ما تزعلي مني يا ماما، مش قادرة أعملك شي>
حسن شلهوب لم يمت، ولم يفهم لماذا تركته أمه
حسن شلهوب لم يمت، ولم يفهم لماذا تركته أمه
سعدى علوه
فتح حسن شلهوب (4 سنوات) عينيه، نظر من حوله فرأى فتاة صغيرة <تنام> بقربه، هي غير زينب (6 سنوات)، شقيقته الكبرى. رأى رجلاً في المكان فسأله <عمو ليش أنا هون؟>.
ركض <عمو سليم> جار العائلة نحو حسن، ضمه بين ذراعيه <بعدك عايش يا حبيبي، تقبرني إنشاء الله>، وسحبه من قرب الطفلة الشهيدة (عامان).
كان حسن ملفوفاً ب<حرام>، ويرقد بين جثامين الأطفال الشهداء في قانا أمس الأول، ظنه احد المواطنين المسعفين ميتاً. كيف كان سيأمل أنه مازال هناك حياة وسط كل ذلك الموت؟
أمضى حسن والدماء تغطي وجهه ورأسه، بقية ليلته بالقرب من طفلة لا يعرف اسمها، خائفاً <من القصف>، كما قال، و<زعلان> من أمه <التي تركته وحيدا> وهو يؤكد <لولا القصف وخوفي منه لقمت ولحقت بها إلى منزلنا في الضيعة>، حيث ظنها قد ذهبت.
استفاقت أم حسن (رباب يوسف) على وقع القصف في قانا. وجدت نفسها تحت الركام الذي غطى جسدها ومعها ولداها حسن وزينب. نفضت رباب الركام وانتشلت حسن وهو يبكي، سألته إن كان موجوعاً <فقال لا>. سلمته إلى رجال كانوا في المكان وأخذت تبحث عن ابنتها وزوجها محمد المقعد.
لم تجد زينب. نادتها كثيرا ولم تلق جوابا. خرجت رباب مع زوجها المقعد إلى أحد ملاجئ القرية <كان في قصف كتير وقال لنا شباب الضيعة لازم نبقى جوا>.
بقيت رباب هناك حتى الصباح، تعرف أن طفلها <بخير>، هو قال لها ذلك قبل أن يعود إلى النوم. كان يخنقها قلقها على زينب. زينب استشهدت، كانت تقول لنفسها.
إلى الملجأ، دخل الجار سليم ومعه حسن وقصة الحياة المبعوثة.
لم تكن جراح حسن تنزف، تقول والدته التي نقلت أمس إلى مستشفى جبل عامل هي وابنها وزوجها.
عندما رأى حسن أمه، أقبل عليها معاتبا لأنها تركته <وحيدا> ينام <بين الجيران>، غمرته والتصقت به. لم يعد لديها سواه.
ل<زينب>التي قضت اختناقا تحت الركام، والتي نقلت شاشات العالم صورها واحد الرجال يحملها من ذراعيها ويطلب من العالم رؤية الوحشية الإسرائيلية.. ذكرى أخيرة في قلب رباب: <وجدت يداً صغيرة بالقرب من حسن>، حيث كانت زينب تنام لم اتمكن من سحبها، فمسحت عليها بيدي وقبلتها وقلت لها، ما تزعلي مني يا ماما مش قادرة إعمل لك شي>.
هناك تركت رباب زينب. هناك ماتت زينب.
لم تر رباب صور زينب التي نشرت في كل صحف العالم <ما بدي شوفها، بدي تبقى زينب يلي ببالي>.
قالوا لها أنها لم تتشوه ففرحت. تقول أنها أودعتها <الست زينب>. تقول لحسن أن زينب ذهبت إلى الجنة <هونيك ما في إسرائيل. هونيك هي مبسوطة>.
ركض <عمو سليم> جار العائلة نحو حسن، ضمه بين ذراعيه <بعدك عايش يا حبيبي، تقبرني إنشاء الله>، وسحبه من قرب الطفلة الشهيدة (عامان).
كان حسن ملفوفاً ب<حرام>، ويرقد بين جثامين الأطفال الشهداء في قانا أمس الأول، ظنه احد المواطنين المسعفين ميتاً. كيف كان سيأمل أنه مازال هناك حياة وسط كل ذلك الموت؟
أمضى حسن والدماء تغطي وجهه ورأسه، بقية ليلته بالقرب من طفلة لا يعرف اسمها، خائفاً <من القصف>، كما قال، و<زعلان> من أمه <التي تركته وحيدا> وهو يؤكد <لولا القصف وخوفي منه لقمت ولحقت بها إلى منزلنا في الضيعة>، حيث ظنها قد ذهبت.
استفاقت أم حسن (رباب يوسف) على وقع القصف في قانا. وجدت نفسها تحت الركام الذي غطى جسدها ومعها ولداها حسن وزينب. نفضت رباب الركام وانتشلت حسن وهو يبكي، سألته إن كان موجوعاً <فقال لا>. سلمته إلى رجال كانوا في المكان وأخذت تبحث عن ابنتها وزوجها محمد المقعد.
لم تجد زينب. نادتها كثيرا ولم تلق جوابا. خرجت رباب مع زوجها المقعد إلى أحد ملاجئ القرية <كان في قصف كتير وقال لنا شباب الضيعة لازم نبقى جوا>.
بقيت رباب هناك حتى الصباح، تعرف أن طفلها <بخير>، هو قال لها ذلك قبل أن يعود إلى النوم. كان يخنقها قلقها على زينب. زينب استشهدت، كانت تقول لنفسها.
إلى الملجأ، دخل الجار سليم ومعه حسن وقصة الحياة المبعوثة.
لم تكن جراح حسن تنزف، تقول والدته التي نقلت أمس إلى مستشفى جبل عامل هي وابنها وزوجها.
عندما رأى حسن أمه، أقبل عليها معاتبا لأنها تركته <وحيدا> ينام <بين الجيران>، غمرته والتصقت به. لم يعد لديها سواه.
ل<زينب>التي قضت اختناقا تحت الركام، والتي نقلت شاشات العالم صورها واحد الرجال يحملها من ذراعيها ويطلب من العالم رؤية الوحشية الإسرائيلية.. ذكرى أخيرة في قلب رباب: <وجدت يداً صغيرة بالقرب من حسن>، حيث كانت زينب تنام لم اتمكن من سحبها، فمسحت عليها بيدي وقبلتها وقلت لها، ما تزعلي مني يا ماما مش قادرة إعمل لك شي>.
هناك تركت رباب زينب. هناك ماتت زينب.
لم تر رباب صور زينب التي نشرت في كل صحف العالم <ما بدي شوفها، بدي تبقى زينب يلي ببالي>.
قالوا لها أنها لم تتشوه ففرحت. تقول أنها أودعتها <الست زينب>. تقول لحسن أن زينب ذهبت إلى الجنة <هونيك ما في إسرائيل. هونيك هي مبسوطة>.