أبيات مختارة من قصيدة لمـاذا للدكتور مانع سعيد العتيبة


أريد رجوع الليالي المـلاح
صفاء السماء وصمت الرياح
أم العمر ولىَّ حبيبي وراح
أريـد حناناً أريد أمانــاً
فهل في مرافئ حبك ألقى
وهل استعيد ابتسامة عمري

وأطلال عمري تلوح ورائي
نهاية عمري تُطل أمامـي

مع الحب أحيا ويحيـا معـي
مُقيماً معي تُحيط به أضلعـي
ومازلتُ .. مازلتُ في موقعي
وأبكي هـواهُ وإن لم يعـي
ومخـزن سـري ومستـودعي
فكيف أُصـر على أن أظـلَّ
وأين الحبيب أما زال عندي
تخلَّى عن الحب قلب الحبيب
سأرثيه حتَّى وإن لـم يمـت
فقد كان يوماً رفيق الطريق


وإرجاع قدري لديك وَشَاني
وإن كنت لا تستحق الحنـان
ولا من خلال ليالـي امتحانـي
لنسيان فعل لديـك دعانـي
وكيف بنينا صروح الأمانـي
وأنت اكتفيت بحمل الدُّخـان
وغابت عن المبحرين المواني
لحُسَّاد قَدري لديك مكانـي
ويشقي بهذا السؤال لسانـي
وماجئت أطلب منك الرجوع
أتيت لأنـي أحـن إليــكَ
ولستُ أراك بِعَينَي جراحي
أراك بعين وفائي لمـاضٍ
أتَذكُرُ كيف ابتدأنا هوانا
بعهـدٍ حملتُ أنـا جمـره
وحين تبدل وجه الزمــان
وجدتك تنكر عهدي وتعطي
لماذا ؟ لماذا ؟ يضج السؤال



إليك حبيبي وقلبي طعيـنُ
فلا يعتريني الأسى أو أُدينُ
فَمَا فيك آثـارُ حـيٍّ تَبيـنُ
تدُبُّ أم أنَّك حـيٌّ دفيـنُ
وصحت تحرَّك أيا مستكيـنُ
فكيف أُداوي وكيفَ أُعينُ
على الرغم انك بي تستهينُ
فأنت العزيزُ الذي لا يهونُ
لماذا يعذب نفسـي الحنيـن
وَ مَالي أرى فيك صمت القبور
كأنَّك لا شـئ أو لسـت حيّـاً
أميتٌ وما زلت فوق التـراب؟
مددتُ يـديَّ إليـك بحـبٍ
فلم تبـدُ منـكَ عـلامةُ سمـعٍ
أعـود إليـك بقلب الوفـاء
وأنسى جراح هوانـي لديـك


وينشر حولي الأسى والكآبه
سئمت من الحزن يحتل قلبي

سئمت اجترار الأسى والرتابه
حبيبي تعال وخذني إليـكَ

إليك حبيبي فروحي مصابه
وصُبَّ بعطفٍ لقلبي شرابـه
وأعجب كيف استساغ غيابه
تناديك روحي تعال وخذني
تلمَّس جراحي بكف الحنـان
فقد غاب عني رفيق الطريق

لننقذ بعض الأمانـي الغريقـه
وآخر آمـال عمـري العتيقـه
ستبكي عليك عهودي الوثيقه
ولا دمع في العين حتى أُريقه
حبيبي تناديك روحي فهيَّـا
فإنك طوق نجاتـي الوحيـد
إذا ضعت مني فياويل نفسي
فقد صرت لا أستطيع البكـاء

ودع عنك برد الجفا أو حواره
برغم ريـاح الخـلاف المثـاره
إذا كنت مثلي تريد اختصاره
تعال حبيبي إلى دفئ صدري
فمالك غيري ومالـي سـواك
تعال نقصـر زمـان العـذاب



إذا الحب ضاع فمـاذا تبقـى؟
أصادق عصفاً ورعـداً وبرقـاً
فكيف سأنسى الذي سوف ألقى
لماذا أعود إليـك لأشقـى
أمن أجل عهد هوانا القديم
إذا ما نسيت الذي قد لقيت


وأحرق تاريخ حبـك حرقـا
وعزة نفسي سوى أن أرقـَّا
حبيب جديدٌ،وما ذبت عشقا
زعمت بأني سأسلو وأنسى
فلم أستطيع رغم شدة بأسي
فمن بعد حبك ما زار قلبي

فلا تستطيع الجراحات نطقا
فليتك تمنح للقلـب خفقـا
إليك بجرح سيزداد عمقـا
وما كنت أقـدر ألا أدقـا
يفيض حناناً ولينـاً ورفقـا
أعود إليك بصمت جراحي
أعود لأمنـح عينيك أمنـاً
وليتك تفهم معنى رجوعي
بنبضة قلبـي الجريح أدق
لأني أحبـك والحب عندي

بنار اضطهادك أو مت شنقا
ولا فرق عندي إذا مت حرقاً

وأزداد منك حبيبي اقترابا
بأن النداءات لـن تستجابـا
ولكني لا أطيـق انسحـابـا
وفيك عرفت وعشت الشبابا
وكيف عن الحب تزداد بعداً
أناديك يا حلم عمري وأدري
وأعلـم أني ألاحـق وهمــاً
فـأنت البـدايـة والانتهـاء



منقول

صوت الحزن