مؤامرة عبد العزيز الحكيم في فصل الجنوب العراقي ..!!
كتابات - أبراهيم العبيدي
تحت شعار الفدرالية التي يتغنى بها عبد العزيز الحكيم وحزبه " الايراني " المجلس الأعلى للثورة الإسلامية . في ضرورة إقامة أقليم شيعي في الوسط والجنوب العراقي . عبد العزيز الحكيم ونجله المبجل عمار الحكيم وبدعم إيراني متواصل يحثون الخطى سريعاً ومن خلال عملهم الدؤوب وتسخير كل الإمكانيات ومنها المالية في دعوة الشيعة ( ولاسيما رؤساء العشائر المعروفة في الجنوب ) لتسويق فكرة إقامة إقليم شيعي في الوسط والجنوب وهو المدخل المؤدي الى الإنفصال لاحقاً . وكما هو معلوم ومنذ أن دخل الحكيم وحزبه المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الى العراق على ظهر الدبابات الأمريكية, ومنذ أن حطو رحالهم في العراق الجديد "الإحتلال" كان المجلس الأعلى وقيادته من أوائل الذين نادوا بضرورة قيام اقليم شيعي للشيعة في الوسط الجنوب على غرار أقليم كردستان للأكراد في شمال العراق . معللا ً ذلك الحفاظ على حقوق الشيعة من أن تهدر مرة أخرى كما يزعم ؟.
ومنذ ذلك الحين لم تهدأ صيحات المجلس الأعلى " النشاز" بين كل الفصائل العراقية وحتى في داخل الإئتلاف الشيعي نفسه ( حيث أن المجلس الأعلى بقيادة الحكيم هو الفصيل الوحيد داخل الإئتلاف الشيعي الموحد يطالب وبإلحاح شديد , من ضرورة قيام أقليم شيعي في الوسط والجنوب على أساس طائفي , على عكس الأحزاب الشيعية الأخرى التي ترفض ذلك , كحزب الفضيلة وحزب الدعوة وكذلك مقتدى الصدر ) ومعلوم أن مطلب أقامة أقليم شيعي في الجنوب والذي بالضرورة سيؤول الى إنفصال عملي مستقبلاً , هو في الحقيقة مطلب إيراني قبل أن يكون مطلب آل الحكيم , هذا أذا ماأخذنا بنظر الأعتبار جذور آل الحكيم الإيرانية ؟ لذلك يمكننا القول بأن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بقيادة عبد العزيز الحكيم يحمل المخطط " الأنفصال " بتوجيه ودعم إيراني منقطع النظير لتحقيق أطماع إيرانية توسعية وطائفية تاريخية في العراق . وأخر هذه الصيحات ما قاله عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية العراقي قبل أيام قلائل " ان مشروع قرار لاقرار الاجراءات النهائية لقانون تشكيل الاقاليم في العراق بموجب القانون والدستور سيقدم الى البرلمان خلال شهرين لاقراره بشكل نهائي . ( ومن الجدير بالذكر أن الدستور العراقي الذي اقر في استفتاء عام في منتصف شهر اكتوبر تشرين الاول من العام الماضي قد اقر مبدأ تشكيل واقامة الفيدراليات في العراق. واعترضت اطراف " منها العرب السنة " اشتركت في كتابة مسودة الدستور على هذا المبدأ واتفقت الاطراف السياسية جميعا على مراجعة مسودة الدستور العراقي بعد تشكيل البرلمان. )
بداية معلوم أن فكرة الفدرالية عند أصحابها مفادها هو : إتحاد بين دولتين أو أكثر كانت منفصلتين سابقاً ويتم إتحادها من خلال النظام الفدرالي وليس العكس ! بلد موحد تقوم على تجزئته ليتحد فدرالياً ؟ ولكن هذا ما أراده الحاكم المدني الأمريكي للعراق بول بريمر أن يكون في دستور العراق الجديد , ووافقه بعض أصحاب النفوس المريضة والأهداف المشبوهة من الساسة والأحزاب السياسية العراقية وعلى رأسها حزب الحكيم " المجلس الأعلى " التي جائت مع المحتل . وبالمناسبة أن فكرة تقسيم العراق هو مقترح يهودي نشرته إحدى الصحف اليهودية في عام 1982 من هذا القرن .
دعوة الحكيم في إقامة أقليم فدرالي للشيعة في الوسط والجنوب تنطوي على أسباب وأهداف خبيثة ماكرة تستهدف العراق وعروبته , بالتواطأ مع الجاره إيران التي يدين لها الحكيم وحزبه بالولاء والطاعة حتى النخاع . وهو الفصيل الوحيد في العراق الذي يمكن أن يطلق عليه أنه إيراني المنشأ والهدف والتوجه . والفصيل الوحيد الذي يضم في صفوفه كثير من الإيرانيين وإرتباطه مباشرة مع المخابرات الإيرانية "الإطلاعات" تمويلاً وتوجيهاً , فهو بعبارة أخرى فصيل منسلخ عن الهوية العراقية تماماً من رأس الهرم وحتى القاعدة . وهو أقلية في الوسط الشيعي العراقي .
السؤال المطروح الأن والذي يتكرر كثيراً على لسان عامة العراقيين وكذلك السياسين منهم . لماذا أصرار الحكيم على قيام أقليم شيعي في الوسط والجنوب أو بعبارة أخرى فدرالية الجنوب ؟ في حين أن محافظات الجنوب التسعة " ذات الأغلبية الشيعية " تخضع رسمياً للنفوذ الشيعي إبتداءاً من المحافظ ومجالس المحافظة ومروراً بالدوائر الحكومية في وإنتهاءاً بالأجهزة الأمنية في الجنوب كلها تدار من قبل الشيعة ولايوجد من يشاركهم فيها في شيئ , هذا بالإضافة الى منصب رئيس الوزراء وعدد كبير من الوزراء في الحكومة العراقية الحالية كلهم شيعة ؟ فما هو وجه الخوف والوجل الذي يتحسسه السيد عبد العزيز الحكيم مع هذا النفوذ الشيعي الكبير في كل الحكومات التي تشكلت في ظل الإحتلال الأمريكي والى الآن ؟ والجواب على هذا التساؤل يمكن أن يكون من عدة أوجه منها :
• إيجاد موطأ قدم راسخة للحليف الإيراني في الوسط والجنوب العراقي على غرار حزب الله في الجنوب اللبناني " دولة داخل دولة " لأسباب وأهداف منها : ( إقتصادية وسياسية وطائفية ) حتى لو تطلب ذلك الاقتتال مع فصائل شيعية أخرى منافسة " ذات التوجه العروبي " في الجنوب كما هو حاصل حالياً بشكل محدود .
• السيطرة على الجنوب العراقي الغني بالنفط " حقول مجنون " وغيرها الضخمة والتي تشير الدراسات النفطية أنها من أغنى الحقول في المنطقة . ( كما تشير الدراسات النفطية أن حقول إيران الحالية هي حقول ناضبة وعمرها محدود بعكس حقول نفط الجنوب العراقي مما دفع بالإيرانيين التفكير بجدية للأستحواذ على نفط الجنوب ) هذا بالإضافة الى موارد الجنوب الإقتصادية المتنوعة " زراعية ومعادن وخصوبة التربة "
• توسيع النفوذ الإيراني في منطقة الخليج " كرأس حربه " على الكويت والسعودية والدول الأخرى . وتهديد الكويت مستقبلاً وقطع مايمكن من الميناء البحري لتتمكن من ضخ النفط عبر الخليج بسهول أكبر , وربما التفكير بضمها أذا "ماعارضت" للجنوب العراقي لتحقيق أحلام المجوس الصفويين التوسعية .
• السيطرة على العتبات المقدسة في العراق وضمان مرجعية النجف "المقدسة" عند عموم الشيعة في العالم , مما يعني السيطرة الكاملة على كل الإيرادات المالية التي تدرها هذه المقدسات بالإضافة الى الخمس . وكذلك السيطرة على المناطق الأثرية التاريخية في العراق وعلى رأسها مدينة المدائن مهد الحضارة الفارسية .
• توطين الإيرانيين في الجنوب لتغير طبغرافيته مستقبلاً ليكون فارسياً تحت شعار التشيع ( وهو مايقوم به عمار الحكيم من شراء أراضي في النجف الاشرف وغيرها ويحل بها ال .........)
هذه من أهم الأسباب والأهداف التي تنطوي عليها دعوة عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق . من إنشاء إقليم شيعي في الوسط والجنوب تمهيداً للإنفصال مستقبلاً . تحقيقاً للمخطط الإيراني الصفوي الخبيث في العراق والمنطقة عموماً . بالإضافة الى كل ماتقدم فإن دعوة الحكيم للفدرالية للوسط والجنوب العراقي في الوقت الحاضر تزيد من الإحتقان الطائفي المتصاعد بين السنة والشيعة وتوسع الهوة بينهما ؟ في حين أحوج مايكون اليه العراقيين اليوم هو المصالحة الوطنية التي توقف نزيف الدم العراقي يومياً . مما يدلك بوضوح بعدم وطنية الرجل وحزبه وما يهدفون .
السؤال المطروح هل سيتمكن الحكيم في إزالة جميع العقبات التي تحول بينه وبين مايصبوا اليه , ولاسيما هناك عقبات شيعية شيعية ( عروبية رافضة للنفوذ الإيراني الفارسي ) بالإضافة الى عقبة الطرف السني المشارك في الحكومة حالياً , والذي كان تصويته على إقرار مسودة الدستور مشروطاً بإجراء تعديل لبعض بنوده ومنها بند "الفدرالية" ؟ وذلك من خلال تشكيل لجنة تمثل كل التكتلات السياسية للقيام بالتعديل المطلوب .
فهل ياترى سينجح الطرف السني ومن معه من المعارضين لمبدأ الفدرالية في كبح جماح عبد العزيز وحزبه وإيران من ورائه والتواطأ الأمريكي معهما لتمزيق العراق , ليصبح ثلاث دول أو أكثر وهو هدف متفق عليه عند جميع أضلاع مثلث الشر .
http://www.kitabat.com/i18799.htm
تعليق