "ان شالله ما تلاقو مني ولا شقفة"، يروي شقيقه لبنان الذي يبدو غاضباً، من "أناس يذلّون أنفسهم ويتبرأون من الدين والعروبة والديمقراطية"، ويشكر مستهزئاً "الدول التي ساعدت اميركا لتزيل الارض لكن الشعب لا يموت!"· الارض فسحة حنين يطل عليها الشهيد علي في لقاء اخير من مارون الراس البقعة الاخيرة لنضاله والفصل الاخير من طفولة عابقة بالشهادة· يسرد والد الشهيد حكاية أبوته، وكأنه يسترجع انفاس البنوة الحية: "كنا نسكن منطقة النبعة عندما اندلعت الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 وانتقلنا الى ميس الجبل، مع ثلاثة اولا هم علي، لبنان وارزة"· كان الشهيد علي يبلغ آنذاك ثلاث سنوات عندما تنشق هواء الجنوب، الا ان الوالد الذي كان قصد الكويت - عاد بعد نحو شهر واصطحب عائلته· يروي الوالد: "بتنا نسمع عن احداث لبنان عبر شاشات التلفزيون، كان الشهيد علي ولبنان وابراهيم وخضر يواكبون مشاهد الاعتداءات الاسرائيلية ويحز في قلوبهم الدمار والقتل والذبح من قبل العدو الصهيوني"· في تلك المرحلة، بان الابن الاكبر علي اكثر حماسة لكل ما يجري: "كان يردد دوماً: ان شالله منرجع ع لبنان وتنسحب "اسرائيل""· حلّ الغزو العراقي للكويت وكان لــ "علي" ما أراد عادت العائلة الى لبنان مؤقتاً وأمضت فترتي الاحتلال العراقي للكويت وتحرير الكويت، يتذكر الوالد مراحل التهجير واللجوء والعودة ويحضر علي شاباً، طالباً في الثانوية العامة ويشهد انسحاب "اسرائيل" من بيروت بعد ان فرضت حزاماً امنياً في الجنوب· خاض الشهيد علي فصولاً دراسية منوعة من طب وعلوم سياسية واعلام على مدى ثلاث سنوات وزعها على تلك الاختصاصات ثم خضع لعملية في القلب كونه يعاني من ثقب في البطين· التحق بالمقاومة الاسلامية عام 1997 وكان سلك طريق التجارة قبل تحرير الجنوب: "بعد التحرير، اقمنا في بنت جبيل مطعماً يتسع لنحو 300 شخص تشجيعاً للسياحة في الجنوب بعد الاحتلال"·عاشت العائلة مطمئنة وتزوج علي من ديالا بزي ورزق بولدين· بقي هاجسه الاستشهاد واستمر حلمه حاضراً: "كان يتمنى دوماً ان يموت شهيداً دفاعاً عن ارضه وحقه وكرامته"، يواسي الوالد نفسه، ويرسم معالم تضحيته المقبلة: "بكل راحة نفس، الله يهنيه، انا واخواته وشباب آل الوزواز ما يترواح 70 شاباً مستعدون لتقديم انفسهم لرفع كرامة الوطن"· اللقاء الاخير لا يبارح "ألق" الدموع عيني الوالد يستقر شجناً يصافح كرامة وجه غاب ولن يغيب: "آخر لقاء معه كان قبل معركة مارون الراس بيومين· كنت بالمطعم قاعد انا وياه"· توقف الغصة سرد اللحظات الاخيرة، يقاوم ابو علي وسرعان ما يسترد شعوره كـ "والد شهيد" ابياً وصامداً: "يومها، قلتلو يمكن ما إجي، بنت جبيل بعيدة عن ميس الجبل· قلي: ع راحتك، هذا آخر لقاء انا والشهيد علي"·تواكب الشهادة نسيج الحياة اليومية: "علي استشهد ولكن أراه كما كان يقبّل رأسي وأتداول معه الحديث عن عمل المطعم وعن التجارة، كان يردد دوماً وهو يقبّل رأسي: "بيي، ما تعِّب حالك، التعب علينا مش عليك"· لا يستنفد الوالد طاقته على مواجهة الظلم ويوجه لنا السؤال: "اذا كانت بيدكم كاميرا تصوير، هل تتركونها في ايدي السارقين ولو كانت بخسة الثمن؟·· ما بال وطن تغتصب ارضه وكرامته؟ ·· شهداؤنا يدافعون عن وطنهم وشرفهم وعن اجيال تعيش على وقع الحروب وتسمع ان "اسرائيل" "تقتل وتدمر"·يدافع عن اغصان الزيتون وعن عبق الارض· لا يعد والد الشهيد يتنفس سوى هواء الارض التي نزح عنها مرغماً وبقي ابنه علي هناك يدافع عن امتار تعود الى اصحابها بعد التحرير: "هل مَن استشهد على بقعة مترين من ارض لبنان استولى على هذه الارض أم كتبت باسم اهل الشهيد؟ بالطبع لا ·· عادت الى اصحابها، وكانوا هم الفرحين بتحرير ارضهم وكان الشهيد فرحاً بلقاء ربه"· يتحدث ابو علي عن "فبركة" الرجال بالايمان: "دفاعنا عن الحق وعمر الحق ما بيخسر مهما طال الظلم" مفهوم الحق يقف عند أبعاده شقيق الشهيد ابراهيم الذي يستعرض انكسارات العرب وانتصارات المقاومة في سلة "تخاذل" الامة العربية "وهمة" الارادة: "يدعونا السيد حسن نصر الله لنصرة الحق لأن الحق مفهوم قائم في كل الديانات السماوية"· تشرع شهادة علي نوافذ الجرح على مصراعيها لدى الشقيق: "ابن عمي الشهيد عباس استشهد عام 1994 دفاعاً عن شرف الامة الشريفة وليس المتخاذلة تحت رحمة اميركا و"اسرائيل""· تدمير 5 دبابات ميركافا يستلهم ابراهيم مقاومة الذل من تجارب ماضية موسومة بالذل: "كنا نوجه اللوم لأجدادنا على الهزائم على مدى اعوام 1948 و1956 و1967 ونتساءل: لماذا خسروا المعارك ولم يحاربوا؟·· لن ننتظر ان يوجه اللوم الينا وسيكون احفادنا فخورين بانتصاراتنا" يعتز الشقيق بشهيده علي ويقول انه "التحق في المعركة في اول يوم من المواجهة في مارون الراس" ويؤكد انه "استشهد بعد ان دمر ورفاقه خمس دبابات ميركافا"· عم الشهيد (والد زوجته) ابو هشام بزي كان آخر من حضنه يروي فصلاً اخيراً من حكاية عائلية "أمّن الحليب والادوية لولديه في بنت جبيل ومكث مع عائلته نحو ثلاث ساعات ·· تأملهم ملياً وقبّلنا فرداً فرداً"· يومها، لم تنته الحكاية عند حد الوداع، عاد الشهيد علي من والى السيارة ثلاث مرات متتالية، يتحدث العم ابو هشام عن "وجه انسان مبتهج": "كانت الغارات كثيفة على بنت جبيل مترافقة مع قصف مدفعي، طلب رؤيتي ثم ما لبث ان نزل الى سوق البلد على وقع القصف واخبرني بنيته تأمين الحليب والادوية لولديه لان العملية طويلة بحسب ما وصفها وأوصاني بالقول: "دير بالك ع الولاد ·· ان شالله يرزقني الشهادة" ·· قالها وصعد الى السيارة ثم عاد ليضمني ويقبلني"· يسهب في توصيف اخلاق الشهيد وهو "الانسان المندفع الذي يحب ارضه ووطنه وكان يمني نفسه بالشهادة في مواجهته ضد "اسرائيل""· يطّل لبنان، شقيقه الآخر غاضباً على حياة شقيقه علي: "يشرفني الحديث عن الشهيد علي ولا يشرفني الحديث عن رؤساء الدول العربية ·· لا نزعل على الشهيد ·· جو الفرح هو الطاغي"، يقولها وهو يستذكر شهداء قضوا: "الشهيد عباس قام بعملية استشهادية وفادي الشرتوني ابن خالي بيي"· يتصاعد غضب لبنان شقيق الشهيد من المساعدات التي ترد الى لبنان وسط صمت مطبق ويأسف "ان صار التحرير وضلينا طيبين، نشكر الله ان طلعنا من بيت ابو علي اللي ربانا على الكرامة من الطفولة ·· الكرامة لا تشترى·· ياخدو شوي من عباءة السيّد"· استشهد علي في معركة مارون الراس ·· طوى بين كفيه دماءً وأبوة قصيرة العمر ·· قضى وهو "يدافع عن اطفال يقتلهم اليهود "كما تردد اخته مريم ابنة التسع سنوات التي تعترف بأنها" زعلانة شوي لأنوا ما عدنا نشوفو وانبسطت لأنو استشهد"·