إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الخوارج بين الاستراحات وسرقة السيارات!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخوارج بين الاستراحات وسرقة السيارات!!

    الخوارج بين الاستراحات وسرقة السيارات!!



    من يقرأ التاريخ الإسلامي على مر العصور والأزمان يدرك أهمية خطورة منهج وفكر الخوارج على الإسلام وما جنته أيديهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الشرور والفتن، ولذا وصفهم صلى الله عليه وسلم بقوله: «يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وقوله: «يخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»، وقال فيهم: «هم كلاب النار»، وقال فيهم: «شر قتلى تحت أديم السماء».
    فتاريخهم مليء بالإساءة للأمة، قتل ودمار وهدم وتشريد من أول يوم خرجوا فيه عندما قال أبوهم معترضاً وخارجاً على حكم النبي صلى الله عليه وسلم في قسم الغنائم بقوله: «أعدل يا محمد»، فكانت بداية شرهم وخروجهم وإعلان منابذتهم لحكام الأمة وقادتها؛ لأن المال من أهم قضاياهم التي يطالبون بها مهما تظاهروا بالزهد وادعوا الورع في ترك الدنيا وملذاتها من أموال على حد زعمهم حتى قال منظرهم في منطلقه: «المال عصب الحياة».
    ثم سكنت شوكتهم فظهروا في عهد عثمان رضي الله عنه لأجل المال مرة أخرى، فأصبحوا يحرضون ويوغلون العامة عليه بأنه يعطي قرابته الأموال ويوليهم على الولايات حتى قاموا عليه واجتمعوا وتظاهروا عنده، زعموا مناصحته فقتلوه، وهكذا ... فهم يقتلون أهل الإسلام، فلم يسلم منهم الخلفاء الراشدون وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال سيدهم عن خلافة عثمان رضي الله عنه بأنها «فجوة في التاريخ الإسلامي».
    فهكذا توالت وتتابعت شرورهم حتى ظهروا في عهد علي رضي الله عنه فشذوا وانشقوا ثم خرجوا عليه فأرسل لهم حبر هذه الأمة وترجمان القرآن وأحد علماء الصحابة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لمناصحتهم ومناظرتهم وهم يحتجون بالشبه من آي القرآن، ولذا وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم «بأنهم يقرؤون القرآن..»، فهم أهل قراءة وصيام وعبادة، ولكنهم لا يفقهون ما يقرؤونه لجهلهم وعدم علمهم، فليسوا علماء ولا فقهاء في الدين، فكان من شبههم قولهم: لا حكم إلا لله، فاعلنوا فيها بداية «الحاكمية» حتى أصبحوا يفسرون بها معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، فيا سبحان الله!! وما أن بدأ ابن عباس رضي الله عنهما في حوارهم وقبل أن يحصل منهم قتل أو حرب واعتداء فإذا بهم ينكرون عليه لبس الزينة من اللباس وهو يرد عليهم بقول الله تعالى: {قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}.
    فقراءة القرآن لا بد معها من فقه في معرفة معاني الآيات لإصدار الأحكام الشرعية وبيان الحلال والحرام للناس لأنهم اليوم ينادون الأمة ويطالبونها بترك الطيبات من الرزق والمأكولات ومقاطعة الأشربة والجرائد والمنتجات!!! وهذا يذكرنا أيها القارئ الكريم بما حذر منه إمام هذه الدعوة الإمام المجدد لما اندثر من معالم الإسلام في منتصف القرن الثامن عشر الهجري الشيخ محمد بن عبدالوهاب في رسالة مسائل الجاهلية التي خالف فيها أهل الشرك والإشراك في المسألة الثانية والثمانين عندما قال في صفاتهم: «تعبدهم بترك الطيبات من الرزق».
    ولقد حذر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من التشبه بالمشركين وذم خصالهم بقوله: «من تشبه بقوم فهو منهم»، فالغلو والزيادة في العبادات والتنطع في الأمور أوصل أهلها أن جعلوها من عقيدة الولاء والبراء من لم يقاطع فليس عنده ولاء وبراء، بل من حراس دول الكفر والغرب زعموا ذلك!!
    أليس النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي؟؟ أليس النبي صلى الله عليه وسلم اشترى أغناماً من وثني ووزعها على أصحابه؟ ألم يستعمل النبي صلى الله عليه وسلم ابن أريقط خرّيتاً له في الهجرة؟
    فاتقوا الله يا من تحرمون ما أحل الله من الطيبات، فهذا قول على الله بغير علم، ونخشى أن يوصل إلى تكفير عباد الله المؤمنين بوصفهم بأنهم ليس عندهم ولاء ولا براء، فالغلو طريق موصل إلى التكفير والتفجير حتى وصل الحال بالخوارج إلى قتل خليفة المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والذي قتله أحد عُباد الخوارج ومعلم القرآن فيهم، عبدالرحمن بن ملجم الذي أرسله عمر رضي الله عنه لعمرو بن العاص وقال له: إني آثرت لك به على نفسي. فما نهاية أمره؟ قتل علياً رضي الله عنه وكان السلف يقولون: إذا رأيت الشباب أول ما ينشأ مع أهل السنّة فأرجوه، وإذا رأيته مع أهل البدع فيأس منه، فإن الشاب على أول ما ينشئ».
    لأن الغلو بتغليب جانب الخوف على الرجاء، وتغليب آيات الوعيد والترهيب أمره خطير، لا سيما وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما يكون على ما جاءت به الشريعة وفق الكتاب والسنّة وفهم سلف هذه الأمة، لا بالثورات والانقلابات والمظاهرات وجعل الأمة أحزاباً وجماعات.
    فالمعتزلة عندما اعتزلوا وتركوا مجلس الحسن البصري رحمه الله جعلوا لهم أصولاً يسيرون عليها منها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقصدون به الخروج على ولاة الأمور، وهذا إنما يحصل به سفك الدماء كما يفعل خوارج العصر في بلاد الحرمين ومأرز التوحيد والسنّة ومنطلق الدعوة السلفية في العالم بالتغرير بشبابنا وغرس الشبهات في قلوبهم بدعوى القيام «بالخلافة» المزعومة التي يلوثون بها الأدمغة والعقول بالغلو في المعاصي والمنكرات حتى صيروها فجعلوها من المكفرات والمخرجات من الدين بحجة أن فعلها دليل على استحلالها مستشهدين بقوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، فتضخم الذنوب والمعاصي وينفخ فيها حتى يصبح الشاب «يرى حسن ما ليس بالحسن» فيترك بعدها عمله ودراسته بدعوى أنه في «رق وظيفي» ثم يقول: دلوني على سوق المدينة!! فيدخل بعدها في معترك عقدي وفكري مع أهله ونفسه ومجتمعه وولاة أمره ووطنه فيشعر بأن أكثر الذين من حوله في جاهلية فتبدأ عنده العزلة الشعورية والابتعاد عن الناس والانطواء عن المجتمعات لأنه في جاهلية القرن العشرين وإن ظل فريق منها يردد على المآذن «لا إله إلا الله» لأنه لا يوجد على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه شريعة الله والفقه الإسلامي!! فتجده إذا تكلم نطق بقوله: «عندما كنا في الجاهلية»، وفي «أيام الجاهلية فعلنا كذا وكذا..» مع أن الذي عليه المحققون من أهل العلم من أن الجاهلية انتفت بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن قد يوجد شيء من صفاتها في بعض الأشخاص وهذا لا يعمم به على الأمة بأسرها كما جاء في حديث «إنك امرؤ فيك جاهلية».
    ثم تبدأ بعد هذه المرحلة مرحلة ترك الصلوات مع المسلمين في المساجد بدعوى أنها «مساجد ضرار» عياذاً بالله من ذلك العمل، فيتركون الصلوات في بيوت الله مع المسلمين ويصلون في المزارع - الاستراحات - بين الأشجار وصناديق التمور، ويحتجون لمن يستنكر فعلهم بقوله صلى الله عليه وسلم: «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».
    فهكذا هم الخوارج كما وصفهم عليه الصلاة والسلام بقوله: «يقولون من قول خير البرية».
    فبعدها تبدأ عند الشباب مرحلة إفرازات هذا الفكر فتبدأ حياته «الدموية» فتراه فترة وبرهة من الزمن في بيع التمور ثم الأغنام، ولكن قلبه يحدثه ويقول له: متى تفتح هذه البلاد؟؟ لأنهم يهيئونه ويعدونه إعداداً ثورياً قتالياً، وإلا من كان يتوقع أن شاباً من شباب التوحيد يقتل نفسه في بلاد الحرمين بالأحزمة الناسفة في عمليات انتحارية ويعتقد أنه جهاد في سبيل الله، فنسأل الله السلامة والعافية، والله عزَّ وجلّ يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً}، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة»، والله سبحانه قال: {ولا تقلوا بأيديكم إلى التهلكة}.
    فالغلو نفق خطير إذا تربى عليه الشاب منذ بداياته وسار في سراديبه فلن تجني الأمة إلا الويلات والنكبات والحسرات، فالخوارج تورعوا من أكل التمرة ومن دم البعوض ولكنهم قتلوا الصحابي الجليل عبدالله بن خباب وبقروا بطن زوجته.
    وها هم اليوم يسرقون السيارات ويفخخونها للتفجيرات، فهم الذين قتلوا المسلمين في المسجد الحرام وروعوا الآمنين وعطلوا الصلاة فيه في حادثة لم يسبق لها التاريخ لا في الإسلام وفي في الجاهلية لسيرهم على مخططات وقاعدة «فلان كافر، ومن لم يكفر الكافر فهو كافر» حتى أحرقوا شروحات كتب السنّة كالفتح لابن حجر، شرح البخاري وشرح النووي على مسلم، وفي أي مكان؟ في المسجد الحرام!! بدعوى الأخذ بالدليل ونبذ التعصب المذهبي والتعصب لآراء الرجال لأنهم يبدعون هذين العالمين الجليلين، ولا غرابة من هؤلاء فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال فيهم: «يقولون من قول خير البرية».
    ثم انتقلوا من التكفير إلى التبديع بعد أن انكشف حالهم فقالوا اليوم: إذا بدعت شخصاً من الناس فإنك لا تلزم بالدليل وإنما عليك التقليد!! فهذا عندهم كافر والآخر عنده زندقة وهذا عقلاني وذاك مميع مبتدع ومن غلاة المرجئة، حتى جعلوا شبابنا في تيارات جارفة، وموجات هائجة، وجماعات حزبية مفخخة فمن تبليغية إلى إخوانية، ثم حدادية تكفيرية، فبعدها انقلابات واختطافات فتفجيرات نارية.
    وإليك أخي القارئ المبارك ما ذكره سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - عن هذه الحادثة الشنيعة والفعلة السيئة في كتابه «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة» (4/90) عندما قال: لقد حصل بهذه الحادثة الشنيعة ظلم كثير وفساد عظيم وبلاء كبير ولا نعلم أنه مر بالمسجد الحرام مثل هذه الحادثة لا في الإسلام ولا في الجاهلية. (اه).
    وهذا يذكرنا بما ذكره الإمام البربهاري في شرح السنّة عندما قال: (اعلم أن الأهواء كلها ردية تدعو كلها إلى السيف) أخي الشاب المبارك يا من تحب الخير وتسعى لفعله وترجو ثواب ربك عزَّ وجلّ، هذه كلمات كتبتها تذكيراً لك ونصحاً لله عزَّ وجلّ لأننا أصبحنا اليوم مستهدفين في ديننا وعقيدتنا وأمننا وحكامنا وشبابنا لأنهم يريدونك أن تكون أداة من أدواتهم للقيام بمخططاتهم وغاياتهم السيئة وذلك بزعزعة الأمن والقيام بالفتن والأراجيف وعمل القلاقل للخلق وقتل رجال الأمن والمعاهدين والمستأمنين. أيها الشباب اتركوا السلاح وأرجعوا إلى طريق الحق ووسطية الإسلام بسلوك منهج سلف هذه الأمة، ولن تجدوا إلا خيراً بإذن الله عزَّ وجلّ، وأوصيكم ونفسي بقراءة كتاب له الأهمية الكبرى في معرفة هذه الحقائق لتزدادوا نوراً وبصيرة في دينكم، ففيه علاج لأمور الساعة من الفتن التي جرفت من جرفت من الشباب، هذا الكتاب هو (الإرهاب وخطره على الأمم والمجتمعات) لصاحب الفضيلة الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي حفظه الله وشفاه، فهو من أفضل الكتب وأنفسها في كشف هذه المخططات السيئة والتي أبعدت شبابنا وصرفتهم عن الحق لا سيما وأن مؤلفه من العلماء الذين حاربوا الإرهاب منذ زمن قديم، فألف هذا الكتاب نصحاً للشباب من الوقوع في هذه الأفكار منذ ما يقارب عشر سنوات تقريباً.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X