نورة في الظلمة
(( الحلقة الأولى))
وقد اختار ان يفتح جهاز الحاسوب ويتصفح بعض صفحاته ولم يسبق له ان فتح باب الاتصال بالاخرين في مثل هذا الوقت وقد فعلها هذه المرة, كتب بريده الالكتروني واخذ يتصفح بانتظار متصل , بينا هو كذلك واذا ببطاقة اتصال تظهر اسفل الشاشة , فتحها فوجد رسالة تعريف المتصل, حقق فيها فوجد ان المتصل به هي فتاة من لبنان اسمها مايا انطوانيت من بيروت وهي تطلب في نهاية رسالتها ان يعرف المتصل بها نفسه, قبل ان يبدا الحوار معها, تردد اول الامر اذ انه منذ ان استخدم المراسلات كان يتحاشى الدخول في خطاب مع امراة لما راه من تفسخ وتحلل من الجنسين اثناء مراسلات بعضهم مع البعض الاخر واستعمال غير اخلاقي لهذه الوسيلة الانسانيةالتي من خلالها يتمكن المرء من معرفة كثير من الخفايا ويطلع على كم هائل من الاسرار , بل ويصل الى الحقيقة بتوفيق من الله ان كانت هذه بغيته , هذا ما جعل عبد الله يتردد , ولكنه مالبث ان قطع تردده املا في ان يغير نظرته السابقة فاجابها !!
-- انا 00 عبد الله بشير من العراق 0 كتب هذا واخذ ينتظر الرد وقد اتاه بعد قليل
-- من العراق ؟؟!! قلوبنا معكم ياهل العراق .. ساعدكم الله على المحنة التي انتم فيها
-- هذا شعور جميل منك 00 وهذا ماينتظره العربي من العربي , لاان يشمت به ويعتبر الذين يقتلون ابناءه ابطالا 0
-- كيف يشمت الاخ باخيه ؟ ومن المنتفع مما يجري علينا نحن العرب ؟ غير اعدائنا من الغربيين 0
-- احسنت يامايا.. حقا ان المنتفع من صراع المسلمين مع بعضهم هم اعداء الله في امريكا واسرائيل وحلفائهما 0
كتب عبد الله هذه الكلمات لها ولكن تاخر جوابها الامر الذي اثار استغرابه وجعل الشكوك تساوره فخاطبها
-- هل من شيء ؟ لماذا لم تردي على رسالتي الاخيرة ؟
-- عفوا ياعبد الله يؤسفني ان انقل اليك انني لست مسلمة , وليس من عادتي ان اخدع الاخرين فلك الخيار في قطع الاتصال ان اردت ذلك !!
-- انا الذي يجب عليه ان يعتذر ,فقد غفلت عن هذه المسئلة , وعلى كل حال لاداعي لقطع الاتصال فانا وان كنا مختلفين في الديانة متحدين بالقومية فان لم يكن فبالانسانية 0
-- لااخفيك .. لم اكن انتظر هذا الرد منك !!وانني اشعر بالعزلة مع بقية الناس من المسلمين !!
-- ماكان الدين في يوم من الايام مولدا للعزلة بين البشر , نحن الذين نوجد العزلة بيننا
-- هل لي ان اتكلم معك بصراحة ؟
-- لك تمام الحرية فيما تريدين قوله .. قولي ولاتحاذري من شيء !!
-- الستم تعتبروننا كفارا .. ولادين لنا !!
-- هذا صحيح لاانكره .. ولكن عليك ان تفهمي معنى الكفر لكي تفهمي مانقصده بالكفار , ان معنى الكفر هو الجحود والتغطية لذا يطلق على الزارع الذي يغطي البذر بالتراب كفار, ولعل تسمية القرية بالكفر وهذه شائعة عندكم فيقال (كفر قاسم ,وكفرالتوت0000) جاءت من هذا المعنى , فمن جحد ر سالة نبينا ومايتعلق بها من اعتقادات اوغطى مافيها من الحق سميناه كافرا , اما ان المسيحيين لا دين لهم عندنا فهذا غير صحيح فاننا لاننكر الرسالات السابقة ولا المرسلين ولا الكتب السماوية المنزلة من قبل بل شريعتنا تكفر المسلم الذي ينكر الرسالات السابقة 0
-- اذا انتم تقرون بصحة ديننا ؟ وعدم بطلان شريعتنا ؟
-- لا ليس الامر كذلك , التورات والانجيل والرسالات السماوية التي نؤمن بها هي التي سبقت القران والرسالة الخاتمة اما
بعدهما فلا مكان لدين او كتاب غيرهما !!!
-- الا ترى في ذلك دكتاتورية واحتكار لاراء الاخرين في اعتناق الدين الذي يريدونه ؟؟
-- ياسيدتي .. دعيني اضرب لك مثالا ابين فيه مقصودي , ان الدارس اذا حصل على شهادة الابتدائية ثم المتوسطة وبعدها
الاعدادية وهكذا ترقى في الشهادات والمراحل حتى وصل الى اعلى شهادة فلا ينكر احد ما انه حصل على تلك الشهادات المتقدمة, ولكن لايمكن ان يوصف بالشهادة الدانية وهو حامل لاعلى منها , كذلك دين الاسلام مع الاديان الاخرى هي سابقة عليه وهو متمم لها , وحتى قولي هذا لايعني ان التورات والانجيل التي بين ايديكم هي الكتب الحقة التي نزلت على الانبياء والمرسلين بل تعرضت للتزيف والتحريف من قبل القساقسة والكهنة بما يتناسب مع مصالحهم ورغباتهم , اسف ان كنت اجرح مشاعرك ولكني اردت ان ابين الحق ولامجال للمجاملة والمهادنة !!
-- هل لك ان تذكر لي نماذج من التحريف والتزيف الذي ذكرته ؟؟
-- كما تريدين .. في الاصحاح الثاني من يوحنا : ان المسيح حضر مجلس عرس فنفذ خمرهم, فعمل لهم ستة اجران من الخمر بطريق المعجزة , وفي الاصحاح الحادي عشر والسابع من لوقا : ان المسيح كان يشرب الخمر, بل كان شريب خمر(كثير الشرب لها) وحاشا قدس المسيح من هذا البهتان العظيم , فقدجاء في العاشر من اللاويين ان الرب قال لهارون( خمرا ومسكرا لاتشرب انت وبنوك عند دخولكم خيمة الاجتماع لكي لاتموتوا, فرضا دهريا في اجيالكم , وللتميز بين المقدس والمحلل , وبين النجس والطاهر) وفي الاول من لوقا في مدح يوحنا المعمدان : لانه يكون عظيماامام الرب وخمرا ومسكرا لايشرب 00
-- لااكذب عليك انا لم اطلع على الانجيل الا مرات معدودة ولم اقرا ما نقلته ,ولكنني اقدران قول لك ان الخمرة لها مدخلية كبيرة في حياة الانسان وفيها فائدة عظيمة فهي تنسي الانسان همه وتاخذه الى عالم هاديء بعيدا عن المتاعب والالام التي يعانيها
ولو ان اهل الارض جميعا اثروا الثمالة على الصحوا لعاشوا حياة مليئة بالسعادة لايعرفون مايجري حولهم , هذا غير الفوائد المادية التي تحققها الخمرة .. ولااصدق ان احدا بامكانه ان يعيش من دونها !!!
-- عذرا ان قولك هذا غير مطابق للواقع تماما فكيف لاتصدقين ان احدا يمكن ان يعيش بلا خمر وهذه الملايين من المسلمين وغير المسلمين احياء لايفقدون شيئا مع انهم لايشربون الخمر , ثم أي سعادة مزيفة تتحدثين عنها و يحققها الخمر لو كان
ماتقولينه صحيحا لكان المجانين والمغمى عليهم اسعد الناس وافضلهم حالا ولكننا ناسف لهم ونتالم عليهم وهذا دليل على انهم
في حال لايحسدون عليه , اما الاموال التي ممكن ان تجنى من الاتجار بها فالسرقة المنظمة, والسطوا على البنوك ,اختلاس الاموال وغيرها من القبائح التي ينكرها كل اهل الارض بغظ النظر عن دياناتهم اكثر ربحا واوسع فائدة , ياسيدتي نظرت
الى المنافع ونسيت المضار الجسيمة التي يسببها الخمر , اليس الخمر سببا لكثير من الامراض التي كشف عنها العلم الحديث؟
اليس يفقد المرء عقله ويجعله فيمالايحمد عقباه يقول ويفعل ما اتيح له من القبيح حتى يصبح مثله كمثل الحيوان دونما قيد او حد
ياسيدتي : ان الذي يميز الانسان عن الحيوان عقله فان فقده .. عذرا.. فلافرق بينهما , وعلى كل حال ان كتابنا وهو القران
الكريم قداجاب عن هذه التساؤلات التي تطرحينها الان قبل مئات السنين (( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير
ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما )) فاذا علمت ان الاثم معناه الضرركفاك كلام الله عما تطلبين 0
-- حسنا 000 ان قولك بليغ ويثير في النفس الشكوك ولم يزل للكلام كلام لولا ان الوقت قد تاخر 00 هل لي ان اتصل بك في
ليلة اخرى ؟؟
-- بكل سرور 00 ولكن عند الساعة العاشر ة لافي وقت متاخر !!
-- اتفقنا000 الى اللقاء
بقلم الشيخ نجاح الرميثي
تعليق