رأى وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس أن حلّ الازمة يجب أن يكون بالتوافق بين الجميع بمن فيهم حزب الله، وان برنامج النقاط السبع الذي تبنته الحكومة هو القاعدة الأساسية لهذا الحل.
وكان موراتينوس وصل، أمس، الى بيروت والتقى على الفور رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ثم في السراي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وأكد بعد لقائه بري دعم النقاط السبع لخطة رئيس الحكومة اللبنانية، لافتا إلى أن لبنان موحّد على وجوب وقف إطلاق نار فوري، وبعد وقف النار يمكننا العمل على جميع العناصر السياسية من أجل لبنان مستقر وحر ومستقل، وأعتقد أن هذا هو هدف زيارتنا للبنان. ووأوضح انه سيتوجه الى دمشق لمتابعة جهوده من أجل توفير الاستقرار والسلام في المنطقة.
وعرض مع السنيورة في السراي، والوفد المرافق الاتصالات والعمل الجاري لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. بعد ذلك أقام رئيس الحكومة مأدبة غداء حضرها إلى موراتينوس، وزيرا خارجية مصر أحمد أبو الغيط والأردن عبد الإله الخطيب وعدد من الوزراء اللبنانيين. وبعد الغداء، عقد اجتماع موسّع بين الرئيس السنيورة ووزراء خارجية أسبانيا والأردن ومصر جرى خلاله عرض ما تمّ بحثه في الاجتماعات التي شهدها السراي الحكومي أمس.
وقبل مغادرته السراي، عقد الوزير الاسباني مؤتمراً صحافياً أبدى خلاله ارتياحه للمحادثات الايجابية للغاية والمشجّعة مع الرئيس السنيورة، وتمكنت من التحدث إلى نظيري الأردني والمصري من أجل تدعيم التزام المجتمع الدولي تجاه لبنان في هذا الظرف الصعب جداً من تاريخه. كلنا متفقون أن البرنامج المؤلف من سبع نقاط الذي تبنته الحكومة اللبنانية هو القاعدة الأساسية لكي يتمكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، ولا بد من حركة سياسية للوصول إلى وضع يكون فيه مستقبل لبنان مؤمناً. وقد اتفقنا أن نعمل بكل جهودنا الدبلوماسية من أجل التوصل إلى قرار يصدر عن مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن، ولكي نتأكد من أن النقاط الواردة في خطة الرئيس السنيورة ستطبق في أسرع وقت ممكن. وانطلاقاً من ذلك فإن على الفاعلين في المنطقة أن يلعبوا دوراً جوهرياً وأظن أن زيارتي إلى دمشق من شأنها أن تعطي دفعاً بناء للعمل وتقربنا من وضع من السلام والاستقرار في لبنان.
*سئل: هدّد رئيس الأركان الإسرائيلي بضرب بيروت، فما موقفكم في ذلك؟
أجاب: إن الاتحاد الأوروبي وجّه نداء واضحاً لوقف العمليات العسكرية، وجرت اتصالات مع كل الأطراف الأساسية لتفادي تدهور الوضع أكثر فأكثر. يجب أن تتوقف كل العمليات العسكرية، ونأمل ألا تتكرر الأحداث المأسوية مثل ما حصل في قانا، وغيرها من القرى اللبنانية.
*سئل: ما الفائدة من التحركات الدبلوماسية طالما أن إسرائيل تستمرّ في اعتداءاتها؟
أجاب: نسعى معاً إلى التوصل إلى قرار واضح وموحّد من مجلس الأمن، وأعتقد أننا اتفقنا في مؤتمر روما، حيث التقى عدد من الدول لها تأثير في الشرق الأوسط. علينا أن نعمل سوياً لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. هذا ما نسعى إليه، ونأمل، وإنني أعلم أننا سننجح في ذلك.
*سئل: لماذا طالب الاتحاد الأوروبي، أمس، بوقف فوري للعمليات العسكرية، وليس وقفاً فورياً لإطلاق النار؟
أجاب: إنها مسألة لفظية، فما يستطيع فعله الاتحاد الأوروبي هو توجيه نداء سياسي لوقف العمليات العسكرية. أما بالنسبة إلى وقف إطلاق النار فعلى الأطراف المعنية أن تتفاوض وتتوافق عليه. نريد في الاتحاد الأوروبي أن يكون هناك وقف تام لإطلاق النار، ولكن للتوصل إلى هذا يجب أن تتوقف الاعتداءات، وهذا ما طالبنا به. هناك تمازج لغوي بين وقف الاعتداءات ووقف إطلاق النار، ولكن لا بد من الأطراف المعنية، حزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، أن يقولا إنهما متوافقان على وقف المواجهة، ولكن ما يستطيع فعله الاتحاد الأوروبي أن تكون هناك دعوة قوية، لئلا يكون هناك مزيد من الاعتداءات.
*سئل: كيف السبيل للخروج من هذه الحرب؟
أجاب: من خلال حل سياسي. وكما ذكرنا بالأمس، لا حلّ عسكرياً لأزمة الشرق الأوسط، بل هناك حل سياسي فقط. وكلما عدنا بسرعة إلى طاولة المفاوضات، كنا أقرب للسير على طريق السلام.
وكان موراتينوس وصل الى بيروت على متن طائرة عسكرية اسبانية، على رأس وفد من وزارة الخارجية الاسبانية ووفد إعلامي، وحملت الطائرة على متنها مساعدات اسبانية للبنان هي ستة أطنان من المواد الطبية. وأعلن أن الحكومة الاسبانية ستقدّم خمسة ملايين أورو الى الحكومة اللبنانية، كمساعدة تضامن مع الحكومة والشعب اللبنانيين.

المصدر:صحيفة السفير اللبنانية. بتاريخ 03/08/2006 الساعة 09:53

http://www.ghaliboun.net/newsdetails.php?id=1058