بقدر ما كانت الزوجات ترفض ذل "بيت الطاعة" يكره الرجال الآن الخلع ويعتبرونه إهانة لرجولتهم ؛ خاصة أن غالبية النساء ترفضن الزواج من الرجل المخلوع ، ويعتبرونه سيء السمعة أو منقوص الرجولة ؛ فلأول مرة في تاريخ مجتمعنا الذكوري لا يكون الرجل هو سيد القرار؛ وهو الذي كان طول عمره سيد قراره ، بيده المنح والمنع ، الآن فارس عصره وأوانه يترجل ، الأمر الذي يسبب له إحساساً داخلياً بأن كافة النساء تهزأ منه في قرارة أنفسهن .
مرفوض بالإجماع
أثبتت دراسة مصرية أن المصريات يرفضن الزواج من الزوج المخلوع ؛ لأنه لم يكن صاحب القرار في الانفصال عن زوجته ولكنه أجبر على ذلك بعد أن اختارت الزوجة الطلاق منه، وجاء الرفض في الدراسة من كافة أنواع النساء ، عذارى ومطلقات وأرامل وفتيات يعشن في سن العنوسة، أي أنه مرفوض بالإجماع.
بقدر ما كانت الزوجات ترفض ذل "بيت الطاعة" يكره الرجال الآن الخلع ويعتبرونه إهانة لرجولتهم ؛ خاصة أن غالبية النساء ترفضن الزواج من الرجل المخلوع ، ويعتبرونه سيء السمعة أو منقوص الرجولة ؛ فلأول مرة في تاريخ مجتمعنا الذكوري لا يكون الرجل هو سيد القرار؛ وهو الذي كان طول عمره سيد قراره ، بيده المنح والمنع ، الآن فارس عصره وأوانه يترجل ، الأمر الذي يسبب له إحساساً داخلياً بأن كافة النساء تهزأ منه في قرارة أنفسهن .
ولعل هذه الدراسة توضح سبب الإحباط الذي وصل إليه الزوج المخلوع ؛ فمجرد وضعه أمام الأمر الواقع شيء يمحو كرامته ويخلعها من جذورها؛ فالرجل الشرقي اعتاد على أن يكون هو الأسد، الآمر الناهي المتسلط ، وعلى زوجته قبول عيشتها كما من أجل أولادها، وإذا رفعت دعوة طلاق هذا يعني طول انتظار ومصاريف محاماة ومشاكل لا حصر لها مع ذلك الزوج لأنها مازالت في عصمتها، بل والأدهى أنه كان يؤدبها برفع قضية " طاعة " لأنها جرأت على الاعتراض وطلب الطلاق قبل تغيير قانون الأحوال الشخصية ، ولكن بعد قانون الخلع أصبح الأمر أيسر عليها بكثير؛ لتقول لذلك المغرور كفاك غرورا واستبداد أنا الآن التي ترفض الاستمرار معك .
لذا لا نجد غرابة في إحدى قضايا الخلع، حين وجه الزوج إنذاراً بالطاعة لزوجته فقامت من فورها بطلب الخلع وكانت المفاجأة أنها ردت إليه المهر المدون في وثيقة الزواج وهو25 قرشا ولطم الزوج علي خديه مقسما بأغلظ الأيمان أن المهر الحقيقي الذي دفعه شيء وشويات ولكنها قالت في تشف: أليس كان ذلك شرطك لإتمام الزواج؟! اشرب بقى يا حلو.
أولاده محطمون نفسياً
إذا كان الطلاق يؤثر في نفسية الأطفال فما بالك بالخلع الذي يزلزل كيانهم ويهز صورة أبيهم في عيونهم؛ فالرجل بعد الخلع مهدور الكرامة في مجتمعنا الشرقي؛ وخيال ظل محطم أمام أطفاله .
تصف الدكتورة "سعدية بهادر" أستاذ علم النفس، أولاد الرجل المخلوع بأنهم مضطربون مهزومون ضعفاء لا يقدرون علي المواجهة, بل إحساس بالذل يعتريهم, فالأب الذي كان الآمر الناهي في المنزل انقلب لمخلوع لا حول له ولا قوة له, وتنتقل تلك المشاعر لتكمل شكل عقدا عديدة لغياب القدوة والمثل الأعلى زلزال يهز كيان الأبناء بمجرد صدور حكم الخلع لوالدهم .
فقد يكون سنهم صغيرة لا تمكنهم من فهم الأوضاع أو استيعاب الحدث, فقد تفعل الزوجة ما تريده.. دون النظر للعواقب النفسية علي الأولاد ناسية مشاعرهم وأحاسيسهم ونظرتهم المستقبلية للزوج.
وتضيف الدكتورة "سعدية" قائلة : أنا لا ألقِي باللوم علي الزوجة فقط بل علي الزوج لسوء معاملته أو عدم احترام كيان الأسرة, لكن أيا كانت الأسباب فالزوجة المتفانية المحبة للأبناء البعيدة النظر عليها أن تتحمل وتتغاضي من أجل نفسية الصغار.
وتضيف الدكتورة "سعدية" قائلة : أنا لا ألقِي باللوم علي الزوجة فقط بل علي الزوج لسوء معاملته أو عدم احترام كيان الأسرة, لكن أيا كانت الأسباب فالزوجة المتفانية المحبة للأبناء البعيدة النظر عليها أن تتحمل وتتغاضي من أجل نفسية الصغار.
موضحة أنه في حالة الخلع يجب مخاطبة الأبناء بالعقل علي أن يتولى شرح سببه من هم اقرب للابن كالجد والجدة مؤكدة أن الخلع كالطلاق المعروف وله أحكامه, وأنه قد يكون ضرورة في حالة عدم القدرة علي مواصلة الحياة, وذلك دون تجريح في الأب أو تشويهه، لأن مردوده علي نفسية الأبناء يمثل خطورة خاصة في سن المراهقة التي تتكون فيها العقد إذا لم نتعامل معها بحكمة.
وتشدد الدكتورة "سعدية" على عدم التباهي أمام الصغار بالفوز بالخلع؛ لأن ذلك لا مجال فيه للفخر الذي يهــز من صورة المرأة في نظر الأبناء. مشيرة إلى أن الصراحة قد تفيد مع الأبناء في حالة تخطيهم سن المراهقة وعلي الأب المخلوع دور مهم بألا يكيل الاتهامات علي الزوجة التي خلعته انتقاما منها وعليه بقول جملة واحدة " مفيش نصيب" وذلك حماية لنفسية الأبناء.
طفــــح الكيــــل
الانفصال أصعب قرارات المرأة علي الإطلاق؛ خاصة وأننا نعيش في مجتمع ينظر إلى المرأة المنفصلة عن زوجها نظرة غير سوية، ولكن الكيل عندما يطفح تختفي من أمامها انتقادات الآخرين، ولا ترى إلا جحيم الحياة مع هذا الزوج .
وتشدد الدكتورة "سعدية" على عدم التباهي أمام الصغار بالفوز بالخلع؛ لأن ذلك لا مجال فيه للفخر الذي يهــز من صورة المرأة في نظر الأبناء. مشيرة إلى أن الصراحة قد تفيد مع الأبناء في حالة تخطيهم سن المراهقة وعلي الأب المخلوع دور مهم بألا يكيل الاتهامات علي الزوجة التي خلعته انتقاما منها وعليه بقول جملة واحدة " مفيش نصيب" وذلك حماية لنفسية الأبناء.
طفــــح الكيــــل
الانفصال أصعب قرارات المرأة علي الإطلاق؛ خاصة وأننا نعيش في مجتمع ينظر إلى المرأة المنفصلة عن زوجها نظرة غير سوية، ولكن الكيل عندما يطفح تختفي من أمامها انتقادات الآخرين، ولا ترى إلا جحيم الحياة مع هذا الزوج .
وهذا حقاً ما فعلته المرأة الأردنية البالغة من العمر 85 ربيعاً، والتي وصل بها الحال إلى أنها لا تريد أن تلتقي بزوجها الحالي في الآخرة؛ فأصرت على اللجوء إلى المحاكم الأردنية لطلاق زوجها وسط إصرار ومحاولات من أولادها لعودة المياه إلى مجاريها وإغلاق أفواه الناس الذين تناقلوا الموضوع وكأنه نكتة طريفة .
وتقول أم حاتم : مع محاولات أولادي في تقريب وجهات النظر بيني وبين زوجي إلا أن سبب إصراري في الحصول على ورقة الطلاق لا يعود إلى رغبتي بالزواج مرة ثانية بل لأنني سمعت أن المرأة تلتقي وترافق زوجها في الآخرة".
وتقول أم حاتم : مع محاولات أولادي في تقريب وجهات النظر بيني وبين زوجي إلا أن سبب إصراري في الحصول على ورقة الطلاق لا يعود إلى رغبتي بالزواج مرة ثانية بل لأنني سمعت أن المرأة تلتقي وترافق زوجها في الآخرة".
وتؤكد أم حاتم إلى أنها لم تكن تفكر في الطلاق خوفا من كلام الناس، "لكنني ارغب بشدة في الخلع بعد 65 عاما قضيتها معه في الإهانات والضرب".
وتضيف "أرجو أن لا يعتقد البعض أنني أرغب بالزواج مرة أخرى لكنني أرغب بالطلاق لأنني لا أريد أن أرى زوجي في الآخرة". وتشكو "كان يضربني كثيرا ويقسو علي بالكلام, ويطردني من البيت في كثير من الأحيان وقد تحملت إهاناته وذله لي طوال هذه السنوات حتى عرفت أن الزوجة ترافق زوجها في الآخرة إذا كانت على ذمته وأنا لا أريد أن أراه لا في الدنيا ولا في الآخرة".
مؤكدة أنها لا تستطيع أن تموت وهي تحمل اسمه, وعلى الرغم من كبر سنه إلا انه ما زال يلقبها - حسب قولها - بالمرأة المجنونة, ويمارس الإذلال عليها.
وتضيف "أرجو أن لا يعتقد البعض أنني أرغب بالزواج مرة أخرى لكنني أرغب بالطلاق لأنني لا أريد أن أرى زوجي في الآخرة". وتشكو "كان يضربني كثيرا ويقسو علي بالكلام, ويطردني من البيت في كثير من الأحيان وقد تحملت إهاناته وذله لي طوال هذه السنوات حتى عرفت أن الزوجة ترافق زوجها في الآخرة إذا كانت على ذمته وأنا لا أريد أن أراه لا في الدنيا ولا في الآخرة".
مؤكدة أنها لا تستطيع أن تموت وهي تحمل اسمه, وعلى الرغم من كبر سنه إلا انه ما زال يلقبها - حسب قولها - بالمرأة المجنونة, ويمارس الإذلال عليها.
موضـة الخلــــع
لكي نكون منصفين وعادلين علينا أن نشير إلى أن كل النساء اللواتي يطلبن الخلع لا يتمتعن بكامل قواهن العقلية ؛ فهناك من تخلع زوجها لأنها تريد أن تتبع موضة الخلع وتتباهى وسط صديقاتها في النادي بأنها خلعت زوجها، أو مثل داليا البحيري في فيلم "محامي خلع" تلك الفتاة الأرستقراطية التي طلبت خلع زوجها لأنها لم تجد الزواج ممتعاً علي حد تعبيرها ، وهناك أخريات يعتبرن أنفسهن محور الكون - على الأقل بالنسبة لأزواجهن- فيعاقبنه على أي خطأ بالخلع .
قد يكون المطرب المفضل أغلى من الزوج لدى بعض النساء فتطلب المرأة الخلع بسبب " سواد عيون " مطربها الأول . هذا ما حدث بعد حبس المطرب الشاب " تامر حسني " في قضية التزوير الشهيرة ، وما شهده أيضاً مكتب تسوية المنازعات بالمنشية بالقاهرة عندما أصرت محاسبة مصرية علي طلب الخلع من زوجها لغيرته الشديدة من نجمها المحبوس وقيامه بتمزيق ألبوماته وصوره.
تفاصيل المشكلة تدور حول شكوى سمية من زوجها الذي يكره " تامر حسني " بشدة ، ويغار منه بسبب تعلقها الشديد به وتزايد غضبه عندما شعر بحزنها على حبس تامر حسني في قضية تزوير أوراق الخدمة العسكرية، فأخذ شرائط وألبومات تامر حسني وألقى بها في القمامة ومنع دخول أي شريط للمطرب إلى المنزل، فقررت أن تطلب الخلع .
لا يفهم الاتيكيت
أما "ملك " فقد انهارت وبكت أما رئيسة مكتب التسوية في محكمة الأسرة، وهي ترد بإصرار : " أريد الطلاق خلعاً " من زوجي رجل الأعمال " ياسر شرف الدين " فهو لا يفهم في الاتيكيت شيئاً ، ولا يفتح لي باب السيارة ؛ لذلك فهو لا يستحق أن يكون زوجي .
أما "ملك " فقد انهارت وبكت أما رئيسة مكتب التسوية في محكمة الأسرة، وهي ترد بإصرار : " أريد الطلاق خلعاً " من زوجي رجل الأعمال " ياسر شرف الدين " فهو لا يفهم في الاتيكيت شيئاً ، ولا يفتح لي باب السيارة ؛ لذلك فهو لا يستحق أن يكون زوجي .
بالطبع فوجئ أعضاء مكتب التسوية الغربية التي تدفع الزوجة " ملك درويش الربوطلي " 24 عاماً إلى طلب الطلاق وهي تبكي بحرقة شديدة ؛ فحاولت رئيسة التسوية تهدئتها وطلبت منها أن تروي حكايتها كاملة؛ فقالت " ملك " : لقد نشأتُ في أسرة أرستقراطية ، وفي أثناء دراستي بالجامعة الأمريكية تعرفت إلى ياسر الذي كان يدرس في الجامعة نفسها ، كلماته الرقيقة ووسامته جعلتني أحبه ، وكان يحبني بجنون وكان يحافظ على مشاعري وكبريائي ، وكان مهتماً بالاتيكيت ، فقد كان ينحني ويفتح لي باب السيارة ويقول " تفضلي يا أميرتي " .. وبعد أن تأكدنا من صدق مشاعرنا تمت الخطبة لفترة قصيرة وتزوجنا بعد أن انتهيت من دراستي ، وكان حفل زفافي خيالياً حضره نجوم المجتمع وأمضينا شهر العسل في تركيا واليونان .
وتضيف : ولكنني فوجئت بأن السعادة لم تدوم طويلاً لأنه لم يعد يحافظ على آداب الاتيكيت .
وأخيراً ومهما كانت الأسباب وسواء كانت المرأة منصفة أو ظالمة ، تخلع زوجها للتباهي ، أو لأنه لا يطاق ، لكن في النهاية يبقي الخلع دائماً وأبداً هو بعبع الأزواج السابقين منهم واللاحقين .
وأخيراً ومهما كانت الأسباب وسواء كانت المرأة منصفة أو ظالمة ، تخلع زوجها للتباهي ، أو لأنه لا يطاق ، لكن في النهاية يبقي الخلع دائماً وأبداً هو بعبع الأزواج السابقين منهم واللاحقين .
المحيط : فادية عبود
تحياتي
تحياتي
تعليق