الوزير السني والمهرج الشيعي
فوض أحد ملوك الهند أمور المملكة إلى وزيره وكان متغطرسا ـ أي
الوزيرـ وناصبيا يناصب العداء لأهل البيت"ع" وكان في تلك الولاية
مهرج شيعي يقوم بتقليد حركات الآخرين وكان أعيان البلد يحضرونه
مجالسهم لترفيههم وكان مشهورا بتشيعه...
سافر الملك يوما وترك الأمور لوزيره المقرب الذي دعا بدوره ذالك
المقلد الشيعي وطلب منه أن يقوم بتقليد حركات الأمام علي "ع" ولم تنفع
المهرج المسكين توسلاته في إعفائه من هذا الأمر فطلب فرصه من الوزير
فأمهله يوم واحد فقط...
جاء المقلد في اليوم التالي يرتدي زيا عربيا ويحمل سيفا باترا ودخل بيت
الوزير الذي كان جالسا على الأريكة بانتظاره ,بدء المقلد حركاته فقال:
ـ أقر أيها الوزير بوحدانية الله تعالى ونبوة النبي محمد"ص" وبخلافتي أنا
وإلا ضربت عنقك...
بدء الوزير يضحك ويقهقه بصوت عال...قال المقلد:
لاينفعك الضحك أيها الوزير إلاأن تقر بما طلبته منك
قال المقلد هذا وبدء يقترب تدريجيا من الوزير ويدعو بالكلام نفسه والوزير
يضحك حتى أقترب منه وقال له:
ـ ما سبب إهمالك وتأخرك في الإقرار بما قلت لك؟
لكن الوزير كان مستمرا في الضحك...فقال له المقلد فجاءه:
ـ ألا تقر؟
وضرب عنق الوزير بسرعة خاطفه فاصلا رأسه عن جسده ثم لاذ المسكين
بالفرار وتفرق الناس...
عاد الملك بسرعة وأمر بإحضار ذالك المقلد ولم يجدوه فأعلن الملك
إن لك الأمان...فحضر المقلد فسأله الملك عن سبب فعلته فأجاب:
ـ أنا لا ذنب لي يا جلالة الملك فإن الوزير هو الذي أمرني بأن أقلد عليا في
أفعاله وهكذا كان فعل علي مع أعدائه فأنا لم أفعل سوى ما أمرني به
الوزير نفسه...
فضحك الملك وسمح له بلأنصراف...
نادي عليا مظهر العجائب تجده عوننا لك في النوائب
كل هما وغما سينجلي بولايتك يا علي يا علي يا علي..
من كتاب"الخزائن"



منقول