بطرس غالي: الإسرائيليون هددوني والأمريكيون عاقبوني لأني أدنت قانا 1

بطرس غالي
القاهرة - خدمة قدس برس / فتح الدكتور بطرس غالي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، النار على الولايات المتحدة والدولة العبرية، بسبب مذبحة "قانا 2" الأخيرة في لبنان. وكشف غالي عن أسرار الضغوط التي تعرض لها لمنع صدور تقرير إدانة إسرائيل في مذبحة قانا الأولى، عام 1996، واتهم واشنطن بالسيطرة على العالم واحتضان تل أبيب التي "تتبع سياسة الغطرسة" في المنطقة.
وشدّد غالي، في حوار نشرته صحيفة /الوفد/ المعارضة المصرية اليوم الثلاثاء (1/8)، على أنه لو كان أميناً للأمم المتحدة حالياً لاتخذ الموقف نفسه الذي اتخذه في مذبحة قانا الأولى بإدانة إسرائيل، "رغم الضغوط والتهديدات التي تلقيتها"، حسب ما قال.
وروى غالي تفاصيل ما تم معه من ضغوط في مذبحة قانا الأولى، قائلاً "في قانا الأولى قتلت إسرائيل حوالي 100 من الأطفال والنساء، وكنت وقتها أمين عام الأمم المتحدة، فأصدرت قراراً فورياً دون الانتظار لقرار مجلس الأمن بإرسال بعثة عسكرية مكونة من جنرال هولندي وأخر بلجيكي لدراسة الموقف.. ذهب الاثنان إلى قانا وأعدّا تقريراً أثبتا فيه أنّ العدوان كان متعمداً.. الجانب الإسرائيلي وقتها قال إن القصف كان بطريق الخطأ وقام شمعون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بمحادثتي تليفونياً، وتبعه عيزرا ويزمان رئيس إسرائيل الذي قال لي: "أرجوك ابحث الموضوع كويس.. الناس اللي أرسلتهم لم يبحثوا الموضوع بدقة".
وتابع غالي شرحه "ولكن لسوء حظ إسرائيل أنّ عسكرياً نرويجياً كان في مكان الحادث ولديه جهاز تصوير، فقام بتصوير طائرة إسرائيلية تحلق أثناء المجزرة، ومن هنا بدأت وسائل الضغوط الإسرائيلية عليّ تأخذ أبعاداً أخرى، فأرسلوا يطلبون تقديم أدلة إدانة إسرائيل لأنّ من مصلحة العرب أن يفوز حزب العمل في الانتخابات الإسرائيلية، وأنه لو نشر هذا التقرير فسيكون عقبة في طريق إعلان انتخاب شمعون بيريز، وكان ردي صريحاً: أنا آسف..".
وأضاف الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة "لم ييأس الإسرائيليون، وقالوا ننصحك بعدم نشر هذا التقرير، لأنّ نشره معناه تلاشي فرص انتخابك أميناً عاماً للأمم المتحدة مرة ثانية، ثم رفضت أيضاً فطلبوا الاكتفاء بتقرير شفهي فرفضت أيضاً، وأرسلت التقرير لمجلس الأمن.. وفي اليوم الثاني كتبت إحدى الصحف الأمريكية التي يملكها يهودي في المانشيت "باي.. باي بطرس".. وبدأ بعد ذلك الهجوم ضدي بطريقة منتظمة، قالوا عني ده راجل يتحكم في الجيش الأمريكي وعاوز يسيطر على الأمم المتحدة، وبعد ذلك نجحت المساعي التي قمت بها في قضية قانا واجتمع مجلس الأمن ووافقت 14 دولة على التقرير ولكن أمريكا استخدمت حق الفيتو!".
وشدّد غالي في الحوار على أنّ الذي وقع في الوقت الحاضر هو "تكرار لنفس سيناريو المجزرة الأولي، وطبعاً الآن لن يكون هناك لجنة تحقيق عسكرية ولا حاجة، وفي الغالب ستكون لجنة تحقيق إسرائيلية، وهو نفس الاقتراح الذي رفضته في قانا الأولى، حيث اتخذت قراراً فورياً دون الانتظار لقرار مجلس الأمن بإرسال بعثة عسكرية لدراسة الموقف، والتي أثبتت أن العدوان كان متعمداً من إسرائيل".

قانا 2
قانا 2006 نسخة من قانا 1996
وقال غالي إنّ مذبحة قانا 2006، هي تكرار لسيناريو المجزرة الأولى نفسه عام 1996، وأضاف "طبعاً الآن لن تكون هناك لجنة تحقيق عسكرية، وفي الغالب ستكون لجنة تحقيق إسرائيلية، ولو كنت أميناً للأمم المتحدة حالياً فإنّ موقفي لن يتغيّر، وكنت سأتبع نفس الإجراءات التي اتبعتها في قانا الأولى".
وأشار غالي إلى أنّ الهجوم العسكري على لبنان كان مخططاً له مسبقاً، لأنّ أي هجوم بالطائرات لابد له من تحضير ونشر جواسيس لجمع المعلومات، ومعرفة أماكن المعدات والصواريخ، مما يبين أنه كان هناك تخطيط مسبق. وحذر من أنّ الهدف من هذه الحرب هو إثارة حرب طائفية في لبنان، وتأليب الطوائف على حزب الله.
واتهم غالي الموقف الدولي باللامبالاة، قائلاً "كيف نفسر موقف دول كالهند وفرنسا وإيطاليا وألمانيا؟ ويجيب غالي: تفسير هذه اللامبالاة يرجع إلى حوادث 11 سبتمبر".
وأوضح غالي أنّ العالم تسيطر عليه دولة واحدة ولا وجود للتعددية، ولذلك لا أمل في إصلاح الأمم المتحدة، وقال "إنّ الإصلاح لا يتم إلا وفقاً لأسلوبين: (الأول) هو ظهور دول كبري في الساحة مثل الصين والهند وقد تعود روسيا، ولابد لهذه الدول أن تكون لها الإرادة السياسية وتهتم بالشؤون الدولية.. أما الأسلوب (الثاني) فهو أن يظهر رئيس أمريكي يؤمن بالأمم المتحدة والقانون الدولي، وإذا لم يتوفر هذان الأسلوبان فإنّ أمريكا ستستمر في السيطرة على المجتمع الدولي وستظل الأمم المتحدة ضعيفة خاضعة للجبروت الأمريكي"، حسب ما قال.
بطرس غالي
القاهرة - خدمة قدس برس / فتح الدكتور بطرس غالي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، النار على الولايات المتحدة والدولة العبرية، بسبب مذبحة "قانا 2" الأخيرة في لبنان. وكشف غالي عن أسرار الضغوط التي تعرض لها لمنع صدور تقرير إدانة إسرائيل في مذبحة قانا الأولى، عام 1996، واتهم واشنطن بالسيطرة على العالم واحتضان تل أبيب التي "تتبع سياسة الغطرسة" في المنطقة.
وشدّد غالي، في حوار نشرته صحيفة /الوفد/ المعارضة المصرية اليوم الثلاثاء (1/8)، على أنه لو كان أميناً للأمم المتحدة حالياً لاتخذ الموقف نفسه الذي اتخذه في مذبحة قانا الأولى بإدانة إسرائيل، "رغم الضغوط والتهديدات التي تلقيتها"، حسب ما قال.
وروى غالي تفاصيل ما تم معه من ضغوط في مذبحة قانا الأولى، قائلاً "في قانا الأولى قتلت إسرائيل حوالي 100 من الأطفال والنساء، وكنت وقتها أمين عام الأمم المتحدة، فأصدرت قراراً فورياً دون الانتظار لقرار مجلس الأمن بإرسال بعثة عسكرية مكونة من جنرال هولندي وأخر بلجيكي لدراسة الموقف.. ذهب الاثنان إلى قانا وأعدّا تقريراً أثبتا فيه أنّ العدوان كان متعمداً.. الجانب الإسرائيلي وقتها قال إن القصف كان بطريق الخطأ وقام شمعون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بمحادثتي تليفونياً، وتبعه عيزرا ويزمان رئيس إسرائيل الذي قال لي: "أرجوك ابحث الموضوع كويس.. الناس اللي أرسلتهم لم يبحثوا الموضوع بدقة".
وتابع غالي شرحه "ولكن لسوء حظ إسرائيل أنّ عسكرياً نرويجياً كان في مكان الحادث ولديه جهاز تصوير، فقام بتصوير طائرة إسرائيلية تحلق أثناء المجزرة، ومن هنا بدأت وسائل الضغوط الإسرائيلية عليّ تأخذ أبعاداً أخرى، فأرسلوا يطلبون تقديم أدلة إدانة إسرائيل لأنّ من مصلحة العرب أن يفوز حزب العمل في الانتخابات الإسرائيلية، وأنه لو نشر هذا التقرير فسيكون عقبة في طريق إعلان انتخاب شمعون بيريز، وكان ردي صريحاً: أنا آسف..".
وأضاف الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة "لم ييأس الإسرائيليون، وقالوا ننصحك بعدم نشر هذا التقرير، لأنّ نشره معناه تلاشي فرص انتخابك أميناً عاماً للأمم المتحدة مرة ثانية، ثم رفضت أيضاً فطلبوا الاكتفاء بتقرير شفهي فرفضت أيضاً، وأرسلت التقرير لمجلس الأمن.. وفي اليوم الثاني كتبت إحدى الصحف الأمريكية التي يملكها يهودي في المانشيت "باي.. باي بطرس".. وبدأ بعد ذلك الهجوم ضدي بطريقة منتظمة، قالوا عني ده راجل يتحكم في الجيش الأمريكي وعاوز يسيطر على الأمم المتحدة، وبعد ذلك نجحت المساعي التي قمت بها في قضية قانا واجتمع مجلس الأمن ووافقت 14 دولة على التقرير ولكن أمريكا استخدمت حق الفيتو!".
وشدّد غالي في الحوار على أنّ الذي وقع في الوقت الحاضر هو "تكرار لنفس سيناريو المجزرة الأولي، وطبعاً الآن لن يكون هناك لجنة تحقيق عسكرية ولا حاجة، وفي الغالب ستكون لجنة تحقيق إسرائيلية، وهو نفس الاقتراح الذي رفضته في قانا الأولى، حيث اتخذت قراراً فورياً دون الانتظار لقرار مجلس الأمن بإرسال بعثة عسكرية لدراسة الموقف، والتي أثبتت أن العدوان كان متعمداً من إسرائيل".
قانا 2
قانا 2006 نسخة من قانا 1996
وقال غالي إنّ مذبحة قانا 2006، هي تكرار لسيناريو المجزرة الأولى نفسه عام 1996، وأضاف "طبعاً الآن لن تكون هناك لجنة تحقيق عسكرية، وفي الغالب ستكون لجنة تحقيق إسرائيلية، ولو كنت أميناً للأمم المتحدة حالياً فإنّ موقفي لن يتغيّر، وكنت سأتبع نفس الإجراءات التي اتبعتها في قانا الأولى".
وأشار غالي إلى أنّ الهجوم العسكري على لبنان كان مخططاً له مسبقاً، لأنّ أي هجوم بالطائرات لابد له من تحضير ونشر جواسيس لجمع المعلومات، ومعرفة أماكن المعدات والصواريخ، مما يبين أنه كان هناك تخطيط مسبق. وحذر من أنّ الهدف من هذه الحرب هو إثارة حرب طائفية في لبنان، وتأليب الطوائف على حزب الله.
واتهم غالي الموقف الدولي باللامبالاة، قائلاً "كيف نفسر موقف دول كالهند وفرنسا وإيطاليا وألمانيا؟ ويجيب غالي: تفسير هذه اللامبالاة يرجع إلى حوادث 11 سبتمبر".
وأوضح غالي أنّ العالم تسيطر عليه دولة واحدة ولا وجود للتعددية، ولذلك لا أمل في إصلاح الأمم المتحدة، وقال "إنّ الإصلاح لا يتم إلا وفقاً لأسلوبين: (الأول) هو ظهور دول كبري في الساحة مثل الصين والهند وقد تعود روسيا، ولابد لهذه الدول أن تكون لها الإرادة السياسية وتهتم بالشؤون الدولية.. أما الأسلوب (الثاني) فهو أن يظهر رئيس أمريكي يؤمن بالأمم المتحدة والقانون الدولي، وإذا لم يتوفر هذان الأسلوبان فإنّ أمريكا ستستمر في السيطرة على المجتمع الدولي وستظل الأمم المتحدة ضعيفة خاضعة للجبروت الأمريكي"، حسب ما قال.
تعليق