المؤامرة العربية ضد العراق
ذلك هو ما نسمعه مرارا وتكرارا حتى امتلأت رؤوسنا بالكلام عن هذه المؤامرات و الحياكة المشبوهة التي توصف بأنها هي مسمار جحة في أسباب فشل تقدمها .
فلماذا لا نقف لحظة تأمل و نستبدل حاسة السمع و التي نحن مشهورون بها بحاسة النظر !! نعــم حاسة النظر , هذه الحاسة التي امتنعنا عن استخدامها أو منعنا من استخدامها ..... و نرى بأم أعيننا ما الذي يحدث في عالمنا العربي الغريب .
كنا نرى أن بعض القنوات الفضائية العربية و المنظمات العربية و حتى تظاهرات الشعوب العربية و الأقلام العربية كانت تستميت في نشر فكرة تغيير الحكام العرب و القيام عليهم و طردهم من الدول العربية ... الى آخر هذه الأفكار التي جمدت بلحظة و تغيرت و حتى أنها استبدلت بفكرة دعم نظام الحكم البائد و المخلوع في العراق الممثل بالحزب البعثي النازي الصدامي .
فما هذا التحول ؟ سؤال يثير الشك و الريبة و يوضح صورة الخيانة العربية العربية فمن جهة يدعون أصحاب ذلك الاتجاه بإسقاط الحكومات المعتدلة مع شعوبها و بينها حكومات نستطيع أن نقول عنها شبه ديموقراطية ، ويدعون بالوقت نفسه إلى الحفاظ و الوقوف مع الحكومات الظالمة لشعبها في العراق .
فما السر وراء ذلك التغيير ؟ في رأيي أنها خيانة للشعب العربي من قبل جهات مشبوهة عربية و ليست غربية أو خارجية كما تروج هذه الجهات نفسها .
فلو نظرنا الى الآراء المتعددة و الكثيرة التي أثيرت في فترة الحرب هذه , لرأينا أن معظم الآراء التي صدرت من أشباه المحللين في الندوات و التظاهرات و البرامج التي تبثها الفوهات الفضائية العربية بأن الظلم البعثي أرحم للشعب العراقي من الاحتلال الأمريكي كما يسمونه هم , و أن الاحتلال أتى بالرعاع من الخارج ليسلبوا ويسرقوا و قصدهم بالرعاع المعارضة العراقية التي بالخارج و ان هذه الأخيرة ما هي إلا جماعات مجيرة لصالح المستعمر المتمثلة في تحقيق أهدافه الاستعمارية , و مقابل هذا نجد أن رأيهم بالعراقيين الداخل أسوء من عراقيين الخارج فيقولون بأنهم مجرد أناس أغبياء غير مثقفين ومخدوعين بالمحتل المخلص الأمريكي مع العلم بأن الشعب العراقي في الداخل أو الخارج هم من أعظم العقليات العربية ومفكريها ومثقفيها لا بل أن الغرب يعتمدون عليهم في أشهر جامعاتهم و مستشفياتهم .
عجبا على هؤلاء لا يعجبهم عراقيو الداخل ولا عراقيو الخارج و كأن العراق لا يوجد بع شخص يستطيع أن يفكر بمستقبل العراق وان هم ابخص بالعراق من اهله , و الأعظم من ذلك انهم يدعون للوحدة في صفوف الشعب العراقي وفي الوقت نفسه يدعون الى خروج القوات الأمريكية من العراق و كلنا نعرف صراحة بأن من مصلحة العراق و العراقيين ان تبقى القوات الأمريكية في العراق لسد الفراغ السلطوي والأمني بعد زوال الحكم البعثي البائد وذلك لان هذا الوجود المؤقت ونؤكد هنا عل الوجود المؤقت له منافع تتمثل في التنظيم الاداري واستقرار الأمور حتى مرحلة الحكم الانتقالي المتفق عليه من قبل الشعب العراقي والذي يمثل جميع الفئات والاعراق والطوائف تمثيلا صحيحا ولو فكرنا للحظة بما سيحصل لو أن القوات خرجت من العراق وتركت الأمور على انسيابها العفوي لوجدنا أن الصورة ستصبح مخيفة وخطيرة ويرجع سبب خطورتها في أن القوى المختلفة والمتعددة سوف تتكالب على تحقيق مكاسب على الأرض لها ومما سوف ينتج عن هذا التكالب من حروب أهلية ونزاعات لا آخر لها في العراق .
وأخيرا نجد أن هؤلاء المحللين في جميع مجالاتهم الصحفية والإعلامية والتنظيمية هم الذين يمثلون الخطر الحقيقي عل العراق و العرب ككل أو عل الأقل هم الخطر الأقرب .
الشيخ الأوحد ...(داعيكم)
كاتب و باحث اجتماعي كويتي و لي بعض المقالات الصحفية بالجرائد الكويتية و هي معرفة باسمي الحقيقي...
والاسم المستخدم هنا مجرد لقب يلقب به شيخي شيخ الشريعة ( أحمد بن زين الدين الأحسائي ...قدس سره الشريف)
تعليق