(( كيف نفهم صبر الامام الكاظم – عليه السلام - )) (1)
(( انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ))
ان الالتفات الى معالجة النتائج من دون التفكير في ازالة الاسباب مضيعة للوقت ، كلمات نورانية مباركة صدرت من قلب مؤمن واعي لمفكر اسلامي كبير ، الا وهو سماحة اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (( دام عزه ))نفحات اوقدت في نفوسنا شعلة البحث والتقصي للوقوف على حقيقة معاناة مجتمع مظلوم يبتغي فجرا جديدا مفعما بالامل والشوق لتحقيق غاية الانسانية الكبرى بيوم موعود قدمت له قرابين كبيرة على منهجه ومنها قربانناوسيدنا الامام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام فما هي حقيقة هذه المعاناة ؟ ومن اوجدها ؟ وماحلها في مدرسة فالق البحار الامام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) بدات هذه المعاناة في رحم التجارب والبحوث العلمية الحديثةالمرتكزة على حقيقة علمية ؟مفادها ان هناك تاثرا وتاثيرا متبادلا بين نفس الانسان وجسمه ، حيث اعتمدت هذه القاعدة اسوء اعتماد من قبل محور الشر امريكا واذنابها الصهاينة حيث وظفوها لصنع قنبلة سميت بقنبلة السايكوسوماتك ، فماهي حقية هذه القنبلة ؟ نقول اولا ان مشكلة هذه القنبلة تكمن في خصائصها حيث انها وجهت ضد شعب باكمله (( وهو الشعب العراقي المؤمن )) وهي غير محرمة دولية ولها قدرة تدميرية هائلة تتجاوز كل الاسلحة الفتاكة المعروفة .لقد عرفت الموسوعة البريطانية المرض السايكوسوماتي بانه (( الاستجابات الجسمية للضغوط الانفعالية والتي تاخذ شكل اضطرابات جسمية مثل الربو وقرحة المعدة وضغط الدم وغيرها )) اذا ان مصطلح السايكوسوماتي او الامراض النفسجسمية هو من المصلحات المعبرة عن تاثير النفس على الجسم والمتاتي من استخدام كل انواع التعذيب الجسدي والنفسي والهرموني .ولعل خطورة هذه الامراض النفسجسمانية (( نفس الجسم)) منبثقة من انها قد تبلغ من الحدة بحيث انها تقاوم كل اشكال العلاجات الطبية المعروفة خصوصا اذا ما اقررنا بالحقيقة العلمية القائلة بان 50 %- 75 % من الشكاوي البدنية هي نفسية المنشا ، وهكذا اذا لم تتمكن انفعالاتنا من التعبير الظاهر عن نفسها بصورة ملائمة تتولى هذه اجسامنا التعبير عنها بماتستهلكه من لحم ودم . فاذا كانت هذه هي حقيقة الاثار المرعبة لهذه القنبلة فلا غرابة تعترينا بعد ذلك من تصريحات الامريكان في هذا الميدان حيث يقول احدهم(( ان كل مانحتاجه لتدعيم ترسانتنا العسكرية هو تكنولوجيا السلوك ))وكذلك تقول مساعدة البيت الاسود السبب الرئيسي لزيادة تخصيصات البتاغون للحقول النفسية ان النتائج اثبتت ان الذبذبات الكهرومغناطيسية عندما تكون بنطاق ذبذبات الدماغ فانها تستطيع احداث تغيرات ذهنية من مسافات بعيدة وان الذبذبات اذا كانت منخفضة جدا قد تؤدي الى تعطيل الدماغ وقتل كل الموجودين في منطقة تزيد مساحتها على عشرة الاف ميل مربع . هذا هو باختصار توجه السياسة العسكرية لامريكا تصدير المرض لدول اخرى دون معالجته في اقليمها المتميز باعلى نسبة من المرضى النفسيين . فماهو تاثير هذه الامراض على المجتمع العراقي المؤمن؟
كانت نقطة الانطلاق في توجيه هذه القنبلة عي فرض الحصار الاقتصادي على العراق وبعد فترة وجيزة على خروج العراق من حرب طاحنة دامت عدة اعوام اثرت وبشكل كبير على نفسية الانسان العراقي ، ومارافق الحصار من حرب ثانية كانت بداية النهاية لاستقرار نفسية الانسان العراقي وقدرتها على التكييف لمواجهة هذه الضغوط المتوالية ليبدا الضغط النفسي بالانعكاس على الجانب الجسمي ومن هنا بدات مشكلة الامراض النفسجسمانية بانعدام القدرة على التكيف او اضعافها مما يؤدي الى ان يصبح المجتمع العراقي مجتمعا مريضا لايستطيع ان يتخذ قرارات سليمة ولا ان يفكر بشكل منطقي نتيجة لتشويه وعيه بالواقع وبتعبير اكثر دقة يكون المجتمع العراقي مجتمعا شاذا مريضا تؤدي به أي اثارة الى نوع من الجنون او فقدان التوازن العقلي المرتبط بالمرض العقلي وبالتالي مجتمع مشوه مفرغ من المفاهيم منخور من الداخل بحيث أي صدمة بسيطة تجعله يتهاوى ويتحطم ولايملك ، أي قوة للتاثير على مجريات الامور السياسية المحيطة بالمنطقة . ان عمق المشكلة يكمن في ازدواجيتها فكان الحصار (2) الاقتصادي هو احد اركانها في حين ان الشخصية العراقية سهلة الانفعال شكلت ركنها الثاني حيث ان طبيعة شخصية الانسان العراقي مصنفة ضمن الشخصياتن سهلة التقلب من التاييد الى المعارضة وبالعكس وبالتالي توقف هذه الخاصية منطق العقل وتعميه عن رؤية الواقع برؤية واضحة وتكون النتيجة النهائية لكل ذلك اما موت الانسان نتيجة ضعفه بعد امتصاص قدرته التكيفية عبر مثيرات كثيرة في وقت قصير او ان يعيش معوقا عقليا مدجنا محسوبة استجاباته وموجهة انفعالاته بشكل قسري وهذا التوجيه يئدي بالنتيجة الى مايسمى بعلم النفس ( التوحد بالمعتدي ) وهو وسيلة نفسية تلجا اليها الشخصية اذ تتشبه في بعض جوانبها الانفعالية والسلوكية بالشخص الذي تخشى عدوانه وبهذا لاتعود الشخصية مهددة خائفة بل تصبح مهددة مخيفة وهذا عين ماارادته امريكا من سياستها هذه حيث ان تدجين (( وليس تطبيع ))سلوك الانسان العراقي ليصبح فيما بعد سلوكا منسجما مع اهدافها بوعي او بغير وعي من هذا الانسان . عليه ووفقا لما تقدم بيانه كيف يتاتى لنا فهم وتوضيف صبر الامام الكاظم ( عليه السلام ) في هذا المقام ؟ نقول وبتقرير علماء النفس ان المرء المتدين حقا لايعاني مرضا نفسيا قط ، وان علة النفس تكمن في الفجوة بين السلوك والدين وان المحاولات النفسية ذات الاصول الدينية سوف تنقذ البشرية ، هذا ولقد استقر اتجاه علم النفس الاسلامي على تاكيد حقيقة جوهرية مفادها ان علاج النفس يتركز على عنصرين هما الصدق والصبر ، فماهي حقيقة الصبر العلمية وكيف يفهمه العلماء ؟ الصبر عندهم وقود الطاقة النفسية ووسيلة العقل للتحكم والتاثير للعقل الواعي على العقل اللاواعي والشعور باللاشعور وبالتالي افراغ كل تاثيرات ومنبهات الامراض السايكوسوماتية في خلاء لايضر النفس ولاالجسد معا . فالجماعة اذا استطاعت السيطرة على نفسها في تقبل الواقع بحكمه ولو كان مؤلما وتعيشه بيقين وتتخطاه بايمان القدرة على التغيير الى الافضل رغم صدام المصالح وتضارب الغايات فهي تبدء بالتفكير بهدوء وقبول الري المعارض وسيادة الفكر المعتدل واعادة ترميم التصدع الفكري والانهيار الاجتماعي في وقفة مصالحة مع النفس تستوجب قوة الصبر في تحمل نتائج الفعل او امتصاص رد الفعل ، فالانسان المؤمن حينما يصبر ويكظم غيضه يكون قادرا على الغضب والثورة والاذى ولكنه في موقف اختيار فيختار الافضل والاصلح، فهنا يكون العقل واقعا تحت وعي الفرد وادراكه لثمرة هذا الفعل وليس الامر ناشئا عن الحتمية النفسية التي يقررها علماء الغرب ، فالصبر هو علم وحال وعمل وجهاد للنفس وهو سمو على الاحداث وارتفاع عن الغرائز ورضى بالقضاء وادراك بالمعرفة الايمانية حقيقة الابتداء بهذه الحقيقة الايمانية (( الصبر )) واجه الامام الكاظم (ع) معاناة ومصاعب وتحديات الجهلة وحكام الجور وامراء الابدان ن بهذه النفحة تحدى الامام (ع) كل الاثارات النفسية والمعنوية بصبر ظل نبراسا لكل السائرين على درب الايمان والجهاد والاسلام الحقيقي (3)
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين لاسيما سيدنا ومولانا موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام )
1- مقالة اعد على عجل وباختصار شديد وبمستوانا الفكري المحدود عساها تصب في اطار فضح النموذج الغربي وفقا لوصية اية الله الشيخ محمد اليعقوبي (( دام عزه )) على ان تفهم في اطار معطيات العلوم الحديثة فقط من علم نفس وسياسة وغيرها .
2- وما الارهب والاحتلال والمؤامرات الموجهة ضد هذا الشعب المؤمن من امريكا واذنابها الا حلقة من حلقات هذا المسلسل الاجرامي لتدمير نفسية المجتمع العراقي المؤمن .
3- من اراد التطبيق والفهم السليم لمنهجية الامام الكاظم (ع) في الصبر ، والمحاولات الشيطانية لتدمير نفسية المجتمع العراقي ، فليراجع خطاب سماحة الشيخ المولى محمد اليعقوبي (( دام عزه )) والمعنون بـ (( الاستماع الى الاخبار في وقت الازمات )) .
اخوكم ثائر خيرالله
تعليق