تمر الساعات و الأيام والسنوات فتكبر الطفلة شيئأ فشيئاً ، وذلك الثوب عجيبٌ امره لازال يكبر معها ،
حتى دخلت رياض الأطفال فوجدت فيه عالماً مليئاً باللعب و المرح و المتعة مع الأصحاب،وعندما
تعود إلى البيت تقضي وقتها باللعب و المرح و الجلوس أمام التلفاز و مشاهدة الأفلام الكرتونية التي
تنجذب نحوها بقوة غريبة ، فتندمج معها بعقلها وتفكيرها .. وكذلك عندما دخلت المدرسة الابتدائية
وتوسع العالم من حولها ، والتقت بجميع الأعمار ، لازالت متعلقة بما تشاهده في التلفاز إلى أن وصلت سن التاسعة ، حينهاأصبحت تقلد ماتشاهده في التلفاز في مخيلتها عندما تكون على السرير _بدل أن تقرأ بعض السور القرآنية القصيرة التي تعلمتها من والديها _ حتى تستسلم للنوم ولاتشعر بذلك ..
كبرت وكبر هذا الاحساس معها حتى أنهت الابتدائية بما اتسمت به من الهدوء والتفوق و الأخلاق الحسنة ، ومالت إلى الانعزالية وهي لاتشعر ، ثم دخلت إلى المرحلة المتوسطة ، ومن هنا بدأ الثوب المشئوم الذي ارتدى قلبها يقل اتساعه ، و يزداد ضيقاً و ألماً حتى دخل إليها صوت ٌ خفي تسمعه الآذان فتحسبه أوهاماً ، وأصبح يغطي عقلها ويزين لها أشياء كثيرة ، وهي تستجيب له بتلك الدموع والصرخات، وهذا ما يريده منها أن تصل إلى الآستسلام و اليأس ..حتى انعدمت عندها الثقة بالنفس وبالآخرين ، و باتت الشكوك و الظنون تتسلل إليها ، وصار السرحان ملازما ً لها . هل تعرفون ما ذلك الصوت الخفي والذي لم يكن وهماً ؟؟
إنها وسوسة الشيطان التي تتسلل غلى الانسان في حالة الضعف ، وقد تسلل إليها لنها بعيدة عن ذكر الله ، و ملهمة بما تشاهده في التلفاز ، ومما تقلده فيه.قل تعالى :{ ومن يَعْشُ عن ذِكرِ الرحمن نُقَيِّض لهُ شيطاناً فهو لهُ قَرينٌ}
حالتها صعبة ، انعدمت الابتسامة على شفتيها, وصار قلبها ملاذاً للأوهام والهموم والغموم، لم تكن تعلم ما أصاب كيانها ، فالمرح واللعب قد تبدلا إلى هم وغم ، إلى أن دخلت المرحلة الثانوية
وتبصرت بأمور كثيرة حولها ،لكنها لازالت متسمة بالهدوء و التميز .
وعندما كانت كعادتها تنتقل من محطة فضائية إلى أخرى بالتلفاز ، حتى يجذب أسماعها معاناة كحالتها ، فتعالت صرخاتها حين سمعت تلك الجملة التي أسقط كيانها "" .......فهؤلاء الأشخاص مرضى نفسيين بوسوسة قهرية التي هي ثاني الأمراض النفسية خطراً وتدفع الكثير منهم إلى الانتحار والعياذ بالله .......""" حينها توجهت إلى والديها وهي غارقة في الدموع ، تستغيث ترد حلالاً .. علاجاً .... والأم الحنون تضمها إلى صدرها و الأب الرحيم يقرأ القرآن عليها .
ومضت عدة أيام وتلك الكلمة ترن في أذنيها خوفاً منها (الانتحار .. الانتحار ...) .
فتدهورت حالتها أكثر فأكثر وأصبحت حبيسة غرفتها ، وتركت الدراسة والمدرسة ، وظلت تبكي بحرارة محرقة، والديها لاحال لهما و لاقوة يجهلان سبب ما يحدث ، يحاولان معرفة ما بها لكن لاجدوى .
وأصبحا يجولان بها بين العلماء و الشيوخ ، يلتمسان حلاً للمشكلة ، ولسان الأم والأب الذي يلهج بالدعاء دائما ً لها , لكن لازال الصمت يخّيم عليها ، حتى كتب الله لهما زيارة الامام الرضا عليه السلام ، فهذه العائلة الصغيرة متوجهة إلى هناك صباح يوم الثلاثاء ، والزمن يدور ويدور .... حتى حل فجر الثلاثاء بعد ستة عشر عاما ً ، وتعالى صوت المؤذن في السماء ، فأخذت تلك الفتاة الحزينة سجادته و إحرامها لآداء صلاة الفجر ن وفور انتهاءها من الصلاة ، لترفع يديها إلى السماء ، ضاق ذلك الثوب المشئوم على قلبها ليخنقها ، تريد أن تصرخ ولكن اللسان انعقد ، وقوة هائلة بدأت تخرج من أسفل قدميها حتى بلغت الحلقوم ، وعندما أتت والدته كعادته لتوقظها للصلاة ، رأت فلذت كبدها مطروحة لاحراك ، فدنت منها لاصوت ولا حتى همس سوى أنين سمعته ثم توقف ، فقد كان ذلك وقت انفصال الروح عن الجسد، ضمتها إلى صدرها ، ولكن حينها لم تسمع صوت نبضات قلبها ، فصرخت الأم ندباً فلقد فارقت ابنتها الحياة ..و الأب الذي لأول مرة تساقطت دموعه حزنا ً و أسى .
حينها جاء القدر لينزع ذلك الثوب المشئوم ، ولكن هل سيتركها جرداء بلا رداء يغطيها؟ كـلا.فلقد أبدلها بلباس حقيقي أبيض لابد لكل ميت أن يرتديه ألا وهو الكفن ، فدفنت تحت الثرى ز
فلقد انتهت حياة فتاة في عمر الزهور قبل أن تبدأ وجعلت الصمت والموت خلاصاً من تلك المأساة المفجعة .
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
حتى دخلت رياض الأطفال فوجدت فيه عالماً مليئاً باللعب و المرح و المتعة مع الأصحاب،وعندما
تعود إلى البيت تقضي وقتها باللعب و المرح و الجلوس أمام التلفاز و مشاهدة الأفلام الكرتونية التي
تنجذب نحوها بقوة غريبة ، فتندمج معها بعقلها وتفكيرها .. وكذلك عندما دخلت المدرسة الابتدائية
وتوسع العالم من حولها ، والتقت بجميع الأعمار ، لازالت متعلقة بما تشاهده في التلفاز إلى أن وصلت سن التاسعة ، حينهاأصبحت تقلد ماتشاهده في التلفاز في مخيلتها عندما تكون على السرير _بدل أن تقرأ بعض السور القرآنية القصيرة التي تعلمتها من والديها _ حتى تستسلم للنوم ولاتشعر بذلك ..
كبرت وكبر هذا الاحساس معها حتى أنهت الابتدائية بما اتسمت به من الهدوء والتفوق و الأخلاق الحسنة ، ومالت إلى الانعزالية وهي لاتشعر ، ثم دخلت إلى المرحلة المتوسطة ، ومن هنا بدأ الثوب المشئوم الذي ارتدى قلبها يقل اتساعه ، و يزداد ضيقاً و ألماً حتى دخل إليها صوت ٌ خفي تسمعه الآذان فتحسبه أوهاماً ، وأصبح يغطي عقلها ويزين لها أشياء كثيرة ، وهي تستجيب له بتلك الدموع والصرخات، وهذا ما يريده منها أن تصل إلى الآستسلام و اليأس ..حتى انعدمت عندها الثقة بالنفس وبالآخرين ، و باتت الشكوك و الظنون تتسلل إليها ، وصار السرحان ملازما ً لها . هل تعرفون ما ذلك الصوت الخفي والذي لم يكن وهماً ؟؟
إنها وسوسة الشيطان التي تتسلل غلى الانسان في حالة الضعف ، وقد تسلل إليها لنها بعيدة عن ذكر الله ، و ملهمة بما تشاهده في التلفاز ، ومما تقلده فيه.قل تعالى :{ ومن يَعْشُ عن ذِكرِ الرحمن نُقَيِّض لهُ شيطاناً فهو لهُ قَرينٌ}
حالتها صعبة ، انعدمت الابتسامة على شفتيها, وصار قلبها ملاذاً للأوهام والهموم والغموم، لم تكن تعلم ما أصاب كيانها ، فالمرح واللعب قد تبدلا إلى هم وغم ، إلى أن دخلت المرحلة الثانوية
وتبصرت بأمور كثيرة حولها ،لكنها لازالت متسمة بالهدوء و التميز .
وعندما كانت كعادتها تنتقل من محطة فضائية إلى أخرى بالتلفاز ، حتى يجذب أسماعها معاناة كحالتها ، فتعالت صرخاتها حين سمعت تلك الجملة التي أسقط كيانها "" .......فهؤلاء الأشخاص مرضى نفسيين بوسوسة قهرية التي هي ثاني الأمراض النفسية خطراً وتدفع الكثير منهم إلى الانتحار والعياذ بالله .......""" حينها توجهت إلى والديها وهي غارقة في الدموع ، تستغيث ترد حلالاً .. علاجاً .... والأم الحنون تضمها إلى صدرها و الأب الرحيم يقرأ القرآن عليها .
ومضت عدة أيام وتلك الكلمة ترن في أذنيها خوفاً منها (الانتحار .. الانتحار ...) .
فتدهورت حالتها أكثر فأكثر وأصبحت حبيسة غرفتها ، وتركت الدراسة والمدرسة ، وظلت تبكي بحرارة محرقة، والديها لاحال لهما و لاقوة يجهلان سبب ما يحدث ، يحاولان معرفة ما بها لكن لاجدوى .
وأصبحا يجولان بها بين العلماء و الشيوخ ، يلتمسان حلاً للمشكلة ، ولسان الأم والأب الذي يلهج بالدعاء دائما ً لها , لكن لازال الصمت يخّيم عليها ، حتى كتب الله لهما زيارة الامام الرضا عليه السلام ، فهذه العائلة الصغيرة متوجهة إلى هناك صباح يوم الثلاثاء ، والزمن يدور ويدور .... حتى حل فجر الثلاثاء بعد ستة عشر عاما ً ، وتعالى صوت المؤذن في السماء ، فأخذت تلك الفتاة الحزينة سجادته و إحرامها لآداء صلاة الفجر ن وفور انتهاءها من الصلاة ، لترفع يديها إلى السماء ، ضاق ذلك الثوب المشئوم على قلبها ليخنقها ، تريد أن تصرخ ولكن اللسان انعقد ، وقوة هائلة بدأت تخرج من أسفل قدميها حتى بلغت الحلقوم ، وعندما أتت والدته كعادته لتوقظها للصلاة ، رأت فلذت كبدها مطروحة لاحراك ، فدنت منها لاصوت ولا حتى همس سوى أنين سمعته ثم توقف ، فقد كان ذلك وقت انفصال الروح عن الجسد، ضمتها إلى صدرها ، ولكن حينها لم تسمع صوت نبضات قلبها ، فصرخت الأم ندباً فلقد فارقت ابنتها الحياة ..و الأب الذي لأول مرة تساقطت دموعه حزنا ً و أسى .
حينها جاء القدر لينزع ذلك الثوب المشئوم ، ولكن هل سيتركها جرداء بلا رداء يغطيها؟ كـلا.فلقد أبدلها بلباس حقيقي أبيض لابد لكل ميت أن يرتديه ألا وهو الكفن ، فدفنت تحت الثرى ز
فلقد انتهت حياة فتاة في عمر الزهور قبل أن تبدأ وجعلت الصمت والموت خلاصاً من تلك المأساة المفجعة .
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
تعليق