تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
اليكم هذه المقالة لتعم الفائدة
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
اليكم هذه المقالة لتعم الفائدة
جان عزيز
بعد ساعات على انفجار كنيسة سيدة النجاة في زوق مكايل، يوم الاحد في 27 شباط 1994، كان الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين في بكركي. في الخارج كان الكلام أقل ازدواجية بكثير مما هو اليوم، وكان الاتهام والاستهداف أكثر سفوراً وفجوراً. انتحى الامام بسيد الصرح جانباً، ثم دخلا معاً المكتب الخاص. هناك قيل ان كلمات قليلة من صاحب السماحة كانت كافية لطمأنة صاحب الغبطة الى المستقبل، رغم اللحظة الحمراء. قيل ان الامام أسرّ بما معناه: أنتم مستهدفون كمسيحيين، لانّ في ذلك استهدافاً لجماعة مؤسسة للكيان، وبالتالي لكل وجودنا. ولذلك انا اليوم معكم في مواجهة هذا الاستهداف...
ما الداعي لاستذكار تلك الواقعة؟ انها قوافل النازحين من جنوب الجنوب ومن جنوب بيروت. يصير أهلها فجأة في مأمن إذا ما بلغوا ساحة النجمة في صيدا، أو الشوف وعاليه، أو طبعاً مناطق بيروت. حتى الأمان موفور في مخيم عين الحلوة للاجئين اللبنانيين اليه. وحدها المناطق الشيعية تحت الخطر. وحدها الجماعة الشيعية في لبنان مستهدفة، أو هي تشعر بذلك.
وسط سيل المواقف المتضامنة مع النازحين والمصابين والضحايا، يجب ان يخرج من يقول: نحن متضامنون مع الطائفة الشيعية، كذا.
أولاًَ لجهة المبدأ الميثاقي الكياني اللبناني. فلقد ثبت في النهاية ان هذا الوطن كمثل أضلع المثلث. إذا انكسر أحدها فقد هوية "التثليث". وكمثله، مجموع أي ضلعين فيه أكبر من أي ثالث، وحاصل حسم اثنين، أصغر من أي ثالث أيضاً.
ثم يجب التضامن مع الشيعة اليوم، لانّ معادلة هذا البلد أكدت انه لم يحتمل "صمت" جماعة واحدة حيال الاجتياح الاسرائيلي سنة 1982، فكيف يحتمل صمتاً أكبر اليوم. وجوهر هذا النظام التوافقي المتوازن أكد انه لم يستوعب ضرب الجار السوري للمسيحيين منذ 1990، فكيف يهضم ضرب "الجار" العبري للشيعة عام 2006؟
ثم أيضاً وأيضاً يجب اعلان التضامن، لا مع الشهداء الألف، بل مع طائفة الشهداء الألف أصلاً وقبلاً. يجب التضامن مع هذه الجماعة المتلبننة منذ ألف عام. المنثورة قراها على حدود الكيان. الجماعة الوحيدة التي قاتلت كل الغرباء على أرضنا، فيما الآخرون، كل الآخرين فلنعترف، ينقص في سجل نضالهم غريب واحد... على الأقل.
التضامن مطلوب من كل الجماعات اللبنانية كجماعات كاملة، مع جماعة موسى الصدر. أول من كتب مسلّمة "نهائية الكيان اللبناني"، في "وثيقة الـ 77"، قبل ان يدرجها خلفه في "الثوابت الاسلامية" في أيلول 1983، ليحملها نبيه بري بعدها الى نتائج مؤتمر جنيف بعد شهرين، ولتصير من ثم ثابتة، حتى بلغت "الطائف" والدستور.
التضامن مطلوب مع جماعة الامام شمس الدين، أول مرجع روحي "أوصى" مؤمنيه بتعددية لبنان وتوافقه وشراكة سلطته وتوازن مؤسساته.
التضامن مطلوب مع طائفة السيد حسن نصرالله، أول مقاوم يتلمس بيده وجه ابنه العائد من المعركة من فوق الكفن ــ هل ينتسى المشهد؟ قبل ان يمضي ليكمل مقاومته. مطلوب التضامن معه حتى يعرف كيف يقايض سلاحه بحل شامل نهائي وثابت، يصير بعدها، لا احتلال ولا سلاح.
مطلوب التضامن مع طائفة الاجتهاد المفتوح والمعاناة المكتومة، والفكر المنفتح على كل تيارات البحث عن الحقيقة. طائفة التواضع والدماثة بامتياز حيث لا عجرفة حداثة نعمة، ولا بلاهة سباتٍ على أمجاد غابرة.
في 12 تموز الماضي، لم يستفتِ أحد الجماعة الشيعية حول خيارها الحرب أو السلم. لكن حرباً كاملة فرضت من دون قرار ولا اختيار، على هذه الطائفة الكاملة. ولذلك، فضلاً عن التضامن مع كل فرد نكبته الأحداث، يجب ان يخرج من يقول لجماعة لبنانية كاملة: نحن معكم.
المصدر:جريدة صدى البلد اللبنانية. بتاريخ 04/08/2006 الساعة 12:33
http://www.ghaliboun.net/newsdetails.php?id=1181
بعد ساعات على انفجار كنيسة سيدة النجاة في زوق مكايل، يوم الاحد في 27 شباط 1994، كان الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين في بكركي. في الخارج كان الكلام أقل ازدواجية بكثير مما هو اليوم، وكان الاتهام والاستهداف أكثر سفوراً وفجوراً. انتحى الامام بسيد الصرح جانباً، ثم دخلا معاً المكتب الخاص. هناك قيل ان كلمات قليلة من صاحب السماحة كانت كافية لطمأنة صاحب الغبطة الى المستقبل، رغم اللحظة الحمراء. قيل ان الامام أسرّ بما معناه: أنتم مستهدفون كمسيحيين، لانّ في ذلك استهدافاً لجماعة مؤسسة للكيان، وبالتالي لكل وجودنا. ولذلك انا اليوم معكم في مواجهة هذا الاستهداف...
ما الداعي لاستذكار تلك الواقعة؟ انها قوافل النازحين من جنوب الجنوب ومن جنوب بيروت. يصير أهلها فجأة في مأمن إذا ما بلغوا ساحة النجمة في صيدا، أو الشوف وعاليه، أو طبعاً مناطق بيروت. حتى الأمان موفور في مخيم عين الحلوة للاجئين اللبنانيين اليه. وحدها المناطق الشيعية تحت الخطر. وحدها الجماعة الشيعية في لبنان مستهدفة، أو هي تشعر بذلك.
وسط سيل المواقف المتضامنة مع النازحين والمصابين والضحايا، يجب ان يخرج من يقول: نحن متضامنون مع الطائفة الشيعية، كذا.
أولاًَ لجهة المبدأ الميثاقي الكياني اللبناني. فلقد ثبت في النهاية ان هذا الوطن كمثل أضلع المثلث. إذا انكسر أحدها فقد هوية "التثليث". وكمثله، مجموع أي ضلعين فيه أكبر من أي ثالث، وحاصل حسم اثنين، أصغر من أي ثالث أيضاً.
ثم يجب التضامن مع الشيعة اليوم، لانّ معادلة هذا البلد أكدت انه لم يحتمل "صمت" جماعة واحدة حيال الاجتياح الاسرائيلي سنة 1982، فكيف يحتمل صمتاً أكبر اليوم. وجوهر هذا النظام التوافقي المتوازن أكد انه لم يستوعب ضرب الجار السوري للمسيحيين منذ 1990، فكيف يهضم ضرب "الجار" العبري للشيعة عام 2006؟
ثم أيضاً وأيضاً يجب اعلان التضامن، لا مع الشهداء الألف، بل مع طائفة الشهداء الألف أصلاً وقبلاً. يجب التضامن مع هذه الجماعة المتلبننة منذ ألف عام. المنثورة قراها على حدود الكيان. الجماعة الوحيدة التي قاتلت كل الغرباء على أرضنا، فيما الآخرون، كل الآخرين فلنعترف، ينقص في سجل نضالهم غريب واحد... على الأقل.
التضامن مطلوب من كل الجماعات اللبنانية كجماعات كاملة، مع جماعة موسى الصدر. أول من كتب مسلّمة "نهائية الكيان اللبناني"، في "وثيقة الـ 77"، قبل ان يدرجها خلفه في "الثوابت الاسلامية" في أيلول 1983، ليحملها نبيه بري بعدها الى نتائج مؤتمر جنيف بعد شهرين، ولتصير من ثم ثابتة، حتى بلغت "الطائف" والدستور.
التضامن مطلوب مع جماعة الامام شمس الدين، أول مرجع روحي "أوصى" مؤمنيه بتعددية لبنان وتوافقه وشراكة سلطته وتوازن مؤسساته.
التضامن مطلوب مع طائفة السيد حسن نصرالله، أول مقاوم يتلمس بيده وجه ابنه العائد من المعركة من فوق الكفن ــ هل ينتسى المشهد؟ قبل ان يمضي ليكمل مقاومته. مطلوب التضامن معه حتى يعرف كيف يقايض سلاحه بحل شامل نهائي وثابت، يصير بعدها، لا احتلال ولا سلاح.
مطلوب التضامن مع طائفة الاجتهاد المفتوح والمعاناة المكتومة، والفكر المنفتح على كل تيارات البحث عن الحقيقة. طائفة التواضع والدماثة بامتياز حيث لا عجرفة حداثة نعمة، ولا بلاهة سباتٍ على أمجاد غابرة.
في 12 تموز الماضي، لم يستفتِ أحد الجماعة الشيعية حول خيارها الحرب أو السلم. لكن حرباً كاملة فرضت من دون قرار ولا اختيار، على هذه الطائفة الكاملة. ولذلك، فضلاً عن التضامن مع كل فرد نكبته الأحداث، يجب ان يخرج من يقول لجماعة لبنانية كاملة: نحن معكم.
المصدر:جريدة صدى البلد اللبنانية. بتاريخ 04/08/2006 الساعة 12:33
http://www.ghaliboun.net/newsdetails.php?id=1181