الشرق الاوسط / من موقعه في قرية لبنانية كان بوسع جندي المشاة الاسرائيلي ألون غيلنك ان يسمع صواريخ حزب الله وهي تنفجر على مسافة اقرب ثم أقرب، الى ان ارتطم أحدها بأرض لا تبعد عنه سوى امتار.
وكان هناك وميض وارتجاج رمى به الى الأرض. وزحف مرتعدا بحثا عن الأمان، وهو يسب ويلعن. لم يصب بأذى ولكنه كان يرتعد خوفا بحيث كانت الكلمات تنطلق من فمه مرجوجة وغير مفهومة.
وقال غيلنك «كنت مرعوبا». وكان جندي قريب أصابه الانفجار يسمع اصوات صفير وضوضاء ليست هناك. انه لن يعود الى لبنان.
وغيلنك، 20 عاما، واحدٌ من آلاف الجنود الاسرائيليين ممن قضوا الأيام الستة الاخيرة، وهو يحاولون اقتحام قرى في جنوب لبنان. وكانوا يشعرون بالاستنزاف ومعداتهم تغطيها القاذورات والعرق.
وعاد بضع مئات من أفراد لواء «نحال» الى اسرائيل أول من أمس من اجل التقاط الأنفاس. ومن المتوقع أن يعود معظمهم الى لبنان خلال يوم أو نحو ذلك.
ومع اقتراب الهجوم الاسرائيلي الانتهاء من أسبوعه الرابع، فان كثيرا من هؤلاء الجنود يقولون انهم يواجهون في حزب الله عدوا أكثر هولا من كل من قاتلوهم خلال السنوات الأخيرة. ومن أجل الاستماع الى بعضهم وهم يصفون الموقف، فان الحرب البرية لا تجري كما كانوا يتوقعون. انها جولة بطيئة صارمة أخفقت في ايقاف نيران صواريخ حزب الله من الوصول الى شمال اسرائيل.
وعبروا عن خيبة أملهم من ان مقاتلي حزب الله يختلطون مع السكان المدنيين مما يجعل من الصعب العثور عليهم واجتثاثهم.
كما تذمر عدد من الاسرائيليين من ضعف خطوط الامداد مما ادى الى شح في الغذاء والماء في ساعاتهم الاخيرة في لبنان. وتحدث أحد العاملين في الاسعاف عن اختبار المياه المحلية لغرض التعرف في ما اذا كانت مسمومة لاستخدامها كبديل لامداداتهم باتت شحيحة.
وأمضت وحدة غيلنك طوال الليل مشيا على الاقدام، للوصول الى قرية أديسا التي تبعد عدة اميال عن الحدود، ليجدوا فيها مدينة اشباح. وشارعا بعد شارع انتقلوا الى وضع استولوا فيه على عدد من البيوت المبنية من الحجر القديم محتمين من هجمات حزب الله التي يمكن ان تصيبهم.
وقال رون ايفان، 21 عاما، انه «في المدى المنظور يمكنك رؤية الأنوار الحمراء والومضات البيضاء. ثم تسمع أصوات الصواريخ. وكنت أفكر: «يا الهي، ثم تسمع موجات الهواء وكأنها صوت صدم كبير».
وقال الجنود ان حزب الله غالبا ما يهاجم من مسافة بعيدة، مستخدما الصواريخ ونيران القناصة.
وزعموا انهم عثروا على أسلحة مخزونة في بعض البيوت. وبشكل عام قالوا إنهم وجدوا حزب الله أكثر فعالية كقوة قتالية من المقاومين الفلسطينيين الذين اعتادوا على مواجهتهم.
فمع الفلسطينيين يكون القتال عادة عملية بوليسية في أراض مألوفة وتتضمن احتلالا واعتقالات مع هجمات جوية من وقت إلى آخر، حسبما قال الجنود لا هجوما مدرعا شاملا مثلما يتطلب الأمر مع حزب الله.
وقال غيلنك الذي كان يستريح في فندق قريب من بحيرة طبرية «أدركت أننا نقاتل جيشا منظما حقيقيا. هؤلاء هم أناس يعرفون جيدا ما يقومون به».
وعبر جنود آخرون عن مشاعر إحباط قوية من استخدام حزب الله لمواقع مدنية، كنقاط هجوم وإعادة تجميع وإعادة تزويد. وقال جندي المشاة جيسون رايخ، 24 سنة، «الخطوط مموهة جدا».
وتذكر غيب أفنر، 21 سنة، مشاهدة امرأة عجوز لبنانية تحمل كيس طعام من بيت إلى آخر. وشك أنها ربما كانت تساعد مقاتلا من حزب الله. لكنه لم يتمكن من معرفة ذلك بشكل قاطع. وقال «بالتأكيد لا أستطيع أن اطلق النار عليها لأن ذلك سيعذب ضميري».
واوضح شموئيل أونيل الذي هو بالأصل من ولاية كاليفورنيا الاميركية إن البيت اللبناني الذي كان متمركزا فيها كاد يضرب على يد حزب الله. ومع ضجيج المعركة حوله، التزم بموقعه ووضع على رأسه الخوذة وظل حاملا سلاحه بيده. وأضاف «اهتز البيت مع تصاعد الانفجارات واقترابها منه. أنت لا تعرف كم هي منك وما اذا كانت ستحدث دمارا كبيرا أم انها مجرد اصوات لإخافتك».
وأونيل، 20 سنة، مع جنود آخرين في فندق طبرية هم جزء من برنامج يهدف لجلب مزيد من اليهود الاميركيين إلى إسرائيل للالتحاق بشكل خاص بالجيش وتحقيق مفهومهم عن المهمة الصهيونية.
وشارك مئات من الشباب الأميركيين في هذا البرنامج. وجاءوا من دون أسرهم. وبعضهم وضع في كيبوتزات أو مواقع شبيهة وكلهم يؤول بهم المطاف إلى الجيش. وبعد ثلاثة أعوام من التنقل في الواجبات والكثير منهم بقوا في إسرائيل كمواطنين، وهذا ما يعطيهم دعما ماليا بخصوص التعليم والسكن.
وقال أونيل إن أول ما قام به بعد خروجه من لبنان هو مكالمة أمه في كاليفورنيا. وأضاف أنه لم يتصور قط حينما التحق بالجيش الإسرائيلي قبل عامين، أن الوضع سيكون مخيفا في لبنان. واضاف اونيل الذي ينتمي لاسرة عسكرية ويعتقد ان القتال من اجل اسرائيل هو واجب ديني «لقد كان شيئا نتبادل المزاح حوله. ستصبح هذه الحرب الكبرى، والآن اصبحت غريبة تماما». وفوجئ بريان فاكسمان وهو عضو «البرنامج» من حي كوينز في مدينة نيويورك بصمود مقاتلي حزب الله.
واوضح في ما يتعلق بوصول القوات الاسرائيلية للقرى اللبنانية «اعتقد ان الجيش فوجئ في البداية. وعندما تصل نكتشف مخابئ لم تكن لدينا أي فكرة عن وجودها، وصواريخ تنطلق لا تستطيع معرفة مصدرها، الامر في غاية الصعوبة. تصفها بأنها حرب عصابات، وتعتقد ان بضعة رجال يقومون بعملية ما. ولكن هؤلاء الناس في غاية التنظيم».
وكان هناك وميض وارتجاج رمى به الى الأرض. وزحف مرتعدا بحثا عن الأمان، وهو يسب ويلعن. لم يصب بأذى ولكنه كان يرتعد خوفا بحيث كانت الكلمات تنطلق من فمه مرجوجة وغير مفهومة.
وقال غيلنك «كنت مرعوبا». وكان جندي قريب أصابه الانفجار يسمع اصوات صفير وضوضاء ليست هناك. انه لن يعود الى لبنان.
وغيلنك، 20 عاما، واحدٌ من آلاف الجنود الاسرائيليين ممن قضوا الأيام الستة الاخيرة، وهو يحاولون اقتحام قرى في جنوب لبنان. وكانوا يشعرون بالاستنزاف ومعداتهم تغطيها القاذورات والعرق.
وعاد بضع مئات من أفراد لواء «نحال» الى اسرائيل أول من أمس من اجل التقاط الأنفاس. ومن المتوقع أن يعود معظمهم الى لبنان خلال يوم أو نحو ذلك.
ومع اقتراب الهجوم الاسرائيلي الانتهاء من أسبوعه الرابع، فان كثيرا من هؤلاء الجنود يقولون انهم يواجهون في حزب الله عدوا أكثر هولا من كل من قاتلوهم خلال السنوات الأخيرة. ومن أجل الاستماع الى بعضهم وهم يصفون الموقف، فان الحرب البرية لا تجري كما كانوا يتوقعون. انها جولة بطيئة صارمة أخفقت في ايقاف نيران صواريخ حزب الله من الوصول الى شمال اسرائيل.
وعبروا عن خيبة أملهم من ان مقاتلي حزب الله يختلطون مع السكان المدنيين مما يجعل من الصعب العثور عليهم واجتثاثهم.
كما تذمر عدد من الاسرائيليين من ضعف خطوط الامداد مما ادى الى شح في الغذاء والماء في ساعاتهم الاخيرة في لبنان. وتحدث أحد العاملين في الاسعاف عن اختبار المياه المحلية لغرض التعرف في ما اذا كانت مسمومة لاستخدامها كبديل لامداداتهم باتت شحيحة.
وأمضت وحدة غيلنك طوال الليل مشيا على الاقدام، للوصول الى قرية أديسا التي تبعد عدة اميال عن الحدود، ليجدوا فيها مدينة اشباح. وشارعا بعد شارع انتقلوا الى وضع استولوا فيه على عدد من البيوت المبنية من الحجر القديم محتمين من هجمات حزب الله التي يمكن ان تصيبهم.
وقال رون ايفان، 21 عاما، انه «في المدى المنظور يمكنك رؤية الأنوار الحمراء والومضات البيضاء. ثم تسمع أصوات الصواريخ. وكنت أفكر: «يا الهي، ثم تسمع موجات الهواء وكأنها صوت صدم كبير».
وقال الجنود ان حزب الله غالبا ما يهاجم من مسافة بعيدة، مستخدما الصواريخ ونيران القناصة.
وزعموا انهم عثروا على أسلحة مخزونة في بعض البيوت. وبشكل عام قالوا إنهم وجدوا حزب الله أكثر فعالية كقوة قتالية من المقاومين الفلسطينيين الذين اعتادوا على مواجهتهم.
فمع الفلسطينيين يكون القتال عادة عملية بوليسية في أراض مألوفة وتتضمن احتلالا واعتقالات مع هجمات جوية من وقت إلى آخر، حسبما قال الجنود لا هجوما مدرعا شاملا مثلما يتطلب الأمر مع حزب الله.
وقال غيلنك الذي كان يستريح في فندق قريب من بحيرة طبرية «أدركت أننا نقاتل جيشا منظما حقيقيا. هؤلاء هم أناس يعرفون جيدا ما يقومون به».
وعبر جنود آخرون عن مشاعر إحباط قوية من استخدام حزب الله لمواقع مدنية، كنقاط هجوم وإعادة تجميع وإعادة تزويد. وقال جندي المشاة جيسون رايخ، 24 سنة، «الخطوط مموهة جدا».
وتذكر غيب أفنر، 21 سنة، مشاهدة امرأة عجوز لبنانية تحمل كيس طعام من بيت إلى آخر. وشك أنها ربما كانت تساعد مقاتلا من حزب الله. لكنه لم يتمكن من معرفة ذلك بشكل قاطع. وقال «بالتأكيد لا أستطيع أن اطلق النار عليها لأن ذلك سيعذب ضميري».
واوضح شموئيل أونيل الذي هو بالأصل من ولاية كاليفورنيا الاميركية إن البيت اللبناني الذي كان متمركزا فيها كاد يضرب على يد حزب الله. ومع ضجيج المعركة حوله، التزم بموقعه ووضع على رأسه الخوذة وظل حاملا سلاحه بيده. وأضاف «اهتز البيت مع تصاعد الانفجارات واقترابها منه. أنت لا تعرف كم هي منك وما اذا كانت ستحدث دمارا كبيرا أم انها مجرد اصوات لإخافتك».
وأونيل، 20 سنة، مع جنود آخرين في فندق طبرية هم جزء من برنامج يهدف لجلب مزيد من اليهود الاميركيين إلى إسرائيل للالتحاق بشكل خاص بالجيش وتحقيق مفهومهم عن المهمة الصهيونية.
وشارك مئات من الشباب الأميركيين في هذا البرنامج. وجاءوا من دون أسرهم. وبعضهم وضع في كيبوتزات أو مواقع شبيهة وكلهم يؤول بهم المطاف إلى الجيش. وبعد ثلاثة أعوام من التنقل في الواجبات والكثير منهم بقوا في إسرائيل كمواطنين، وهذا ما يعطيهم دعما ماليا بخصوص التعليم والسكن.
وقال أونيل إن أول ما قام به بعد خروجه من لبنان هو مكالمة أمه في كاليفورنيا. وأضاف أنه لم يتصور قط حينما التحق بالجيش الإسرائيلي قبل عامين، أن الوضع سيكون مخيفا في لبنان. واضاف اونيل الذي ينتمي لاسرة عسكرية ويعتقد ان القتال من اجل اسرائيل هو واجب ديني «لقد كان شيئا نتبادل المزاح حوله. ستصبح هذه الحرب الكبرى، والآن اصبحت غريبة تماما». وفوجئ بريان فاكسمان وهو عضو «البرنامج» من حي كوينز في مدينة نيويورك بصمود مقاتلي حزب الله.
واوضح في ما يتعلق بوصول القوات الاسرائيلية للقرى اللبنانية «اعتقد ان الجيش فوجئ في البداية. وعندما تصل نكتشف مخابئ لم تكن لدينا أي فكرة عن وجودها، وصواريخ تنطلق لا تستطيع معرفة مصدرها، الامر في غاية الصعوبة. تصفها بأنها حرب عصابات، وتعتقد ان بضعة رجال يقومون بعملية ما. ولكن هؤلاء الناس في غاية التنظيم».