و هذا نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله خاتم الرسل وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وعلى أصحابه الذين اتبعوه بإحسان ومن والاه إلى يوم الدين.
فضيلة الأخ الشيخ عبد الله بن جبرين المحترمأحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
آمل أن تقرأ هذه السطور قراءة متأمل فلا ترمي بها قبل قراءتها لأنها من رافضي شيعي ـ حسب تعبيرك الجميل ـ فالحكمة ضالة المؤمن يأخذها أنى وجدها.
جناب الشيخ، بين حين وآخر نقرأ لكم تكفيراً للشيعة «الروافض» وتحذير المسلمين منهم وتنبيه الغافلين الذين يحسنون بهم الظن ويتعاملون معهم، وآخر ذلك إجابتكم على سؤال هو: هل يجوز نصرة ما يسمى حزب الله الرافضي؟ وهل يجوز الانضواء تحت إمرتهم؟ وهل يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين؟ وما نصيحتكم للمخدوعين بهم من أهل السنة؟
فكانت إجابتكم..

جناب الشيخ، حينما يخط قلمك مثل هذه الأفكار ـ بل هذه السموم التي تنخر في جسم الأمة الإسلامية وتحدث العداء والبغضاء والتفرقة والتشرذم بين جماعة المسلمين ـ وربما الاحتراب لا سمح الله ـ بل حدث ذلك وتكرر ويتكرر في بلاد الإسلام بين المسلمين عند كل مناسبة ـ وأحياناً بدون مناسبة ويشتد زند العداء أواره بسبب فتاواكم وأمثالكم.
حينما تتفوه أنت وأمثالك قولاٌ وكتابةً وحديثاً وخطبة، هل ترجع إلى الله العزيز الجبار المنتقم من الظالمين، وترى أوامره وتقرأ نواهيه لتكون على بصيرة من أمرك؟
هل ترجع إلى الرسول الأعظم



الشيخ عبد الله بن جبرين
إذا كان ذلك فهل تتحفنا بأمر منه تعالى وقول من رسوله خول لك ما ترفعه شعارأ قد يوقفك موقفاً عسيرأ يوم تذهل فيه كل مرضعة عن ما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ومن ثم يؤمر بك إلى جهنم. أم تتبع بعض من زلت بهم الأقدام والأقلام؟
أنت تعلم إن سيدك وإمامك ابن تيمية حشرك الله معه نهى عن تكفير من يقول لا إله إلا الله ويقول إنها أول بدعة أحدثت في الإسلام.
فمن أين جوزت تكفير أمة يربو تعداد أفرادها على ثلاثمائة مليون نسمة منتشرة على بقاع الكرة الأرضية وكل يوم في ازدياد؟
وكيف غاب عنك قول الرسول الأعظم

فهل أنت في غفلة من هذا؟ ولكن ﴿ فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾.
تذكر يوم تقف بين يدي جبار السماوات والأرض ويسألك «على أي أمر منا كفرت عبادي وهم يسجدون لي ويحجون بيتي ويصومون شهري».
فماذا تقول؟ تقول إنهم يسبون صحابة رسولك، فجاءك الجواب إن الأصحاب سب بعضهم بعضا ولعن بعضهم بعضا واحتربوا فيما بينهم وقد حذرهم الرسول


وأبلغكم ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾.
وقال لكم «آتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً»، فلم تمتثلوا الأمر، وقال لكم ونبهكم بقوله بينما أنا واقف على الحوض فإذا زمرة من أصحابي يذاذون عنه فأقول إلى أين فيقال إلى النار، إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري، فأقول سحقاً سحقاً لمن بدل وغير، وهكذا لم يبق إلا مثل همل النعم. ـ مضمون الأحاديث في هذا المقام ـ.
وحين تقف بين يدي عزيز مقتدر ويسألك من أين وكيف علمت بعداوتهم للإسلام وهم الذين نصروه ورفعوا لواءه خفاقاً بقيادة إمامهم أمير المؤمنين ويعسوب الدين علي ابن أبي طالب يوم بدر وأحد والأحزاب وغيرها ثم أولاده من بعده.
فهل تقوى على عذاب الله وتصبر على نار شررها كالقصر سجرها الجبار لغضبه، وإذا كان «الرافضة» يضمرون العداء إلى السنة فأقوالكم وكتبكم وأشرطتكم أليست عداءاً سافراً ينضح بالحقد ضد «الرافضة».
إذا كان ما تقول صحيحا فهل باؤكم تجر وباء غيركم لا تجر؟
وإذا افترضنا ـ مجرد فرض ـ أننا نسب الصحابة فهل السب يخرجنا من الإسلام إلى الكفر؟
إذا كان ذلك فمعاوية وابنه يزيد كافران وعمر بن العاص وطلحة وغيرهما كفار لأنهم سبوا وشتموا عثمان بل أم المؤمنين عائشة كذلك لأنها نالت من عثمان.
ارجع أيها الشيخ إلى صواب عقلك ورشد تفكيرك وتب إلى ربك ولا يلعب بعقلك الشيطان فتكون بعض حطب جهنم واردم الهوة العميقة التي أحدثتها أحاديثك لتكون من التائبين.
وتقبل شكر وسلام أخيك: حسن باقر العوامي
القطيف ص.ب 97
1 رجب 1427هـ26/7/2006م
تعليق