بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
أصحاب الحسين الذين كانوا يتسابقون في تقديم أرواحهم فداء لإمام زمانهم وبين فلان وفلان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين كانوا ينتهزون الفرص للفرار من الزحف! وما أوسع الفاصل بين أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) الذين لم يعصوه ولا مرة واحدة وبين مجموعة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الذين أكثروا عصيانه
1 - لما ورد عن سيدنا ومولانا الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث خطب في أصحابه ليلة عاشوراء وقال ضمن ما قال (أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي)
خاطب الإمام الصادق أصحاب الحسين قائلاً (بأبي أنتم وأمي) لإعطاءهم درجة من الشرف ربما لم يحصل عليها أحد من الحواريين
فقد أشار الإمام الحسين (عليه السلام) - وهو الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الحسن والحسين إمامان سيدا شباب أهل الجنة)
2 - ما ورد في العديد من الزيارات في خطاب الإمام الصادق (عليه السلام) وغيره من الأئمة صلوات الله عليهم لأصحاب الحسين بما ربما لا يوجد في غيرهم فقد خاطبهم الإمام قائلا: (بأبي أنتم وأمي). ولا شك بأن هذا لم يكن المقصود منه معناه المطابقي وإنما المقصود إعطاء درجة من الشرف ربما لم يحصل عليها أحد من الحواريين
3 - ولو غضضنا النظر عن هذه الخطبة وهذه الزيارات وأردنا أن نكتشف الواقع في إطار أعمالهم ونسبنا أعمال حواريي الإمام الحسين بأعمال غيرهم من الحواريين رأينا الفرق بينهما أيضاً
فالتضحية التي أبدوها في يوم عاشوراء لم نر مثيلاً لها من أي واحد من الحواريين حيث إن عظمة العظماء تتجلى وتظهر في الأزمات والصعوبات وقد ظهر من أصحاب الحسين في أصعب المواقف ما لم يظهر من غيرهم أبداً.
انظر إلى
1 - كلماتهم في آخر ليلة من حياتهم - مع علمهم بأنها الليلة الأخيرة - ولا شك أنها من أصعب الليالي في حياة كل إنسان.
فهذا زهير بن القيّن البجلي في آخر ليلة من حياته بدل أن ينشغل بالبكاء على فراق زوجته وأهله وفراق ملذات الحياة الدنيوية و انشغل عن كل هذا بالتفكير في الحسين وفي أهله ولذلك يقول للحسين (عليه السلام) كلمته الخالدة يا ابن رسول الله وددت أني قُتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت فيك وفي الذين معك مئة قتلة وأن الله دفع بي عنكم أهل البيت!
2 - وأراجيزهم في يوم عاشوراء تلك الأخرى من المواقف الصعبة التي سجلت عظمة لا تقاس فكل أراجيزهم ذكر لإمام زمانهم وللنبي الأطهر ولله عز وجل وللآخرة وكأنّه لم يكن للدنيا وما فيها في قاموس فكرهم مرادف!
فذلك الشاب المجاهد الذي لم يذكر - في رجزه - عن نفسه شيئاً حتى إنه لم يذكر اسمه بل كان كل رجزه عن الحسين حيث ارتجز قائلاً
أميري حسين ونعم الأمــيـر سرور فؤاد البشير النذيـر
علي وفاطمــة والــــــــــــداه فهل تعلمون له مـن نظير
له طلعة مثل شمس الضحى له غـرة مثـل بـدر منــــير
3 - والموقف الثالث وهو الأصعب على الإطلاق ومع لحظات الاحتضار، كلماتهم الفريدة والأغلى من الدرر في هذا الموقف وهو الثالث في سجل نقاط عظمتهم الكثيرة فهذا مسلم بن عوسجه - الشيخ الذي جاوز حد الثمانين من عمره - حتى في اللحظات الأخيرة وعندما كان يتنفس أنفاسه الأخيرة لم يكن يفكر في أي شيء أو أي شخص غير إمام زمانه حيث قال في كلماته الأخيرة لحبيب بن مظاهر - بصعوبة بالغة -: أوصيك بهذا - وأشار إلى الإمام الحسين (عليه السلام) - فقاتل دونه حتى تموت.
هل وجدتم مثل هذا في تاريخ الحواريين؟ فضلاً عن سائر الأصحاب؟
هذه مواقف عظيمة ونموذج واحد من كل موقف ولو أردنا أن نسرد النماذج لطال بنا المقال ولخرجنا عن حد الاعتدال فكيف لو أردنا بيان تفاصيلها!
عن أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) قال (أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي)
هذا بعض القليل عن أصحاب الحسين وأما إذا نظرت إلى ما وصفه أهل بيته فسترى الدرر واللآلئ مما لم تره في حياة أي بشر إلا الأنبياء العظام أو أوصيائهم
فعندما ملك العباس
(عليه السلام) المشرعة وذلك بعد عطش شديد نابع عن الحر القاسي والجهد البالغ والانقطاع مدة عن شرب الماء، فلو كان أي عظيم من عظماء التاريخ مكانه، لأسرع إلى شرب الماء فوراً من دون أي تأمل، لكن العظمة التي كان يحملها أبو الفضل أبت إلا أن تكسر الرقم القياسي في الوفاء والإيثار بما لو راجعنا تاريخ البشر قاطبة لرجعنا خائبين من أن نجد مثل هذه العظمة، ولا نقلب البصر خاسئاً وهو حسير، فخرج من المشرعة ولم يوصل حتى قطرة من الماء إلى كبده الملتهب مواساة لأخيه سيد الشهداء (عليه السلام).
وأما رجزه الخالد في أصعب اللحظات عندما قطع يمينه فليس فيه إلا الدين والإمام والنبي والدفاع عن العقيدة.
والله إن قطعتموا يميـني إني أحامي أبداً عن ديني
وعن إمام صادق اليقـين نجل النبي الطاهر الأميــن
فالذي ينزف دماً من قطع يمينه لا يتمكن أن يفكر جيداً فكيف بأن يتمكن من إنشاء الرجز المليء بالإيمان والعقيدة وكأنه لم يحدث شيء!
وهناك الكثير الكثير من نقاط العظمة يمكننا الإطلاع عليها بمراجعة المقالات فالمتحصل من هذه وغيرها أن أصحاب الإمام الحسين في يوم عاشوراء (حواريي الإمام) وصلوا إلى مرتبة من العظمة
السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله بأبي أنتم وأمي طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم، فزتم والله فزتم والله فزتم والله
عن لسان حال السيدة سكينة
كانوا في اللحظات الأخيرة الحسين يوّدع عياله (عليه السلام) وكان وداع مخصوص إلى ابنته وعزيزته:
بُني سكينة بلّغي شيعتي مني السلام وكل ما شربُوا ماءً يذكروني ومصابي..
عن لسان حاله
شيـــــــــــعتي مهـــما شربتم
عذب مــــــــاءٍ فــــــــاذكروني
أو ســــــمعـــــتم بقــــــــتيل أو
غريـــــــــــــب فــــــاندبــــوني
فأنا السبط الــــــذي بغـــــــير
جــــــــــــرمٍ قـــــــــــــتلونــــي
فـــــــــا استــــــسقي لطـــــفلي
فـــــــــابــــــــوا ان يــرحموني
وجــــــــــــرد الخــــــيل عــمداً
ســــــــحـــــــــقــــــــونـــــــــي
اللهم صلي على محمد وال محمد
أصحاب الحسين الذين كانوا يتسابقون في تقديم أرواحهم فداء لإمام زمانهم وبين فلان وفلان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين كانوا ينتهزون الفرص للفرار من الزحف! وما أوسع الفاصل بين أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) الذين لم يعصوه ولا مرة واحدة وبين مجموعة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الذين أكثروا عصيانه
1 - لما ورد عن سيدنا ومولانا الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث خطب في أصحابه ليلة عاشوراء وقال ضمن ما قال (أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي)
خاطب الإمام الصادق أصحاب الحسين قائلاً (بأبي أنتم وأمي) لإعطاءهم درجة من الشرف ربما لم يحصل عليها أحد من الحواريين
فقد أشار الإمام الحسين (عليه السلام) - وهو الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الحسن والحسين إمامان سيدا شباب أهل الجنة)
2 - ما ورد في العديد من الزيارات في خطاب الإمام الصادق (عليه السلام) وغيره من الأئمة صلوات الله عليهم لأصحاب الحسين بما ربما لا يوجد في غيرهم فقد خاطبهم الإمام قائلا: (بأبي أنتم وأمي). ولا شك بأن هذا لم يكن المقصود منه معناه المطابقي وإنما المقصود إعطاء درجة من الشرف ربما لم يحصل عليها أحد من الحواريين
3 - ولو غضضنا النظر عن هذه الخطبة وهذه الزيارات وأردنا أن نكتشف الواقع في إطار أعمالهم ونسبنا أعمال حواريي الإمام الحسين بأعمال غيرهم من الحواريين رأينا الفرق بينهما أيضاً
فالتضحية التي أبدوها في يوم عاشوراء لم نر مثيلاً لها من أي واحد من الحواريين حيث إن عظمة العظماء تتجلى وتظهر في الأزمات والصعوبات وقد ظهر من أصحاب الحسين في أصعب المواقف ما لم يظهر من غيرهم أبداً.
انظر إلى
1 - كلماتهم في آخر ليلة من حياتهم - مع علمهم بأنها الليلة الأخيرة - ولا شك أنها من أصعب الليالي في حياة كل إنسان.
فهذا زهير بن القيّن البجلي في آخر ليلة من حياته بدل أن ينشغل بالبكاء على فراق زوجته وأهله وفراق ملذات الحياة الدنيوية و انشغل عن كل هذا بالتفكير في الحسين وفي أهله ولذلك يقول للحسين (عليه السلام) كلمته الخالدة يا ابن رسول الله وددت أني قُتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت فيك وفي الذين معك مئة قتلة وأن الله دفع بي عنكم أهل البيت!
2 - وأراجيزهم في يوم عاشوراء تلك الأخرى من المواقف الصعبة التي سجلت عظمة لا تقاس فكل أراجيزهم ذكر لإمام زمانهم وللنبي الأطهر ولله عز وجل وللآخرة وكأنّه لم يكن للدنيا وما فيها في قاموس فكرهم مرادف!
فذلك الشاب المجاهد الذي لم يذكر - في رجزه - عن نفسه شيئاً حتى إنه لم يذكر اسمه بل كان كل رجزه عن الحسين حيث ارتجز قائلاً
أميري حسين ونعم الأمــيـر سرور فؤاد البشير النذيـر
علي وفاطمــة والــــــــــــداه فهل تعلمون له مـن نظير
له طلعة مثل شمس الضحى له غـرة مثـل بـدر منــــير
3 - والموقف الثالث وهو الأصعب على الإطلاق ومع لحظات الاحتضار، كلماتهم الفريدة والأغلى من الدرر في هذا الموقف وهو الثالث في سجل نقاط عظمتهم الكثيرة فهذا مسلم بن عوسجه - الشيخ الذي جاوز حد الثمانين من عمره - حتى في اللحظات الأخيرة وعندما كان يتنفس أنفاسه الأخيرة لم يكن يفكر في أي شيء أو أي شخص غير إمام زمانه حيث قال في كلماته الأخيرة لحبيب بن مظاهر - بصعوبة بالغة -: أوصيك بهذا - وأشار إلى الإمام الحسين (عليه السلام) - فقاتل دونه حتى تموت.
هل وجدتم مثل هذا في تاريخ الحواريين؟ فضلاً عن سائر الأصحاب؟
هذه مواقف عظيمة ونموذج واحد من كل موقف ولو أردنا أن نسرد النماذج لطال بنا المقال ولخرجنا عن حد الاعتدال فكيف لو أردنا بيان تفاصيلها!
عن أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) قال (أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي)
هذا بعض القليل عن أصحاب الحسين وأما إذا نظرت إلى ما وصفه أهل بيته فسترى الدرر واللآلئ مما لم تره في حياة أي بشر إلا الأنبياء العظام أو أوصيائهم
فعندما ملك العباس
(عليه السلام) المشرعة وذلك بعد عطش شديد نابع عن الحر القاسي والجهد البالغ والانقطاع مدة عن شرب الماء، فلو كان أي عظيم من عظماء التاريخ مكانه، لأسرع إلى شرب الماء فوراً من دون أي تأمل، لكن العظمة التي كان يحملها أبو الفضل أبت إلا أن تكسر الرقم القياسي في الوفاء والإيثار بما لو راجعنا تاريخ البشر قاطبة لرجعنا خائبين من أن نجد مثل هذه العظمة، ولا نقلب البصر خاسئاً وهو حسير، فخرج من المشرعة ولم يوصل حتى قطرة من الماء إلى كبده الملتهب مواساة لأخيه سيد الشهداء (عليه السلام).
وأما رجزه الخالد في أصعب اللحظات عندما قطع يمينه فليس فيه إلا الدين والإمام والنبي والدفاع عن العقيدة.
والله إن قطعتموا يميـني إني أحامي أبداً عن ديني
وعن إمام صادق اليقـين نجل النبي الطاهر الأميــن
فالذي ينزف دماً من قطع يمينه لا يتمكن أن يفكر جيداً فكيف بأن يتمكن من إنشاء الرجز المليء بالإيمان والعقيدة وكأنه لم يحدث شيء!
وهناك الكثير الكثير من نقاط العظمة يمكننا الإطلاع عليها بمراجعة المقالات فالمتحصل من هذه وغيرها أن أصحاب الإمام الحسين في يوم عاشوراء (حواريي الإمام) وصلوا إلى مرتبة من العظمة
السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله بأبي أنتم وأمي طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم، فزتم والله فزتم والله فزتم والله
عن لسان حال السيدة سكينة
كانوا في اللحظات الأخيرة الحسين يوّدع عياله (عليه السلام) وكان وداع مخصوص إلى ابنته وعزيزته:
بُني سكينة بلّغي شيعتي مني السلام وكل ما شربُوا ماءً يذكروني ومصابي..
عن لسان حاله
شيـــــــــــعتي مهـــما شربتم
عذب مــــــــاءٍ فــــــــاذكروني
أو ســــــمعـــــتم بقــــــــتيل أو
غريـــــــــــــب فــــــاندبــــوني
فأنا السبط الــــــذي بغـــــــير
جــــــــــــرمٍ قـــــــــــــتلونــــي
فـــــــــا استــــــسقي لطـــــفلي
فـــــــــابــــــــوا ان يــرحموني
وجــــــــــــرد الخــــــيل عــمداً
ســــــــحـــــــــقــــــــونـــــــــي
تعليق