إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من هم الشيعه وما هي هويتهم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هم الشيعه وما هي هويتهم

    لا إله إلا الله إلها واحداً ونحن له مسلمون ، لا إله الله وحده وحده وحده، أنجز وعده ، ونصر جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، فله الملك وله الحمد، يحي ويميت ، ويميت ويحي ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير.

    من المفاهيم الشائعة في أدبيات أئمة المذاهب الإسلامية أن الكلام في الدين برأي يحتاج إلى أهلية خاصة تنحصر في أئمة وعلماء المذاهب الإسلامية الذين اختصوا بدراسة علوم الدين وأنفقوا جهدهم في العلوم من لغة وأصول وفقه وحديث ورجاله وتفسير ورواية ، وإن الدين مثله مثل غيره من سائر العلوم كالطب التي يجرم القانون من زاوله بغير تأهل دراسي مجاز من قبل الجامعات المعروفة.

    ويعتمد المسلمون في فهم أمور دينهم العقائدية على مصدرين أساسيين هما : كتاب الله وسنة رسول الله ، لكن وسيلة الفهم وأداة المعرفة من هذين المصدرين هو إعمال العقل واستخدام الفكر مما يفتح باب الاجتهاد ، ويفسح المجال أمام تعدد الآراء واختلاف الاستنتاجات.



    العلاقة بين أئمة المذاهب الأربعة وأئمة مذهب الشيعة :



    كانت العلاقة بين أئمة وعلماء المذاهب المختلفة ، و أئمة وعلماء الشيعة علاقة تواصل علمي واحترام متبادل فزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كما يقول الشيخ محمد أبو زهره : (( كان له صلات وثيقة بعلماء عصره فأخذوا عنه، فقد اتصل به واصل بن عطاء و أبو حنيفة وأخذ عنه، وكان يميل هذا إليه، ويتعصب له ، ويقول في خروجه ((أي خروج زيد)) لقتال الأمويين: ((ضاهى خروجه خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر)) (1)



    و يقول الشيخ محمد أبو زهرة (ويروى عن الإمام أبي حنبفة أنه قال : ((قال لي أبو جعفر المنصور: يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد – أحد أئمة مذهب أهل البيت- فهيئ له من المسائل الشداد. فهيأت له أربعين مسألة والتقى الإمامان بالحيرة في حضرة المنصور ويقول أبو حنيفة في هذا اللقاء : ((أتيته فدخلت عليه وجعفر بن محمد – بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب-جالس عن يمينه ، فلما بصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر الصادق بن محمد ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور. فسلمت عليه وأومأ فجلست ألقي عليه فيجيبني فيقول : أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا ، ونحن نقول كذا. فربما تابعنا وربما تابعهم وربما خالفنا جميعاً حتى أتيت على الأربعين مسألة وما أخل منها بمسألة)) ثم قال أبو حنيفة : ((إن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس)). (2)

    ويقول : ( ألتقي بأئمة الشيعة من ذرية علي ، ولهم في قلبه منزلة وإكرام ، وانتفع منهم من غير أن يعرف عنه تشيع لآل البيت ، وإن عرفت منه محبة واضحة لهم ، أخذ عن زيد بن علي ، ومحمد الباقر وجعفر الصادق ، وعبد الله بن حسن بن حسن – بن علي بن أبي طالب- ). (3)

    ويقول : عن الإمام مالك بن أنس إمام المذهب المالكي ( كان يغشى مجلس الإمام الصادق جعفر بن محمد وقد جاء في المدارك ما نصه : ( لقد كنت آتي جعفر بن محمد ، وكان كثير المزاح والتبسم ، وقد اختلفت إليه زماناً ، فما كنت أراه إلا على إحدى ثلاث خصال : إما مصلياً ، وإما صائماً ، وإما يقرأ القرآن. وما رأيته قط يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على الطهارة ، ولا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان من العلماء العباد الزهاد الذين يخشون الله ، وما رأيته إلا رأيته يخرج الوسادة من تحته ويجعلها تحتي. وجعل يعدد فضائله….). (4)

    يقول ابن حجر ص 88 من صواعقه في تفسير قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي) قال الإمام الشافعي :


    يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
    كفاكم من عظيم الذكر أنكـــم من لم يصلي عليكم لا صلاة له


    في تفسير الآية الكريمة ((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)) وعدها ابن حجر في الآيات النازلة في آل بيت النبي، في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه، وفي تفسيرها عن الثعلبي وكما قال: الإمام أبو بكر بن شهاب الدين في رشفة الصادي قال: الإمام الشافعي :

    ولما رأيت الناس قد ذهبت بهـــــــم مذاهـــبهم في أبـــــــحرالغي والجهل
    ركبت على اسم الله في سفن النجــا وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل

    وأمسكت حبل الله وهو ولائهـــــــم كما قد أُمرنا بالتمســك بالحـــــــــبل



    فلما أظهر الإمام الشافعي حبه لأهل البيت – أئمة الشيعة- اتهموه أعداء أهل البيت بالترفض أي بالتشيع ، وتعد هذه التهمة من أخطر الاتهامات في تلك العصور التي كان فيها آل بيت رسول الله وشيعنهم تبنى عليهم الأعمدة ويقتلون شر قتلة حتى أصبح التظاهر بالعداء لعليٍ عليه السلام وأبنائه وشيعته أمراً رائجاً، فرد عليهم الإمام الشافعي بشجاعة :



    قالوا ترفضت ، قلت : كـــلا ما لرفض ديني ولا اعتقادي

    لكن توليت دون شــــــــــك خير إمام وخير هــــــــــــاد
    إن كان حب الوصي رفضاً فأنا أرفض العُبــــــــــــــــاد



    والإمام الشافعي في هذا الجو المشحون ضد أهل البيت وشيعتهم ، لم يتوان في الجهر بالحب لهم حتى أنشد يقول :



    يا راكباً قف بالمحصب من منى واهتف بقاعد خيفها والناهض
    سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كملتطم الفرات الفائـض

    إن كان رفضـاً حب آل محــــــمد فليشـهد الثقلان أني رافــــض



    كما كان الإمام الشافعي رضي الله عنه ، يسمي الذين خرجوا على علي عليه السلام وقاتلوه ، أهل البغي ، مما ثبت عليه تهمة التشيع التي كانت كابوساً في صدور أعداء آل محمد وشيعتهم.

    يقول المؤرخون فضاق أعداء آل محمد منه درعاً ، وتربصوا به حتى قتلوه ، وقد نص ابن حجر (5) على أنهم ضربوه بمفتاح حديد فمات ، وذكر قصيدة ابن حيان بعد مقتله :


    ولما أتى مصـر انبرى بالأذى له أناس طووا كشحاً على بغضه طيا
    أتى ناقداً ما حصلوه وهـــــادماً لما أصلوا إذ كان بنيانهـم وهيــا

    فدسوا عليه عندما انفـردوا بـــــه شقياً لهم شــل الإله له اليديـــــــا

    فشق بمفتــاح الحديد جبيـــــــنه فراح قتيلاً لا بــواك ولا نعيـــــــا



    و للإمام أحمد بن حنبل الكثير من الروايات والأحاديث في مسنده ، التي تدعوا لحب آل بيت رسول الله – أئمة الشيعة- ومنها يروي عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي وفاطمة والحسن والحسين : ((أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم)) (6)

    وروى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده أيضاً ، عن زيد بن ثابت قال : ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله عز وجل ممدود ما بين السماء والأرض ، .. وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض))(7)



    وأثبت أحمد بن حنبل بسند جيد عن أحقية الإمام علي عليه السلام في الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم : قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك؟ قال : إن تؤمروا علياً ولا أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يأخذ بكم الطريق المستقيم؟ (8)

    وبسبب موقف أحمد بن حنبل وحبه لأئمة أهل البيت تعرض للتعذيب..، كما يقول المؤرخ رضي الدين الحلبي (الحنبلي) : ((أن المعتصم العباسي كان شديد العداء لأهل البيت وشيعتهم ، وعندما انتشرت روايات الإمام أحمد بن حنبل في فضل علي وبنيه ، أقسم أنه لا يقتله بالسيف ، وإنما يعذبه عذاباً لم يعذب قبله أحد، وبقى أحمد واحد وعشرين يوماً يؤتى به كل يوم للتنازل ، عسى أن يرضخ لحكم المعتصم ولكنه تمسك بقوله ورفض . فلما يئس المعتصم منه أمر بضربه بالسياط ، وضرب 76 سوطاً)).(9)

    وقال الإمام الزمخشري في أبيات له :

    كثر الشـك والاختلاف وكـــل يدعـي أنه الصـراط السوي
    فتمسكت بلا إلـــــــــه إلا الله وحبي لأحمد وعلــــــــــــي

    فاز كلب بحب أصحاب كهف كيف أشــقى بحب آل النبـي



    هذا هو موقف أئمة المذاهب الأربعة لإخواننا أهل السنة وعلمائهم الذين صرحوا بحبهم لأئمة الشيعة من آل محمد ، وكما أُتهم أعداءُ أئمة أهل البيت ظلماً وعدواناً الشيعةَ أنهم يعبدوا علياً ، كذلك وجهت هذه التهمة لأئمة إخواننا أهل السنة وعلمائهم أيضاً ، وإليك ما قيل في الإمام الشافعي ، إذ هجاه ظلماً بعض شعراء أعداء آل محمد وقال أحدهم :



    يموت الشافعي وليس يدري عليٌ ربه أم ربه الـلــه


    فلا يمكن الإدعاء بأن تاريخنا وتراثنا كان مطابقاً بالكامل مع رؤية الإسلام ومنهج التعايش الإنساني ، فإلى جانب تلك اللقطات المشرقة المنسجمة مع روح الإسلام و منهجه كانت هناك ومع الأسف ممارسات عدوانية مؤلمة تناقض سماحة الإسلام وعدله. وإذا بالحوار في تاريخنا يتحول إلى قتال ، والنقاش إلى تكفير، وكل من يدعوا للوحدة الإسلامية وتعددية المذاهب ويقر بمذهب الشيعة يفسق ويكفر ويعتبر مشركاً بالله!!.

    __________________________________________________ ___________

    المصادر
    1 تاريخ المذاهب الإسلامية ص302 دار الفكر العربي 1989ميلادي. 6 المسند للإمام أحمد بن حمبل(2/442، 3/462).

    2 تاريخ المذاهب الإسلامية ص693. 7 المسند (5/182 ).

    3 المصدر السابق ص361. 8 المسند (1/108) وفي الفضائل رقم (284).

    4 المصدر السابق ص397. 9 حياة الإمام أحمد بن حنبل ص93 .

    5 توالي التأسيس صفحة 86.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X