بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا نؤمن ونعتقد أن حياتنا في هذه الدار مؤقتة،لانعلم متى نموت؟وفي أي أرض نموت؟وكيف نموت؟وحقيقة الموت حقيقة قطعية حتمية لايستطيع أحد إنكارها حتى الكفار بل حتى الحيوانات لأنها مشاهدة محسوسة،فمشاهدتنا للأموات ودفنهم تُعتبر حقيقة وحجة ودليل،القبر نفسه حقيقة فلم يُعرف إلا من حيث المشاهدة،قابيل الظالم لما قتل أخيه هابيل المظلوم لم يعرف بعد قتله كيف يتصرف بجثة أخيه؟بقى متحيراً بعث الله عزوجل الغراب((فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوأة أخيه))ثم فعل قابيل وطبق على نفسه مافعله الغراب،إذن القبر أكتشف من حيث المشاهدة ونحن اليوم نرى بأم أعيننا القبور التي ملأت الأرض والجنائز التي تُجر الى المقابر ومع هذا ونحن في غفلة عنه ينساه الشباب لشبابهم ينساه الأصحاء لصحتهم على حد تعبيرهم((توه الناس))ومالأموات بالنسبة لنا إلا هم رسل الموت إلينا،((وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت عنه تحيد))وسكرة الموت شدته والحق حقيقته ماكنت عنه ياإنسان تحيد تهرب،ولامهرب منه وكل شئ تهرب منه تجعله خلفك إلا الموت كلما هربت عنه وجدته أمامك((يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة))
لاأحد يخلد في هذه الدار ولو كان أحداً خالداً بها لكان أولى بالخلود من غيره سيد البشرية حبيب الله محمد (ص) لكنه لُحِق بالرفيق الأعلى وإنتقل من هذه الدنيا الفانية الزائلة الى دار الخلود والبقاء وخاطبه الله سبحانه((إنك ميت وإنهم ميتون))
الموت الذي حيَر أهل العلم وخصوصاً الأطباء حين يشخصون مرض إنسان أو موته بعد مدة معينة ثم يخطئون في تشخيصهم وتقديرهم وكثير مانجى من براثن الموت وحيروا الأطباء فلا يموت الإنسان إلا باليوم المحدد له حسب التوقيت الإلهي وحسب العمر المقرر له في هذه الدنيا وحسب سبب موته والمكان الذي يموت فيه ((وإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون))
فالموت أجل فليس غير الأجل شئ فلا طب ينفع به ولاعلم ولاتطور أبداً

العمر للإنسان فرصة لاتعوض في هذه الدنيا وعليه أن يجد ويجتهد ليبني له بيتاً يكون فيه مطمئناً وليفرشه بالأعمال الصالحة حتى يكون له بذلك روضة من رياض الجنة
جاء الإنسان الى الدنيا بصرخة من البكاء والأهل حوله فرحين مسرورين بقدومه جاء الى الدنيا وهو ملفوفاً بقطعة من القماش الأبيض والأهل يباركون بهذا المولود وإذا بالزمن يعيد نفسه ويلف أيضاً بقطعة بيضاء والأهل يبكون من حوله
ويأتي المعزون ويعزون عظم الله أجركم

ليعمل الإنسان له رصيد لكي يذهب من هذه الدار وهو فرحاً مسروراً ولايأخذ الإنسان معه شيئاً من هذه الدنيا إلا عمله ويكون بالقبر رهين هذا العمل سواء كان صالحاً أم طالحاً على الإنسان أن يتهيأ لهذا السفر البعيد ويأخذ له الزاد ويعد له العدة والإستعداد حتى لايكون على غفلة

حديثي عن الموت فلا كالموت يهز قلب الحي الموت الذي لايرحم الصغير لصغر سنه
الموت الذي لايرحم الكبير لكبره الموت الذي لايستأذن الملوك ولايهاب الجبابرة
الموت المفرق بين الأحبة وهل يوجد بيت لايوجد به فقيد أو فقيدة؟؟أين هم ؟؟أين رحل الأحبة؟؟في عالم غير هذا العالم يأتون لزيارتنا منادين في صوت حزين ((ياأهلي وياولدي ياأبي ياأمي وياأقربائي إعطفوا علينا يرحمكم الله إذكرونا قبل أن لاتكونوا مثلنا فلا يذكركم أحد إعطفوا علينا بدرهم أو برغيف أو بكسوة يكسوكم الله من لباس الجنة))
ليفكر الإنسان بالموت لأن الموت يتصفحه باليوم خمس مرات وهو لايشعر عليه أن يتعض بالأموات يفكر في نفسه كيف يكون وحيداً فريداً في قبره؟؟

جعلني وإياكم من المتذكرين والعاملين والمنشغلين والمشتغلين بذكر الموت كي لانكون من الغافلين
وأسأله عزوجل وجل أن يطيل في أعماركم ويمتعكم في شبابكم ويرحم موتانا وموتاكم ويحشرهم مع محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته