الاكثرية الوهمية : الآن نريد منك الجواب والحساب أيها المقاوم.. لا وقت لديك لدفن مئات الجثث التي تسببت بموت أصحابها.. لا ترفع بندقيتك مرة اخرى.. أعطنا سلاحك فورا.. لا تبتهج بما حققته في الميدان.. أخرس إعلامك وأنصارك.. بقلم حسن م عبد الله
لم يجف دم الشهداء والجرحى بعد. لم تقم الخرائب من جثوها بعد. لم تفتح شرايين القرى والمدن بعد. لم تنسحب قوات الاحتلال بعد. لم تتوقف تهديدات قادة العدو واعتداءات قوات النخبة الإسرائيلية بعد. لم تعرف <إسرائيل> حجم هزيمتها بعد. لم تعرف واشنطن ماذا خسرت بعد.
وبعد.. فإن بعض اللبنانيين من <الأكثرية الوهمية>، قياسا بالموقف اللبناني الجامع في مواجهة الاحتلال وحلفائه، ومعه بعض الصحافيين والمحللين المُفْتعلين من مرددي الألحان الخشبية، قفز إلى المنابر والشاشات شاهرا كماً هائلاً من الأسئلة والتساؤلات والاستفهامات الملغومة بالمواقف المشككة والمحرضة، ليصبها على ظهر المقاومة الذي لم تندح عنه إلى الآن أثقال القتال المرير مع اعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط.
وإنه لمن المفجع أن يختار قادة وشخصيات في قوى 14 شباط لحظة جنازة المقاوم وامه وأبيه وأشقائه وشقيقاته ولحظة بداية خروج الوطن من تحت الركام، للانقضاض على الإنجازات (لكي لا نقول انتصارات فنُتَهم بالمبالغة والانتشاء) التي تحققت بفعل المقاومة المسلحة للحرب الإسرائيلية الصريحة والمكشوفة، وبفعل المقاومة المدنية الرائعة للبنانيين قاطبة، وبفعل التضامن الشعبي المثير للدهشة، عاكسا الوقائع، محورا لسياقها التاريخي، قالبا المفاهيم والأسس، واضعا القتيل في موقع القاتل والمدافع في موقع المهاجم والصاد للعدوان في موقع المعتدي!
تخلت هذه <الأكثرية الوهمية>، قياسا إلى طموحات أكثرية اللبنانيين، عن كل التحديات والمخاطر التي تواجه لبنان في أصعب وأدق مرحلة من تاريخه ورأت أن الساعة هي ساعة <الديموقراطية> و<المحاسبة>. ومن أين؟ من على المنابر ومن داخل المحاور والتكتلات والزواريب والأزقة السياسية مغيبة حقيقة أن كل حساب لا ولن يؤدي وظيفته إلا من خلال المؤسسات الدستورية، وبعد أن تخرج البلاد من الاحتلال ومن الكارثة المادية التي صنعتها <إسرائيل> وأمها الحنون الولايات المتحدة الأميركية.
وضعت <الأكثرية الوهمية>، قياسا إلى الصوت المدوي من الخط الأزرق إلى النهر الكبير الجنوبي دعما للمقاومة والطالع من حناجر المسيحيين والسنة والشيعة (على عكس ما يروجه متحللون من التفكير والتبصر لم يسمعوا التهليل من مساجد السنة أو دقات أجراس الكنائس بعد إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله النصر الاستراتيجي على العدو)، وضعت هذه <الأكثرية> على الرف الحكومة وبيانها الوزاري ومداولات طاولة الحوار والثقة التي منحها مجلس النواب لرئيس الحكومة ووزائه، وضعت جانبا أرضها المحتلة وأسراها في <إسرائيل> وخرائط الألغام التي ازدادت عددا وخطرا على المواطنين، وإستبدلت كل ذلك بمواقف متناثرة لا موقف فيها غير محاولة الانقضاض على من انقض على تاريخ ومستقبل قاتل أهلنا ومدمر حياتهم.
<الآن نريد منك الجواب والحساب أيها المقاوم.. لا وقت لديك لدفن مئات الجثث التي تسببت بموت أصحابها.. لا ترفع بندقيتك مرة اخرى.. أعطنا سلاحك فورا.. لا تبتهج بما حققته في الميدان.. أخرس إعلامك وأنصارك..
وافق على مفهومنا لجبهة هادئة هانئة مع هذا العدو.. لا تساعد أبناء بلدك المهتوكة منازلهم.. لا تعطهم مسكنا او قطرة ماء حتى نوافق>. هذه بعض مطالب بعض <الأكثرية> مصاغة بوضوح بدده الحياء في الخطابات والمواقف التي عاقبتنا طيلة الأسبوع الفائت.
ثم إن الأدهى والأفضع هو ما ردده بعض قادة <الأكثرية> عن أن صبره فرغ وما عاد يطيق الاحتمال، وأن <قواعده> هي أيضا تضغط عليه وتلح لكي يقدم على الخلاص من الوضع، وأنه وجب التغيير والتحول بعد 12 تموز.. وقضت الصراحة والشفافية إلتزاما ب<أحكام الديموقراطية> بأن يجري تهديد المقاومة مواربة بأن خياراتها محدودة فإما الانخراط في الدولة (أي دولة؟) وإلا فإن الأوضاع ستصبح خطيرة جدا.
هكذا وعلى هذه الصورة المفجعة يلاقي البعض أبناء بلده من الناقورة إلى شبعا مرورا ببنت جبيل وعيتا الشعب والخيام، باتهامهم بأنهم يدافعون عن الرئيسين الإيراني أحمدي نجاد والسوري بشار الأسد. وهكذا يلاقون المقاوم السيد حسن نصر الله وهو يضع إبنا شهيدا وإبنا آخر على المتراس ومعهما أبناء وبنات قادة المقاومة. هؤلاء بالإضافة إلى الناس وأرزاقهم وبيوتهم وأحلامهم ومستقبلهم، يضعونهم رهنا لإيران وبرنامجها النووي وفاتورة لسوريا ودروها ونفوذها.
بكل بساطة وهدوء يغرز قادة وصحافيون ومحللون وعرافون من <الأكثرية> أو هوامشها الهشة، طعنة في هوية وانتماء وارتباط مئات آلاف اللبنانيين بوطنهم وأرضهم وكرامتهم وشرفهم، ليحولوا إرادتهم الحرة بالوصول إلى دولتهم القوية المنيعة العادلة السيدة المستقلة إلى مجرد تبعية وارتهان لأطراف خارجية.. ويتهمونهم بالانفصال عن الإجماع الوطني والتفرد ومحاولة الانقلاب على <الطائف> و<الهدنة> لصالح قيام دولة ضمن الدولة من هنا وهلال شيعي من هناك ومحور إقليمي من هنالك!
? هامش:
أخيرا، كأن بعض قادة <الأكثرية> كان يود ان يقول إنه كان يجب أن يعرف مسبقا بأن المقاومة <ستشن الحرب الإسرائيلية> على لبنان! هذه الصيغة التي لم يشهد لها علم السياسة مثيلا هي باختصار ما يردد بشكل ممل عن <قرار السلم والحرب> وهي صيغة تشبه صيغة مذهلة ابتدعها أحد الشعراء من أصدقائنا حين ألحت عليه صاحبته، وهي إلى جانبه في إحدى الحانات، بالسؤال عن سبب غيابه طويلا عنها فقال لها: اتصلي بأبي إيلي (حانة أخرى) واسأليه إذا أنا موجود عنده!
وبعد.. فإن بعض اللبنانيين من <الأكثرية الوهمية>، قياسا بالموقف اللبناني الجامع في مواجهة الاحتلال وحلفائه، ومعه بعض الصحافيين والمحللين المُفْتعلين من مرددي الألحان الخشبية، قفز إلى المنابر والشاشات شاهرا كماً هائلاً من الأسئلة والتساؤلات والاستفهامات الملغومة بالمواقف المشككة والمحرضة، ليصبها على ظهر المقاومة الذي لم تندح عنه إلى الآن أثقال القتال المرير مع اعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط.
وإنه لمن المفجع أن يختار قادة وشخصيات في قوى 14 شباط لحظة جنازة المقاوم وامه وأبيه وأشقائه وشقيقاته ولحظة بداية خروج الوطن من تحت الركام، للانقضاض على الإنجازات (لكي لا نقول انتصارات فنُتَهم بالمبالغة والانتشاء) التي تحققت بفعل المقاومة المسلحة للحرب الإسرائيلية الصريحة والمكشوفة، وبفعل المقاومة المدنية الرائعة للبنانيين قاطبة، وبفعل التضامن الشعبي المثير للدهشة، عاكسا الوقائع، محورا لسياقها التاريخي، قالبا المفاهيم والأسس، واضعا القتيل في موقع القاتل والمدافع في موقع المهاجم والصاد للعدوان في موقع المعتدي!
تخلت هذه <الأكثرية الوهمية>، قياسا إلى طموحات أكثرية اللبنانيين، عن كل التحديات والمخاطر التي تواجه لبنان في أصعب وأدق مرحلة من تاريخه ورأت أن الساعة هي ساعة <الديموقراطية> و<المحاسبة>. ومن أين؟ من على المنابر ومن داخل المحاور والتكتلات والزواريب والأزقة السياسية مغيبة حقيقة أن كل حساب لا ولن يؤدي وظيفته إلا من خلال المؤسسات الدستورية، وبعد أن تخرج البلاد من الاحتلال ومن الكارثة المادية التي صنعتها <إسرائيل> وأمها الحنون الولايات المتحدة الأميركية.
وضعت <الأكثرية الوهمية>، قياسا إلى الصوت المدوي من الخط الأزرق إلى النهر الكبير الجنوبي دعما للمقاومة والطالع من حناجر المسيحيين والسنة والشيعة (على عكس ما يروجه متحللون من التفكير والتبصر لم يسمعوا التهليل من مساجد السنة أو دقات أجراس الكنائس بعد إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله النصر الاستراتيجي على العدو)، وضعت هذه <الأكثرية> على الرف الحكومة وبيانها الوزاري ومداولات طاولة الحوار والثقة التي منحها مجلس النواب لرئيس الحكومة ووزائه، وضعت جانبا أرضها المحتلة وأسراها في <إسرائيل> وخرائط الألغام التي ازدادت عددا وخطرا على المواطنين، وإستبدلت كل ذلك بمواقف متناثرة لا موقف فيها غير محاولة الانقضاض على من انقض على تاريخ ومستقبل قاتل أهلنا ومدمر حياتهم.
<الآن نريد منك الجواب والحساب أيها المقاوم.. لا وقت لديك لدفن مئات الجثث التي تسببت بموت أصحابها.. لا ترفع بندقيتك مرة اخرى.. أعطنا سلاحك فورا.. لا تبتهج بما حققته في الميدان.. أخرس إعلامك وأنصارك..
وافق على مفهومنا لجبهة هادئة هانئة مع هذا العدو.. لا تساعد أبناء بلدك المهتوكة منازلهم.. لا تعطهم مسكنا او قطرة ماء حتى نوافق>. هذه بعض مطالب بعض <الأكثرية> مصاغة بوضوح بدده الحياء في الخطابات والمواقف التي عاقبتنا طيلة الأسبوع الفائت.
ثم إن الأدهى والأفضع هو ما ردده بعض قادة <الأكثرية> عن أن صبره فرغ وما عاد يطيق الاحتمال، وأن <قواعده> هي أيضا تضغط عليه وتلح لكي يقدم على الخلاص من الوضع، وأنه وجب التغيير والتحول بعد 12 تموز.. وقضت الصراحة والشفافية إلتزاما ب<أحكام الديموقراطية> بأن يجري تهديد المقاومة مواربة بأن خياراتها محدودة فإما الانخراط في الدولة (أي دولة؟) وإلا فإن الأوضاع ستصبح خطيرة جدا.
هكذا وعلى هذه الصورة المفجعة يلاقي البعض أبناء بلده من الناقورة إلى شبعا مرورا ببنت جبيل وعيتا الشعب والخيام، باتهامهم بأنهم يدافعون عن الرئيسين الإيراني أحمدي نجاد والسوري بشار الأسد. وهكذا يلاقون المقاوم السيد حسن نصر الله وهو يضع إبنا شهيدا وإبنا آخر على المتراس ومعهما أبناء وبنات قادة المقاومة. هؤلاء بالإضافة إلى الناس وأرزاقهم وبيوتهم وأحلامهم ومستقبلهم، يضعونهم رهنا لإيران وبرنامجها النووي وفاتورة لسوريا ودروها ونفوذها.
بكل بساطة وهدوء يغرز قادة وصحافيون ومحللون وعرافون من <الأكثرية> أو هوامشها الهشة، طعنة في هوية وانتماء وارتباط مئات آلاف اللبنانيين بوطنهم وأرضهم وكرامتهم وشرفهم، ليحولوا إرادتهم الحرة بالوصول إلى دولتهم القوية المنيعة العادلة السيدة المستقلة إلى مجرد تبعية وارتهان لأطراف خارجية.. ويتهمونهم بالانفصال عن الإجماع الوطني والتفرد ومحاولة الانقلاب على <الطائف> و<الهدنة> لصالح قيام دولة ضمن الدولة من هنا وهلال شيعي من هناك ومحور إقليمي من هنالك!
? هامش:
أخيرا، كأن بعض قادة <الأكثرية> كان يود ان يقول إنه كان يجب أن يعرف مسبقا بأن المقاومة <ستشن الحرب الإسرائيلية> على لبنان! هذه الصيغة التي لم يشهد لها علم السياسة مثيلا هي باختصار ما يردد بشكل ممل عن <قرار السلم والحرب> وهي صيغة تشبه صيغة مذهلة ابتدعها أحد الشعراء من أصدقائنا حين ألحت عليه صاحبته، وهي إلى جانبه في إحدى الحانات، بالسؤال عن سبب غيابه طويلا عنها فقال لها: اتصلي بأبي إيلي (حانة أخرى) واسأليه إذا أنا موجود عنده!