][ ... 1 ][
.
.
][ ... 2 ][
.
.
أَعْتَقِد أَنَّ ( إِسْتِدْلاَلَكَ ) بِأَقْوَالِي بَعْدَ ( تَنَاقُضِكَ ) ذَا
أَصْبَحَ ( سَاقِطَاً ) لأَنَّ الجَاهِل بِالأمْسِ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُصْبِحَ
عَالِمَاً بِسُرْعَةٍ كَتِلْك !! .. ثُمَّ لَوْ حَاوَرْتَنِي بِرَأيِي آنَذَاك
لَكَانَ لَكَ أَنْ تُحَاجِجْ بِه .. أَمَّا الآن فَأَنَا أَتَنَازَلُ عَنْ رَأْيِي
لِصَالِحِ المَذْهَب .. فَأَكْمِل حِوَارَكَ كَأَنْ لَمْ يَكُن مِنِّي مَاكَان
وَ ذَلِكَ لِأَنِّي اُدْرِكُ مَقْصَدَكَ مِمَّا تَفْعَل .. وَ إِنْ كُنْتَ تُرِيِدُ أَنْ
تُحَاوِرْنِي فِيِمَا أَجَبْتُكَ عَلَيْهِ فَحَاوِر .. وَ إِلاَّ لاَ تَذْكُر لِغَيْرِي
جَوَابَاً أَنَا صَاحِبُهُ ثُمَّ تُحَاجِجْهُ بِه ..

.. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِم ..
.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّد ..
.. السَّلاَمُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ ..
.
.
:/
مُنْتَصِر .. أَنْتَ بِمُفْرَدِكَ هَلْ تُمَثِّل رَأْيَ مَذْهَبِكَ أَمْ لا ؟!
ثُمَّ إِنَّ اِجَابَتِي عَلَى تَسَاؤُلِكَ كَانَتْ مُجَرَّدَةً مِنْ أَيِّ تَوْضِيِح
وَ هِيَ لاَ تُؤْخَذ كَمَا أَخَذْتَهَا .. وَ أَنْتَ لَمْ تُنَاقِشْنِي بِهَا
- أَصْلاً - فَكَيْفَ تَحْتَجُّ بِهَا الآن طَالَمَا أَنَّنِي فِي مَنْظُورِكَ
الشَّخْصِيّْ جَاهِلْ ؟! .. لِذَلِكَ قَدْ قُلْتُ لَكَ أَنَّنِي سَأُسْقِطُ رَأْيِي
لِأَنَّكَ لَمْ تُكَلِّف نَفْسَكَ بِأَيِّ اِسْتِفْسَارٍ عَلَى مَاقَدْ قُلْتُهُ لَـكْ !!
فَكَيْفَ بِكَ الآن أَنْ تَأْتِ بِهَكَذَا تَشْكِيِكْ !! .. وَ إِنْ كُنْتَ تُحَاوِرُ
المَذْهَب .. فَاِبْحَثْ عَنْ المَذْهَب ثُمَّ حَاجِجْنَا بِه !! .. لِتُثْبِتَ
لَنَا أَنَّنَا لَسْنَا أَتْبَاعَاً لَه .. وَ عُمُومَاً مَايَزَالُ الإِنْسَانُ
جَاهِلاً حَتَّى يَتَعَلَّم .. وَ بِإِمْكَانِي أَنْ أَصِلَ مَعَكَ إِلَى تَوْضِيِحٍ
يُؤَدِّي بِنَا إِلَى رَأْي أَخِي العَزِيِز الأحْلاَم الجَمِيِلَه .. وَ لَسْتُ
مُخَالِفَاً لَه .. فَأَكْمِل نِقَاشَكَ مَعَهُ وَ اَسْقِط مَا قَد حَمَلْتَهُ مِنِّي

لَمْ أَقُلْ لَكَ يَوْمَاً ( أَنَّنِي الأَعْلَم ) !! ثُمَّ لاَ تَحْزَن
فَإِنِّي لاَ أَفْرَحُ بِإِنْتِصَارٍ لِنَفْسِي .. بَلْ لاَ أَجِدُ فِي نَفْسِي
حَرَجَاً أَنْ أَقُولَ ( أَخْطَأْت ) لِأَتَعَلَّـم .. فَهَل بِتَرَاجُعِي
قَد هَزَمْتَ مَذْهَبِي أَنْت ؟! .. ثُمَّ أَعُودُ لَكَ لِأَقُول أَنَّكَ
قَد جِئْتَنَا ( لِتُكَفِّرَنَا ) بِسَبَبِ قَوْلٍ رَأَيْتَهُ فِي كُتُبِنَا
يَقُولُ فِي وَصْفِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَم بِأَنَّهَا ( كَائِنٌ إِلَهِيٌّ
جَبَرُوتِيّْ ) ثُمَّ أَرَاكَ تُؤَيِّدُ هَذَا القَوْل !! .. عَجَبَاً مِنْك
طَالَمَا أَنَّكَ تُوَافِقُ هَذَا القَوْل فَلِمَاذَا جِئْتَ بِهِ إِلَيْنَا ؟!
أَنْتَ كُنْتَ لاَ تَفْهَـم مَعْنَى ( كَائِنٍ إِلَهِيٍّ جَبَرُوتِيٍّ ) فَكَيْفَ
تَبَدَّلَت قَنَاعَاتُكَ !! .. وَ لَكِنِّي اُرِيِدُ مِنْكَ أَنْ تَشْرَحَ فَهْمَكَ
هَذَا إِلَى ( مُوالِي 12 ) فَهُو مَازَالَ مُسَانِدَاً لَك .. فَهَل
يَكُونُ - بِرَأْيِكَ - أَنَّكَ عَلَى مَذْهَبٍ وَ هُوَ عَلَى آخَر ؟! ..
أَلاَ تَرَى أَنَّكُمَا نَقَيِضَان ؟! .. هُوَ نَفَى عَنْ فَاطِمَةَ
الزَّهْرَاء عَلَيْهَا السَّلاَم .. وَ أَنْتَ قَبِلْتَ بِهِ لِكُلِّ
الخَلْق !! .. فَهَل مَذْهَبُكَ يُؤَيِّدُكَ فِي هَذَا أَمْ هَذَا
رَأْيُكَ الخَاص !! .. وَ حَتَّى تُثْبِت ذَلِكَ فَنَحْـنُ إِذَاً
سِيَّان .. فَإِن كُنْتَ تَطْعَنُ بِي .. فَصَاحِبُكَ أَوْلَى
.
.
.
إِنْ كُنْتُ أَنَا هَارِبَا .. فَمَاذَا سَتَكُونُ أَنْت إِذَاً ؟! أَمْ
أَصْبَحْتَ أَنْتَ شِيِعِيَّاً وَ أَنَا السُّنِّي ؟! .. سُبْحَانَ الله قُلُوبٌ مُتَقَلِّبَه !!

حِيِنَمَا تَقُول ( كَائِنٌ إِلَهِيٌّ جَبَرُوتِيٌّ ) فَإِنَّكَ تَنْظُرُ
إِلَى مَوْضِعَيْن ( فِيِمَن تَحَقَّقَتْ ) وَ ( فِيِمَن تَجَلَّتْ )
قَالَ أَخِي العَزِيِز الأحْلاَم الجَمِيِلَه ( هِيَ عَامَّةٌ لِكُلِّ
الخَلْق ) وَ أَنَا مُتَّفِقٌ مَعَهُ هُنَا إِذْ أَنَّ هَذَا الكَائِنَ
مَاكَانَ لِيَكُن لَوْلاَ جَبَرُوتُ الإلَه عَزَّ وَ جَل .. لَكِن هَلْ
تَجَلَّت هَذِهِ الصِّفَةُ فِي كُلِّ الخَلْق ؟! .. - حَسْبَمَا أَرَى -
فَإِنَّ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاء قَد عَبَّرَت عَنْ جَبَرُوتِ خَالِقِهَا بِمَا
كَانَ مِنْهَا مِنْ طَاعَاتٍ وَ عِبَادَاتٍ وَ تَصَرُّفَاتٍ يَعْجَزُ عَنْهَا
أَيُّ كَائِنٍ مَهْمَا كَانْ لِسَبَبٍ بَسِيِطٍ وَ هُوَ تَفْضِيِلُ اللهِ لَهَا
عَنْ غَيْرِهَا وَ إِلاَّ مَاكَانَ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
وَ سَلَّمَ أَنْ ( يَرْفَعَهَا لَوْ لَم تَكُن لِذَلِكَ أهْلا ) وَ قَد قَالَ
عَنْهَا أَنَّهَا ( سَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِيِن ) وَ هِي كَذَلِكَ ( بِضْعَةٌ
مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و سَلَّم ) فَلاَ أَعْتَقِدُ أَنَّهُ مِنَ الإِنْصَافِ
أَنْ تُسَاوَى بِبَاقِ الخَلْق وَ هِيَ الَّتِي قَد فَضَّلَهَا اللهُ تَعَالَى
فِي كُلِّ شَيّء ..
وَ لْنَضْرِبَ لَكُم مَثَلاً يُقَرِّبُ المَعْنَى أَكْثَر .. حِيِنَمَا تَقُول أَنَّ
كُلَّ كَائِنٍ هُوَ ( كَائِنٌ إِلَهِيٌّ جَبَرُوتِيٌّ ) فَهَل تَعْتَقِد بِنَاءَاً عَلَى
فَهْمِكَ لِقَوْلِ أَخِي الأحْلام الجَمِيِله حِيِنَمَا قَال ( أَنَّهَا عَامَّـةٌ
لِِكُلِّ الخَلْق ) أَنَّهُ يَسْتَوَي بِرَأْيِكَ ( الحِمَارُ وَ هُوَ حَيَوان مَعَ
اِبِنْ بَازْ وَ هُوَ إِنْسَان ) أَمْ هَلْ تَسْتَوِي ( كُونْدَلِيِزا رَايْس مَع
اُمِّكَ عَائِشَة ) أَمْ أَنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ تَحْوِي مُفَارَقَاتٍ عِدَّه ؟!
وَ عَلَى ذَلِكَ اُنْظُر كَيْفَ كَانَ جَوَابِي ( لا .. ثُمَّ .. نَعَـم )